أبرز ما تناولته الصحافة العبرية 16/05/2016

تابعنا على:   12:32 2016-05-16

وزير الخارجية الفرنسي: رغم معارضة نتنياهو سيتم عقد مؤتمر السلام"

كتبت "هآرتس" بأن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، اوضح امس، بأن بلاده تصر على عقد مؤتمر السلام الدولي رغم معارضة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتحفظه من المبادرة. وقال أيرو، بعد اجتماعه بنتنياهو، امس، ان "نتنياهو لا يوافق، هذا صحيح. انا اعرف ان هناك معارضة قوية، هذا ليس جديدا ولن يسبب لنا اليأس. وسيتم عقد المؤتمر". وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان اللقاء بين أيرو ونتنياهو بدأ في اجواء لطيفة، لكنه سرعان ما تصاعدت اللهجة ولم يهدأ اللقاء بينهما الا قبل نهايته".

وقال أيرو، الذي اجتمع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ايضا، ان "نتنياهو يقول بأنه يريد فقط المفاوضات المباشرة، لكن هذه الامكانية عالقة. اذا لم نفعل شيئا فان هذه المنطقة ستسقط في ايدي داعش. ومن الواضح لنا، وقد قلت ذلك لنتنياهو وعباس، انه لا يمكننا العمل بدل الاطراف. سيكون عليهما اجراء مفاوضات مباشرة، ولكن لأن الامور عالقة هناك حاجة الى التدخل الخارجي. الهدف هو مساعدتهما على العودة للمفاوضات".

ولدى تطرقه الى حل الدولتين قال أيرو: " هذا الوضع يواجه التهديد بسبب غياب الحوار واستمرار الاستيطان والعنف ضد الجمهور في الجانبين. كما يكمن التهديد في الاحباط المتزايد الذي يجر الغضب ويقتل الأمل. يجب تجديد الأمل". واضاف ان الحفاظ على الوضع الراهن هو "اغراء خطير" ولذلك يجب العمل قبل ان يصبح الوقت متأخرا".

وقال أيرو ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعرب عن توجه ايجابي ازاء المبادرة. لكن كيري لم يعلن حتى الآن موقفا علنيا في هذا الموضوع ولا ما اذا سيشارك في مؤتمر وزراء الخارجية في باريس في نهاية الشهر الجاري تحضيرا لمؤتمر السلام.

وقال أيرو ان الرباعي الدولي سيقدم في 25 ايار التقرير الذي اعده حول الجمود السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي يثير القلق في القدس. وقال: "قلت لنتنياهو بأننا لا نتوقع وجود اغاني تهليل في التقرير حول التقدم في العملية السلمية".

وكرر أيرو التزام فرنسا لإسرائيل. وقال: "جئت احمل رسالة واضحة – الصداقة مع اسرائيل دائما في قلبي. نحن نحب اسرائيل، دافعنا عن المصلحة الاسرائيلية في الموضوع الايراني، ودفع العملية السلمية سيخدم امن اسرائيل".

وتطرق نتنياهو في بداية جلسة الحكومة امس، الى اجتماعه مع أيرو، وقال انه اوضح له بأن الطريق الوحيد لدفع الاتفاق هي المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة. "التجربة التاريخية تظهر بأننا هكذا فقط حققنا السلام مع مصر ومع الاردن. وكل محاولة اخرى تبعد السلام وتمنح الفلسطينيين منفذا للهرب من مواجهة جذور الصراع، التي تكمن في عدم اعترافهم باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".

نتنياهو ينوي توبيخ يعلون بسبب دعمه لحرية الضباط في التعبير

كرست الصحف الرئيسية الثلاث، عناوينها الرئيسية اليوم، لما يبدو انه تعميق آخر للخلافات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعلون، حول الموقف من قضايا تتعلق بالجيش وسياسته التي تتناقض في كثير من الامور مع مواقف القيادة السياسية. وتحت عناوين متشابهة تتحدث عن "ازمة" او "شرخ" بين رئيس الحكومة ووزير الامن، تكتب الصحف ان نتنياهو استدعى وزير الأمن، إلى محادثة عاجلة بينهما، اليوم، يبدو انها ستكون محادثة توبيخ، على خلفية الخطاب الذي ألقاه يعلون، مساء امس الأحد، بمناسبة يوم الاستقلال، في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، والذي دعا من خلاله ضباط الجيش الى مواصلة التعبير عن آرائهم "حتى لو لم تكن جزء من التيار المركزي، وتتعارض مع الافكار والمواقف التي تتبناها القيادة العسكرية الرفيعة او القيادة السياسية".

وستجري المحادثة صباح اليوم، الاثنين، في ديوان رئيس الحكومة في القدس. وحسب ما تنشره "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" فقد قال مقرب من نتنياهو ان المقصود "محادثة توضيح، وليس محادثة توبيخ. وان رئيس الحكومة يريد معرفة ما الذي كان ملحا لكي يعيد يعلون فتح الموضوع مجددا".

لكن "يديعوت احرونوت" ترى في هذه المحادثة توبيخا ليعلون، وكتبت نقلا عن المقربين من نتنياهو انه يشعر بالغضب لأنه اعتقد بأن عاصفة يئير جولان انتهت في حفل تبادل الانخاب في مقر قيادة الجيش عشية الاستقلال. وحسب رأيهم فان يعلون يعيد اعلاء القضية في محاولة لجمع النقاط على حساب نتنياهو والتظاهر بأنه "المسؤول البالغ".

وقالوا ان تصريح يعلون بأنه يمكن للضباط قول كل شيء، ليس مقبولا في أي مكان في العالم، وان القيادة السياسية هي التي يجب ان تقود. في المقابل قال مقربون من يعلون انه لا توجد صلة بين خطابه وخطاب جولان، ولم يستهدف رئيس الحكومة. وينظر المقربون من يعلون بعين القلق الى الاتصالات الجارية من وراء الكواليس لتشكيل حكومة وحدة قومية وامكانية دخول هرتسوغ او ليبرمان الى الحكومة. واعربوا عن تخوفهم من ان نتنياهو سيعرض حقيبة الامن على ليبرمان من اجل اغرائه على الانضمام الى الحكومة. لكن المقربين من نتنياهو ينفون ذلك، ويقولون ان "جلسة التوضيح اليوم ليست تمهيدا لإزاحته عن منصبه".

وتضيف "هآرتس" في توضيحها لما حدث ان يعلون، وعلى خلفية العاصفة التي اندلعت في اعقاب تصريحات نائب رئيس الأركان، يئير جولان، خلال خطابه عشية ذكرى الكارثة، توجه الى قادة الجيش ودعاهم الى "عدم الخوف او التردد او الارتياع" عن الادلاء بآرائهم. وقال يعلون للضباط: "واصلوا اظهار الشجاعة ليس فقط في ساحة الحرب، وانما، ايضا، حول طاولة المفاوضات. الجيش الجيد هو الجيش الذي يشعر قادته، الصغار والكبار، بقدرتهم على قول رأيهم في كل وقت، وهم يعرفون بأنهم لن يتعرضون للأذى". واضاف يعلون: "هذا هو طلبي منكم، يا قادة الجيش الكبار، وهذا يجب ان يكون مطلبكم من الخاضعين لمسؤولياتكم. واصلوا العمل حسب الضمير الانساني والبوصلة، ولا تسيروا مع اتجاه الريح".

والمح يعلون في خطابه الى قضية الجندي اليؤور أزاريا، الذي اطلق النار على المخرب الجريح في الخليل واتهم بالقتل، وقال: "في الأشهر الأخيرة نجد أنفسنا نصارع امام اقلية متطرفة تعمل في الميدان وعلى الشبكة الاجتماعية، بعضها تسلل مقنعا الى التيار المركزي في المجتمع، ويحاول التأثير على صورة وقيم الجيش. هذا صراع كبير لا مثيل له، وربما الأكثر حيوية واهمية منذ سنوات طويلة، ليس فقط على صورة الجيش وانما على صورة المجتمع الاسرائيلي". وأضاف بأن "استمرار المس بالقيم وبالمناعة الاخلاقية للجيش والمجتمع الاسرائيلي سيكون حابلا بالمخاطر لدولة اسرائيل. اعترف امامكم بأن هذا الموضوع يقض مضجعي، لكنه يجعلني ايضا اكثر اصرارا في هذا الصراع". ووصف يعلون ذلك بالرسالة، وقال انه لا ينوي التخلي في هذه المسألة.

وحسب يعلون فان المسألة ليست مسألة يسار او يمين، لأن الغالبية العقلانية في المجتمع الاسرائيلي، من كل الطيف السياسي، تسعى للحفاظ على الجيش الاخلاقي وعلى جنوده وقادته الاخلاقيين والانسانيين". وأضاف: "انهم فعلا هكذا، واذا كانت هناك استثناءات، فنحن نعرف كيف نعالجها بإصرار، وعدم السماح بيد خفيفة على الزناد، وبالتحمس والانتقام او فقدان العقل. نحن سندعم من يخطئ ببراءة، لكننا لن نتسامح مع من يخرج عن الصلاحيات ويعمل خلافا للقانون والقيم".

وقال يعلون في خطابه، ان على المجتمع الذي يضرب فيه المثل "تقريب الأقليات التي تعيش في داخله والحفاظ على دمجها في جوهره، وعدم السماح للجهات الهامشية بالتحريض ضدها"، وان يكون مجتمعاًَ "يقدس الحياة ويصارع بكل قواه ضد العنصرية والعنف والحوار الذي تحركه الكراهية، والتحريض والفصل، مجتمع يحارب بدون مساومة اقصاء النساء والتحرش الجنسي ضدهن وتحويل المشتكية الى متهمة". وقال "ان هذه المبادئ قائمة في مجتمعنا، وهي تمثل الغالبية الحاسمة. علينا تعزيزها والصراع من اجلها امام من يحاولون بالقوة دفعنا الى هاوية الكراهية وفقدان القيم".

وجاء من ديوان نتنياهو، الذي سبق وشجب خطاب جولان، وطالبه بتوضيح اقواله، ان "رئيس الحكومة يدعم الجيش وقادته وجنوده بشكل كامل. رئيس الحكومة متمسك برأيه بأن المقارنة بألمانيا النازية لم تكن مناسبة وجاءت في وقت غير مناسب، وتسببت لإسرائيل بضرر على الساحة الدولية. قادة الجيش يقولون رأيهم بحرية في المنتديات المعنية وفي القضايا الخاضعة لمسؤوليتهم. الجيش هو جيش الشعب، ويجب الحفاظ على تركه خارج الخلافات السياسية".

ودعا وزير الأمن الأسبق، عمير بيرتس، كبار قادة الجهاز الأمني السابقين الى دعم يعلون ونائب رئيس الأركان، ورفض مواقف اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو. وقال ان "موقف نتنياهو الذي يدعي ان قادة الجيش لا يواجهون مشكلة في التعبير عن آرائهم هو نفاق وغض نظر من قبل نتنياهو ازاء الهجوم الذي يقوده بنفسه ضد نائب رئيس الأركان. بيبي يدوس كل ذكر لمبدأ الرسمية وعلى وزير الامن فحص ما اذا كان مكانه لا يزال في صفوف اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو".

تسريب تسجيل للجنرال جولان يرفض فيه الممارسات الوحشية للجيش

تكتب "يديعوت احرونوت" انه تم يوم امس، وقبل ساعات قليلة من خطاب يعلون، تسريب تسجيل لمحادثة اجراها جولان مع جنوده قبل 10 سنوات، يستدل منها رفضه للممارسات الوحشية للجيش.

وكان جولان قد تحدث قبل عشر سنوات امام متجندين جدد، حين كان يشغل منصب قائد فصيل الضفة. وفي حينه عرض امام الجنود نظريته بشأن تفعيل القوة ازاء الجمهور المدني في مناطق الحرب. وقال جولان في حينه: "امام المدنيين، نعم، نحن نخاطر وبحق. الوعي لا يتقبل قيامنا باسم الامتناع عن المخاطرة، بتدمير البيوت وقتل النساء والاطفال غير الضالعين في الحرب. لا يمكن تحمل انتزاعنا لحياة الناس بدون مبرر".

وسأل احد الشبان الجنرال جولان: "واذا كان هؤلاء مواطنوك او جنودك، فما الذي تفضله؟" فرد الضابط الرفيع دون تردد: "مواطنون، انت لن تقتل امرأة عمرها 60 سنة، حتى وان كانت عربية. ليس في كل الحالات الحربية يتهدد الخطر الجميع، ولا يختبئ مخرب وراء كل امرأة عربية. في بعض الأماكن كان ما حدث هو مخالفات جنائية، جنائية. استخدام السلاح الذي اعطي لك بشكل لا يتقبله العقل".

ووصف جولان امام الجنود حادثة قاسية: "وقف اربعة جنود على حاجز، ووصل فلسطيني. وكان احد الجنود يقوم بتفتيش امرأة فلسطينية. وبالنسبة للفلسطيني بدا الأمر وكأن الجندي يتحسس جسد المرأة، فمس ذلك بمشاعره الاسلامية. وركض كالمجنون لضرب الجندي. كان يقف هناك اربعة جنود مقابل فلسطيني واحد. فما الذي فعلوه. اطلقوا النار عليه. لماذا يجب انتزاع حياته. ما الذي تريدونه. ان نبرر هذا العمل؟ هل هذه هي الأمة التي تريدون العيش فيها؟"

وحاولت اوساط في اليمين وناشطون على الشبكات الاجتماعية عرض جولان وكأنه تم ضبطه متلبسا. لكن جهات عسكرية المحت الى ان تسريب هذا التسجيل ينطوي على محاولة للمس بالجيش. وقال مصدر عسكري ان تصريحات جولان هذه قيلت قبل عشر سنوات، ونشرها في التوقيت الحالي يطرح شبهات مغرضة ليس من الواضح ما هو الهدف منها".

ويسود التقدير بأن تسريب الخطاب القديم يهدف الى اثارة الاحتجاج ضد كبار المسؤولين في الجيش عامة، وضد جولان بشكل خاص – الاحتجاج الذي بدأ بعد خطابه في يوم الكارثة، قبل اسبوع ونصف.

حزب الله طلب من الصحفيين عدم اتهام اسرائيل بقتل مصطفى بدر الدين!!

على ذمة مراسلة "يديعوت احرونوت" سمدار بيري، فقد توجه مسؤولون كبار في حزب الله الى الصحفيين بعد اغتيال المسؤول العسكري في التنظيم وطلبوا منهم بشكل فريد من نوعه "عدم الاشارة الى اسرائيل كمسؤولة عن اغتيال الشهيد البطل مصطفى بدر الدين". وقال محرر صحيفة لبنانية شهيرة في بيروت لصحيفة "يديعوت احرونوت" امس، ان مراسلي الصحيفة اتصلوا بالناطقين بلسان حزب الله بعد نشر البيان حول اغتيال بدر الدين، وطلبوا تعقيب التنظيم، في اعقاب اتهام اسرائيل في البيان الاول بأنها تقف وراء الاغتيال، ومن ثم تم نشر بيان آخر بعد ثلاث ساعات يعفي اسرائيل من المسؤولية. وطلب رجال حزب الله من الصحفيين عدم ذكر اسم اسرائيل في الموضوع، كما قال المحرر، خلافا لمسارعة حزب الله بعد اغتيال ثلاثة قياديين سابقين – عماد وجهاد مغنية وسمير قنطار – الى تحميل المسؤولية لإسرائيل والتهديد بالانتقام في المكان والوقت المناسبين.

وقال الصحفي: "لا احد يشتري تحميل المسؤولية للمتمردين في سورية، والاصرار على تطهير اسرائيل يبدو غريبا". كما قال الصحفي الفرنسي جورج ملبرونو من صحيفة "لا فيجارو" ان "مسؤولين في حزب الله طرحوا المطلب ذاته من وسائل الاعلام الاجنبية والصحفيين الاجانب.

ويسود التقدير في بيروت بأنه في اعقاب اغتيال بدر الدين يوم الثلاثاء في دمشق، قررت قيادة حزب الله الامتناع عن فتح جبهة مع اسرائيل كي لا تنجر الى التهديد بعملية انتقام. وقالوا في العاصمة اللبنانية ان "حزب الله يغوص في الحرب السورية التي تجبي منه  جهود ثقيلة وضحايا، وفي ايران يقدرون بأن محاربي حزب الله لن يتمكنوا من المواجهة على جبهتين.

في السياق ذاته يجري الحديث عن ان الشخص المرشح لاستبدال بدر الدين في منصب رئيس العمليات في حزب الله، هو ابراهيم عقيل، مساعد وصديق عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في 2008. وكان عقيل خلال حرب لبنان الثانية مسؤولا عن تنسيق الاستخبارات بين حزب الله وسورية. واذا تم تعيينه فسيصبح خاضعا لطلال حمية رئيس قسم العمليات في الخارج.

هرتسوغ يدعي ان الانضمام الى الحكومة من شأنه دفع خطوة "نادرة"!

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، قال بان الانضمام الى الائتلاف الحكومي يمكنه دفع خطوة سياسية "نادرة"، بينما قدر نتنياهو بأن فرص انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة لا تزال منخفضة بسبب الخلافات "حول المبادئ والحقائب"، وقال انه يسعى لضم "اسرائيل بيتنا" بالذات الى الحكومة. لكن رئيس "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان وصف ذلك بأنه "اسفين".

وكان هرتسوغ قد تحدث امام عشرات نشطاء منتدى "معسكر رابين" في الحزب، ووصف تسلسل الاتصالات بينه وبين نتنياهو، واعترف بأن هذه الاتصالات جرت منذ ظهور نتائج الانتخابات، وانه كانت هناك مئة فرصة للانضمام الى الحكومة لكنه لم يفعل، موضحا: "قلت انه اذا كان هناك شيء فيجب ان يتمثل في تغيير تاريخي دراماتيكي في التوجه". واضاف هرتسوغ: "انا اشخص فرص سياسية اقليمية نادرة قد تمر ولا ترجع. وانا اقول ذلك بناء على معرفة. انها بالغة التعقيد، مركبة ولا اعرف ان كانت ستتحقق – لكنه يمكن ان تحدث فقط بفعل تغيير مبنى الحكومة". وحسب اقواله فانه "اذا كان يسمح بالتحدث مع ابو مازن فانه يسمح بالتحدث مع نتنياهو".

وانتقد هرتسوغ النواب الذين تحفظوا من التوصل الى اتفاق مع الليكود دون معرفة مضمونه، وقال: "انا اتصرف بمسؤولية، لا يمكنني التحدث في الخارج وبيع قصص للناس واختراع اساطير اسمعها من نوابنا الذين لا يعرفون ما هو المطروح على الجدول. مع كل الاحترام، هذه امور دولة ولذلك فهي بالغة الحساسية".

وعقد اللقاء في بيت الناشطة عدينا فلطمان، ولم يحضره الكثير من نواب الحزب. ومن بين الحضور كانت النائب اييلت نحمياس فاربين، التي قالت ان دخول الحزب الى الائتلاف لن يؤدي الى تراجع قوة البيت اليهودي، لأن هذا الأمر يتعارض مع مصلحة نتنياهو. ودعا الوزير السابق افرايم سنيه خلال اللقاء الى التمسك بثلاثة مبادئ تضمن تأثير الحزب اذا دخل الى الائتلاف: السيطرة الكاملة على المجال السياسي، تجميد البناء في المستوطنات وحق الفيتو في التصويت على قوانين مختلف عليها.

وكان عدد من نواب الحزب قد صرحوا مؤخرا بأن هرتسوغ يعمل من اجل الحصول على صفقة جيدة مع نتنياهو. وقال احدهم "نحتاج الى انجاز اقتصادي وانجاز سياسي. حين تتمحور الصفقة حول المناصب فقط لا يمكن اقناع النواب بالانضمام الى الائتلاف". في المقابل قال احد نواب الليكود انه يسود لديه الانطباع بأن نتنياهو غير معني بخروج البيت اليهودي من الحكومة، ولا يريد الانحراف عن سياسة الليكود.

من جهته تطرق نتنياهو الى الموضوع خلال جلسة لرؤساء كتل الائتلاف، حيث بث التشاؤم وقال ان الاتصالات مع هرتسوغ عالقة وان المعسكر الصهيوني لا يزال بعيدا عن الانضمام الى الائتلاف. وقال ان الخلاف يتمحور حول القضايا الجوهرية والحقائب التي سيتسلمها الحزب.

وقال نتنياهو للوزراء انه يريد استئناف الاتصالات مع "اسرائيل بيتنا" لضمه الى الائتلاف، وقال انه ينوي دعوة ليبرمان على الملأ للانضمام الى الحكومة، "عليه الانفصال عن حنين الزعبي والانضمام الى الحكومة" قال نتنياهو، واتهم ليبرمان بسرقة اصوات اليمين التي رغبت بالانضمام الى حكومته وتحويلها الى مقاعد المعارضة. ورد ليبرمان على ذلك على صفحته في الفيسبوك حيث وصف تصريحات نتنياهو بأنها "اسافين" واضاف "عندما يتم التوجه الجدي والحقيقي الى اسرائيل بيتنا، سنتطرق الى الموضوع".

وقال مصدر في الليكود ان "هدف نتنياهو من التوجه الى ليبرمان مزدوج، فقد حدد نهاية العطلة البرلمانية، موعدا لإنهاء الاتصالات، والتوجه الى ليبرمان يهدف الى دفع هرتسوغ الى الحائط واجباره على اتخاذ قرار. ومن ناحية ثانية، اذا تبين بأن ليبرمان معني بالانضمام فسيسر نتنياهو ضمه الى الائتلاف".

في السياق نفسه يعمل وزير المالية، موشيه كحلون، على تسريع انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة، لكن اوساط في الليكود تقدر بأن" كحلون لن يستغل مكانته لتهديد نتنياهو واجباره على تليين الموقف امام هرتسوغ. وقالوا "ان كحلون لا يملك مصلحة في تحطيم الآليات، هذا سيكون تهديدا بمسدس فارغ. فهو لا يريد ولا يستطيع تفكيك الحكومة والتوجه الى الانتخابات من دون تحقيق انجازات ملموسة في تخفيض غلاء المعيشة، وهو يعرف ان الامر ليس منوطا فقط بالنوايا الحسنة لنتنياهو وهرتسوغ فقط".

دائرة الاستيطان تشرع قيام مستوطنة جديدة في الضفة!

تكتب "هآرتس" ان دائرة الاستيطان شرعت الاعتراف بحي "لشام" في مستوطنة "عيلي زهاف" كمستوطنة جديدة، بادعاء ان الحكومة لا تفعل ذلك "لأسباب تقنية وسياسية"، كما يتضح من رسالة كتبها نائب المدير العام لدائرة الاستيطان. ويتضح من الرسالة ان دائرة الاستيطان تعترف بمستوطنات جديدة بناء على رأيها المستقل رغم ان الحكومة هي الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان عن اقامة مستوطنة جديدة.

ويقوم حي "لشام" على تلة مجاورة لمستوطنة "عيلي زهاف" القائمة بالقرب من شارع 5 الذي يربط بين اريئيل وغوش دان. وفي عام 1985 صودق على مخطط لبناء 650 وحدة اسكان في "لشام" وبدأت شركة تطوير السامرة ببنائها، لكن الطلب على البيوت هناك تقلص بعد اندلاع الانتفاضة الاولى، فتم تجميد بناء البيوت لمدة 25 سنة. وفي السنوات الاخيرة جدد المجلس الاقليمي شومرون خطة البناء على التلة وتم تأسيس جمعية تعاونية فيها باسم "لشام" على الرغم من ان التلة اعتبرت حيا من "عيلي زهاف". ويجري تسويق المنازل في هذه المستوطنة للمتدينين. وتم في حينه نعتها بأنها اول مستوطنة قانونية تقام منذ 20 سنة.

ومنذ توقيع اتفاقيات اوسلو تقلل الحكومة من الاعلان عن مستوطنات جديدة خوفا من الرد الدولي. ولذلك تسمى كل اعمال البناء وراء الخط الاخضر بأنها توسيع لمستوطنات قائمة.

نتنياهو: "ايران تنفي الكارثة، تسخر من الكارثة وتعد لكارثة أخرى"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيا مساء السبت مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أثار خلاله مسألة إنكار المحرقة من جانب إيران. وخلال اجتماع مجلس الوزراء، صباح امس، أوضح رئيس الوزراء: "نحن نطرح هذه المسألة هنا لأنه يجب ان نفهم ما هي مشكلتنا مع إيران. المسألة لا تتعلق فقط بسياستها التخريبية وعدوانها في المنطقة، وانما بالقيم التي تقوم عليها. انها تنفي الكارثة، تسخر من الكارثة وتعد لكارثة أخرى. أعتقد أن على كل دول العالم الوقوف وشجب ذلك بملء الفم".

وجاءت اقوال نتنياهو هذه في اعقاب تنظيم معرض الكاريكاتير السنوي في ايران لإنكار الكارثة، والذي يقام للسنة الثالثة على التوالي. لكنه تقرر في هذه السنة اضافة فئة خاصة من الرسوم الكاريكاتورية في المعرض: رسوم كاريكاتير حول رئيس الحكومة الاسرائيلي. ويقام هذا المعرض في اطار مؤتمر دولي يختص بإنكار الكارثة ومعاداة السامية بشكل خاص، ويجري تنظيمه من قبل مؤسسة حكومية.

اتهام ثلاثة من اعضاء بطاقة الثمن بالعضوية في تنظيم ارهابي

تكتب "يسرائيل هيوم" ان النيابة قررت اضافة بند جديد الى لائحة الاتهام ضد نشطاء "بطاقة الثمن" الذين اعتقلوا، الشهر الماضي، واتهموا قبل اسبوعين بالعضوية في تنظيم غير قانوني. وحسب لائحة الاتهام الجديدة، سيتم اتهام الجندي والقاصرين بالعضوية في تنظيم ارهابي.

وكانت النيابة قد قدمت لائحة الاتهام في نهاية نيسان، ضد: بنحاس شندروفي (22 عاما) من مستوطنة نحليئيل، ميخائيل كابلان (20 عاما) من بيت شيمش، ايتمار بن اهارون (20 عاما) من القدس، وشنيؤور دانا (28 عاما) من معاليه افرايم، بالإضافة الى جندي وقاصرين، لم تسمح المحكمة بكشف اسمائهم.

مقالات

طريق بدون مخرج

ينشر جاكي خوري تقريرا موسعا في "هآرتس" حول ما يسميه انضمام الاردن الى مصر واسرائيل في منع سكان قطاع غزة من المغادرة الى الخارج. ويكتب انه في بداية العام 2013، شكل معبر رفح بديلا لسكان غزة الذين احتاجوا للسفر الى الخارج. وتم تسجيل حوالي 40 الف مواطن دخلوا او خرجوا، في الحد المتوسط شهريا، خلال الأشهر الأولى لسنة 2013. ولكن معبر رفح يغلق منذ ذلك الوقت ولم يتم خلال الأشهر الأخيرة فتحه الا لثلاثة أيام، تمكن خلالها حوالي 4000 شخص من عبوره في الاتجاهين. وكان الكثير من سكان القطاع الذين يضطرون للخروج اما لمتابعة الدراسة في الخارج او لأغراض انسانية، يتوجهون عبر معبر ايرز، في شمال القطاع، الى معبر اللنبي على الحدود الأردنية، والسفر من هناك عبر مطار عمان. لكن مصادر فلسطينية في القطاع والضفة، تقول ان السلطات الأردنية بدأت في الآونة الأخيرة بتشديد مواقفها ازاء منح تصاريح لسكان القطاع، ولم يتم حتى الآن المصادقة على كثير من الطلبات التي قدمها فلسطينيون من القطاع.

وقد وصلت الى منظمة حقوق الانسان Human Rights Watch، مؤخرا عشرات التوجهات من قبل فلسطينيين تم رفض دخولهم الى الأردن. وتوجه التنظيم الى رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور وطلب تدخله في اعقاب ما وصفه "بتشديد معايير الدخول الى الأردن التي شعر بها الفلسطينيون مؤخرا، واغلاق الطريق امام وصولهم لنيل الفرص المهنية والتعليمية في الخارج، خاصة شبان قطاع غزة الذين يضطرون الى مواجهة تأثير الحصار الذي تفرضه اسرائيل".

ويعترفون في السلطة الفلسطينية بالشعور بتشديد الاجراءات الأردنية مؤخرا، لكنهم لا يوفرون تفسيرا رسميا للأسباب والظروف التي ادت الى هذه السياسة. وقال الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، في محادثة مع "هآرتس" ان الحكومة تعرف بالمشكلة، وتجري في الآونة الأخيرة اتصالات ومشاورات مع الحكومة الأردنية من اجل تغيير الاوضاع والتسهيل على المدنيين الفلسطينيين الذين يطلبون الخروج عبر جسر اللنبي".

وقالت جهات فلسطينية في رام الله، تحدثت الى صحيفة "هآرتس" ان احد اسباب عدم اعطاء التصاريح من قبل الأردنيين هو عدم رغبتهم بامتصاص الغضب الناجم عن اغلاق معبر رفح من جانب مصر. في غزة تولد وضع اصبح فيه الاف الفلسطينيين الذين سد معبر رفح في وجوههم، يتوجهون للخروج عبر معبر اللنبي.

واشارت مصادر سياسية فلسطينية الى توتر العلاقات مع الأردن في الأشهر الأخيرة، في قضايا سياسية.

يشار الى ان خروج سكان قطاع غزة عبر معبر اللنبي يحتم الحصول على تصريح اردني خاص يسمى "عدم الممانعة" والذي لا تسمح اسرائيل والاردن لمن لا يحمله بمغادرة القطاع. ويجد الفلسطينيون في القطاع مؤخرا، صعوبة في الحصول على هذا التصريح الذي يوفره الأردن عادة عن طريق اجهزة التنسيق المدني الفلسطينية.

ويمنح الأردن تصريح "عدم الممانعة" للفلسطينيين الذين يحملون بطاقة زرقاء، أي الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة او الذين يملكون مواطنة اخرى ولم يقيموا في الضفة الغربية عندما كانت تخضع للسيطرة الأردنية حتى عام 1967، ولا يعتبرهم الأردن من مواطنيه. وفي المقابل هناك من يحملون البطاقة الخضراء، وهم الفلسطينيون الذين اقاموا في الضفة حتى عام 67. وهؤلاء لا يحتاجون للحصول على تصريح "عدم الممانعة" من اجل السفر عبر الأردن. وهناك البطاقة الصفراء التي يحملها الفلسطينيون المقيمون في الأردن، وهؤلاء ايضا لا يحتاجون الى تصريح "عدم الممانعة".

ويسعى وزير الاتصالات الفلسطيني السابق مشهور ابو دقة الى تغيير الموقف الأردني. وقال لصحيفة "هآرتس" انه خلال الأشهر الأخيرة يسود الشعور بتصلب الموقف الأردني، غير المبرر، ويجري رفض طلبات الناس دون أي تفسير.

وحسب ابو دقة، يتواجد في الضفة الغربية اليوم حوالي 50 الف فلسطيني يحملون البطاقة الزرقاء، بعضهم وصل من تونس او الدول العربية والاسلامية، والبعض انتقلوا من غزة الى الضفة. وقال انه في الوقت الذي يغلق فيه معبر رفح ويقوم الاردن بفرض مصاعب امام سكان القطاع، لا يمكن تحرير اسرائيل من المسؤولية، "ففي نهاية الأمر تسيطر اسرائيل على المعابر بين القطاع والضفة ولا تسمح بإنشاء ميناء بحري او جوي، ولذلك يتحتم عليها تقديم حلول". ويضيف انه "لو سمحت إسرائيل لحاملي البطاقة الزرقاء بالخروج عبر مطارها، لكان ذلك سيسهل الأمر".

وقالت مصادر امنية اسرائيلية انه لأسباب امنية يشكل مطار بن غوريون محطة عبور لسكان اسرائيل، ويجري فحص طلبات العبور الاستثنائية التي يقدمها سكان القطاع والضفة للسفر عبر المطار، بما يتفق مع الظروف.

في الاشهر الأخيرة تسمح اسرائيل، في خطوة استثنائية لحوالي 100 فلسطيني من القطاع بالسفر الى الخارج اسبوعيا، عبر اراضيها وصولا الى الضفة الغربية ثم الأردن. والحديث بشكل خاص عن الجامعيين والمهنيين الذين يبحثون عن الفرص في الخارج. ويحمل غالبية هؤلاء تأشيرات دخول الى بلد ثالث او مواطنة اجنبية.

وتقول جهات حقوقية ان الأردن كان يصدر تصاريح "عدم الممانعة" بما يتفق مع الفحص الأمني، لكنه قام في الآونة الأخيرة برفض الكثير من طلبات الفلسطينيين او عدم الرد عليها.

حسب معطيات اسرائيلية، ارتفع في العام 2016 عدد الفلسطينيين من القطاع الذين غادروا عبر معبر ايرز، الى معبر اللنبي. وتم منذ بداية 2016 تسجيل 968 مسافرا من غزة الى الخارج عبر ايرز. ففي كانون الثاني تم تسجيل 408 حالات دخول وخروج، وفي شباط 301، وفي آذار 259. ويعتبر هذا العدد مضاعفا مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015، حيث تم تسجيل 430 حالة دخول وخروج عبر ايرز.

مع ذلك تقول المحامية سري باشي من منظمة  Human Rights Watch ان هذا الارتفاع لا يعني انه طرأ ارتفاع على عدد الناس الذين حصلوا على تصريح "عدم الممانعة" الاردني، من اجل المغادرة عبر معبر اللنبي، لأن عدد الناس المسجلين للخروج عبر ايرز الى اللنبي بمصادقة اسرائيل، وعلى اساس المعايير التي تحددها، يشكل نسبة صغيرة ممن يطلبون التصريح الأردني. "نحن لا نعرف من حصل على "عدم الممانعة" في السنة الاخيرة مقارنة بالسنوات السابقة. فالأردن وحده يملك هذه المعطيات" تقول باشي.

ويلاحظ انه منذ آب 2015، بدأ الأردن يصعب الحصول على تصريح "عدم الممانعة" الامر الذي منع الكثير من الفلسطينيين في القطاع من المغادرة، وبالتالي فان الكثير من هؤلاء الذين حاولوا استغلال زيادة عدد التصاريح الاسرائيلية لا يستطيعون ذلك بسبب السياسة الاردنية.

الجيش يتحرر من المسؤولية

يكتب ياغيل ليفي، في "هآرتس" ان قضية تصريحات نائب رئس الأركان الجنرال يئير جولان، حظيت بكثير من التحليل، الذي يجمعه – خاصة في هذه الصحيفة – عامل الدعم لتصريحاته، من خلال الافتراض بأنها تمثل قيم اخلاقية، الى حد التوقع بأن يكون الجيش هو الذي يقيم سدا امام محاولات الحكومة تدمير القيم الأساسية للديموقراطية الاسرائيلية. أود هنا اقتراح تفسير بديل، يرى في خطاب الجنرال جولان جزء من الطابع المعروف لنا منذ سنوات السبعينيات، والذي يحاول قادة الجيش من خلاله تجنيد دعم الجمهور من وراء الجهاز السياسي، من خلال الفهم بأن رجال السياسية يجدون صعوبة في تجنيد الموارد للجيش، بما في ذلك الشرعية التي يحتاجها. كجزء من هذا الموقف، يقوم قادة الجيش بين الحين والآخر بانتزاع دور المثقف الاجتماعي.

هكذا، على سبيل المثال، انتقد موشيه يعلون – حين كان رئيسا للأركان – المجتمع الاسرائيلي لأنه ليس مستعدا للتضحية العسكرية التي كانت مطلوبة في حينه، خلال الانتفاضة الثانية. في حرب لبنان الثانية، انتقد رئيس شعبة القوى البشرية، الجنرال العزار شطيرن، تل ابيب لأنها ليست شريكة في الضحايا الذين تطلبهم الحرب. والان جاء دور الجنرال جولان. ولكن، وخلافا لسابقيه، لم يتم توجيه انتقاده الى عدم الاستعداد للتضحية من قبل الشريحة العلمانية المتوسطة، وانما ازاء كراهية الاجانب وغياب التسامح في المعسكرين الديني والمتطرف.

العامل المشترك لهذه التصريحات هو ان الجيش يحمل المسؤولية للمجتمع المدني – مرة لأنه لا يوفر الموارد الانسانية الجيدة، ومرة لأنه يهدد قيم طهارة سلاحه. الجيش يعرب عن قلق حقيقي ازاء مصير قيم المجتمع، لكنه في الوقت ذاته يعمل، ايضا، من اجل دفع مصالحه التنظيمية. في حالة جولان، يفهم قادة الجيش جيدا بأن اظهار التطرف في صفوف المجموعات الاجتماعية، التي يستمد منها الجيش قواه البشرية، لا تضع فقط التحديات امام القيم المعلنة للجيش، وانما تهدد سيطرته على قواته في الضفة، التي تتبلور بشكل تدريجي كجيش ميليشيات مستقل يخضع بشكل جزئي فقط لسيادة القيادة الرسمية. اذا لم يقم المجتمع باعادة تعريف الحدود بين ما يسمح بعمله وما يمنع عمله – وهذا هو مضمون خطاب جولان – فان الجيش سيجد صعوبة في السيطرة.

في هذه التصريحات ينتزع الجيش لنفسه مهمة تثقيف المجتمع، وبهذا المعنى، يحرض على تهرب القيادة السياسية من بلورة القيم الاجتماعية. والامر الاكثر اهمية هو ان الجيش يحرر نفسه من المسؤولية عن مواجهة ظواهر اجتماعية، ويحول المسؤولية الى المجتمع. في حالة جولان، لا تتوقف مسؤولية الجيش على حقيقة انه الجيش الذي يدعم الاحتلال، كما ادعى غدعون ليفي، ولا يقوم بالمطلوب منه من اجل السيطرة على جنوده – وانما هي مسؤولية اكثر مباشرة. ليس من الزائد التذكير بالتدخل المتزايد للحاخامات في تثقيف الجنود، من خلال عرضهم للعرب كأناس تعتبر حياتهم ذات قيمة منخفضة.

جميع القيادات العامة للجيش شجعت خلال الـ15 سنة الأخيرة، هذه الظواهر. القيادة العامة الحالية تحاول صد هذه الخطوة يشكل جزئي، وبتأخير واضح. ما هي الفائدة من الوعظ على طهارة السلاح، حين يظهر العدو العربي في الخطاب العسكري – الديني، المرة تلو الاخرى، وكأنه يتقمص شخصية العماليق. الجيش يشخص منذ سنوات، التطرف في المجتمع المدني، والذي يمتد الى الجيش، لكنه لم يستخدم ادواته التثقيفية والقيادية من اجل موازنة الامر. بل على العكس. ففي استسلامه لتثقيف الحاخامات مشى مع التيار من خلال احباط التأثير الموازن بعض الشيء لسلاح التثقيف وجره نحو المنافسة التي تتماشى مع الحاخامية العسكرية في نشر رسائل قومية. شجاعة نائب رئيس الاركان تستحق الثناء، لكن عليه البدء بتفعيل الادوات القيادية الخاضعة لسيطرته.

يوم استقلال يعلون

تكتب سيما كدمون، في "يديعوت احرونوت" ان المسألة كانت مجرد مسألة وقت. ما بدأ خلال لقاء نتنياهو في هضبة الجولان مع لواء المظليين بدون مرافقة وزير الامن، تواصل في الجولة الثانية، في غياب الدعم في قضية الجندي الذي اطلق النار في الخليل، وانتهى امس في المواجهة العلنية بين رئيس الحكومة ووزير الامن. هذه المواجهة، او للدقة، التصريحات الثاقبة التي قالها يعلون امام عشرات الضباط الكبار بمناسبة يوم الاستقلال، يمكن تسميتها ايضا بيوم استقلال بوغي يعلون.

لا شك انه حدث شيء ما ليعلون. الرجل الذي اعتبر الامل الكبير بالنسبة للمستوطنين، والذي تجاوز في اكثر مرة وزراء الليكود، من اليمين، تخلى منذ زمن عن التيجان التي وضعها المشاغبون في يهودا والسامرة على رأسه، ويعرض في كل حدث مختلف عليه، موقفا مسؤولا لا يعرف التسوية، ويقف دائما الى جانب قادة الجيش ويتعارض في اكثر من مرة مع موقف رئيس الحكومة، ناهيك عن وزراء البيت اليهودي او وزراء الليكود اليمينيين.

هكذا حدث في قضية الجندي ليؤور ازاريا، حين وقف يعلون الى جانب رئيس الأركان والقيادة العسكرية، وشجب المظاهرة التي تم تخطيطها لدعم الجندي، بينما اتصل نتنياهو بوالد الجندي من اجل دعمه. وهكذا ايضا في قضية الجنرال يئير جولان، حين شجب نتنياهو ما قاله جولان عشية ذكرى النكبة عن التشابه بين امور حدثت في اوروبا والمانيا قبل 80 سنة وما يحدث هنا اليوم.

خلال جلسة الحكومة، قبل اسبوع، قال نتنياهو ان المقارنة تثير الاستفزاز، وهكذا اشعل النقاش مجددا. ويتضح ان يعلون اختار عدم التخلي عن الموضوع، ايضا، والتوقيت كان مؤلما بشكل خاص بالنسبة لرئيس الحكومة. وقال يعلون امس، فيما بدا وكأنه توجه الى القيادة السياسية اكثر من كونه توجها الى عشرات الضباط الكبار الذين تحدث امامهم، ان الجيش الجيد هو الجيش الذي يشعر ضباطه بقدرتهم على التعبير عن رأيهم في كل وقت. ودعا الضباط الى عدم التخوف او التردد او الارتياع وان يظهروا الشجاعة ليس فقط في ساحة الحرب وانما حول طاولة النقاش ايضا. وقال ان امكانية المس بمناعة القيم واخلاق الجيش تقض مضجعه، وانه يصر على عدم التنازل في هذه المسألة.

لا شك انه حتى يعلون، الذي لا يعتبر نوعا من الضوء السياسي، فهم جيدا العاصفة السياسية التي ستسببها اقواله. لقد كان واضحا له ايضا انه حين يقول لضباط الجيش بأن عليهم عدم الخوف من قول رأيهم، فانه يمكن تفسير ذلك على ان هناك من لا يسمح لهم بقول رأيهم.

كان يمكن الاعتماد على ان رئيس الحكومة لن يسمح لهذه الاقوال بالعبور من دون رد. وقبل ان ينهي يعلون خطابه، كان نتنياهو قد نشر ردا جاء فيه انه يقدم الدعم الكامل لجنود الجيش وقادته. وبهذا، اشار نتنياهو بيده الى العنوان الذي وجهت اليه سهام يعلون. حتى من لم يفهم الجهة التي كان يقصدها يعلون، اصبح الامر بالغ الوضوح له بعد بيان نتنياهو.

لكنه، كما يبدو، بعد تفكير آخر او توصية من مقرب، بدا لنتنياهو ان تعقيبه ليس كافيا، فسارع الى استدعاء يعلون لجلسة توضيح صباح اليوم. السوط الذي يلوح به نتنياهو امام يعلون هي حقيبة الامن. هذا هو العقاب الوحيد ولا يوجد غيره: امكانية قيامه بفصل يعلون وتعيين وزير امن آخر مكانه.

يبدو لي ان نتنياهو لن يسارع الى عمل ذلك. ليبرمان، على الاقل حسب ما قاله امس عن نتنياهو، لا ينوي الدخول الى الحكومة. وبينت؟ رئيس الحكومة سيفضل تعيين نصرالله وزيرا للأمن وليس بينت، لأنه هكذا على الأقل سيكون لديه مكان يرجع اليه كل ليلة. ولن يتجرأ على تعيين هرتسوغ، الذي وصلت المفاوضات معه الى مرحلة متقدمة، في هذا المنصب، بسبب الرد المتوقع لليمين والمستوطنين. سيفضل نتنياهو توبيخ يعلون بشكل طفيف على زعزعة النظام.

وبالنسبة ليعلون – سلوكه في الآونة الأخيرة يدل على انه لا يخاف من فقدان ما يملكه، وانه اتخذ قراره بالمضي مع القيم والضمير طوال الطريق، دون ان يأخذ في الاعتبار  الثمن الذي سيدفعه، تماما كما اوصى القادة امس.

قبل شهر، في خضم المعارك في الحزب الصهيوني، كتبت بأنه لو لم يكن بوغي هو بوغي، لكان يمكنه قيادة حزب العمل. لم تكن تلك بمثابة طرفة. لو لم يكن بوغي هو بوغي، لكان يمكننا التفكير بأنه يمضي نحو تشكيل حزب جديد.

 

 

 

 

اخر الأخبار