
زيدان : إنقاذ مخيم اليرموك هو إنقاذ لحوالي 40% من الفلسطينيين في سوريا

أمد/ شارك المئات من الفلسطينيين في مسيرة ووقفة جماهيرية نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الأحد، أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، تضامناً مع أهلنا في مخيم اليرموك في سوريا. حضرها صف عريض من القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية وقطاعات نسوية وشبابية ولجان شعبية وشخصيات اعتبارية ومخاتير ورجال إصلاح.
بدوره، أكد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الوقت حان لوقف الوضع المأساوي في مخيم اليرموك، وقد سقط أكثر من خمسين شهيداً من الجوع والمرض. داعياً إلى تزويد المخيم بما يلزم من المواد الغذائية والطبية، وسحب المسلحين من داخله وفك الحصار عنه.
وشدد زيدان أن إنقاذ مخيم اليرموك هو إنقاذ لحوالي 40% من الفلسطينيين في سوريا والذين يعيشون في المخيم ومحيطه، وإنقاذ للمكانة الخاصة والرمزية النضالية والوطنية والثقافية للمخيم والتي تستحق كل الجهد للدفاع عنها. لافتاً إلى أن أي أذى يلحق بالمخيم يعني إفقاد الفلسطينيين في سوريا القاعدة الأساس لتواجدهم.
وأدان القيادي في الجبهة الديمقراطية بشدة عرقلة المسلحين المتكررة لوصول قوافل المساعدات الإنسانية، ومنذ ما يقرب الستة أشهر، معتبراً إياها جريمة حرب ووصمة عار في جبين الدول العربية والمجتمع الدولي، مطالباً إياهم بالضغط على الأطراف المعنية من أجل فرض القانون الدولي، الذي يفرض على أطراف النزاع بحرية مرور الأغذية الضرورية والحليب والملابس المخصصة للأطفال والنساء الحوامل، والسماح بمرور كل الإمدادات الطبية والتموينية إلى مخيم اليرموك.
وأكد رفض الجبهة الديمقراطية لحالة الحصار والتجويع الذي يفرض على مخيم اليرموك. داعياً إلى تحييد "اليرموك" ذو الكيانية الرمزية والوطنية، وخروج جميع المسلحين من المخيم وبلا شروط، وتعجيل عودة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى مخيماتهم. فشعبنا يستطيع الحفاظ على أمن المخيم من خلال لجان أحياء ولجان وطنية تحرس المخيم وتدير شؤونه، إلى أن ينعقد شرط عودة الأجهزة المدنية السورية إلى المخيم.
وقال زيدان: سيظل مخيم اليرموك الذي مثّل خزان الثورة عنوان قضيتنا ورمز مأساة الفلسطينيين في سوريا، وسيبقى يمثل الأولوية الوطنية، باعتباره ركيزة أساسية للصمود وحماية الهوية الوطنية، وقاعدة صلبة لحق العودة وصيانة القرار 194.
وشدد زيدان على دور شعبنا في سوريا في حماية م. ت. ف. وصيانة حق العودة وتضحيات كبيرة في سبيل ذلك. مستذكراً شباب مخيمات سوريا كانوا أبطال العمليات الفدائية والاستشهادية من الجنوب اللبناني باتجاه جيش الاحتلال، وأبطال مواجهة الاجتياح الإسرائيلي والدفاع عن المخيمات، وكانوا أبطال هبة الذكرى الـ 63 للنكبة، والتي وصل فيها أبناء فلسطين وعبروا المواقع الإسرائيلية في الجولان إلى حيفا.
وشدد زيدان مرحباً بإدخال نزر يسير من السلات الغذائية يوم السبت 18/1 لثلاثين ألفاً من الفلسطينيين والسوريين ليؤكد وجود طريق ووسيلة لسد رمق الذين يموتون جوعاً في اليرموك. وطالب م. ت. ف. بزيادة مساعداتها والقيام بواجباتها اتجاه من قدم الغالي والنفيس في الدفاع عن الثورة وفي مقاومة الاحتلال. مطالباً وكالة الغوث بتطوير خدماتها وتلبية حاجات النازحين من تأمين الرعاية الصحية لهم والتعليم لأطفالهم. وكذلك طالب بمعالجة أمور الموقوفين البالغ عددهم 460 معتقل، خاصةً إطلاق سراح الأبرياء وهم حوالي 260 معتقل.
وأكد زيدان على سوريا الموحدة المستقلة. مشدداً أن استهداف مخيم اليرموك وشعبنا في مخيمات سوريا مسألة سياسية من الطراز الأول، وتشكل محاولة لإضعاف حق العودة عملاً بالقرار 194، وإضعاف كفاح شعبنا في مواجهة الاحتلال ومؤامرات التوطين والتهجير. لافتاً إلى فلسطينيي سوريا القضية الأبرز في حركة اللاجئين وهي تتطلب أن تكون في أولويات الأجندة الوطنية وعلى أجندة اللاجئين، لحمايتهم وحماية حق اللاجئين في العودة.
وفي ذات السياق، شدد القيادي في الجبهة الديمقراطية صالح زيدان على أن حماية شعبنا الفلسطيني في سوريا يتطلب توحيد الطاقات الوطنية الفلسطينية وحمايتها بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المدمر. داعياً الأطراف المعنية إلى الكف عن الممارسات العدوانية ضد شعبنا واستباحة دمه وتجويع أطفاله ونسائه، وإلى حملة وطنية وشعبية شاملة وموحدة لدعم أهلنا في اليرموك وسوريا ونازحيهم.
ودعا زيدان لحلول عملية لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية تستند لدعوة إسماعيل هنية إلى تقديم استقالة حكومته إلى الأخ أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، واستقالة حكومة السلطة في رام الله، ومبادرة من الرئيس محمود عباس مباشرة لتشكيل حكومة توافق برئاسته، ودعوة للجنة العليا للإطار القيادي المؤقت لـ م. ت. ف. للانعقاد لإعلان حكومة التوافق الوطني الواحدة للضفة والقدس وقطاع غزة. وإعلان العودة للشعب بانتخابات شاملة لمؤسسات م. ت. ف. على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل بسقف زمني يتم التوافق عليه خلال العام 2014 وبمرسومين صادرين عن رئيس اللجنة التنفيذية، كمقدمة لتنفيذ اتفاق المصالحة في 4/5/2011.
وأشار إلى أن تلك الخطوات العملية تدعم شعبنا في سوريا بقوة أكبر، وتتصدى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يلوح في الأفق، وتقطع الطريق على توقيع اتفاق الإطار. داعياً لانسحاب الوفد الفلسطيني المفاوض ولرفض اتفاق إطار غامض، ورفض التمديد للمفاوضات الجارية بعد 29 نيسان 2014. والدعوة لمؤتمر دولي لحل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي نهاية الوقفة التضامنية، التي رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية ويافطات تدعو لفك الحصار وانسحاب المسلحين وتحييد المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم اليرموك عن الصراع الداخلي في سوريا، قام وفد من القوى الوطنية والإسلامية ووجهاء المخيمات ولجان الإصلاح بتسليم مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمقر الأمم المتحدة بمدينة غزة.