
إعادة تصميم الجيش الإسرائيلي؟
مكرم محمد احمد
لعل الحدث الاهم الذي وقع في إسرائيل هذا الاسبوع هو انعقاد مؤتمر بحثي استراتيجي في جامعة بارآليان, يبحث مستقبل جيش الدفاع, والتغييرات التي يجب ان تلحق ببنيته وتكوينه في شرق أوسط متقلب, يفور بأحداث ساخنة يصعب التنبؤ بنتاجها.
وبرغم ان هذا المؤتمر يعقد بعد 41 عاما من حرب اكتوبر المجيدة, فإن ظلال هذه الحرب هي العامل الاكثر تأثيرا علي اعمال المؤتمر,لان احد الاسئلة المهمة التي شكلت أهم محاور النقاش,هل تظل القوات الجوية الاسرائيلية هي العنصر الحاسم في كسب حروب الشرق الاوسط؟!, ام ان التطورات التي فرضتها حرب اكتوبر ونجاح المصريين في شل قدرة القوات الجوية الاسرائيلية لفترة زمنية غير قصيرة من خلال حائط الصواريخ, مكنت المصريين من عبورالقناة وبناء رءوس الكباري علي شواطئ سيناء وتثبيت وجودهم شرق القناة, بما يعني وجود متغير مهم عطل دورالقوات الجوية الإسرائيلية, يرتب بالضرورة اعادة النظرفي تصميم وتكوين جيش الدفاع.
والواضح من اعمال المؤتمرأن الاسرئيليين مشغولون للغاية بإعادة تصميم الجيش الاسرائيلي, بما يحول دون تكرارتجربة حائط الصواريخ المصرية ويهيئ بديلا لعمل القوات الجوية إذا تكررت الظروف,خاصة ان القوات الجوية الاسرائيلية تشكل قلب الجيش الاسرائيلي بسبب قدرتها علي استخدام حجم ضخم من النيران, تستطيع توجيهها لاهداف استراتيجية وعسكرية داخل عمق العدو ووسط حشوده القتالية علي الارض وفي مجاليه البحري والجوي.
وبرغم ان نظم التسلح الاسرائيلي المتنوعة قد تطورت لتصبح نظما ذكية تملك قوة نيران كثيفة يمكن توجيهها إلي اهداف استراتيجية وعسكرية متعددة تشمل ارض المعركة وسماءها والقواعد الجوية والبحرية, يري معظم العسكريين الاسرئيليين اصحاب الخبرة في المؤتمرضرورة إحداث نقلة نوعية تحسن قدرات جيش الدفاع,تتمثل في الاعتماد المتزايد علي قطع البحرية واستخدامها كمنصات متحركة لاطلاق صواريخ أرض أرض إلي أهداف متعددة مع الحفاظ علي قدرات القوات الجوية الاسرئيلية باعتبارها أرفع أدوات الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل.
عن الاهرام