قدر ابن غزة أن يموت حرقا !!! ؟؟؟.

تابعنا على:   11:03 2016-05-10

د . تحسين يحيى أبو عاصي

كلٌ منا يتمنى الأمن والسلامة لكل فلسطيني ، وكلنا مع تطبيق القانون وإلا عشنا في فوضى لا نهاية لها ، ولكننا على ما يبدو غفلنا وتناسينا أن شعبنا في القطاع له استثناء من نوع خاص ، استثناء انساني وطني ، استثناء يجب أن يتفوق على كل القوانين التي يجري العمل بها في قطاع غزة ، بحكم الخصوصية السياسية المفروضة ، وكل تبعاتها الملقاة على كاهل المواطن ، فليس تحرير مخالفة لسائق أهم من إنسانيته ومراعاة ظروف الناس القاسية ، يجب على الشرطة أن تتفهم نفسية الناس الصعبة ، والحياة المؤلمة ، وألا تكن الشرطة باسم القانون سيفاً مسلطاً على رقاب البشر ، إن الوطنية الحقيقية تتجسد من خلال الإحساس بنبض الشارع وآلامه ، والعمل فورا على تخفيفها إن لم يكن حلها بالكامل ، لا من خلال سلوك حكومي أو شرطي يؤدي إلى مضاعفة تلك المعاناة ، ومن ثم النتيجة تيئيس الفلسطيني وكفره بالوطن والوطنية أمام حاجته إلى رغيف الخبز ، دور الشرطة يجب أن يكون مسانداً لا هادماً ، "وهنا لا أتهم أحدا بعينه " كما لا يمكن أن ننكر دور رجال الشرطة في تحقيق النجاح المتميز من خلال فرض الأمن وتطبيق القانون في غزة ، وعلى رجال الشرطة وأصحاب القرار في غزة أن يتخلوا عن فكرة المدينة الفاضلة ، فنحن لا نعيش في سنغافورة لكي يطبقوا القوانين بحرفيتها بعيدا عن روح وانسانية تلك القوانين .. لا خير في فكرة ولا أيديولوجية ولا سياسة ولا قانون يؤدي إلى معاناة الناس ، فما بالكم ونحت في غزة لاند .. ! ؟ ، البسطات تُحارب باسم القانون في مناطق دون أخرى ( لاحظوا ) علما أن جل أصحاب البسطات من خريجي الجامعات ومن خلفهم أطفال ، في ظل غياب فرص العمل وتنامي عدد الخريجين والعاطلين عن العمل ، وفي ظل الحصار وتفشي الأمراض وارتفاع وتيرتها خاصة مرض السرطان والأمراض النفسية ، وعلى ضوء تفاقم المعاناة هنا في غزة ، كأن الناس يعيشون حالة كي الوعي الوطني على أيدينا ، ولكن كيَّاً آخراً ومن نوع جديد ، بدلا من حضن المواطن الفلسطيني ودعم مقومات صموده ، وجسر الهوة العميقة وبينه وبين الحكومة ، وفتح كافة الأبواب لتلقي شكاوي الناس ، ودراسة مشاكلهم والعمل على حلها ، لتثبيته على أرضه ، نجد العكس تماما خاصة في وعي شريحة الشباب التي تفكر بالرحيل حتى لو إلى بلاد الماو ماو ، لقد صار حالنا كحال من قال : دعوت على عمرٍ ومات فسرَّني *** وعاشَرْتُ أقواماً بكيت على عمرٍ ... كونوا إنسانيين لعلنا نحيى ولا نموت ، أحبكم فلا تظلموني والإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ، دمتم بخير وسعادة .

[email protected]

اخر الأخبار