رسالة (2): الي حاكم غزة الفعلي, تحلى بصدق الغامدية

تابعنا على:   19:48 2016-05-10

عامر العروقي

السيد/ صراحة لا ادري من انت ؟

كنت سياسياً ام عسكرياً فلقد كثُر الساسة والعسكر في بلدي ، ارسلت لك في السابق رسالة بعنوان

"سجين ينتظر تنفيذ الحكم" قلت لك فيها اننا جميعا في غزة ننتظر تنفيذ الاعدام بحقنا ، هل قرأتها او طلعت عليها ...؟؟؟.

أكتب لك اليوم شيءً جديداً لكن لا اعرف عنوانا لموضوعي, ما يزيد عن يومين وانا افكر من اين أبداء, لذلك ساترك لك حرية اختيار العنوان, وانت استنبطه من بين سطور همومنا ، أكتب لك عن الحصار لكنه اصبح مستهلك وانت لا تجيب, أكتب لك عن الانقسام هو الاخر مستهلك و أيضاً لا تجيب ، سأكتب عن الفساد ، عن الكهرباء ، عن الماء ، عن الفقر ، عن البطالة ، عن الخريجين ، عن الاستغلال ، عن البلطجة ، عن عائلة احترقت بسبب الكهرباء ، عن شباب انتحر ، عن من احرق نفسه ، عن من عرض كليته للبيع ، عن من عرض ابناءه للبيع ، عن من يأكل الخبز وشاي على طعام الغداء ، عن من ترك مقاعد الدراسة ليعل عائلة اكلها الفقر ، عن من ظلمته حكومتكم ، عن من استشهد ، عن من قُصف منزله ، عن الجرحى ، مرضى السرطان ، عن الطلاق ، عن القتل ، عن التجويع ، عن النظام السياسي المزري ، عن معتقدات البعض ، عن صبر خطباء المساجد ، عن اموال اصحاب الوظائف العليا ، هل وجدت العنوان سأبدأ ولن اقول لك تحلى بصدق (عمر) وحكمة (علي) و كرم( عثمان) رضي الله عنهم ، جف لعاب افواهنا ونحن نقول لك تحلى بصفات الأولين الصالحين ، تحلى بصدق الغامدية التي جاءت للنبي فقالت يا نبي الله إني قد زنيت و أريد أن تطهرني فقال لها النبي صل الله عليه وسلم, أرجعي فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا رسول الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صل الله عليه وسلم ارجعي فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا ، وتابت عن ما فعلته, تحلى بها واعترف لنا ان كنت صوابا فقل لنا من الخطأ وان كنت خطأً فقل لنا من الصواب .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته علينا جميعا

اشكوك الى الله قبل ان اقص شكواي عليك ، هلا نظرت الي حالنا وادركت كم كنت على خطأ وكم كنت على صواب ام انت مفصول عن الواقع مثل الكثيرين ، سيدي الحاكم طال الانتظار 10 سنوات ونحن على البلاء بك صابرين ولم يبقى في الرواسب الا الحزن والأسى على واقعنا وعيشتنا الضنكة, فكل ازماتنا ومآسينا اصبحت مواد اعلامي على افواه الساسة واقلام الكتاب ولا مجيب.

 لا جديد, في غزة كل يوم اسواء من قبل ننتظر حربا عسى ان تغير الحال ، نحن سجناء نحترق على حطب سياستكم الموسومة بالانقسام ولا تتحملون المسؤولية, بل تحملونها لماً تركنا وذهب ينادي بدولة ناقصة الاجزاء ، والحقيقة انكم بعد ال 2005 اصبحتم حكومة وليس معارضة فلا تحكم على انك معارض ، وإلا فما هو تعريف شرعية الانتخابات لديك ..؟ ولماذا تفلقني بالسياسية عن انك الشرعية.

انقسمنا الي جزئيين في الضفة وغزة ولم تتحمل مسؤولية انقسامك ، وما نتج عن الانقسام تحملوه ولو لمرة فلا يوجد مبرر للاستنكار، الجديد في غزة قبل ايام اشتعلت النيران بسبب قطع الكهرباء بإحدى العائلات في قطاع غزة و قُتل ثلاث اطفال كبيرهم يبلغ الخمسة أعوام فاجعة اصابت عائلة الهندي, ام تبكي ابنائها واب يلعن مستقبله البائس, في غزة مات الاطفال واصبحت قضيتهم مدعاة للمنكافات وبوابة جديدة لمشادة كلامية إعلامية على ألسن السياسيين, يلوم كل طرف الاخر ويحمله المسؤولية, توارت الاحداث هناك من ينتحر ويحرق نفسه بسبب سوء الاوضاع في غزة ولا سبيل للهجرة والهرب من المصير المكتوب علينا ، ضجت مسامعنا كلمات الخطباء وحديثهم عن الصبر وكأنهم منفصلين عن الواقع المرير, فلم نسمع خطيب ينادي محاكمة من كان السبب ، فمن هو المسؤولية عن غزة اذا ؟

ليست اليافطة المعلقة عند مفترق السرايا هي و من عليها المسؤولون فقط بل الحقيقة ناقصة, اليس من يحاسب ويعاقب هو المسؤول ..؟؟, اليس من يجني الضرائب ويحرر المخالفات هو المسؤول ، اليس من يبني ويشيد هو المسؤول ..؟؟, اليس من يعرض العطاءات والطروحات هو المسؤول ..؟؟ اليس من يصادق على المعاملات اليومية هو المسؤول ...؟؟ اليس من في يده قرار الحرب والسلم هو المسؤول ...؟؟ اليس من يقر قانون هو المسؤول؟؟ اليس من ينطق باسم القضاء هو المسؤول ..؟؟ اليس من يتحكم في التعليم هو المسؤول ...؟؟

اليس من يعين ويقيل ويضع النياشين هو المسؤول ..؟؟, ام اننا تحت حكم المعارضة التي فازت في الانتخابات !!!!.

صارحنا وقل لنا من انت ، ولا تجلس تحت المظلة المُشرعنة للانقسام وتُحملها اللوم في كل ما يحدث في غزة -حكومة التوافق- تحلى بصدق الغامدية وخذ الحكمة من قصتها ولا تهرب من المسؤولية .

اخر الأخبار