يهودية الدوله العبريه .......وخيانات العرب ..ومؤامرات الغرب.

تابعنا على:   18:02 2014-01-19

هشام الهبيشان

بدأت الان الامور تتضح لزيارات كيري للمنطقه كيري الذي تجاوزت زياراته للمنطقة ال 10 مرات منذ تسلمه لمنصبه قد دخل التاريخ بتلك الزيارات الغير مسبوقة لشخصية امريكية بحجم كيري , فمنذ انطلاق مشروع كيري للتسوية كان واضحاً ان حيثيات الوضع الاقليمي هي التي دفعت الى تسريع محاولات انجاز ملف التسوية الفلسطينية.

على مدار الصراع العربي الاسرائيلي و الذي اختزل لاحقاً بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي لم يشهد العالم العربي حالة من الانسلاخ عن الواقع الفلسطيني كما هو الواقع اليوم، سوريا العراق و مصر الثلاث دول الكبرى مشغولة بملفات الاستقرار الداخلي. هذه المناخات لعبت الدور الرئيسي بجعل انجاز التسوية الفلسطينية أولوية اميركية.

الغموض و السرية التي تجري فيها ترتيبات خطة كيري تشير بوضوح الى رغبة الولايات المتحدة بالإبقاء على المشروع مغلقاً مما يؤشر الى ان هناك طبخة قد انجزت في السر وحان وقت التهامها , الامر الذي يدفعنا للقول بأن على المفاوض الفلسطيني ( الشريف) أن ينتبه جيداً لتلك الطبخة لما تحمله من اثار خطيره على المنطقه ككل وعلى الفلسطينيين خاصه

هناك معلومات شبه مؤكده تؤكد عودة كيري وزير الخارجية الامريكي للمنطقة حسب المعلومات المسربة لن يتجاوز هذا الشهر , ليتسلم على ما يبدو الموافقة على اعلان يهودية الدولة الاسرائيلية من قبل اصحاب القرار السياسي في فلسطين والسعودية و المعارضه السوريه بالخارج , ومن هنا اؤكدان

الاسرائيليون معنيون باقتناص الاعتراف بيهودية الدولة و هو الأمر الأخطر في ملف التسوية، و ليس فقط بسبب المخاوف المزعومة من تهجير أكثر من مليون و نصف عربي، فالحقيقة أن ابعاد و تبعات الاعتراف في يهودية الدولة هي الأخطر، فهي عملياً اقرار رسمي و عملي بالرواية التوراتية بان الاسرائيليين هم أصحاب الحق.

و بالتالي فان كل الأمور ستنعكس ضمناً ليتم تجريد الفلسطينيين اصحاب الحق التاريخي من ادنى حقوقهم، و هذا لن يضطر الاسرائيليين للحديث مستقبلاً عن اسقاط حق العودة او حق الأرض فالاعتراف بيهودية الدولة يعني ضمناً اسقاط كل هذه الحقوق.

الاعتراف بيهودية الدولة هو أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية اليوم و مجرد التفكير بالاعتراف بها هو تهمة ترقى لدرجة الخيانة العظمى. لهذا فان رفض الاعتراف بيهودية الدولة هو واجب وطني لا يمكن الاخلال به.

فالصفة «اليهودية» هي الصفة المميزة والغالبة في معظم الكتابات الأولى والوعود والقوانين، أي أن إلصاق «اليهودية» بـ«الدولة» ليس أمراً جديداً. فقد كان هرتزل أول من أصدر كتاباً عن تصوراته بشأن الدولة الموعودة، سنة 1896، وأطلق عليه عنوان «دولة اليهود»، والكتاب لم يحتوي أي جديد، بل كانت المفاجأة فيه تحول هرتزل نفسه من مسرحي وروائي إلى مفكر سياسي. أما مؤتمر بازل الذي دعا إليه وترأسه هرتزل سنة 1897، فقد انتهى إلى برنامج بازل المشهور، وأبرز ما فيه بنوده الأربعة التي تتمحور على كيفية تحقيق هدف الصهيونية بإنشاء الدولة مستقبلاً، وجاء في مقدمة البرنامج: «تسعى الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين...». وفي صك الانتداب الذي أقره مجلس عصبة الأمم في 24/7/1933، جاء في المادة الثانية تثبيت لوعد بلفور: «تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن جعل البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تكفل إنشاء الوطن القومي اليهودي...». كما جاء في المادة الرابعة الاعتراف «بهيئة يهودية صالحة كهيئة عمومية لتشير وتعاون في إدارة فلسطين...»، وقد أصبحت هذه الهيئة فيما بعد تُعرف بـ«الوكالة اليهودية»، وكانت تشرف على شؤون اليهود كدولة ضمن الدولة، وهي التي تحولت دوائرها إلى وزارات بمجرد إعلان الدولة نهاية الانتداب. وفي نص قرار التقسيم الصادر في 29/11/1948، جاء ما يلي: «تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية، والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس...».

وبعد هذا كله أين الغرابة في إلصاق اليهودية بدولة إسرائيل؟

مرة واحدة ابتعد القادة الصهيونيون عن إلصاق اليهودية بالدولة، وكان ذلك حين أنشأوا الدولة فعلاً في 15/5/1948، فكان قرارهم بتسميتها «دولة إسرائيل»، والاسم مشتق من مملكة بني إسرائيل دينياً وتاريخياً، ولا جدال في هذا، غير أن اعتماد هذا الاسم جرى في سياق إقناع الدنيا بعودة المجد الغابر، وكأنه لا توجد عشرات المئات من السنين التي تفصل بين مملكة داود وسليمان في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد، وبين دولة إسرائيل بزعامة حاييم وايزمان رئيساً وبن غوريون رئيساً للحكومة، في منتصف القرن العشرين.

اليوم يتفوق نتنياهو على رفاقه بإقدامه على التنفيذ، والتنفيذ في هذا المجال يعني اقتلاع من تبقى من الشعب الفلسطيني. أما لماذا الآن؟ فنترك هذا إلى النهاية. ومن دون الحاجة إلى التوقف لحظة عند أي من الأوضاع الإقليمية أو الدولية، نتوقف عند الخلاصة؛ فنحن ـ العرب ـ نجابه تحدياً مصيرياً لم نجابه مثيلاً له في تاريخنا المعاصر، فإما أن نصمم على أن نكون أحراراً ومناضلين ومقاومين ولا نرضى بالهوان، وإما ان تغدو «أوسلو» شعاراً عربياً لا فلسطينياً، فحسب.

لا خلاص من غير الاستعداد التام لمجابهة العدو الوسائل الممكنة. بالحرب إن شاءت إسرائيل. بالدبلوماسية حين يصبح استعدادنا للحرب مكتملاً، فلا نكون حينئذ الفريق الأضعف، بل الفريق الذي سُلبت منه حقوقه غير أنه على أتم الاستعداد لنيلها حرباً أو تفاوضاً، أو بأي وسائل أخرى. فالمجابهات اليوم بين الدول والقوى ليست كالماضي، إنها مجابهات فكرية وحضارية والكترونية وتقنية... وعسكرية أيضاً.ففي في زمن لم تكن فيه إسرائيل أقوى مما هي عليه اليوم، ولم يكن الجانب الفلسطيني فيه أضعف مما هو عليه اليوم؟

ليس من شك في أن المرحلة المقبلة هي أصعب المراحل في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي ـ الصهيوني ـالماسوني .

ناشط وكاتب سياسي -الاردن

اردني الهويه .......عروبي الهوى

[email protected]

اخر الأخبار