أبرز ما تناولته الصحافة العبرية4 /05/ 2016

تابعنا على:   13:08 2016-05-04

اسرائيل تعمل على صياغة مشروع قانون يعتبر التعذيب مخالفة جنائية

كتبت صحيفة "هآرتس" انه علم، خلال نقاش جرى امام اللجنة الدولية لمكافحة التعذيب في جنيف (UNCAT)، امس، ان وزارة القضاء الاسرائيلية تعمل على صياغة مشروع قانون يعتبر التعذيب خلال التحقيق مخالفة جنائية. لكنه ليس من الواضح حاليا ما اذا سيتضمن القانون المقترح الاستثناء القانوني المعمول فيه حاليا، والذي يحرر المحققين من المسؤولية الجنائية في حالات التحقيق مع ما يسمى "قنابل موقوتة"، وذلك بناء على قرار للمحكمة العليا.

وقد وصل الى جنيف، امس، ممثلون من كافة الدول الموقعة على المعاهدة الدولية ضد التعذيب، لكي يعرضوا امام اللجنة الخطوات التي تقوم بها بلادهم في اطار مكافحة التعذيب. وقال د. روعي شايندروف، نائب المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية، لشؤون القانون الدولي، امام اللجنة، بأن المسؤولين في الوزارة يعملون حاليا على صياغة مشروع قانون ينظم مسألة التعذيب في كتاب القوانين الاسرائيلي.

وتنعقد اللجنة الدولية مرة كل عدة سنوات، لسماع ما تقوم به الدول الموقعة على المعاهدة، في هذا المجال. وقد رد ممثلو الحكومة الاسرائيلية طوال ساعتين على اسئلة اعضاء اللجنة، التي تضمنت تساؤلات حول التحقيق في جريمة القتل في دوما، والتحقيق مع الفلسطينيين والقاصرين الذين نفذوا عمليات، والحرب ضد الارهاب، لكن جوهر المحادثة تركز حول التعذيب. ومن بين الاسئلة التي وجهت الى الوفد الاسرائيلي كان التساؤل حول عدم التحقيق مع أي رجل شاباك في عام 2015 رغم مئات الشكاوى التي تم تقديمها بشأن ممارستهم للتعذيب خلال التحقيق.

وقال شايندروف ان لجنة ترأسها القاضي المتقاعد من المحكمة العليا، يعقوب تيركل، قدمت في شباط 2013، توصياتها بخصوص التقرير الذي اعدته حول آليات التحقيق والفحص في إسرائيل للشكاوى المتعلقة بخرق قوانين الحرب والقانون الدولي من جانب جنود الجيش والأجهزة الأمنية، وكذلك مراقبة التحقيق مع المعتقلين والموقوفين الأمنيين من قبل الشاباك. وقال ان اللجنة اوصت بفحص امكانية سن قانون بهذا الشأن.

وبعد تلقي التقرير، أمر المستشار القانوني للحكومة في حينه، يهودا فاينشتاين، المسؤولين الكبار في وزارة القضاء، ومن بينهم شايندروف، وراز نزري، ببدء العمل على فحص مسألة سن قانون بشأن التعذيب. وادعى الوفد الاسرائيلي، امس، ان العمل على هذا القانون وصل حاليا الى مرحلة اعداد مسودة للقانون الذي سيعتبر التعذيب مخالفة جنائية.

يشار الى ان توجيهات المستشار القانوني للحكومة تعتمد حاليا على القرار الذي اتخذته المحكمة العليا في 1999، والتي رفضت استخدام وسائل التحقيق العنيفة في غياب قانون ينظم ذلك. وفي قرارها في الالتماس الذي قدمته اللجنة الشعبية ضد التعذيب، حددت المحكمة العليا بأنه يمنع على محققي الشاباك استخدام اساليب التعذيب، كهز المشبوه او تقييده او منعه من النوم. مع ذلك حددت المحكمة بأن المحقق الذي يستخدم العنف يمكنه في حال تقديمه الى المحاكمة الادعاء بأنه فعل ذلك من اجل انقاذ حياة الآخرين وسيكون معفيا من المسؤولية الجنائية، بناء على المادة 34 ي. أ من قانون العقوبات. وبعد ذلك اعد المستشار القانوني، فاينشتاين، وثيقة توجيهات توضح للشاباك الحالات التي لن يتم فيها محاكمة رجاله الذين استخدموا التعذيب خلال التحقيق.

ومن المقرر ان يَمثل اعضاء الوفد الاسرائيلي مرة اخرى امام اللجنة، اليوم، للرد على تساؤلات طلب منهم الاجابة عليها. وبالنسبة لممثلي وزارة القضاء فان حقيقة اظهار إسرائيل لرغبتها لأول مرة بإعداد قانون ضد التعذيب يعتبر مسالة دراماتيكية.

يشار الى ان سن قانون كهذا سيحتاج الى  تصديق من قبل المستشار القانوني ووزيرة القضاء، لكنه من الواضح منذ الآن أنه سيتم تقديم اعتراضات على مجرد طرحه. ولكن هناك من يرحبون بهذه المبادرة، رغم انه ليس من الواضح ما اذا كان القانون سيصب في مصلحة المحقق او المشبوه. وقالت المديرة العامة للجنة الشعبية لمكافحة التعذيب، راحيل سترموزا، ان اللجنة "ترحب بالقرار وتعتبره خطوة بالغة الاهمية نحو الاعتراف بحتمية منع التعذيب".

اسرائيل: "الاجهزة الامنية الفلسطينية نفذت 40% من الاعتقالات في الضفة"

تكتب صحيفة "هآرتس" انه يستدل من معطيات عرضها مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى امام مسؤولين سياسيين، ان اجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية مسؤولة عن حوالي 40% من اعتقالات المشبوهين بالإرهاب في الضفة الغربية، خلال الأشهر الأخيرة، فيما تحمل الجيش الاسرائيلي النسبة المتبقية. وتشير هذه المعطيات الى ازدياد نشاط الأجهزة الامنية الفلسطينية بثلاثة أضعاف، مقارنة بنسبة 10% قبل ثلاثة أشهر.

وفي ضوء توسيع نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قرر الجيش تقليص عمل قواته في المناطق (A) خلال الأشهر الأخيرة. وفيما كانت قوات الجيش الاسرائيلي تدخل منذ بداية الموجة الحالية للإرهاب، بشكل يومي الى هذه المناطق، والعمل في المدن الفلسطينية مئات المرات شهريا، فقد تم تقليص ذلك الى عشرات المرات فقط شهريا، في حين تتولى اجهزة الامن الفلسطينية تنفيذ قسم كبير من الاعتقالات.

وكان وزير الأمن موشيه يعلون قد صرح قبل حوالي ثلاثة أسابيع، بأن حجم نشاط قوات الجيش الاسرائيلي في مراكز المدن الفلسطينية، يتعلق بنجاعة عمل قوات الامن الفلسطينية، واضاف "ان المسألة ليست سياسية وانما امنية. فاذا قاموا هم بالعمل، حسنا، وما لن يفعلوه هم سنضطر نحن الى عمله، لكنه لا توجد أي حالة سنمتنع خلالها عن الدخول المطلق الى مناطق (A)، وسيكون الدخول منوطا بنشاطهم. اذا عملوا بشكل اقل فسنعمل بشكل اكبر، واذا عملوا بشكل اكبر فسنعمل بشكل أقل".

ويستدل من البيانات بأن الجيش الاسرائيلي اعتقل منذ بداية موجة الارهاب في تشرين الاول 2015، حوالي 2500 فلسطيني بشبهة الضلوع بأعمال ارهابية او التخطيط لها. ومن بين هؤلاء حوالي 700 معتقل اداري، وفي الفترة ذاتها اعتقلت اجهزة الامن الفلسطينية مئات الفلسطينيين. ويرى الجيش الاسرائيلي في التنسيق الامني مع الفلسطينيين حاجة مشتركة ذات اهمية بالغة.

ويوم امس، قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، انه تم تجميد الاتصالات لتقليص دخول الجيش الاسرائيلي الى المدن الفلسطينية. وشرح لراديو "صوت فلسطين" بان المفاوضات مع اسرائيل توقفت بعد رفض إسرائيل تحويل كل مناطق (A) الى السلطة الفلسطينية، وكذلك بسبب الموقف الإسرائيلي من المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام في الصيف. وقال عريقات ان اللجنة التنفيذية ستنظر، اليوم، في عدة قرارات صدرت عن اللجنة المركزية لحركة فتح. وحسب مسؤولين كبار في الحركة، فانه اذا تم تطبيق القرارات فإنها ستؤثر على التنسيق الامني وعلى العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.

ويشار الى ان الشاباك حول قبل نحو اسبوعين، الى رئيس الحكومة ووزير الامن، تحفظه من مخطط تقليص الدخول الاسرائيلي الى مناطق (A)، بادعاء  ان ذلك سيصعب على الجيش احباط العمليات، علما ان موقف الجيش ووزير الامن يختلف عن موقف الشاباك.

اصابة ثلاثة جنود اسرائيليين في عملية دهس في الضفة

كتبت صحيفة "هآرتس" ان ثلاثة جنود اسرائيليين، من لواء "كفير"، اصيبوا مساء امس، في عملية دهس تعرضوا لها شمال – غرب رام الله. وقد اصيب احد الجنود بجراح يائسة، ويتهدد الخطر حياته، فيما اصيب الآخران بجراح متوسطة. وتم اطلاق النار على المخرب وقتله.

وقد وقع الحادث قرب حاجز متنقل بالقرب من بلدة عين عريك، حيث وصلت سيارة من نوع ترانزيت الى المكان الذي كان يرابط فيه عدة جنود، ودهست ثلاثة من كتيبة "دوخفيت" في لواء "كفير".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان المخرب القتيل هو احمد رياض شحادة (36 عاما) من مخيم قلنديا للاجئين، ويقيم في بيتونيا. وتم تسليم الجثة بعد عدة ساعات من الحادث للسلطة الفلسطينية بقرار من القيادة السياسية، حسب ما قاله الجيش.

الحكم بالسجن المؤبد و20 سنة اخرى على قاتل محمد ابو خضير

كتبت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة المركزية في القدس، فرضت امس، حكما بالسجن المؤبد و20 سنة سجن اخرى، على يوسيف حاييم بن دافيد، المتهم الرئيسي في جريمة احراق وقتل الفتى محمد ابو خضير من شعفاط. وقد اعتذر بن دافيد قبل النطق بالحكم عما فعله. وفرض على بن دافيد دفع تعويض للعائلة قيمته 150 الف شيكل، و20 الف شيكل لعائلة فلسطينية اخرى حاول اختطاف ابنها قبل ليلة من اختطاف ابو خضير. وبعد النطق بالحكم اندفع ابناء عائلة ابو خضير نحو بن دافيد ونعتوه بالقاتل والنازي.

ورفضت المحكمة طلب الدفاع تخفيف الحكم على بن دافيد بسبب حالته النفسية، وحددوا في قرارهم بأن "المشاكل النفسية التي يعاني منها بن دافيد لم تحد من قدرته على الامتناع عن العمل او فهم ما يفعله". واضاف القضاة بأن ظروف القتل تدل على "الاصرار على قرار بالانتقام تم اتخاذه بوعي كامل بفعل مواقف ايديولوجية، وليس بفهل هواجس غير مسيطر عليها". وقالوا ايضا ان "بن دافيد سيطر على كل اعماله، وحث الآخرين (القاصران الشريكان في الجريمة)، وتعامل بشكل عقلاني مع كل الاحداث واصدر الأوامر، وحين كان الضحية التعيس ممددا على الأرض ويعاني سكرات الموت قام بن دافيد بركله وشرح دوافع الانتقام".

ووصف المدعي اوري كوريف من النيابة العامة، اعمال بن دافيد بأنها "غير معقولة وتثير الاشمئزاز" وذكّر بأن بن دافيد لم يعلن ندمه عما فعل، وانه عمل بدوافع الانتقام الوحشي. وتساءل: "انتقام باسم من، باسم عائلات المخطوفين (الفتية الإسرائيليين الثلاثة) التي قالت بأنها لا تريد الانتقام؟" وقال كوريف ان بن دافيد تظاهر بالمرض النفسي وحاول تحميل المسؤولية عن اعماله للقاصرين.

وحين سأل القاضي المتهم عما اذا كان يرغب بالتطرق الى اعماله، اعتذر بن دافيد امام العائلة على كل ما حدث، وادعى ان ما حدث لم يكن خاضعا لسيطرته، وانه ليس انسانا كهذا، وعمل في الماضي في جمعية "زاكا" وقام بجمع جثث القتلى اليهود والعرب، وقدس الانسان وكرامة الميت!

وكان بن دافيد قد قام مع قاصرين في تموز 2014 باختطاف الفتى محمد ابو خضير من امام منزله في شعفاط في القدس الشرقية، واحراقه حيا في غابة القدس. وفي شباط الماضي ادانت المحكمة القاصرين، وفرضت على احدهما السجن المؤبد وعلى الآخر السجن لمدة 21 سنة.

سورية تطلق سراح مواطن من مجدل شمس اتهم، كما يبدو بالتجسس لاسرائيل

تكتب صحيفة "هآرتس" ان السلطات السورية اطلقت هذا الاسبوع، سراح برجس عويدات من سكان مجدل شمس، بعد اعتقاله لمدة 13 سنة. ولم يتم توضيح سبب اعتقال برجس، كما قالت عائلته بأنها لا تعرف السبب. الا ان نائب الوزير ايوب قرا (الليكود) قال بأنه تم اعتقال برجس بتهمة التجسس لصالخ اسرائيل.

وكان عويدات قد سافر الى دمشق في 2003 لغرض الدراسة، وحسب ما هو معروف فقد تم اعتقاله بعد عودته الى دمشق من زيارة قصيرة الى مجدل شمس في السنة ذاتها. ومنذ ذلك الوقت اختفت آثاره. وقال القرا انه تم اعتقال برجس في منزل الطلبة في دمشق وحكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه لا يفهم حتى اليوم سبب اعتقاله. وحسب القرا فقد قال زميل عويدات في منزل الطلبة بأنه لم يتم اعتقاله بشكل اعتيادي وانما تم اختطافه من قبل عدة اشخاص.

وقال اقرباء لعويدات ان عائلته علمت بنبأ اعتقاله بعد توجهها الى مقربين من النظام السوري اثر اختفاء أثره. وقال احد اقربائه ان السلطات السورية منعت الصليب الاحمر من زيارة عويدات، وكانت الرسالة الوحيدة التي وصلت الى عائلته هي انه "يجب عدم السؤال عنه".

واثار عدم وضوح سبب اعتقال عويدات تخمينات عديدة في بلده، والى جانب الادعاء بانه اعتقل بتهمة التجسس لإسرائيل كان هناك من ادعى انه اعتقل بشبهة تزييف اموال. وقال اصدقاء لعويدات انه كان يكثر من انتقاد السلطات السورية وفاخر بأنه محمي لأن اقرباء له شغلوا مناصب رفيعة في سورية. وقال اخرون ان سورية اعتقلت عويدات بعد رفضه التجند في صفوف المخابرات.

وحسب ادعاء القرا فقد عالج مسؤول رفيع في الحكومة الاسرائيلية ملف عويدات، وان والدته قامت بزيارة سورية مرتين، الاولى في 2009، والتي لم تنجح خلالها بمعرفة ما آل اليه مصير ابنها، والثانية في 2011، حيث سمح لها بزيارته في سجن عدرا قرب دمشق، بوساطة اقرباء العائلة ورجال الدين الدروز.

وحين سيطر المتمردون على السجن تمكن عويدات من الهرب واللجوء الى بيوت اقاربه في سورية، ومن هناك اجرى مفاوضات مع السلطات السورية لترتيب مكانته، وعاد الى السجن لقضاء عدة اشهر في سجن قرب السويداء الى ان تم اطلاق سراحه مؤخرا. وحسب تقدير القرا فقد تم اطلاق سراحه بفعل الاحداث الحالية في سورية وبفضل ضغط رجال الدين الدروز في اسرائيل.

وقال مصدر مطلع ان عويدات يتواجد الان لدى اقرباء والدته في سورية، ويرغب بالعودة الى إسرائيل. وسيضطر في سبيل ذلك الى تقديم طلب عبر الصليب الاحمر.

مواطن اسرائيلي يتهم نتنياهو بغسل اياديه بدماء الناجين من الكارثة

نشر مواطن اسرائيلي يدعى ابراهام بركوبيتش، ويُعرف نفسه بأنه مستشار تاريخي في موضوع الكارثة، اعلانا في صحيفة "هآرتس" اليوم، يعتبر فيه اسرائيل اكبر دولة تنكر الكارثة من ناحية اقتصادية، ويتهم رئيس الحكومة بأنه يغسل اياديه في بركة دماء المسلوبين والمخدوعين.

وجاء في الاعلان: "يؤسفني التخريب على فرح حاخامات الدولة والقضاة والوزراء وبقية اولئك الذين يعيشون من السرقة الكبيرة للناجين من الكارثة والذين سيجتمعون مساء اليوم في باد فشيم.

"اسرائيل هي اكبر دولة ناكرة للكارثة من النوع الاقتصادي وقد قمت بتعريف هذا النوع قبل عقد زمني.

"البركة التي تغسل فيها ايديك سيدي رئيس الحكومة، لا يوجد فيها ماء وانما دماء المسلوبين والمخدوعين.

"لن نصفح عن خدعك للسيدة دورا روت التي صدمت اقوالها كل دولة اسرائيل، من خلال وعودك الكاذبة والتضليل. اوقف نهائيا سلب مخصصات التأمين الوطني للناجين.

"ولكل الخنازير الذين يجتمعون في ياد فشيم – الخزي والعار لكم".

ويشير ناشر الاعلان الى انه من سكان تل ابيب وكان الشاهد الثاني في لجنة دورنر. (لجنة التحقيق الرسمية في موضوع المساعدات للناحين من الكارثة، شكلتها الدولة في عام 2008 – المترجم).

الناتو تسمح لإسرائيل بفتح مكتب في مقرها

كتبت "يسرائيل هيوم" ان إسرائيل قامت امس، بخطوة اخرى وهامة نحو الانضمام الى حلف الناتو. فقد اعلن الحلف امس بأنه سيسمح لإسرائيل بفتح مكتب لها في مقره في بروكسل من اجل دفع العمل على ضمها لعضوية الحلف.

ويضم حلف الناتو الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الاوروبي وغيرها، وتحتم العضوية فيه التزام كل الدول بمساعدة الدول الاعضاء، في حال تعرضها للهجوم.

وكتب رئيس الحكومة نتنياهو، في بيان نشره امس، بأنه يرحب بقرار الحلف، ويعتبره خطوة هامة ستساعد امن اسرائيل. واضاف: "هذا دليل آخر على مكانة اسرائيل ورغبة جهات كثيرة بالتعاون معها في المجال الأمني".

وقالت مصادر اسرائيلية ان قرار الحلف جاء بفضل الجهود الدبلوماسية الاسرائيلية المتواصلة، وبمساعدة من الولايات المتحدة وكندا والمانيا ودول اوروبية اخرى.

ويأتي قرار الناتو في مرحلة هامة ايضا، في الوقت الذي تخوض فيه الدول الاعضاء في الحلف معركة مشتركة ضد الارهاب ومن اجل تعزيز الاستقرار الاقليمي.

وحظي الاردن والبحرين ايضا بقرار مماثل من قبل حلف الناتو. وبفعل كونهما من البلدان العربية المعتدلة، فان هذا سيعزز التعاون مع التحالف المعتدل في العالم العربي في محاربة المسار المتطرف في المنطقة. وتزيد من اهمية هذه الخطوة، الاوضاع الجيوسياسية في المنطقة وتهديدات الارهاب الجهادي.

نتنياهو: "العامان المنصرمان منذ عملية "الجرف الصامد" كانا اكثر الاعوام هدوء في القطاع"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قام امس، بجولة في القطاع الجنوبي للحدود مع غزة، وقف خلالها على النفق الهجومي الذي اكتشفه الجيش قبل حوالي شهر، والذي خرج من قطاع غزة ووصل الى منطقة كرم ابو سالم في الجانب الاسرائيلي. وكان نتنياهو قد صرح عقب اكتشاف هذا النفق بأنه تم استخدام تكنولوجية متقدمة وفريدة من نوعها في العالم. وحسب جهات امنية فان هذه القدرات التكنولوجية التي تعتبر احد الاسرار الدفينة للجيش الاسرائيلي قادرة على كشف الانفاق العابرة للسياج الحدودي.

ورافق نتنياهو في زيارته وزير الامن موشيه يعلون، ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال ايال زمير. واستمع نتنياهو وحاشيته الى استعراض حول المنطقة والتقى مع جنود الكتيبة 51 وعاملات الرصد في الجيش. وخلال حديثه مع الجنود قال نتنياهو ان العامين المنصرمين منذ عملية "الجرف الصامد" كانا اكثر الاعوام هدوء في هذا القطاع، منذ سنوات، واكثر عامين هادئين منذ صعود حماس الى السلطة، وتم ذلك بفضل العمل الصعب الذي قام به الجنود".

واضاف نتنياهو انه "قتل من حولنا نصف مليون شخص، في سوريا المنهارة والعراق المنهار، ولدينا داعش في الجولان السوري، وداعش هنا، ليس بعيدا في الجانب الثاني. نحن في عين العاصفة، وبالمقارنة مع المنطقة نعتبر اكثر دولة مستقرة وهادئة وآمنة".

الى ذلك تبين من فحص النفق الذي تم اكتشافه مؤخرا انه احد الانفاق التي تم حفرها قبل الجرف الصامد، ما يعني ان إسرائيل لم تدمر كل الانفاق خلال الحرب. وتم خلال العملية تدمير 33 نفقا هجوميا، وفي الجهاز الامني يفهمون ان احد الدروس المستفادة لدى حماس من الجرف الصامد هو ان الانفاق تعتبر اكثر اسلحتها فاعلية. وفي الجانب الاسرائيلي كان لهذه الانفاق تأثير كبير حيث قتل 16 جنديا اسرائيليا في عمليات تم تنفيذها عبر هذه الانفاق. ومنذ عملية الجرف الصامد استثمر الجيش الاسرائيلي اكثر من 600 مليون شيكل لمواجهة هذا التحدي الجوفي.

"اكثر من 8.5 مليون مواطن عدد سكان اسرائيل"

تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد 71 سنة من الحرب العالمية الثانية وكارثة يهود اوروبا، يصل عدد سكان اسرائيل اليوم الى 8,502,900 نسمة، من بينهم حوالي 6,374,400 يهودي، حسب ما يستدل من بيانات تم تحديثها حتى نهاية شهر آذار، ونشرتها دائرة الاحصاء المركزية.

وحسب هذه المعطيات فقد ازداد عدد سكان اسرائيل بحوالي 13.500 نسمة شهريا، من بينهم اكثر من عشرة الاف يهودي. وتشكل نسبة اليهود في اسرائيل 74.8% من مجمل السكان.

ويعيش في اسرائيل اليوم اكثر من 400 الف شخص غير معرفين من ناحية دينية، هاجروا الى اسرائيل بموجب قانون الهجرة، خاصة من الاتحاد السوفييتي السابق واثيوبيا.

ويبلغ عدد العرب اكثر من 1.76 مليون نسمة، ويشكلون نسبة اكثر من 20%. كما يعيش في إسرائيل حوالي 200 الف عامل اجنبي.

(يشار الى ان الاحصائيات الاسرائيلية تشمل سكان القدس الشرقية وهضبة الجولان المحتلتين – المترجم)

اسرائيل تطالب واشنطن بزيادة 10 مليار دولار الى المساعدات الامنية

تكتب "يديعوت احرونوت" نقلا عن وكالة رويترز للأنباء، بأن الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسألة المساعدات الامنية يتمحور حول عشرة مليارات دولار، فيما قالت مصادر اسرائيلية ان المطالب الامريكية ستمس بصناعة الأسلحة الاسرائيلية.

وتجري المفاوضات المعقدة بين اسرائيل والولايات المتحدة منذ خمسة أشهر، في ظل ازمة شديدة في العلاقات بين الرئيس اوباما ورئيس الحكومة نتنياهو. وتدعي جهات اسرائيلية وامريكية انه في هذه المرحلة لا يبدو ان المسألة قريبة من الحل، وان الجانبان يواصلان المفاوضات المنهكة.

والحديث عن اتفاق مساعدات لعشر سنوات. لكن اسرائيل تعارض حجم المساعدة التي تقترحها الولايات المتحدة وتطالب بزيادته بعشرة مليار دولار، لكي يتسنى لها تمويل مشاريع صواريخها الدفاعية، ومن بينها "حيتس" و"القبة الحديدية" – التي يفترض ان توفر ردا للتهديدات الكثيرة التي تتعرض لها. ويطالبون في إسرائيل بان يتم تحويل المبلغ مباشرة وفورا دون حاجة الى الحصول على تصريح من الكونغرس لكل مشروع.

اضف الى ذلك ان اسرائيل تطلب بالإضافة الى التمويل الدائم لمنظومة الصواريخ، ان تتمكن من طلب مساعدات اخرى من الكونغرس في حال احتاجت اليها.

وهناك خلاف آخر: الرئيس اوباما، يطالب بالتزام اسرائيلي باستغلال اموال المساعدات لشراء اسلحة امريكية فقط، بينما مولت المساعدات حتى الآن شراء اسلحة اسرائيلية، ايضا. ويسمح الاتفاق الحالي لإسرائيل بصرف نسبة 26.3% من المساعدات الامريكية لشراء صناعات عسكرية اسرائيلية، وتريد استمرار ذلك في المستقبل ايضا. وحسب ادعائها فان التغيير الذي يطالب به الجانب الامريكي سيسبب ضررا ماليا كبيرا بحجم مئات ملايين الدولارات لصناعات الاسلحة الاسرائيلية.

في إسرائيل يقولون ان مطلب زيادة المساعدات ينبع من رفع العقوبات عن ايران التي تعزز من تسلحها، ولكي يتم الحفاظ على التفوق العسكري النسبي امامها. كما ان هناك سبب آخر لهذا الطلب، هو "تزود بقية الدول العربية بسلاح متطور وذكي". وترفض الادارة الامريكية المطالب المالية الاسرائيلية وتدعي ان المبلغ الذي تعرضه يزيد عن أي وقت سابق.

يشار الى ان الاتفاق المعمول به حاليا تم توقيعه في 2007، وسينتهي قريبا. وفي اطاره منحت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية تصل الى 30 مليار دولار. ويقولون في اسرائيل ان على الامريكيين اضافة عشرة مليارات دولار للسنوات العشر القادمة بسبب التصعيد في الشرق الاوسط.

ترامب يعلن تأييده للبناء في المستوطنات

تكتب "يديعوت احرونوت" انه خلافا للسياسة الامريكية المتبعة، ايضا من قبل الادارات الجمهورية، وفي اللحظة التي يأمل فيها سد الفجوة نهائيا في المنافسة على رئاسة الحزب الجمهوري، بعث المرشح الرئاسي دونالد ترامب برسالة ساخنة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. فقد اعلن ترامب في لقاء اجرته معه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن على اسرائيل مواصلة البناء في المستوطنات. وقال: "انا اعارض الدعوة الى تجميد البناء كشرط مسبق لإتاحة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين". واضاف: "اسرائيل تتعرض الى القصف بالصواريخ، ولم تحظ أبدا بمعاملة ملائمة من جانب دولتنا. هذا وضع محزن جدا. كان سيسرني رؤية محادثات من اجل السلام، لكن الكثير من الناس يقولون ان هذا ليس ممكنا. انا اقصد السلام المتواصل، وليس سلاما لأسبوعين، يواصلون بعده اطلاق الصواريخ. سنرى ان كان ذلك سيحدث. سيسرني اجراء مفاوضات سلام كهذه، هذه مفاوضات كل الاوقات".

اذا تم انتخاب ترامب وواصل هذا التوجه فان ذلك سيعني احداث تغيير دراماتيكي في السياسة الخارجية الامريكية. فقد اتفقت كل الادارات الأمريكية حتى الان على اعتبار المستوطنات غير قانونية ورفضت مواصلة البناء فيها، حتى لغرض التوسع.

مع ذلك، يجب ان نأخذ في الاعتبار ان ترامب لا يعرف دائما التفاصيل الصغيرة. ليس من الواضح مثلا ان كان يفهم الفارق بين قطاع غزة، الذي تطلق منه الصواريخ على اسرائيل، وبين مناطق الضفة. كما انه، قبل عدة اسابيع فقط، قال ترامب في لقاء آخر، بأنه سيكون "محايدا" في الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين كي تكون الولايات المتحدة وسيطا عادلا بين الجانبين.

مقالات

مصر واسرائيل تعارضان تقليص القوات الامريكية في سيناء.

يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان مصر واسرائيل تعارضان اقتراحا امريكيا بتقليص المشاركة الامريكية في القوات الدولية المتعددة الجنسيات في سيناء. وتتخوف واشنطن من اصابة جنودها في العمليات الارهابية التي تشنها "ولاية سيناء"، ذراع داعش، في شبه الجزيرة. لكن مصر تعارض ذلك، بالتنسيق مع اسرائيل، وقالت انها مستعدة للنظر في نقل قسم من القوات الدولية من شمال سيناء، حيث تحدث غالبية العمليات، الى وسط وجنوب شبه الجزيرة، وذلك مقابل نشر وسائل تعقب تكنولوجية بدلا للمراقبين.

وكانت وكالة الأنباء "أي. بي" قد نشرت في آب الماضي، بأن الولايات المتحدة تنوي تقليص قواتها في سيناء، لكنه لم يطرأ أي تغيير منذ ذلك الوقت. ويخدم في سيناء اليوم حوالي 700 جندي امريكي، في عدة معسكرات، اكبرها في الجورة، جنوب شرق العريش، وفي شرم الشيخ. وتشكل القوات الامريكية نسبة نصف القوات الدولية في سيناء، التي تشرف على تطبيق الملحق الامني من اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري، والتأكد من عدم ادخال اسلحة تتعارض مع الاتفاق الى سيناء. لكن إسرائيل ومصر توصلتا عمليا في السنوات الأخيرة الى تفاهمات سمحت لمصر بادخال قوات عسكرية واسلحة الى سيناء لمحاربة الارهاب.

يشار الى ان الهجمات التي استهدفت القوات الدولية في سيناء كانت قليلة نسبيا، حتى الآن، وتقدر إسرائيل ان سبب ذلك يرجع الى كون الكثير من البدو في سيناء يعملون في معسكرات هذه القوات. لكن واشنطن تشعر بالقلق ازاء امكانية تحول جنودها الى هدف للإصابة او الاختطاف، خاصة في حال حدوث تصعيد  اخر في الحرب المصرية ضد تنظيمات الارهاب في سيناء. وعلى هذه الخلفية توجهت الادارة الامريكية الى مصر وإسرائيل في موضوع تقليص حجم قواتها، بنسبة الثلث تقريبا.

وتعارض مصر الخطوة لأنها قد تظهر كإعراب امريكي عن عدم الثقة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدرة حكومته على محاربة الارهاب بنجاح. وقد عززت مصر في الأشهر الأخيرة من هجماتها الجوية وعملياتها ضد اوكار "ولاية سيناء" في شمال شبه الجزيرة. وحسب ادعاء المصريين فقد قتل مئات رجال التنظيمات الارهابية خلال هذه الهجمات.

الجهود الاسرائيلية والمصرية ضد تقليص حجم القوات الامريكية في سيناء، تشكل تعبيرا آخر عن العلاقات الوثيقة بين إسرائيل ونظام السيسي. ورغم ان إسرائيل لا تكثر من التطرق الى علاقاتها الامنية مع مصر، الا ان نائب رئيس الأركان، الجنرال يئير جولان، وصف هذه العلاقات بأنها "غير مسبوقة". وقال خلال تصريحات ادلى بها للمراسلين الأجانب، بأن إسرائيل تقدم لمصر مساعدات في المجال الاستخباري في الحرب ضد داعش. وتم خلال الأشهر الأخيرة توفير ادلة اخرى على التحسين المتواصل للعلاقات بين القدس والقاهرة. فقد أكد وزير الامن موشيه يعلون ان قرار مصر تحويل جزيرتي تيران وسنافير الى السعودية تم بعد تبليغ إسرائيل مسبقا. كما يستدل على هذا التحسين من وصول حوالي 6000 سائح قبطي مصري الى إسرائيل والضفة الغربية في نهاية الشهر الماضي.

صهيونية خطيرة

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان بطن كينث ليفينغستون، رئيس  لندن سابقا، مليئة ضد اليهود واسرائيل. كما ان جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال لا يكن محبة كبيرة لليهود او اسرائيل. وقد صدرت عنهما مؤخرا، وفي السابق ايضا، تصريحات مثيرة للاشمئزاز، وخاطئة وسامة ضد سياسة اسرائيل في المناطق، وبالطبع ضد اليهود. لكن تعهد كوربين باجتثاث كل تعبير لمعاداة السامية والعنصرية في صفوف حزبه، والعمل ضد نشطاء الحزب الذين يستخدمون لهجة يكمن فيها أي تلميح للاسامية، من خلال طردهم من الحزب او تقديمهم الى محكمة الحزب بتهمة المس بصورته، يعتبر الرد المناسب. بل يسمح للحزب الحاكم في إسرائيل بالامتثال به.

ان ما يجب ان يثير القلق هو الرد الاسرائيلي بالذات. عندما يدعي قادة في إسرائيل بأنه يجب عدم التمييز بين معارضة سياسة اسرائيل في المناطق وازاء المواطنين العرب وبين اللاسامية، فانهم يطلقون النار على ارجل المعادين للاسامية. بالنسبة لهم، يعتبر دعم السياسة الاسرائيلية، حتى وان كانت مرفوضة، بمثابة دعم حقيقي للصهيونية، ودعم الصهيونية لا يمكن في أي حال اعتباره لاسامية، بل على العكس، يعتبرون معارضة السياسة مساويا لمعارضة الصهيونية، وهذه تعتبر لاسامية.

لم يكن بنيامين نتنياهو، وانما كان رئيس الحكومة ووزير الخارجية البريطاني في حينه، ارثور جيمس بلفور، هو الذي كتب في المذكرة التي اصدرها في 1919، بأن "الصهيونية، سواء كانت محقة ام لم تكن محقة، وسواء كانت جيدة او سيئة، متجذرة في التقاليد القديمة وفي احتياجات الحاضر وآمال المستقبل، احتياجات وآمال أهم بشكل لا يقاس من الرغبات والآراء المسبقة لـ700 الف عربي يقيمون الان في هذه البلاد القديمة".

اعتبار الصهيونية لنفسها بأنها محقة، حتى حين لا تكون كذلك، لم يتغير منذ ذلك الوقت. وتكمن الآفة في كون حكومات اسرائيل عملت على تمويه الحدود بين معاداة السامية ومعاداة العنصرية، بين كراهية اليهود والاشمئزاز من سياستهم. تحقيق الوعد الالهي "وعودة" اليهود الى الارض الموعودة، يتم عرضها كذريعة لقيام الدولة. ويدعي هؤلاء ان اليهود ليسوا محتلين لأرض تابعة لشعب آخر، وانما هم مُخَلصّون، محررون او عائدون الى حدودهم. معارضة طموح الفلسطينيين الى الاستقلال والدولة يتم تغليفها بذرائع امنية، لكن جوهر المعارضة هو ايديولوجي – تبشيري. حقيقة التفكير بإقامة دولتين تتناقض، وفقا لذاك، مع جوهر الصهيونية العصرية، التي لم تعد تميز بين الصهيونية الدينية والعلمانية.

الصهيونية العلمانية لا تعني فقط تلك التي لم يعد بمقدورها تبرير وجودها من دون تبني فكرة "الدولة اليهودية"، وانما تحقق رؤية الراب كوك الذي يعتبر الصهاينة العلمانيين ليس اكثر من اداة مساعدة لتحقيق رغبة الله. في برقية بعث بها الى صديقه الباحث في التوراة د. موشيه زايدل في 1918، كتب كوك: "من ناحية غير موضوعية يعتقد الصهاينة العلمانيين بأنهم يكفرون بعالم الدين – لكن الأمر ليس كذلك من ناحية موضوعية. العمل غير الموضوعي الذي يسعى لخدمة هدف واحد، يخدم عمليا هدفا مختلفا تماما: ليس الإنسان هو الذي يدير ويدحرج هذه الاحداث التاريخية" وانما الله.

من هنا، فانه لا مكان للنقاش حول ما اذا كانت الصهيونية محقة او غير محقة – انها محقة دائما بفعل كونها يهودية. ومن هنا لا مفر من الاستنتاج بأن كل من يمس بالصهيونية يمس بجذورها اليهودية. وهذا يعني انه ملوث باللاسامية.

كوربين او ليفينغستون لا يعتبران مشكلة الصهيونية، بل على العكس. فمعاداة الصهيونية ساعدت وتساعد على ترسيخ مفهوم "دولة الملاذ اليهودي" التي تبنتها اسرائيل. مشكلة الصهيونية هي انها لا تستطيع بعد تحقيق اماني مواطني الدولة التي اسستها. انها تهدد أمنهم بسبب تزييف جوهرها. انها تقاد من قبل مجهولين ومعروفين حقنوا في اوردتها سموم الهذيان. هذه صهيونية لا تهدد مواطني إسرائيل فحسب، وانما كل يهود العالم.

انكار الكارثة يتآمر على حق اسرائيل بالوجود

يكتب دان مرجليت، ان اسرائيل لم تقم كرد وتعويض وتطهير لخطايا اوروبا في سنوات الكارثة. انها تحقيق للكوشان التوراتي بالسيادة على ارض الآباء، المدعوم بحق تقرير المصير بروح مواقف الرئيس الامريكي الأسبق فيدرو ويلسون، وبقرارات معنية اتخذتها جمعية الشعوب. وكل ذلك كان قبل الكارثة.

اسرائيل ليست ثمرة للمأساة الرهيبة في تاريخ الانسانية، وانما الى حد معين نتاج فشلها. لقد تأخر نهوضها بعدد ستة ملايين نبضة قلب توقفت في بابي يار واوشفيتس وبقية ابواب جهنم.

الكارثة هي اولا ملاحقة اليهود والمذابح التي ارتكبت ضدهم على مر التاريخ، حين كانوا يفتقدون الى الحماية والمساعدة. وهي ليست لوحدها، لكنها مميزة في مقاييسها. انها راسخة في الحياة اليومية الاسرائيلية بمفهوم حاسم واحد، هو ان الدور الرئيسي لدولة اليهود هو منع تكرار اعمال التنكيل الاحادي الجانب.

اذا كان كل ما حدث قبلها يوضح ويبرر حاجة الشعب اليهودي الى الدفاع عن النفس، فان الكارثة ترفع الحاجة الى عمل ذلك حتى بوسائل يوم الحساب. انها تمنح الدرع اليهودي تصريح السلاح النووي.

ولذلك فان انكار الكارثة ليس مسألة للنقاش الاكاديمي، تماما كما ان الادعاءات المتكررة التي تستأنف على الرواية التاريخية للتوراة ليست مجرد نقاش مشروع بين المؤرخين وعلماء الآثار (مثلا، الى اين وصلت حدود مملكة داود؟ ومتى تدهور النازيون الى "الحل النهائي"؟) جوهر كل هذه الخطوات التي تهدف الى تقزيم الظلم الذي لحق باليهود، جاء للتآمر على حق اسرائيل بالوجود ككيان سيادي قوي داخل حدود آمنة ومعترف بها.

التزوير في كل مجالاته ومفاهيمه هو جزء من جهد شامل – ان لم يكن منظما بالذات – لتقويض تبرير وجود اسرائيل، وفي عدة اماكن تصبح له اجنحة. هذه الصيغة الشريرة للادعاء بأنه كانت هناك قاعدة واحدة للصهيونية والنازية. الادعاء المعروف هو "اتفاق النقل" الذي شكل عمليا طردا ليهود المانيا من بلدهم وسلبهم من غالبية املاكهم مقابل هجرتهم الى دول اخرى. هل يعتبر هذا تعاوناظ هذا اتفاق مرحلي بين الاعداء.

قلة ادلوا برأيهم بشأن اثبات آخر. خلال محاكمة د. يسرائيل كستنير امام القاضي بنيامين هليفي في السنة السادسة لاستقلال اسرائيل، كشف المدعي شموئيل تمير معلومات تقشعر لها الأبدان: كستنير تعاون مع ادولف ايخمان ورفاقه من اجل طمأنة المليون يهودي هنغاري، الذين ارسلهم النازيون للإبادة في اوشفيتس. في المقابل وافق النازيون على اطلاق سراح قطار حمل حوالي 1600 يهودي. وعندها اعترف كستنير امام تمير بأنه طلب من ايخمان ارسال اليهود الذين اطلق سراحهم من القطار الى ارض اسرائيل، فقال عميد القتلة بأنه لا يستطيع، لأنه خلال زيارته الى القدس في 1937 وعد المفتي الحاج امين الحسيني بأن المانيا لن ترسل المزيد من اليهود الى ارض اسرائيل. فعن أي تعاون يهودي نازي يتحدث اولاد الشر؟

كل هذه النقاشات، من الحقيقة في التوراة، تاريخا وآثارا – وحتى محاولة تفكيك كون اليهود ضحية فريدة في الكارثة، وكون الكارثة جريمة فريدة، لم تهدف الى ترسيم حدود العدالة في احداث الماضي، وانما رسم الخطوط غير العادلة للمؤامرة ضد اليهود في الحاضر والمستقبل. الخطر يتربص بنا.

بطولة اصحاب النفوس النبيلة

يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" ان احدى الظواهر المثيرة من فترة الكارثة، هي الفارق بين المصير الجيد نسبيا لغالبية يهود بلغاريا، مقابل مصير يهود كل الدول المجاورة. بلغاريا لم تكن تختلف عن رومانيا وسلوباكيا وايطاليا وهنغاريا. والسلطة في هذه البلدان كانت دائما داعمة متحمسة لهتلر. وانعكس ذلك في التحالف السياسي والعسكري الذي وقعته معه، وكذلك في القوانين المعادية لليهود واستعداد تلك الدول للمشاركة في ابادة اليهود. ويكمن الفارق الجوهري بين بلغاريا وبقية الدول التي دعمت هذا "المسار" – لبالغ الحظ- في وجود طبقة صغيرة من المفكرين في بلغاريا الذين تمسكوا بالأخلاق والحقيقة.

هؤلاء الناس، ومن بينهم كتاب ورجال دين، تميزوا بثلاثة امور: لقد ميزوا الاكاذيب التي نشرتها السلطات بشأن المصلحة القومية؛ وتحركوا بدافع معايير اخلاقية وانسانية، وفوق هذا كله، تحلوا بالشجاعة للخروج علانية وبشكل متحدي ضد السلطة الدكتاتورية لملكهم. عندما التزمت بلغاريا في اواخر 1940 بتبني قانون ضد اليهود يشبه قوانين نيرنبرغ، كتب 21 كاتبا الى رئيس الحكومة اللاسامي، بأن هذا القانون "سيضع وصمة معتمة على قوانيننا وسيترك ذكريات يصعب تحملها". لا شك ان هؤلاء الكتاب رأوا المولود بشكل اكبر من السياسيين الذين دفعوا مشروع القانون. وبرز من بينهم الكاتب والمفكر ديمو كزاسوف، الذي حارب ضد اسكات كل صوت لا يتماشى مع النظام، وكتب لرئيس الحكومة ان "القذارة تستتر وراء اجنحة الرقابة ونحن ضحاياها".

صحيح ان نضال المفكرين ضد القانون خفف من حدته قليلا، ولكن حتى السلطة الفاشية فهمت ان عليها أن تأخذ احتجاجهم في الاعتبار، بسبب تأثيرهم المحتمل على الرأي العام. وانعكس الامر في اذار 1943، عندما كانت السلطة تنوي طرد كل يهود بلغاريا من اجل ابادتهم، لكنها وبسبب تخوفها من رد الجمهور، خططت لعمل ذلك سرا. وعندما اكتشف رجال الفكر ورؤساء الكنيسة هذا الأمر خرجوا بإصرار ضد الخطة.  رئيسا الكنيسة في بلغاريا، المتروبوليت ستيفان وزميله كيريل، خاضا مواجهة علنية مع الملك بوريس. وكتب له الأول محذرا: "لا تلاحق الآخرين كي لا تتعرض انت ايضا للملاحقة. الرب يشاهد عملك". وكان كيريل اكثر فظاظة، ودعا عمليا الى التمرد على الملك بقوله انه امام الرغبة بالمس باليهود فانه لا يتقبل سيادته. وفي اعقاب نشاطهما، انضم الى هذه الدعوة اعضاء في البرلمان وشخصيات عامة، وتم احباط المؤامرة.

لقد قام الكتاب ورجال الكنيسة بعمل اعتبرته السلطة خيانة للدولة، وخاصة في زمن الحرب. وباستثناء الاعتراف بعظمة هؤلاء الرجال، من المهم تأكيد العبرة الشاملة. السلطة، حتى في الدول الدكتاتورية، تملك صلاحية اتخاذ القرارات حسب ما تعتبره يخدم مصالحها القومية، لكنه يمنع الفهم من ذلك بأن السلطة تعرف بالضرورة ما هي تلك المصالح.

مثال بلغاريا يعلمنا ان رجال الفكر بالذات، بسبب تفكيرهم الناقد، يعرفون كيف ينظرون الى الواقع بشكل صحيح ورؤية الحقيقة اكثر ممن يملكون صلاحية اتخاذ القرار. الافكار التي تبدو اليوم، مثيرة للاستفزاز بالذات، بل والمعادية للقومية، يمكن ان يتضح مستقبلا بأنها كانت صحيحة وعادلة.

 

 

اخر الأخبار