في ذكرى النكبة...ثلاث اتجاهات

تابعنا على:   11:51 2016-05-16

د. رياض عبدالكريم عواد

انقسم المحتفلون بهذه الذكرى الى ثلاث اتجاهات

الاتجاه السائد وهو الذي يحتفل بهذا اليوم بالخطابات المعروفة وبالتاكيد على حق الشعب بالعوده الى ارضه وتزيين هذا الاحتفال بشيء من التراث الشعبي والاغاني والاهازيج والدبكات الفلسطينية.

الاتجاه الثاني هو لا يختلف عن الاتجاه الاول ولكنه معترض على بهرجة هذه الذكرى بالاغاني والدبكات، والحقيقة ان هذا اتجاه جديد ومن غير الواضح ماذا يريد بالضبط، ولكنه يبحث دائما عن التميز اللفظي والشكلي، يعني شوفيني يا بنت خال

الاتجاه الثالث وهو الاخطر، والاكثر قربا وواقعية في تعبيره عن نبض الشارع الفلسطيني، وهو ما مثله تحديدا نشطاء وسائل الاتصال الاجتماعي ومستخدمي الصحافة الالكترونية في التعبير عن وجهة نظرهم،

هؤلاء ركزوا في كتاباتهم على ان الشعب الفلسطيني لم يعد يعاني من النكبة المعروفة بل يعاني من عدد متزايد من النكبات:

بدءا من الانشقاقات والاختلافات والتشرذم والانقسامات والانقلابات وحركات التصحيح والتعديل والتطعيج،

مرورا بالمعابر والكهرباء وجرة الغاز المقدسة والعمالة والبطالة والخريجين والجريمة والانتحار والحرق والخنق

بالاضافة الى الدهس ومشاكل العائلات وحوادث الطرق وضيق المكان وضيق ذات اليد

دون ان ننسى الحروب والانتصارات والهزائم والموت المجاني وغير المجاني .....

قائمة من النكبات تطول، تبدأ باحتياجات الناس ولا تنتهي بغياب الامل وفقدان البوصلة والاتجاه والبحث عن منفذ للهروب من الوطن عبر سفينة عرجاء في بحر متلاطم الامواج!!!

هذا اتجاه جديد وبالرغم من ان الكثير منهم يعزي سبب هذه النكبات الى النكبة الام

الا ان اغلب المشاركين يحمل الشعب وفصائله وسلطاته وحكوماته المتعددة والمؤيدين والمعارضين والمهادنين والواقفين على خط الوسط والحكماء والمجانين السبب الحقيقي وراء هذه السلسلة الطويلة والمتواصلة من النكبات الصغيرة والكبيرة،

وهنا يتبادر الى الذهن سؤال

هل استمرار حدوث هذه النكبات المتتالية هو نتاج طبيعي للنكبة الام، ام ان هناك نهج يهدف الى تحميلنا اعباءا ثقيلة ونكبات جديدة من اجل ان تنسينا نكبتنا الام؟!

هل توالي المصائب والنكبات وسقوطها فوق رؤوسنا وعلى اكتافنا الضعيفة من الممكن ان ينسينا نكبتنا الام ومن سببها؟!

يقال ان الشعب لا يمكن ان ينسى، هذا قول

ويقال ان الكبار يموتون ولكن الصغار لا ينسون، وهو قول ثان

ويقال...........

حذاري من ان تحملوا الشعب فوق طاقته......بعدين بيفرط وبتلاقهوش!

اخر الأخبار