أنفاق...ونفاق

تابعنا على:   12:48 2016-01-31

خالد معالي

ما جرى من استشهاد سبعة من كتائب القسام خلال قيامهم بحفر نفق؛ لا يعيب المقاومة في شيئ؛ بل يزيدها قوة وعزة وشموخا؛ فالأنفاق أحد أسلحة المقاومة والإعداد، وعادة بها أخطاء ومخاطر، وقد يسقط غدا – لا سمح الله - أيضا شهداء ما لم يتم تدارك وتدارس سبب انهيار النفق وأخذ العبر؛ فجيش الاحتلال يفقد جنود أحيانا خلال التدريب العادي لإفراده وهو يعد للباطل والظلم؛ فكيف لمن يحفر ويجهز ويعد لحرية شعبه ورفع الظلم عنه ؟!

برغم حالة الاختلاف في الرؤى والبرامج على الساحة الفلسطينية؛ إلا أن جميع القوى وعلى مختلف مشاربها الفكرية تجمع على أن قضية الشهداء والأسرى متفق عليها ولا خلاف حول قدسيتهما؛ كون من يقدم روحه للوطن لا مجال لان يزاود عليه احد، ومن يقدم زهرة شبابه خلف القضبان أيضا لا خلاف حول مساندته وتحريره.

 إلا أن استشهاد سبعة من عناصر القسام وهم يعدون للمعركة القادمة مع الاحتلال والمفروضة عليهم من خلال حفر الأنفاق، لاقت نوع من التهكم والسخرية من قبل قلة قليلة؛ وهو ما اعتبر مس بقدسية الشهداء أيا كانت أفكارهم وعقائدهم، ومهما كان الأسلوب الذي اتبعوه لأجل تحرير الوطن.

للذين مسوا بمكانة الشهداء؛ هل فلسطين تحررت حتى تعيبوا عليهم حفر الأنفاق؛ أليست الأنفاق هي الخطر الاستراتيجي على الاحتلال وباعتراف قادته؛ أليست الأنفاق هي من حررت 1450 أسير عبر أسر الجندي شاليط؟!

اليوم وغدا؛ ستبقى المقاومة الفلسطينية تواصل تجهيزها وإعدادها للجولات المقبلة مع الاحتلال؛ والاحتلال هو من فرض على الشعب الفلسطيني أن يقاومه؛ ولولا وجود الاحتلال لما وجدت المقاومة التي هي فخر كل القوى الفلسطينية.

المقاومة تواجه احتلالا متغطرسا لا مثيل له عبر التاريخ؛ مدعوما بأسلحة أمريكية وغواصات ألمانية؛ ويكفي قلقه من إجادة المقاومة إعداد وسيلة إستراتيجية هي الأنفاق في صدّ العدوان الغاشم خلال ثلاث حروب عدوانية سابقة.

 لو كان هناك شك في جهاد ونضال من يحفرون الأنفاق؛ لما خرج ثلاثة أرباع مليون مواطن فلسطيني في عرس شهادتهم؛ ومن هنا تتضح صورة من شككوا في شهادة السبعة، ولا مجال إلا أن يراجعوا أنفسهم ويتراجعوا عن ما وصفوا به شهداء الأنفاق؛ وإلا قد يوصفوا بالنفاق وغير ذل من أوصاف لا تليق بأي مواطن فلسطيني؛ كون الفلسطينيين جميعا مرابطين ويتحدون الاحتلال بصور شتى.

في دولة الاحتلال تتفق جميع قواه - برغم أنها على باطل - على ثوابت لا يجوز المساس بها؛ ومن هنا فان المساس بثوابت لدى الشعب الفلسطيني وخاصة قضية الشهداء والأسرى يعتبر خروج عن المألوف ويسيء لمن مارسوه قبل غيرهم.

ستنتصر غدا المقاومة؛ وسيخرج الاحتلال ذليلا كما خرج من جنوب لبنان وقطاع غزة؛ وسيعود كل يهودي أتى إلى فلسطين -  محتلا مغتصبا - إلى بلدة الأصلي الذي أتى منه، وعندها سيندم كل من أساء للمقاومة، ويطلب الصفح الجميل.

اخر الأخبار