إردوغان يعزز سلطاته ونفوذه على حساب اوغلو

تابعنا على:   01:49 2016-05-03

أمد/ أنقرة : تولى "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا سلطة تعيين مسؤولي الحزب بالأقاليم بدلا من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في خطوة تمثل تقليصا لسلطته على أنصار الحزب، وتعزيزا لنفوذ الرئيس رجب طيب إردوغان.

وتعد الخطوة التي اتخذت يوم الجمعة خلال اجتماع للجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية، أحد أقوى الدلائل حتى الآن على التوتر بين إردوغان -الذي يريد رئاسة ذات صلاحيات تنفيذية في تركيا- وبين داود أوغلو الذي سيتم تهميشه في حال تغيير النظام البرلماني للبلاد.

وقال مسؤول كبير بحزب العدالة والتنمية لرويترز اليوم الاثنين "هذا القرار سيضعف سلطة داود أوغلو على الحزب. لن تكون مهمة داود أوغلو سهلة بعد هذا (القرار)." وطلب المسؤول عدم نشر اسمه لما ينطوي عليه هذا الأمر من حساسية.

ويحكم حزب العدالة والتنمية تركيا منذ 14 عاما وهو مؤسسة متجانسة أسسها إردوغان. ويتهم المنتقدون الرئيس بالتصرف بطريقة سلطوية على نحو متزايد. وينفي إردوغان هذا الاتهام.

وبموجب الدستور يتعين على إردوغان قطع علاقته بحزب العدالة والتنمية الحاكم، عندما أصبح رئيسا في الانتخابات التي أجريت في أغسطس/ آب 2014 بعد أن ظل رئيسا للوزراء لأكثر من عشر سنوات، وذلك لأنه من المفترض على رئيس الدولة أن يسمو على السياسات الحزبية.

لكن إردوغان لا يزال يتمتع بولاء شديد في الحزب ويسعى للحفاظ على نفوذه، لذا فإنه يترأس من حين لآخر اجتماعات مجلس الوزراء في قصره الرئاسي ويحرص على أن تكون اللجنة التنفيذية للحزب زاخرة بحلفائه.

داود أوغلو هو الزعيم الرسمي للحزب، لكنه يتوارى تحت نفوذ إردوغان. ويبذل داود أوغلو جهدا لترسيخ وضعه في حزب العدالة والتنمية لكن نزع صلاحياته لتعيين مسؤولي الأقاليم الذين يشكلون نواة الحزب سيضعف موقفه على نحو متزايد.

وقال سينان أولجين وهو دبلوماسي تركي سابق ورئيس مركز ايدام البحثي في اسطنبول "داود أوغلو يريد تشكيل مجال سياسي لنفسه، لكن إردوغان لا ينوي السماح لرئيس اللجنة التنفيذية -سواء كان داود أوغلو أو أي شخص آخر- أن يكون له قدر كبير من الاستقلالية السياسية."

وأضاف "إردوغان عاقد العزم على السيطرة على اللجنة التنفيذية وعلى جدول الأعمال السياسي للبلاد أيضا ولن يستطيع القيام بذلك إلا إذا كان لديه هذه الدرجة من السيطرة."

ووصف عمر جيليك نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" والمتحدث باسم الحزب التحرك بأنه خطوة فنية وقال إنه لا يشير إلى أي "أزمة" في الحزب.

وكانت اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية هي التي يقع عليها في الأساس سلطة التعيينات بالحزب لكن هذه السلطة انتقلت إلى إردوغان عندما تولى زعامة الحزب في 2002 ثم انتقلت بدورها إلى داود أوغلو عندما خلف إردوغان في زعامة الحزب عام 2014.

وقال جيليك للصحفيين مساء الجمعة "استعادة اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية هذه السلطة حتى يمكن مناقشة القضايا المتعلقة بالحزب بإسهاب وبمزيد من التفاصيل..ليس من الصواب اعتبار هذا التغيير تحركا جذريا للغاية."

اخر الأخبار