بعد رفض "الفرنسية " لنستمر بالهجوم

تابعنا على:   15:04 2016-05-01

حسن سليم

بالطبع كما كان متوقعا ان تعلن حكومة بنيامين نتنياهو رفضها للمبادرة الفرنسية، انسجاما وعقيدتها القائمة على رفض الاخر، واصرارها على الاستمرار بسياستها التوسعية وتمدد الاستيطان.

اسرائيل التي استمرت بخداعها في مفاوضات استمرت لا كثر من عقدين، برعاية الادارة الاميركية، التي لم تعدم وسيلة ولا وصفة الا واستخدمتها لضمان الانحياز لدولة الاحتلال، بالطبع سترفض اي وسيط او مظلة غير ما اعتادت عليه، وفي محاولة منها لخداع الراي العام الدولي، تطرح كما اورد مكتب نتنياهو في بيانه، بان " اسرائيل متمسكة بموقفها القائم على ان المفاوضات الثنائية المباشرة هي السبيل الأفضل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وانها على اتم الاستعداد للشروع فورا بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين دون أي شروط مسبقة ".

وفق بيان مكتب نتنياهو، الذي اعتبر " كل مبادرة أخرى تبعد الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات المباشرة"، فانه بذلك يعلن ايضا الرفض ليس للمبادرة الفرنسية، وحسب، بل ضد المبادرة العربية ايضا، التي وعدت اسرئيل بسلام مع 57 دولة عربية وإسلامية جاهزة للتطبيع مع إسرائيل فور انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة علاقات طبيعية معه، وضد اي افكار لا تخرج من مطبخه السياسي، او تمثل تفصيلا لرؤيته التي لا تشير باي حال من الاحوال الى اي امكانية لانهاء الصراع، وانسحاب جيشه من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، بل يصر على التصرف كدولة فوق القانون، ويدير الظهر للشرعة الدولية، وقرارتها وقوانينها.

حسنا فعلت القيادة الفلسطينية باعلان موقف الترحيب من المبادرة الفرنسية، رغم كل الملاحظات عليها، وما قدمت من تسهيلات لتخرج للعلن، والجميع يعلم انها ستصطدم برفض اسرائيل، التي ينكشف وجهها يوما بعد يوما حتى لحلفائها، الذين اصبحوا يشعرون بالخجل من غباء سياستها، كما يتطلب منا الاستمرار بالهجوم السياسي، والانضمام لباقي المنظمات والهيئات الدولية، واستمرار الطرق على رٍأسها في الهيئة الاممية، حتى وان استمر ليبرمان ونتنياهو ، بوصفنا باننا نمارس " الارهاب الدبلوماسي"، فلن نكون وحدنا، فقد سبق لها واتهمت فرنسا بانها تقف وراء التحريض على مقاطعة بضائعها، وستستمر بتوجيه التهم واللائمة لباقي الدول، وظنها ان تستطيع الاستمرار بتمثيل دور الضحية، فيما تمارس على الارض ارهاب الدولة المنظم.

ان ما يربك دولة الاحتلال الاسرائيلي، اليوم، هو عجزها عن اثبات زيف ادعائها، بانها راغبة بالسلام، بل الاصعب عليها اثباته، هو انها لا تمارس ارهاب الدولة، ولا تتصرف كدولة فوق القانون، ولا سيما في الوقت الذي يشاهد العالم، وتوثقه لجانه، بانها تسرق الارض المحتلة، وتنشر فيها مستوطناتها، وتنفذ الاعدامات خارج القانون، وتتنهك ابسط حقوق الانسان المفترض انها محمية بالقانون الدولي.

اخر الأخبار