20 عاما على رحيل القائد السياسي والاديب اميل حبيبي..لكنه "باق في حيفا - صور

تابعنا على:   20:39 2016-05-02

أمد/ حيفا – ناضل حسنين: تصادف اليوم الثاني من مايو/ أيار الذكرى العشرون لرحيل "المتشائل..." الاديب الفلسطيني اميل حبيبي

وفي الذكرى العشرين لرحيل القائد الشيوعي والاديب اميل حبيبي عن عالمنا، ليس لنا إلا ان نستذكر قسطا من سيرته ونتاجه لمن لم يعاصروه في محاولة لإيفائه بعضا من حقه علينا لما أسهمه في صقل الشخصية العربية الفلسطينية عموما وفي إسرائيل تحديدا، فكان الشمعة التي انارت الدرب في مرحلة عز فيها النور وكان النبع الذي ينهل منه القاصي والداني في فترة عزت فيها الثقافة والوعي، فكان اميل حبيبا للجميع وسيبقى.

"الاديب والقائد السياسي اميل حبيبي"

عاش اميل حبيبي حياة ثقافية عريضة اتسعت لمنابر صحفية وادبية عديدة منها صحيفة "الاتحاد" ومجلة "الجديد"، وكان صاحب قلم يخشاه الظالم ويستأنس به المظلوم ولم يكن يبخل على القراء بجرعة أسبوعية موقعة باسم "جهينة" في صحيفة الاتحاد، فيشفي غليل القارئ حول موضوع الساعة.

اميل حبيبي الأديب ارتدى عباءة المناضل السياسي، واميل المناضل الذي تجمهرت قوته في رأس قلمه، كان الأدب بالنسبة له منقذا من تعقيدات السياسة وعثراتها المتكررة.

تحوّل اميل حبيبي إلى صوت قائد والى صوت ساخر في آن معا، خلطة انجبت شخصية ساحرة، تدوخ القراء والمستمعين، إذ كان مبدعا حين يكتب وعذبا حين يتحدث، وعلم الانسان العربي كيفية حمل هموم الاهل والوطن في القلب والعقل معا.

اميل حبيبي - معالم على سيرته

ولد في حيفا في 29 آب/ أغسطس من عام 1921 حيث عاش حتى عام 1956 ثم انتقل للسكن في مدينة الناصرة حتى وفاته في 2 مايو/أيار 1996. تفرغ للعمل السياسي في إطار الحزب الشيوعي الفلسطيني وكان من مؤسسي عصبة التحرر الوطني في فلسطين عام 1945. وبعد قيام دولة إسرائيل نشط في إعادة الوحدة للشيوعيين في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان أحد ممثليه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) لمدة عشرين عاما بين عامي 1952 و1972 ثم استقال من عضوية البرلمان وتفرغ للعمل الأدبي والصحافي.

في حقل الصحافة عمل اميل حبيبي مذيعا في إذاعة القدس (1942-1943)، ومحررًا في أسبوعية "مهماز" (1946) كما ترأس تحرير صحيفة "الاتحاد"، التي تصدر عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العربية، بين 1972 - 1989.

في حقل الأدب، نشر أميل حبيبي عمله الأول "سداسية الأيام الستة" عام 1968 في اعقاب حرب عام 1967 التي اطلق عليها "حرب الأيام الستة"، وعربيا بالنكسة، وبعده تتابعت الأعمال "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل"(1974) وهي اشهر اعماله الأدبية ثم "لكع بن لكع" (1980)، "إخطيه" (1985) وأخيرًا، "خرافية سرايا بنت الغول" (1991).

وقد جعلت تلك الاعمال القليلة صاحبها أحد أهم المبدعين العرب وذلك لأسلوبه الجديد والمتميز في الكتابة الأدبية.

عام 1989، إثر انهيار المنظومة الاشتراكية، أعاد النظر في بعض المسلمات النظرية مما سبب له خلافات فكرية وتنظيمية مع الحزب الشيوعي، اضطر على ضوئها إلى الاستقالة من جميع مناصبه الحزبية بما فيها رئاسة تحرير صحيفة "الاتحاد".

لكنه بقي عضوا في الحزب الشيوعي الذي التحق بعضويته منذ ان كان في سن 14 عاما، بينما استقال من كافة مناصبه الحزبية عام 1991. وفي عام 1990 كرمته منظمة التحرير الفلسطينية بوسام "القدس" وهو أرفع وسام فلسطيني. وفي عام 1992 حاز على "جائزة إسرائيل في الأدب" وهي أرفع جائزة أدبية تمنحها دولة إسرائيل. في العام الأخير من حياته انشغل بإصدار مجلة أدبية أسماها "مشارف".

لقد رحل اميل حبيبي في الثاني من أيار/ مايو من عام 1996 وأوصى ان تكتب على قبره هذه الكلمات: "باق في حيفا".

اخر الأخبار