فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة ( الحلقة الثامنة )

تابعنا على:   11:25 2014-01-02

حماده فراعنه

المفاوضات المباشرة والفشل الأميركي
انطلقت المفاوضات المباشرة ، رسمياً بلقاء خماسي علني في البيت الأبيض يوم 1/9/2010 ، برعاية الرئيس باراك أوباما ، وحضور الرئيس المصري حسني مبارك ، وجلالة الملك عبد الله الثاني ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وطواقمهم .
وكان الرئيس الفلسطيني ، قد سبق وطلب من الإدارة الأميركية ، دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ، وعدد من الدول التي حضرت مؤتمر أنابوليس عام 2007 ، ولكن الإدارة الأميركية رفضت الطلب الفلسطيني ، واقتصرت الدعوة على الرؤساء الأربعة ، مع توني بلير مبعوث الرباعية .
وقد تم رسم الموقف الفلسطيني وقاده أبو مازن أمام الرؤساء الأربعة بشكل جماعي وخلال اجتماعات ثنائية كما يلي :
1- الهدف : التوصل إلى اتفاق إطار(Frame Work ) ، خلال عام واحد لحل كافة قضايا الوضع النهائي دون استثناء وبما يشمل ( القدس ، الحدود ، المستوطنات، اللاجئين ، المياه ، الأمن ، والإفراج عن المعتقلين ) .
2- المرجعيات : قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة ، مباديء مؤتمر مدريد للسلام ، مبدأ الأرض مقابل السلام ، وانهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ومبادرة السلام العربية ، خارطة الطريق ، وبما يقود إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية وتبادل طفيف متفق عليه .
3- الخطوات : اجتماع كل اسبوعين بين الرئيس أبو مازن وفريقة ورئيس الوزراء نتنياهو وفريقه وبحضور أمريكي .
الاستعداد الفوري للقاءات يومية بين الوفد الأمريكي برئاسة ديفيد هيل والإسرائيلي برئاسة اسحق ميلخو والفلسطيني برئاسة صائب عريقات ، واجراء هذه اللقاءات بسرية تامة وبعيدة عن الإعلام .
4- جدول الاعمال : بعد الاتفاق على الحدود مع التبادل المتفق عليه وبالقيمة والمثل ، يتم بحث كافة القضايا الأخرى بالتوازي ( القدس ، الحدود، المستوطنات ، اللاجئين ، الأمن ، والإفراج عن المعتقلين ) .
5- المدة الزمنية للتوصل إلى اتفاق شامل، عام واحد .
6- الامتناع عن الإعمال الاستفزازية : وبما يشمل هدم البيوت ، وتهجير السكان ، ومصادرة الأراضي وخاصة في القدس الشرقية ، وأن تقوم إسرائيل بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه يوم 28 /9/2000 ، وأن تقوم بالإفراج عن المعتقلين ، ورفع الحصاربشكل تام عن قطاع غزة.
7- استئناف المحادثات السورية – الإسرائيلية غيرالمباشرة برعاية تركية .
8- وقف الاستيطان بشكل تام وبما يشمل القدس ، حتى نستمر في المفاوضات ، وان لم تقم الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان فلن تستمرالمفاوضات بعد 26/9/2010 .
مفاوضات شرم الشيخ
واستكملت المفاوضات المباشرة في شرم الشيخ يوم 13/9/2010 ، في لقاءات على مستوى القمة ثلاثية أبو مازن ، نتنياهو ، وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون ، ورباعية بمشاركة الرئيس مبارك ، وفي اجتماعات شرم الشيخ ، أعاد الرئيس الفلسطيني ، التأكيد على المواقف الفلسطينية كما وردت في واشنطن ، في حين رد نتنياهو على طلب الرئيس أبو مازن بوقف النشاطات الاستيطانية وتجديد التجميد يوم 26/9 ، بأنه لا يستطيع القيام بذلك ، وأنه يطلب من الأطراف كافة تفهم موقفه والتركيزعلى مواضيع المحادثات المباشرة وعدم قطعها .
أما وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون فلقد اكتفت بالاستماع وتسجيل الملاحظات تماماً كما فعلت في لقاءات واشنطن ، في حين كان السيناتور ميتشيل يهتم بصياغة بيان يتحدث نيابة عن الجميع حول ما تم خلال المحادثات، وكان ذلك يتم عبر صياغة عامة تتحدث عن السلام من خلال المحادثات المباشرة وصولاً إلى تحقيق مبدأ الدولتين .
والمميز في لقاءات شرم الشيخ، أن نتنياهو كان حاسماً أمام الرئيس مبارك والرئيس أبو مازن والوزيرة كلينتون بعدم قدرته على تمديد تجميد الاستيطان يوم 26/9/2010 .
وفي اليوم التالي 15/9/2010 ، عقد لقاء ثلاثي في منزل نتنياهو في القدس الغربية شارك فيه الرئيس أبو مازن يرافقه صائب عريقات ورئيس الوزراء نتنياهو يرافقه المحامي اسحق ميلخو والوزيرة كلينتون يرافقها السيناتور جورج ميتشيل.
في هذا اللقاء طرح الرئيس أبو مازن المفهوم الفلسطيني للأمن والحدود ، وهو ذات المفهوم الذي سبق وطرحه على رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت وعلى إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ، في حين رد نتنياهو بالحديث عن مفاهيم أمنية فقط ، أما الوزيرة كلينتون فأعتبرت أن هذه اللقاءات مجرد بداية متواضعة ، ويجب عدم القفز الى استنتاجات .
في اليوم التالي 16/9 ، جاءت الوزيرة كلينتون إلى رام الله والتقت الرئيس أبو مازن وفريقه ، وكانت تدرك أن محاولات الإدارة الأمريكية لتجديد تجميد الاستيطان قد وصلت فعلاً إلى طريق مسدود.
وعلى هامش إجتماعات الجمعية العامة السنوي للامم المتحدة ، تم عقد سلسلة إجتماعات فلسطينية أميركية إسرائيلية ، أكد خلالها الرئيس محمود عباس بوجوب وقف كافة النشاطات الإستيطانية ، وذلك لإعطاء المحادثات المباشرة الفرصة التي تستحق ، وقد عبر الرئيس أبو مازن عن ذلك من خلال خطابه من على منبر الأمم المتحدة يوم 25/9/2010 ، حيث قال « إذا قررت الحكومة الإسرائيلية الإستمرار في الإستيطان ، لن نستطيع الإستمرار في المحادثات المباشرة « .
وعلى صعيد المحادثات المباشرة ، واللقاءات الثلاثية الفلسطينية الأميركية الإسرائيلية ، التي تمت في نيويورك قدم الوفد الفلسطيني ، إقتراحاته حول كافة قضايا الوضع النهائي ، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتجاوب مع هذه الطروحات ، وحين يتم سؤال الإسرائيليين ( إسحق ميلخو ودانيال تاوب ) ، كان جوابهما أن الحكومة الإسرائيلية لن تستمر في تجميد الإستيطان .
وبالفعل ، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم 26/9/2010 ، عن قرارها بطرح مئات العطاءات الاستيطانية مما أدى إلى وقف المحادثات المباشرة بشكل تام ، حيث حملت القيادة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وقف هذه المحادثات.
أنتهت المحادثات المباشرة قبل أن تبدأ . أنتهت بقرار الحكومة الإسرائيلية اختيار الاستيطان وليس السلام .
تقييم فلسطيني
في آخر جولة له إلى فلسطين ، أجرى المبعوث الأميركي جورج ميتشيل ، سلسلة لقاءات ثنائية منفردة مع الإسرائيليين من طرف ، ومع الفلسطينيين من طرف آخر ، وكل على حدة في الفترة الواقعة ما بين 28/9/2010 ، وحتى 11/10/2010 ، ويمكن تلخيص ما جاء به وفق محاضر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، اعتماداً على ما قدمه الرئيس ، وصائب عريقات مسؤول دائرة المفاوضات ، في إجتماعات التنفيذية :
1- الحكومة الإسرائيلية رفضت تمديد تجميد الاستيطان .
2- الإدارة الأمريكية لازالت تعمل لتحقيق ذلك من اجل ضمان عدم انهيار المُحادثات المُباشرة .
3- طلب من الرئيس أبو مازن استمرار اللقاءات الثنائية ، الأمريكية الفلسطينية ، فوافق الرئيس أبو مازن .
4- طلب ميتشيل أن تكون هناك لقاءات ثلاثية ، أمريكية فلسطينية إسرائيلية على مستوى الوفود ، فرفض الرئيس أبو مازن .
5- أكد السيناتور ميتشيل أنه سوف يستمر في مشاوراته مع الدول العربية والجامعة العربية .
6- أكد الرئيس أبومازن ، رفض استمرار المحادثات إذا استمرت النشاطات الاستيطانية وان المطلوب هو وقف كافة النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية .
7- طالب الرئيس أبومازن اعتراف الإدارة الأمريكية بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، بعاصمتها القدس الشرقية .
8- كما دعا الرئيس أبو مازن الإدارة الأمريكية لدراسة إمكانية قيام فلسطين ( المراقب في الأمم المتحدة) بتقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى مجلس الأمن ، وان لا تستخدم أمريكا النقض (الفيتو).

قبل قمة سـرت
وقبل قمة سرت العربية تلقى الرئيس أبو مازن رسالة من الرئيس الأميركي يوم 7/10/2010 حملها القنصل دانيال روبنشتاين وأهم ما جاء فيها أن إدارة الرئيس أوباما مستمرة في بذل كل جهد لتجميد الاستيطان ، وانها تسعى للحفاظ على المحادثات المُباشرة للوصول إلى تحقيق مبدأ الدولتين ، وطلب الرئيس أوباما من الرئيس أبو مازن إبقاء الأبواب مفتوحة وعدم طرح أي مواقف أمام قمة سرت العربية من شأنها إغلاق الأبواب أمام جهود إدارة الرئيس أوباما.
في 17/11/2010 ، وصل السفير ديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي السيناتور جورج ميتشيل ، وأبلغ الرئيس أبو مازن ان الاتصالات الأميركية الإسرائيلية متواصلة ، وإن كانت تتم في سرية مطلقة ، وأن الجهود الأميركية لم تثمر بعد لتحقيق تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر ، يتم التركيز خلالها للتفاوض على موضوعي الأمن والحدود .
ومن جانبه أعاد الرئيس الفلسطيني التركيز على وجوب :
1- أن يكون وقف الاستيطان كاملاً وبما يشمل القدس الشرقية.
2- أن لا يربط وقف الاستيطان بالعلاقات الاستراتيجة الأمريكية الإسرائيلية وخاصة في مجال التسليح .
3- أن يستمر وقف الاستيطان طيلة فترة المفاوضات النهائية .
4- أكد الرئيس الرفض الفلسطيني لخيار الدولة ذات الحدود المؤقتة أو أي حلول انتقالية جديدة .
5- شدد الرئيس أبو مازن على رفض طلب إسرائيل بعدم اللجوء إلى الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية .
فشل أميركي
فشلت إدارة الرئيس الأميركي أوباما مرتين في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
المرة الأولى حينما رفع الرئيس أوباما درجة شجاعته ووضوحه ، وتصديه للمشروع الاستعماري الإسرائيلي ، بمطالبته وقف الاستيطان بما فيه ما يسمى التوسع الطبيعي ، وبما يشمل مدينة القدس العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية ، وقد سجل الرئيس أوباما ، على أنه أول رئيس أميركي يتخذ موقفاً حازماً برفض التوسع والتمدد الإسرائيلي الصهيوني اليهودي على حساب حقوق وأرض الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس ، ولم يكن ليتم لولا تفاقم مشاكل واشنطن في العالمين العربي والإسلامي واستنزافها ، ما دفع العسكر إلى القول إن أحد أسباب مشاكل أميركا مع العرب والمسلمين ، هو إسرائيل وجموحها ودعم أميركا اللامحدود لها ، ولذلك تطور الموقف الأميركي في عهد أوباما إلى القول المعلن « إن قيام دولة فلسطينية مصلحة أميركية « ، وكان ذلك خلاصة الموقف وأهميته ، ما دفع الفلسطينيين والعرب والمسلمين للتفاؤل ، والإحساس أن ثمة موقفا وإرادة ورغبة أميركية لإنصاف الشعب الفلسطيني ووضع حد لمعاناته وعذاباته جراء التشرد والاحتلال والتمييز الذي تعاني منه المكونات الثلاثة للشعب الفلسطيني :
1- المكون الأول المقيم على أرض الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، والذي يعاني من التمييز ويطالب بالمساواة .
2- المكون الثاني المقيم في أرض الضفة والقدس والقطاع والذي يواجه الاحتلال ويسعى نحو الاستقلال .
3- المكون الثالث المشرد خارج وطنه ويناضل من أجل العودة .
رفع أوباما وتيرة مواقفه بوقف الاستيطان كاملاً بما فيه في مدينة القدس ، ولكنه اصطدم باللوبي الصهيوني اليهودي الذي طالبه بالكف عن الضغط على إسرائيل ، مثلما اصطدم بالتعنت والرفض الإسرائيلي .

تراجع اوباما
وتراجع أوباما وإدارته عن مواقفه المبدئية والحازمة ضد الاستيطان وضد تهويد القدس وأسرلتها وصهينتها ، واخترع فكرة المفاوضات غير المباشرة للخروج من المأزق بعد أن اعتذر علناً لإسرائيل وللوبي الصهيوني ، وقال كنت جاهلاً بتفاصيل الصراع وتعقيداته ، وهكذا تراجع عن شجاعته ووضوحه لصالح إسرائيل التوسعية الاستعمارية .
والمرة الثانية حينما اقترح الرئيس أوباما مسألتي الحدود والأمن كعنوان للمفاوضات غير المباشرة التي قادها مبعوثه الخاص جورج ميتشيل ، بين أبو مازن ونتنياهو ، كمحطة انتقالية من أجل بدء المفاوضات المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية مشترطاً أن تبدأ المفاوضات من حيث انتهت بين أبو مازن ويهود أولمرت في مفاوضات أنابوليس تحت رعاية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس وبمتابعة حثيثة من قبل اللجنة الرباعية الدولية ، وتسلمت وثيقة من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، تتضمن النقاط التي تم التوصل إليها ، وكانت بمثابة وديعة لدى وزراء خارجية اللجنة الرباعية الدولية أميركا وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة ، كما اشترطت إدارة أوباما التوصل إلى نتائج حول قضيتي الحدود والأمن في المفاوضات غير المباشرة للانتقال إلى المباشرة ، وتسهيلاً لذلك قدمت للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أسئلة مكتوبة للإجابة كي تعرف تصوراتهما عن ماهية رؤيتهما للحدود والأمن ، وقدم الجانب الفلسطيني تصوراته لمعالجة قضيتي الحدود القائمة على خطوط وقف إطلاق النار كما كانت في 4 حزيران 1967 ، باعتبارها حدوداً دولية مع تعديلات متبادلة لتكون هي حدود دولتي فلسطين وإسرائيل، وبالتالي يتم الانسحاب الإسرائيلي على أساسها ، وقبوله بوجود قوات دولية ضامنة لهذه الحدود وللأمن المطلوب .
ولكن الجانب الإسرائيلي رفض تقديم تصوراته ورؤيته للحدود والأمن ، وما زالت الأسئلة الأميركية معلقة وترفض إسرائيل الإجابة وتحديد حدودها ومجال أمنها ، بمعنى أوضح لم تلتزم إسرائيل بما هو مطلوب منها ، ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة ما هو مطلوب منها لردم الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليي ، ولم تحقق الإدارة الإميركية شرطيها من المفاوضات غير المباشرة القائمة على شرطين هما تحديد الحدود أولاً وبدء التفاوض من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في عهد أبو مازن مع ايهود أولمرت .
وها هي إدارة الرئيس أوباما تتراجع عن شروطها ومطالبها ومواقفها مرة أخرى وتطالب الرئيس الفلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة بينه وبين نتنياهو بدون تحقيق أي خطوة عملية ناجحة في المفاوضات غير المباشرة .
المطلوب من الرئيس أبو مازن بحكمته وشجاعته وسعة صدره ليس فقط حل مشكلة شعبه الفلسطيني ورفع الظلم عنه ووضع حد لمعاناته ، بل المطلوب منه حل مشكلة إدارة الرئيس أوباما مع نتنياهو ، وحل مشكلة إسرائيل ورغبتها مع التوسع والتمدد وتسهيل برنامجها الاستعماري التوسعي في تهويد القدس وأسرلتها، وكل ذلك على حساب شعبه وحقوقه ، وفي ظل عجز عربي وإسلامي فاقع لا يوفر متطلبات صمود أهل القدس وباقي فلسطين واحتياجاتهم .

 

اخر الأخبار