من الجنوب إلى الشمال ،مأزق العدو الصهيوني يتفاقم ..!!
تاريخ النشر : 2018-12-24 12:57

المقدمة :
يسابق العدو الصهيوني الزمن لفرض وقائع ومعطيات جديدة على الأرض كل يوم ، من أجل السعي ــــ إن إستطاع ــــ إلى حسم الصراع العربي / الصهيوني ، وتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ نهائي ، فهومن جهةٍ يضاعف مدعوماً من الولايات المتحدة والغرب وجميع أعداء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ، من قوته العسكرية والأمنية واللوجستية والإقتصادية ، ويُنَّمي من قدراته وإمكاناته التكنولوجية والعلمية والبحثية وخاصة في مجال (الهايتك) ، ويواصل جيشه المتمرس بالقتل والتوحش والإجرام المنهجي من تدريباته المكثفة بشكلٍ منتظم ودائم ، ليحافظ على إستعدادته وقدراته القتالية وكذلك المحافظة على قدرته في مجال الردع ، ويسعى للبقاء القوة العسكرية الأقوى والأكبر والأكثر تقدماً وردعاً وهيمنةً في منطقة منطقة الشرق الأوسط ، ومن الناحية الأخرى يواصل العدو تهويد ومصادرة الأراضي الفلسطينية ، وإقامة المزيد من المستوطنات والبؤر الإستيطانية الجديدة ، وتوسعة المستوطنات القائمة في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة ، وخصوصاً في القدس المحتلة وحولها وفي محيطها ، بالتزامن مع المحاولات المستميتة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانياً وزمانياً ، ودفع المئات من قطعان المستوطنين لتدنيسه بالاقتحام اليومي ، تمهيداً للسيطرة الكلية عليه ، ومن ثم هدمه كلياً ، وإقامة مكانه الهيكل المزعوم ــــ الذي ليس له أي وجود تاريخي على أرض فلسطين ، ولا في أي مكانٍ في العالم ؛ فالهيكل المزعوم ، هو إختراعٌ صهيوني وأكذوبة توراتية تلمودية ، لاوجود لها أبداً ، مثلما هي كافة مزاعم العدو وأكاذيبه فيما يتعلق بتاريخ اليهود لاوجود لها ( وهذا بحثٌ يطول ، ليس مكانه هنا ، وسوف نتناول ذلك بالتفصيل في دراسات بحثية موثقة لاحقاً بمشيئة الله تعالى ، تتحدث عن الرواية الفلسطينية للصراع العربي الصهيوني ، وتدحض كافة أساطير وأكاذيب ومزاعم وأوهام واختلاقات الحركة الصهيونية ) .
ومن ناحية ثالثة يمارس جيش العدو والأجهزة الأمنية الصهيونية ، أقصى درجات الإجرام والتوحش والعربدة والقمع والقتل والإعدام الميداني للفلسطينيين ، واعتقال العشرات منهم يومياً وزجهم في السجون الصهيونية سيئة الصيت والسمعة ، بالإضافة إلى هدم منازل الفلسطينيين ، والطرد من القدس المحتلة ، وسن القوانين لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربي ، وفرض المزيد من العقاب الجماعي عليهم ، ومصادرة حقهم بالعيش الإنساني الكريم في ظلال وطنهم المحتل ، مع الإستمرار في شن العدو ضدهم مختلف أنواع الحرب النفسية عليهم ، من أجل دفع الفلسطينيين لليأس وفقدان الأمل بإمكانية طرد المحتل الغاصب لأرضهم ووطنهم ، ونيل حريتهم واستقلالهم واقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. ولكن كل ما تفعله حكومة القتل والإجرام اليمينية الصهيونية المتطرفة ، من إجرام وقتل وتوحش وعقاب جماعي ضد الفلسطينيين ، وكذلك في سياق تعزيز القوة والهيمنة الصهيونية في كافة المجالات العسكرية والتقنية واللوجستية والأمنية والإقتصادية والتكنولوجية والعلمية ، لن تستطيع هزيمة الفلسطينيين ، ولن تستطيع زرع اليأس في صفوفهم ، ولن تتمكن دولة الاحتلال الصهيوني من حسم الصراع الكوني القائم على أرض فلسطين لصالحها ، فالشعب الفلسطيني ، هو جوهرة الأمة ، وجوهرة الشرق ، وجوهرة الشعوب المشتضعفة في العالم ، وهو يواصل نضاله وكفاحه ضد المشروع الصهيوني / الغربي / الإستعماري ، منذ قرابة قرن ونصف من الزمتن ، وسيبقى يواصل نضاله مهما طال الزمن أو قصر ، حتى نيل حقوقه المشروعه ، في نفس الوقت الذي تتفاقم فيه مشاكل الكيان الصهيوني ، ووتتضاعف حجم المخاطر الحقيقة الوجودية ضده ، ويعجز عن مواجهة فدائي فلسطيني يستل سكينه ، ويذهب منفرداً لتنفيذ عمليته الفدائية البطولية ، وهو لايتمنى سوى النجاح في تنفيذ عمليته البطولية ، والشهادة ... ولذلك سيبقى الفلسطينييون ـــــ مهما كلفهم الثمن ــــ يدافعون عن حقهم في الحياة والحرية والاستقلال والعودة ، بينما العدو الصهيوني سيستمر بالغرق في المزيد من المآزق والتحديات الوجودية والمشاكل التي تتضاعف أحجامها ومخاطرها يوماً بعد يوم ، ومهما فعل فلن يستطيع تأمين الإحساس بالأمان للمستعمرين الصهاينة الغاصبين لأرض فلسطين التاريخية ومقدساتها ، القادمين من خلف البحار ، ولاتربطهم بأرض فلسطين المباركة ، أية صلات أو روابط ، سوى أنها الوطن المُحتل الذي يغتصبونه ، ويسعون لطرد أصحابه وأهله التاريخيين ، وصنعوا واخترعوا لأجل ذلك جبالاً من الأكاذيب والأوهام والمزاعم والأساطير ، وفي الوقت الذي يرتعب الجندي الصهيوني خوفاً من طفلٍ فلسطينيٍ صغير يرشقه بالحجارة ، فإن الفلسطينيين لن يملوا من الموت والشهادة والتضحية والعطاء ، حتى يمل الموت منهم، فالقناعة الفلسطينية الخالدة ، أن الشهادة هي طريق الانتصار والمجد والحرية والاستقلال والعودة ، وتحرير كل شبرٍ في أرض فلسطين المقدسة الطاهرة.
ــ أولاً : مأزق العدو في الداخل الفلسطيني ..
إرادة ومقاومة مستمرة :
طالما بقي الإحتلال الصهيوني المجرم جاثماً على أرض فلسطين ، ستستمر المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها ، شعبية وسلمية ومسلحة ، ولن يتمكن أبداً العدو الصهيوني من كسر إرادة وصبر وثبات وعنفوان الفلسطينيين ، ومهما بلغت قدرات أجهزته الأمنية والمخابراتية ، فلن يتمكن أبداً من منع الفلسطينيين من ممارسة حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال ، وفي هذا السياق المستمر والمتواصل من الصراع الوجودي على أرض فلسطين التاريخية ، فقد نفذ الفدائيون الفلسطينيون الشبان الأبطال خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية عدة عمليات فدائية ، وتنوعت هذه العمليات البطولية بين الطعن والدهس وإطلاق النار، وأسفرت عن مقتل عدد من الجنود وقطعان المستعمرين الصهاينة وإصابة آخرين، ومن بين تلك العمليات، إطلاق النار نحو عددٍ من الجنود الصهاينة ، يوم الخميس 13/12/2018 في موقفٍ للحافلات قرب مستوطنة (جعفات آساف ) القريبة من رام الله، وهي منطقة أقيمت فيها العديد من المستوطنات الصهيونية على أراضي العديد من القرى الفلسطينية ، وأصبحت المستوطنات مجاورةً تماماً لعشرات القرى الفلسطينية ، مما أدى نتيجة هذه العملية البطولة إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة ، وإصابة العديد منهم بجراحٍ مابين متوسطة وخطيرة ، وكذلك العملية النوعية الجريئة التي وقعت يوم الجمعة 14/12/2018 بمستوطنة ( بيت إيل) قرب مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة ، حيث اقترب شاب فلسطيني من نقطة وبرج مراقبة للجيش الصهيوني ، وضرب جندياً بحجرٍ عدة مرات في رأسه ، وأصابه بجروحٍ خطيرة ، وقد يكون قُتِلَ هذا الجندي الصهيوني متأثراً بجراحه، ولكنَّ الإعلام الصهيوني كما هي العادة يعمل على تمرير مثل هذا الخبر جرعةً...جرعة ، فهاهو يتحدث يومياً عن خطورة حالة الجندي ، وتردي وتدهور حالته الصحية ...
مخاوف العدو من تصاعد العمليات الفدائية :
ـكشفت صحيفة ( هآرتس ) العبرية، الصادرة يوم الثلاثاء 11/12/2018 أنَّ : ( هناك تخوفات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية من انتقال المواجهة مع الفلسطينيين إلى الضفة الغربية ) ، وأوضحت الصحيفة العبرية، إنَّ : (مسؤولين كبار في قيادة المنطقة الوسطى، قالوا إنَّ رغبة الفلسطينيين في شن هجمات في الضفة الغربية قد ازدادت بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث زادت عمليات إطلاق النار بشكل ملحوظ خلال هذا العام ، وفي النصف الأول من عام 2018، وقعت سبع هجمات بالرصاص في منطقتي رام الله وغلاف القدس، ومنذ الهجوم على مفترق مستوطنة "غوش عتصيون" المقامة على أراضي المواطنين في بيت لحم في أيلول الماضي، والذي قتل خلالها أحد المستوطنين، تم شن حوالي عشر هجمات أو محاولات لتنفيذها) ، ونقلت الصحيفة عن ضابط صهيوني كبير في قيادة المنطقة الوسطى لجيش العدو، قوله: ( حدثت مؤخراً زيادة في مؤشرات العمليات ضد أهداف إسرائيلية ، وطرأت زيادة كبيرة طرأت في عدد الهجمات) ، واعتبر أنَّ : ( الهجمات التي توجهها حماس أكثر تعقيداً من الهجمات الفردية ) .
وإزاء تزايد العمليات الفدائية الفلسطينية ، وارتفاع عمليات القمع الصهيوني ، وإغتيال وإعدام جنود العدو القتلة المجرمين ، للعديد من الشبان الفلسطينيين ميدانياً ، ومن بينهم منفذي بعض العمليات الفدائية الأخيرة ، فقد ازدادت حالة الإشتباك بين الجماهير الفلسطينية وقوات العدو الصهيوني في الضفة المحتلة ، كشفت ( القناة السابعة) العبرية يوم الجمعة 14/12/2018 ، إنَّ : ( الجيش الإسرائيلي وضع حوالي 120 قالباً خرسانياً في كافة أنحاء الضفة الغربية، بسبب العمليات الأخيرة التي وقعت بالضفة، ويستعد الجيش للضغط على الضفة الغربية لمنع وقوع عمليات جديدة ، وقام بتحصين نقاط الحافلات والطرق الإستيطانية ومحيط المستوطنات ، ونصب المزيد من الحواجز الطيّارة ) .
وأكد تسفيكا يحزقيلي مراسل (القناة العاشرة ) العبرية ، يوم السبت 15/12/2018 ، أنَّ : ( موجة العمليات بالضفة الغربية ستستمر ، وسيكون هناك محاولات لخطف جنود) ، وأضاف يحزقيلي : (هناك مجموعات مسلحة بالضفة، ودوافعهم للعمل مرتفعة ، ولديهم العتاد اللازم ، وحماس لديها قناعه أنَّ "إسرائيل" ضعيفة الآن ، وتحديداً بعد أن وافقت على اتفاق التهدئة ، ولذلك ستدفع حماس بكل قوتها نحو تنفيذ عمليات في الضفه الغربية).
وقال موقع ( تلفزيون i24NEWS ) العبري ، مساء يوم الأحد16/12/2018 : ( بعد ساعات على انتهاء مهرجان انطلاقة حركة حماس في غزة، والذي أشادت من خلاله على العمليات الفردية التي وقعت في الضفة الغربية في الأيام الماضية، متوعدة بمزيد من العمليات رداً على العدوان الإسرائيلي بحق أبناء الضفة ، هدد بنيامين نتنياهو حركة حماس في قطاع غزة، بدفع ثمن باهظ رداً على عملياتها في الضفة الغربية ) ، ونقل موقع التلفزيون الصهيوني على لسان نتنياهو ، قوله خلال اجتماع لحكومة الإرهاب والإجرام الصهيونية : ( نقلت رسالة واضحة لحماس، أننا لن نقبل بهدنة في غزة و" إرهاب " في الضفة الغربية ، وسنجعلهم يدفعون الثمن غاليا ) ، وأضاف الموقع الصهيوني ، إنَّ : ( نتنياهو كان يشير إلى هدنة مثيرة للجدل تم التوصل إليها في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت ، وأنهت أسوأ تصعيد للعنف بين إسرائيل والحركة منذ العام 2014) .
خلافات وصراعات في حكومة العدو:
كشفت (القناة السابعة ) العبرية السابعة ، أنَّ : ( وزراء حزب "البيت اليهودي" حملوا نتنياهوــ خلال اجتماع الحكومة ـــ مسؤولية ما يجري بسبب تمسكه بحقيبة وزارة الجيش، وعدم منحها لرئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت ، وهاجم بينيت، نتنياهو لإصراره على تمسكه بحقيبة وزارة الجيش قائلاً: "لقد فقدنا الردع، ويجب علينا أن نطلق العنان لقوات الجيش الاسرائيلي للعمل بكل حرية في مواجهة الإرهاب، وأصبح الاسرائيليون يُقتلون بسبب عدم خوف المخربين ، ويا ليتك تستخدم القوة التي تستخدمها ضدنا، ضد الأعداء) ، وجددت وزيرة القضاء أيلت شكيد دعوتها لتعيين بينيت وزيراً للجيش ، وقالت القناة العبرية السابعة : ( رد وزراء حزب "الليكود" مزاعم واتهامات وزراء حزب "البيت اليهودي" بخصوص تحميل نتنياهو مسؤولية ما يجري في الضفة بسبب تمسكه بوزارة الجيش، وأوضح وزير المواصلات يسرائيل كاتس قائلاً : "لا مشكلة من تولي رئيس الحكومة لحقيبة وزارة الجيش، فقد فعلها من قبله بن غوريون وشامير ورابين. ووجه كاتس كلامه لبينيت : "إنَّ القول بأنَّ وزير الجيش مسؤول عن كل ثغرة وحاجز لا أساس له من الصحة، حيث أنَّ خبرتي العسكرية التي اكتسبتها من خدمتي بالجيش الإسرائيلي لا تقل عن خبرتك، فالمسؤول عن متابعة هذه التفاصيل التكتيكية هم الضباط من مختلف المستويات كرئيس الأركان وقادة المناطق الفرق الألوية ).
عقوبات جماعية وتشريع قانون لطرد عائلات الفدائيين الفلسطينيين من الضفة :
صادقت اللجنة الوزارية الصهيونية للتشريع، يوم الأحد 16/12/2018 ، على مشروع قانون طرد العائلات الفلسطينية من منازلها في الضفة الغربية، بحجة تنفيذ أحد أبناء العائلة عملية فدائية ضد العدو الصهيوني ، ويحتاج هذا القانون للمصادقة من قبل ( الكنيست ) بثلاث قراءات حتى يصبح نافذًا ، وسيكون وفق مشروع هذا لقانون، بــ : ( إمكان السلطات الإسرائيلية طرد أقرباء من الدرجة الأولى لمنفذ عملية قُتلَ فيها مواطن إسرائيلي ، خارج منطقة سكناهم إلى مكان آخر في الضفة) ، وكشفت صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية ، الصادرة يوم الإثنين 17/12/2018 ، معارضة جهاز (الشاباك) الصهيونية ، لــ : ( مشروع قانون طرد العائلات الفلسطينية من منازلها في الضفة الغربية، بحجة العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية ، وأبلغ نداف أرغمان رئيس "الشاباك" "، أبلغ اللجنة الوزارية معارضة مشروع القانون) ، وأكدت (هآرتس ) ، أنَّ : ( "أرغمان" يخشى أن يمس القرار في حال إقراره بقدرة جهازه على استخدام الإعتقال الإداري كأداة في التحقيق، لأنَّ المحاكم الإسرائيلية ستقرر بأنَّ هذا الاعتقال "غير ضروري في حال توفر طرد العائلات كخيار ، ومشروع القانون هذا غير قابل للتطبيق ، وتطبيقه سيؤدي الى نتائج معاكسة لعملية "الردع" المطلوبة، ومن شأنه أن "يخلق توتراً ) .
ووافق (الكنيست ) الصهيوني يوم الأربعاء 19/12/2018 ، بالقراءة الأولى على مشروع هذا القانون العنصري ، لطرد عائلات منفذي العمليات الفدائية الفلسطينية ، وقالت قناة ( كان ) العبرية ، أنَّ : ( مشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست موتي يوغيف تمت الموافقة عليه بأغلبية 69 صوتاً مقابل 38 ضده) ، ونقلت القناة الصهيونية ، على لسان يوغيف ، قوله خلال طرح مشروع القانون: ( إنَّ الالتزام الأساسي لكل حكومة في إسرائيل ، هو حماية أرواح مواطنيها ، والردع هو أحد أركان أمن إسرائيل للحد من العمليات للحفاظ على الأرواح والنظام ) ، ووفقاً لهذا القانون المخالف للقانون الإنساني الدولي ، وللقانون الدولي ، ولكافة مواثيق وقرارات والشرعية الدولية ، فسيتم طرد عائلات منفذي العمليات الفدائية الفلسطينية من مناطق إلى أخرى في الضفة الغربية ، أو إلى قطاع غزة ، وضرب يوغيف مثالاً على ذلك ، فقال : ( أنه سيتم طرد عائلة منفذ عملية باركان أشرف نعالوة إلى الخليل) ، وأضاف أنَّ : ( اقتراح القانون يستند إلى توصية "الشاباك" على مر السنين، بأنَّ طرد عائلات منفذي العمليات وتدمير منازلهم ، أدوات مفيدة في الردع لدى "إسرائيل"، على النقيض من عقوبة الإعدام التي يعارضها) .
وقالت صحيفة ( معاريف ) العبرية ، يوم الأربعاء 19/12/2018 ، أنَّ نفتالي بينت ، وزير التعليم الصهيوني ،عن (حزب البيت اليهودي) اليميني الصهيوني المتطرف ، أعتبر: ( موافقة الكنيست على القانون بالقراءة الأولى ،خطوة عملاقة في الاتجاه الصحيح ، وإننا رغم الضغوط وقفنا بعزةٍ ، ونضطلع بواجبنا لحماية أمن إسرائيل ) ، وأضاف بينيت : (هذه ليست سوى بداية عودة التحذير من إسرائيل، وكل منفذ عليه أن يعلم أن عائلته ستدفع ثمن أفعاله ، وسنستعيد الردع حتى تعود إسرائيل إلى الأبد).
لمخطط الصهيوني لتقسيم وتهويد المسجد الأقصى المبارك :
في تحدٍ واستفزاز واضحٍ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وتدنيساً لطهارة وقداسة المسجد الأقصى المبارك ، وتهديداً ومساساً واضحاً بمكانته وأهميته لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وتمهيداً لما تخطط له دولة الاحتلال العنصري الصهيوني من مشروع تهويدي خطير لتقسيم المسجد الأقصى المبارك ، فقد أقام ، مايُسمى بــ : ("نشطاء جبل الهيكل" المزعوم) مذبحاً بالقرب من ساحة البراق الشريف ، يوم الثلاثاء 11/12/2018 ، وهواليوم الأخير من عيد "الحانوكا" اليهودي ، تمهيداً لنقله مستقبلاً إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك ، بعد أن يتمكنوا ــــ لاسمح الله ــــ من هدمه ، وإقامة مكانه ( جبل الهيكل ) المزعوم ، وكشفت صحيفة ( هآرتس ) العبرية ، محاولة النشطاء المتطرفين الصهاينة : (تقديم وذبح القرابين في إحدى "الحدائق التوراتية" العامة الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى، حيث سمح لهم بأداء جميع الطقوس، لكن دون أن تسمح لهم بلدية القدس ذبح القرابين في الحديقة التوراتية ، وتم إقامة المذبح في "حديقة توارتية" خارج أسوار القدس القديمة ) .. وإنَّ هذا لهو تطور خطير للغاية على صعيد كشف النوايا الصهيونية الحقيقية التي تسعى ليل نهار ، إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك ، تمهيداً لهدمه ، وتهويده بالكامل ..!!
تآكل قوة الردع الصهيونية في الأراضي الفلسطينية : ليس من شكٍ في أنَّ قوة الردع الصهيونية ، ورغم جميع محاولات العدو لاستنزاف الفلسطينيين في كافة المجالات النفسية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية ، وكذلك على صعيد محاولة العدو لرسم خرائط ديمغرافية جديدة ، تستند إلى الواقع الجديد الذي يحاول فرضه ، عبر عزل القدس المحتلة عنمدن الضفة الغربية ، وعزل مدن الضفة الغربية عن بعضها البعض ، وعن الداخل الفلسطيني المحتل ، وعزل قطاع غزة ، عن الضفة والقدس والداخل المحتل والخارج ، ومصادرة الأراضي والإستيطان والتهويد ، وطرد الفلسطينيين من القدس المحتلة والكثير من الأماكن في الضفة الغربية المحتلة ، وعدم السماح لهم بالبناء في القدس والنقب المحتل والكثير من المناطق في الضفة والداخل الفلسطيني المحتل ، وهدم المنازل وتنفيذ حملات يومية مسعورة لاعتقال عشرات الفلسطينيين ، وإعدام الشبان الفلسطينيين ميدانياً بمزاعم ومبررات واهية ، وتنفيذ بعض جرائم التقل والإعدام الميداني للشبان والفتية والفتيات الفلسطينيين على الهواء مباشرة ، وأمام عدسات كاميرات التصوير ، من أجل زرع الرعب والخوف في نفوس الفلسطينيين ، وردعهم عن القيام أو التفكير بأي نوعٍ من أنواع المقاومة ضد الإحتلال والعدو الصهيوني ، بينما يستمر في فرض حصاره الظالم لقطاع غزة للعام الثاني عشر على التوالي ، وشن الإعتداءات شبه اليومية ضد القطاع المنكوب ، وقصف وتدمير الكثير من المنازل والمساجد والمدارس والمصانع والمؤسسات ، واستمرار السيطرة الجوية والبحرية والبرية على القطاع ، بقوة النار والقصف والتدمير والعدوان والإجرام ، وفيما لوأردنا حصر الجرام اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني المجرم ضد الشعب الفلسطيني المرابط الصامد فوق أرض فلسطين التاريخية ، فلن نستطيع حصرها في عشرات الكتب والمجلدات ، ولكنَّ رغم تنامي وتزايد مستوى الإجرام والإفساد والتوحش والعدوان والعلو الصهيوني ، إلا أنَّه رغم ذلك ، لم يعد يخيف طفلاً فلسطينياً داخل وخارج فلسطين المحتلة ، وكلما إزداد عدوان وتوحش وإجرام وعلو وإفساد العدو الصهيوني ، كلما تناقصت قوة ردعه في نظر الفلسطينيين ، وكلما إزدادت إرداة الفلسطينيين في الصمود والرباط والبقاء والصبر والمصابرة والمقاومة والبسالة والتضحيات والشهادة والبطولات ... وطالما بقي العدو الصهيوني محتلاً لشبرٍ واحدٍ من أرض فلسطين ، فستبقى لدى الفلسطيني إرادة الحياة والبقاء والصمود والبطولات والتضحيات والعطاء والمقاومة والتكاتف والتلاحم ، فلا خيار لدى الفلسطينيين سوى ذلك ، وطالما بقي فلسطينٌ واحدٌ على قيد الحياة ، فلن يتمكن العدو الصهيوني مهما أوتي من قوة ، ومهما توفر له من دعم وإسناد من الولايات المتحدة والغرب ، من طي ملف الصراع العربي / الصهيوني ، وحسم الصراع نهائياً لصالحه ن وتصفية القضية الفلسطينية ، ونحن على يقين بوعد الله تعالى لنا ولأمتنا الإسلامية والعربية بالنصر والتمكين ، وطال الزمن أم قصُرَ ، فلابد لوعد الآخرة من التحقق بمشيئة الله تعالى .
ـــ ثانياً : مأزق العدو في الشمال / لبنان..
مع استمرار جيش العدو الصهيوني في تنفيذ ماتسمى بــ ( عملية درع الشمال ) شمال فلسطين المحتلة ، بالتماس مع الحدود اللبنانية، والتي يزعم قادة العدو وجنرالاته ، أنَّ من أهدافها : ( كشف وتدمير أنفاق حفرها حزب الله، وتمتد من الجانب اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي) ، فقد بدأت تعلو أصوات جنرالات العدو، وكذلك تقديرات الكثير من المحللين والخبراء العسكريين والأمنيين الصهاينة في إسرائيل ، والحديث بأنَّ : ( هذه العملية عسكرية ، قد تتسع وتتطور ) ، وفي هذا السياق عقدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني إجتماعاً لها يوم الثلاثاء 11/12/2018 لاستعراض التقارير عن آخر التطورات في ( عملية درع الشمال ) ، وعادةً فإنَّ مثل هذا النوع من الاجتماعات تبقى سرية، لكنَّ القناة العاشرة العبرية ، نقلت جزءاً مما سرَّبَه بعض أعضاء (الكنيست) الذين شاركوا في الاجتماعات ، عما قاله الجنرال تمير هايمن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان) أمام اللجنة، إنَّ : ( احتمالات حرب في الجنوب أو الشمال ضئيلة"، لكن احتمال ديناميكة تدهور تقود لحرب يرتفع، وقابلية تفجر الأوضاع عند الحدود الشمالية مرتفعة تحويل وصنع أسلحة وصواريخ دقيقة ، وإنَّ الهزات الإقليمية توشك على الانتهاء وأحدثت تغير كبير، تكمن فيه فرص إلى جانب مخاطر في جميع الجبهات ) ، وأكد هايمن ، إنَّ : ("إسرائيل" مصرة على إبعاد إيران وحزب الله من منطقة هضبة الجولان، ويثير ثمن التموضع الإيراني في سورية خلافات بين قيادة صناعة القرار في إيران، ولذلك نلاحظ وجود توجه للجم وتقليص الوجود الإيراني الميداني بعشرات النسب المئوية ) .
الكيان الصهيوني ، يطلع روسيا على تفاصيل عمليته تحاشياً للصدام معها :
أكد موقع ( مكان) العبري، يوم الأربعاء12/12/2018 ، أنَّ : ( بعثةً من الجيش الإسرائيلي تضم ضباطاً كبار برئاسة رئيس هيئة العمليات الجنرال أهارون حلوية توجهت إلى موسكو، في زيارة تستمر يومًا واحدًا، إجتمع خلالها أعضاء البعثة مع نظرائهم في الجيش الروسي لاطلاعهم على سير عملية "درع الشمال" ومسائل عملياتية أخرى )، وأوضح الناطق بلسان جيش العدو ، أنَّ : ( هذه الزيارة تتم تطبيقاً لتفاهمات ، تم التوصل إليها خلال مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الماضي) .
ورأى روني دانييل المحلل العسكري في (شركة الأخبار/ القناة الثانية سابقا) ، أنَّ : ( إرسال وفد من الجيش الإسرائيلي برئاسة قائد شعبة العمليات، أهارون حليفا، إلى موسكو من أجل لقاء نظرائهم الروس، هو مؤشر لتصعيد محتمل) ، وقال دانييل إنَّ : ("لإسرائيل مصلحة كبيرة في تجنيد روسيا إلى جانبها، والسؤال هو ما هو هدف هذا الوفد؟ الإجابة الأولى هي : إطلاع الروس وحسب على سير العملية ، والإجابة الثانية هي : الإعداد لشيءٍ ما أكبر يمكن أن يتطور في منطقة الحدود).
ووصل إلى الكيان الصهيوني يوم الأربعاء19/12/2018 ، وفد روسي من (لجنة الدفاع والخارجية في مجلس الاتحاد الروسي / مجلس الشيوخ ) ، وقالت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) العبرية، أنَّ الوفد إجتمع مع يولي إدلشتاين رئيس (الكنيست) ، والتقى مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ولمجلس الأمن القومي ، وأوضحت الصحيفة، أنَّ : ( زيارة الوفد لإسرائيل كانت قيد السرية، لأنَّ إسرائيل تعتبر الزيارة حساسة جداً على خلفية التوتر مع روسيا، وتم التخطيط للزيارة بشكل متشدد وسري"، ومجرد وصول الوفد يشير إلى رغبة الكرملين في إنهاء الأزمة مع إسرائيل، والتي نشأت في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة الروسية "إيليوشين 20" في شهر أيلول/سبتمبر الماضي) ، وأضافت (يديعوت أحرونوت ) ، : ( تأتي زيارة الوفد الروسي بعد أسبوع من زيارة وفد عسكري إسرائيلي إلى موسكو، حيث التقى هناك مع كبار المسؤولين في الجيش الروس ) ، ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين صهاينة قولهم ، إنَّ : ( ثمة محاولة روسية خلال الأيام الأخيرة لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى سابق عهدها الطبيعي. هذا الأمر عبَّرَ عنه الرد الروسي على الكشف عن الأنفاق في الشمال، حيث احتجت روسيا على هذا أمام الحكومة اللبنانية ، وطالبت بعدم انتهاك قرار مجلس الأمن 1701، وأن يهتموا بحل القضية بسرعة خشية حدوث أي تصعيد ) ، ونقلت ( يديعوت أحرونوت ) ، على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقاء جمعه مع يتسحق هرتسوغ رئيس ( الوكالة اليهودية) في موسكو، يوم الإثنين 17/12/2018 ، قوله ، إنَّ :(التعاون بين الجيشين الروسي والإسرائيلي سوف يستمر بطريقة لا تعرض حياة الجنود الروس للخطر، من جهة، وتضمن أمن إسرائيل من جهة أخرى ، وبالنسبة للقضايا الإقليمية فإنَّنَا نتعاون على أساس ما اتفق عليه الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ).
وكشف آفي ديختررئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، لــ (القناة السابعة)العبرية ، عن زيارة الوفد الروسي الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، يوم الخميس2/12/2018، برفقة عدد من أعضاء(الكنيست)، وأطلع الوفد الروسي على الأنشطة التي يقوم بها جيش العدو في :( إطار عملية درع الشمال للقضاء على أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية) ، وكشف ديختر، عن:( مشاركة الوفدالروسي في ورشة عمل سرية ومغلقة ، أجرتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والتقوا مع يولي أدلشتاين رئيس الكنيست ، ومع إيتان بن دافيد نائب رئيس هيئة الأمن القومي ).
تحذيرات الخبراء الصهاينة من تدهور واشتعال الأوضاع في الشمال :
ـــ واعتبر عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس) العبرية ، في مقالٍ نشره يوم الثلاثاء 11/12/2018 ، أنَّ : ( عملية "درع شمالي" دخلت مرحلة أصبحت فيها قابلة للاشتعال، وأنَّ هذه العملية التي وُصفت في البداية باستخفاف معين كعملية هندسية دفاعية وأهميتها ضئيلة، وصلت الآن إلى مرحلة حساسة أكثر) ، وأضاف : ( يلاحظ أنَّ حكومة لبنان بدأت تبلور سياسة رد فعل للخطوة الإسرائيلية. وفي الأماكن التي تحفر فيها قوات الجيش الإسرائيلي قرب الحدود، تجري مقابلهم الآن دوريات للجيش اللبناني ) ، وتخوَّفَ من تصاعد التوتر ، فقال : ( يتصاعد التوتر، ومعه احتمال حدوث خطأ يتطور إلى اشتباك، في الأماكن التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي داخل ’الجيوب’ ) ، وهذه مناطق تقع شمالي الجدار الحدودي، لكنَّ الدولة العبرية تدعي سيادتها عليها بموجب قرار الأمم المتحدة ، وأوضح هرئيل أنَّه : ( في هذه المواقع لا يفصل حالياً أي سور أو جدار بين القوات الإسرائيلية واللبنانية ، وفي عدة أماكن، مدّ الجيش الإسرائيلي أسلاكاً ترسم خط الحدود بدقة ، لكن الصورة من الجانب اللبناني، ومن قرية ميس الجبل على سبيل المثال، تحكي القصة المركزية للأيام الأخيرة: يظهر فيها جنود لبنانيون، يحملون بنادق وقذائف مضادة للمدرعات، بينما في الجانب الآخر للصخرة تعمل حفارة إسرائيلية ، ويحاول جنود قوة يونيفيل التابعة للأمم المتحدة أن يشكلوا عازلاً بين الإسرائيليين واللبنانيين) ، وحذر من أنَّ : ( أفراد حزب الله يراقبون عن قرب ، ويوجد هنا وصفة لانفجار محتمل ، هذه العملية التي وُصفت في البداية باستخفاف معين كعملية هندسية دفاعية وأهميتها ضئيلة، وصلت الآن إلى مرحلة حساسة أكثر) .
ــــ وأوضح أمير بوحبوط المحلل العسكري في موقع ( واللا) الصهيوني، في مقالٍ نشره يوم الثلاثاء 11/12/2018 ، أنَّ : ( قيادة الجبهة الشمالية استعدت بإجراء قتالي لعملية "درع شمالي" ، وجرت هذه الاستعدادات بشكل سري للغاية، وشملت سلسلة تجارب هندسية في تربة صخرية) ، وأضاف بوحبوط أنَّ : ( رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، طلب الانتقال من المرحلة السرية إلى العلنية في الصيف الماضي، لكنَّ قائد "تشكيلة الجليل" في الجيش، رافي ميلو، طلب مهلة لشهور أخرى من أجل تطوير الخبرة للكشف عن أنفاق ) ، وكشفَ بوحبوط ، أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي، يدرس إمكانية شراء روبوتات خاصة للتعامل مع أنفاق ) ، ورجَّحَ : ( استمرار عمليات الحفر عند الحدود، التي تنفذها قوات عسكرية وشركات مدنية، لعدة شهورا ) ، ونقل بوحبوط عن ضباط في قيادة الجبهة الشمالية قولهم : ( كنا نعرف أنَّ التحدي معقد ، واستعدينا لهذا الأمر، لكن هذا لن يستغرق أسابيع كما هو الاعتقاد ، ولدينا هنا شهورا من العمل ).
ــــ وقالت (القناة 14 ) العبرية ، يوم الثلاثاء 11/12/2018 ، أنَّ: ( رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الجيش بنيامين نتنياهو زار الشمال ومقر القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ، بمرافقة رئيس أركان الجيش غادي إيزنكوت ، لتقييم الوضع هناك ، ومناقشة عملية "الدرع الشمالي" ضد أنفاق حزب الله في الشمال، واجتمع نتنياهو بعد الزيارة مع رؤساء بلديات المناطق الشمالية ) .
مزاعم صهيونية وتضخيم لقضية الأنفاق :
زعم عاموس هرائيل المحلل العسكريفي صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية في مقالٍ نشره يوم الخميس 6/12/2018 ، أنَّ : (أنفاق حزب الله كانت مخصصة لتنفيذ ضربة مفاجئة خلال الحرب القادمة ) ، وأضاف : ( خلال زيارة لموقع نفق حزب الله، الذي تم الكشف عنه على حدود لبنان، يتضح جلياً أن حزب الله كان يخطط لاحتلال الجليل، وإدخال قوات الكومندوز الخاصة به إلى الأراضي الإسرائيلية، خلال الضربة الافتتاحية المفاجئة، في أي حربٍ مستقبلية بين إسرائيل ولبنان ) ، وقال ، أنَّ : ( هدف حزب الله، هو تشويش قدرات الجيش الإسرائيلي، واختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين، ونقلهم إلى لبنان بواسطة هذا النفق. هذا هو النفق الأول لحزب الله، الذي يكشفه الجيش الإسرائيلي، على الحدود اللبنانية، والذي كان مخترقاً للأراضي الإسرائيلية، مسافة مئات الأمتار ، والمنطقة الذي تم كشف النفق بها، أعلن عنها الجيش الإسرائيلي كمنطقة عسكرية مغلقة، ولم نتمكن من التصوير هناك) ، وأوضح ، أنَّ : ( هذا التكتيم الإعلامي يهدف إلى عدم الكشف عن الجهود بالجانب الإسرائيلي ، والحكومة الرسمية بلبنان تحاول التقليل من أهمية هذا الحادث، لكنَّ في حزب الله يدركون أنَّ العملية مهمة وتُعبِّر عن تطوراتٍ جوهرية في محاربة أنفاق التنظيم )، ونقل هرئيل عن الاستخبارات العسكرية الصهيونية، تقديراتهم المزعومة ، أنَّ : (هذا النفق أُعد للبدء بضربةٍ مفاجئة لإسرائيل خلال أي حرب تقع ضد حزب الله، ولكن لم يحددوا موعداً دقيقاً متى سيقوم الحزب بهذه الضربة، لكنهم في الاستخبارات العسكرية يؤكدون أنَّ النفق كان معدا للعمل المستقبلي ضد إسرائيل، من الداخل، بنفس الطريقة التي تستخدمها حماس بقطاع غزة ) ، ونقل هرئيل أيضاً عن المنظومة الأمنية الصهيونية : ( تخوفاتها من تهديدات حسن نصر الله، باحتلال الجليل، وإدخال قوات الكومندوز عن طريق الأنفاق، وذلك من خلال مفاجئة الجيش الإسرائيلي، واحتلال منطقة معينة بالجليل، أو السيطرة على أحد المستوطنات، أو قطع خطوط الإمداد العسكرية للجيش الإسرائيلي ، وهذه الأنفاق معدة لتمكين وحدات حزب الله الخاصة "قوات الرضوان" من اختراق الأراضي الإسرائيلية، وإدخال العشرات من المقاتلين من عناصر حزب الله للقتال داخل الأراضي الإسرائيلية، وتشويش جهود الجيش الإسرائيلي، من خلال عمليات القنص، أو السيطرة على أماكن مرتفعة، واستخدام الصواريخ الموجهة ضد مركبات وآليات الجيش، ومنع تحرك الجيش ووصوله إلى الحدود اللبنانية ) ، وأكد أنَّ : ( قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، مستعدة لحملة طويلة قد تستمر لعدة شهور، من أجل الكشف عن أنفاق حزب الله بالشمال، والمستوى السياسي يحاول القول بأنَّ لديه معلومات استخباراتية عن كافة أنفاق حزب الله، لكن هذا يعتمد على عمليات البحث فقط )، وأوضح هرئيل ، أنَّ : ( هدف هذه الحملة، هو تحييد الخطر المحدق بالسكان بالشمال، خلال أي حرب مستقبلية مع حزب الله) ، وحذر من أنَّ : ( هذه العملية قد تجر إلى تصعيد جديد مع حزب الله، يستمر لدة أيام، لكن ليس إلى حرب شاملة ) ، وأكد أنَّ : ( رئيس الوزراء ورئيس الأركان يرون أنَّ العملية ضرورية، لعدم تمكين حزب الله من تأهيل هذه الأنفاق، وخلال الأيام القادمة، سيتم استخدام هذه الأنفاق لأغراض سياسية دولية، تماماً كما فعلت الحكومة الإسرائيلية، مع أنفاق حماس بغزة. وسوف يقوم رئيس الوزراء باستدعاء السفراء والدبلوماسيين الأجانب في إسرائيل لزيارة هذا النفق في منطقة مطلة، من أجل تجسيد تهديدات حزب الله على إسرائيل ) ، وقال ، أنَّ : ( الحكومة الإسرائيلية، تعتبر أن الكشف عن النفق، هو جزء من معركة كبيرة، ضد التواجد الإيراني، وضد حزب الله بالشمال، وهذه المعركة قد تستمر على عدة مستويات، حتى في العام القادم الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان: سنضرب بكل قوة الإثنين ) .
ونقلت صحيفة ( معاريف ) يوم الإثنين 10/12/2018 ، تصريحات العميد رونين مانليس لصحيفة ( الشرق الأوسط ) اللندنية ، والتي اتهم فيها :(القيادة اللبنانية بالتغاضي عن تصرفات حزب الله وإيران في لبنان)، وتأكيده بأنهم في جيش العدو:( عازمون القضاء على تهديد الأنفاق ضدنا، وهي تستغل لهجومٍ يخطط له حزب الله للاستيلاء على الجليل ) ، وأكد أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي مستعد لأي تصعيد يمكن أن يحدث ) وأضاف مانليس قائلاً : ( على مدى 12 عاماَ الأوضاع هادئة مع لبنان ، ونريد أن نضمن الهدوء 12 أو 20 أو حتى 25 سنة هادئة ، ولقد أعددنا أنفسنا لردود فعل قوية لمواجهة تهديدات حزب الله ) ، وحمّل المتحدث باسم جيش العدو :( الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون مسؤولية تصرفات حزب الله ) ، وهدد مانليس : ( سكان جنوب لبنان ، بأن "إسرائيل" ستضرب بكل قوتها ضد التهديدات هناك، في حين قاسم سليماني يعيش مرتاحاً في طهران ، ونصر الله في بيروت يحتجز اللبنانيين كرهائن ، بينما القيادة اللبنانية تغض الطرف ، والجيش اللبناني يتعاون مع حزب الله ) .
وسائل وأدوات تقنية ، وإستعدادات لوجيستية للكشف عن الأنفاق:
نقل موقع ( والا ) الأمني العبري، يوم الثلاثاء 11/12/2018 ، عن العقيد ينيف أفيتان ( رئيس قسم وسائل الجمع والهجوم في اللواء التكنولوجي البري ) ، أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي يستعمل مختبراً تكنولوجياً لكشف وتحديد الأنفاق على الحدود الشمالية ضمن عملية "درع الشمال" ، وهذا المختبر هو جزء من جهود تحديد وكشف الأنفاق في الشمال ، حيث تم بناء المختبر التكنولوجي في فرقة الجليل بهدف المساعدة في كشف وتحديد الأنفاق ) ، وأضاف أفيتان أنَّ : ( اللواء التكنولوجي البري التابع لركن التكنولوجيا والدعم اللوجستي في الذراع البري أشرف على بناء منظومة المختبر التي تعتبر بمثابة امتداد للمختبر التكنولوجي الذي يعمل منذ وقت في فرقة غزة، والذي حقق الكثير من الإنجازات حتى الآن ).
ونقل موقع (بازام) العسكري الصهيوني ، عن المقدم أساف رواش ( ضابط ركن الدعم اللوجستي في فرقة الجليل 91 ) ، ما قاله حول ( تجهيزات الدعم اللوجستي التي أجرتها الفرقة لتنفيذ عملية درع الشمال للقضاء على أنفاق حزب الله) ، وكشف رواش ، عن : ( تعاون ركن الدعم اللوجستي ، مع ركن الطبية والصيانة في فرقة الجليل ، المسؤولة عن حماية الحدود الإسرائيلية مع لبنان ، لتجهيز جميع متعلقات الدعم اللوجستي للقوات المشاركة في عملية درع الشمال بما في ذلك جنود "وحدة يهلوم" للمهام الهندسية الخاصة وعناصر " لواء الكوماندوعوز" ، الذين يعملون ضمن منطقة صلاحيات فرقة الجليل 91 ) ، وأوضح الضابط الصهيوني ، أنَّ : ( القوات الهندسية تعمل لكشف الأنفاق في ظروف جوية قاسية ، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والضباب ، علاوةَّ عن طبيعة الأرض الصخرية والموحلة ) ، وكشف أنَّ : (الاستعدادات اللوجستية لعملية درع الشمال ، شملت توفير آلاف الملابس والمعاطف الشتوية والمنامات والأكياس الحرارية التي يرتديها الجنود لحمايتهم من أضرار البرد القارس ، وتوفير 60 حمام مرحاض كيميائي متنقل، وأكثر من 50 خيمة رصد ومراقبة، وأكثر من 4500 لتر مياه معدنية، كما تم بناء 5 محطات وقود متنقلة في الميدان ، لشحن الآليات الهندسية العاملة على الجدار، وتوفير العشرات من جيبات الهامر ، وأكثر من 30 حافلة لمهام نقل القوات، وتم بناء 7 خيم كبيرة مزودة بأجهزة تدفئة مركزية ، ومولدات كهربائية لإيواء القوات في الميدان ) ، وأوضح أنَّ : (قيادة الجيش طلبت من فرقة الجليل إنهاء جميع الاستعدادات اللوجستية لدعم القوات المشاركة في عملية درع الشمال على وجه السرعة، بما في ذلك توفير جميع احتياجات القوات من غذاءٍ ووقودٍ ومياه ساخنة ، وغيرها من متطلبات الدعم اللوجستي ) .
الأهداف الصهيونية المعلنة لعملية "درع الشمال" :
كشف عاموس هارئيل المحلل العسكري الصهيوني في صحيفة ( هآرتس ) العبرية ، يوم الأحد 9/12/2018 ، أنَّ : ("إسرائيل" أبلغت اليونيفيل عن نفق ثالث، وأنَّ عملية معالجة الأنفاق قد تستغرق أشهر، بالإضافة إلى تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها، وتسعى "إسرائيل" من وراء إعلانها عن درع الشمال إلى إستغلال الكشف العلني والدعاية لغرضين: الاستفادة في المعركة الدعائية ضد حزب الله في الساحة الدولية ، وتسريع بناء جدار جديد عند النقاط المتنازع عليها على طول الحدود، في منطقة منارة ــــــ مسغاف عام ، وشرق الناقورة ) .
وكشفت صحيفة ( معاريف ) العبرية ، عن زيارة رئيس أركان جيش العدو غادي أيزنكوت ، يوم الأحد 9/12/2018 ، اللواء الإقليمي بمنطقة "بارام" في الجليل الأعلى شمال البلاد، بمشاركة قائد قيادة المنطقة الشمالية يول ستريك، من العمليات 91، وقائد فرقة عصبة الجليل رافي ميلو ، وقائد اللواء 300، وراقب أيزنكوت ومن شاكره الجولة من قادة جيش العدو الأوضاع وأجروا تقييماً للوضع في المنطقة الشمالية ، والتقى إيزنكوت مع قائد اليونيفيل في جنوب لبنان ستيفانو ديل كول ، وأوضح له إنَّ : ( حفر الأنفاق هو انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي تم تبنيه في نهاية حرب لبنان الثانية ، وقد أعدَّ الجيش الإسرائيلي ملفاً استخباراتيًا عن كل نفقٍ، بما في ذلك بيانات "تُجرِّم" حزب الله بانتهاك قرارات الأمم المتحدة) . وأكدت صحيفة ( معاريف ) ، أنَّ :( "إسرائيل" إلى استخدام حزب الله كمبررٍ لمواصلة بناء الجدار، الذي كان يسير ببطء حتى الآن في المناطق المتنازع عليها، وأيضاً خوفاً من رد قوي من حزب الله ) ، ونقلت الصحيفة على لسان إيزنكوت ، قوله إنَّ : ( النضال من أجل الشرعية، مع جميع جوانب القانون الدولي المرتبطة به، سيحتل مكاناً واسعاً في أي حربٍ قد تنشب في لبنان في المستقبل).
التحديات العملياتية والقانونية أمام العدو الصهيوني :
نشر في شهر تشرين أول / أكتوبر 2018، ( معهد الأمن القومي اليهودي ـــ JISA)، والذي يضم مجموعة من كبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين المتقاعدين، تقريراً مفصلاً حول موضوع الأنفاق المزعومة من جنوب لبنان، إلى شمال فلسطين المحتلة ، بعنوان ( التحديات العملياتية والقانونية في حرب إسرائيل القادمة في الشمال) ، ومما جاء في التقرير، إنَّه : ( إذا اندلعت حرب في الشمال، فلن يكون الأمر على الإطلاق مشابهًا للصراعات التي شهدتها إسرائيل في الماضي ، فلقد تحسنت قدرات حزب الله العسكرية بشكلٍ ملحوظٍ بعد سبع سنوات من القتال في الحرب الأهلية السورية) ، وأستدرك التقرير ، بالقول : ( ليس لدى حزب الله ، أوهام في أنَّه قد يهزم الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة ،إنَّما هدفه ـــــ كما يعتقدون ـــــ هو تحقيق النصر السياسي ) ، ووفقاً لـ JISA ، فإنَّ : ( حزب الله وإيران سوف يتطلعان لتصوير "إسرائيل" على أنها "قاتل للمدنيين وغير أخلاقيين". وسيكون هدفهم تقويض الشرعية الدولية لإسرائيل لمواصلة القتال، حتى قبل أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من ترجمة ميزته العسكرية إلى نصر في ساحة المعركة ) ، وأكد التقرير، أنَّ : ( الحرب القادمة في الشمال لن تتم فقط من خلال الدبابات والصواريخ، ولكن أيضاً من خلال حرب المعلومات التي سيقررها الرأي العام الدولي ، ولا تقل عن ساحة المعركة) ، وزعم التقرير حرص العدو الصهيوني على حياة المدنيين ، أثناء تنفيذها لاعتداءاتها ، بالقول : ( غالباً ما تأخذ "إسرائيل" جهوداً أكثر مما يتطلبه القانون الدولي من أجل حماية حياة المدنيين المعادين) ، وأضاف التقرير: ( مع ذلك، تتردد في الوقت الحقيقي وتتخلف في تقديم المعلومات التي قد تثبت ادعاءاتها. وكانت النتيجة، هم يكتبون، سواء في حرب لبنان الثانية في عام 2006 ، وفي عملية الحرب في قطاع غزة في عام 2014، هي أنَّ "إسرائيل" خسرت حرب المعلومات ضد خصومها) .
المخاوف الصهيونية من التصعيد :
كتب ألون بن دافيد ، المحلل العسكري في صحيفة (معاريف) العبرية ، مقالاً نشره يوم الأحد 9/12/2018 ، بعنوان : (الجيش الإسرائيلي يخاف من التصعيد مع حماس وحزب الله) ، كشف أنَّ : ( قادة الجيش الإسرائيلي يخشون من العمل داخل الحدود اللبنانية، وهذه صورة سيئة لقدرة الردع الإسرائيلي )، وأكدَّ أنَّ : ( الرسالة التي وصلت مؤخراً إلى حماس وحزب الله هي، أنَّ الجيش الإسرائيلي، يخاف من التصعيد ) ، ودعا إلى : ( عدم التقليل من أهمية الإنجاز الاستخباري الذي تحقق في كشف أنفاق حزب الله ) ، وتساءل بن دافيد ، قائلاً : ( إذا كان الجيش الإسرائيلي نجح بالفعل، مثلما أعلن رئيس الأركان، في وضع يده على خطة أنفاق حزب الله، فإنَّه نجاح دراماتيكي ، ولكن كل ما جاء في أعقابه يرفع إلى السطح أسئلة عن أنماط التفكير والسلوك لدى الجيش: فهل عدم الرغبة بالعمل، والامتناع عن التصعيد بكل ثمن، حل محل الإبداعية والهجومية؟ ) ، وأضاف : ( قبل بضعة شهور، إكتشف الجيش الإسرائيلي حجم خطة الأنفاق لدى حزب الله، وكانت المعطيات مقلقة، ومع أنَّ معظم الأنفاق لم تكن جاهزة بعد للاستخدام، فقد كان واضحاً أنه يجب إزالة هذا التهديد فوراً، وليس بعد وقت طويل) ، وطالب بن دافيد ، قيادة جيش العدو بـــ (التفكير في سبل إبداعية كثيرة لمعالجة الأنفاق بطريقة سرية وبطرق تشتت حزب الله، ولا تسمح لهم أن يفهموا بأي قدرٍ تعرف "إسرائيل" عن المشروع، من تفخيخ الفوهات في الجانب اللبناني ، وحتى تهديد هادئ على لبنان بأنَّه إذا لم ينشر جيشه في فتحات الأنفاق، فستدمرها إسرائيل بالقوة، ستلحق ضرراً في الطرف الآخر ، وبدلاً من ذلك اختار الجيش الإسرائيلي العمل بطريقة نموذجية وصاخبة للغاية ) ، وأضاف مستغرباً : ( مع إرسال آليات التنقيب على الحدود الشمالية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن حملة ومنحها أسماً ، وفي هذه الحملة تشارك عدة آليات تنقيب وجرافات، وإلى جانب كل واحدةٍ منها يرابط أيضاً ناطق عسكري ) ، وأوضح بن دافيد الأهداف الحقيقية للعملية ، فقال : ( الفكرة، كما شرحوا في الجيش الإسرائيلي، هي استخدام الكشف في حملة وعي على الجانب اللبناني، ولكن يبدو أنَّ الجمهور المستهدف الحقيقي للإعلام في حملة درع الشمال هو الجمهور الإسرائيلي !) ، وانتقد سلوك وتصريحات رئيس أركان جيش العدو غادي آيزنكوت ، فقال عنه : ( رئيس الأركان الذي اختار أثناء حياته المهنية خط التواضع، انضم هو الآخر إلى الإعلام الصاخب ، فقد صرح، قائلاً: "نحن نمتلك خطة الأنفاق الهجومية لحزب الله"، عندها قام حزب الله بالبحث عن مصدر تسريب المعلومات. ليس هذا فقط ، بل أنَّ حزب الله يفهم الآن بأنَّ الجيش الإسرائيلي سيعمل على كشف الأنفاق الواحد تلو الآخر، ولديه الوقت ليعد المفاجآت للقوات التي ستكشف عن الأنفاق التالية ) ، وكذلك انتقد تصريحات ومواقف الناطقين العسكريين الصهاينة ، بالقول : (إجتهد الناطقون العسكريون أيضاً لتهدئة حزب الله وأوضحوا بأنَّ "إسرائيل" ستعمل في أراضيها فقط، وليس لديها نية للتنقيب عن الأنفاق في الجانب اللبناني. هذا التصريح يصعب فهمه ) ، وأضاف مستغرباً من تخوف القيادة العسكرية الصهيونية من رد حزب الله المتوقع ، في حال تم خرق السيادة اللبنانية ، والذي يمكن أن يؤدي إلى الحرب : ( حزب الله، في عملٍ فظٍ وهجومي، يحفر الأنفاق حتى منازل المواطنين الإسرائيليين، ونحن نواصل تقديس السيادة اللبنانية ، وعرضت هذا السؤال على سلسلة من الضباط الكبار، وكان الجواب الذي تلقيته: عمل في الجانب الآخر لن يمر دون ردٍ من حزب الله وسيؤدي إلى حرب ) ، وقال : ( من المعقول الافتراض بأنهم محقون ، وأنَّ حزب الله كان سيرد على التوغل إلى الأراضي اللبنانية، رغم أنَّه من المشكوك فيه أن يخاطر في ردٍ يؤدي إلى حرب) ، وإستدرك قائلاً حول إمتناع جيش العدو عن الذهاب نحو التصعيد : ( لكن المقلق في هذا الجواب هو المزاج الذي سيطر على القادة في الجيش الاسرائيلي: الامتناع عن التصعيد بكل ثمن ) ، وقارن بين الأوضاع في جنوب لبنان، والأوضاع في غزة ، وتردد جيش العدو عن الذهاب نحوحربٍ أومواجهةٍ شاملة ، فأوضح : ( مثلما في غزة، كذلك في الشمال، تطورت في الجيش الاسرائيلي رؤية ثنائية: إما كل شيء أو لا شيء ـــــ كل عمل كفيل بأن يؤدي إلى حرب، وبالتالي من الأفضل عدم العمل) ، وطالب قيادة العدو بضرورة الرد على حزب الله وحماس ، رغم معرفته أنَّ الرسالة التي وصلت لهما كشفت عن تخوف جيش العدومن التصعيد ، فقال : ( دوماً توجد درجات وسطى. نعم، توجد فيها مخاطرة، ولكنَّ الجيش القتالي يفترض به أن يدفع نحو العمل، وأن يرد على عدوان العدو ، وأن يُبقي حسابات المخاطرة للقيادة االسياسية، لكن يبدو أن الرسالة التي وصلت مؤخراً إلى حماس وحزب الله هي، أنَّ الجيش الإسرائيلي، يخاف من التصعيد).
ثالثاً : مأزق العدو في سوريا :
ــ سوريا تنتصر :
لم يتوقف التردد والارتباك لدى القيادة الصهيونية السياسية والعسكرية والأمنية عند حدود المخاوف من تفجر الأوضاع واحتمالات المواجهة العسكرية مع قطاع غزة ، وحزب الله ، بل شمل هذا الارتباك أيضاً الساحة والأوضاع السورية ، وربما يكون الخوف والإرتباك والإضطراب والتوتر الصهيوني تجاه الأوضاع في سوريا ، وماسينتج عن انسحاب وحدات المرينز والخبراء العسكريين والأمنيين والإستراتيجيين الأميركيين من الأراضي السورية ، أكثر من القلق والخوف الصهيونية من الأوضاع في الجنوب مع قطاع غزة ، أو في القلب بالضفة الغربية والقدس المحتلة ، أو في الشمال حيث جنوب لبنان وحزب الله ، حيث باتت سوريا الشقيقة بات قوسين أو أدنى من الإنتصار الشامل والكببر على المخطط الإرهابي والإجرامي الغربي / الصهيوني ، والحرب والمؤامرة الكونية ، التي شهدتها معظم الأراضي السورية منذ عام 2011 ،من أجل إسقاط النظام السوري ، وتفكيك الدولة السورية ، وتقسيم الأراضي السورية ، وبالتالي إبعاد سوريا كدولة وشعب وجغرافيا وتاريخ وحضور وتأثير وتواجد ، عن التماس المباشر مع القضية الفلسطينية والصراع العربي / الصهيوني ، وإخراجها للأبد من دائرة الصراع ، ومثلما كانت الدولة العبرية هي الرابح الأكبر من نزيف الدم السوري والفتنة الكبرى في بلاد الشام ، وتدمير المدن السورية ، ومحو كل ملامح التاريخ والحضارة التي تزخر بها الأراضي السورية ، ورسم ملامح هوية جديدة لسوريا التي يريدونها مفككة وممزقة ومبعثرة ومتناحرة ومستنزفة وتائهة وضائعة ، ولكن المؤامرة الكونية فشلت ، وهاهي سوريا العروبة والبطولية تحقق كل يوم الانتصارات الجديدة على فلول العصابات التكفيرية الإرهابية الإجرامية العميلة للعدو الصهيوني وأميركا والغرب ، وبإذن الله تعالى ، سيكون عام 2019 ، عام الإنتصار السوري الكبير على المؤامرة والفتنة الكونية ، وستعود سوريا الشقيقة إلى سابق مكانتها وموقعها وتأثيرها ودورها ، وخصوصاً في ملف الصراع العربي الصهيوني ، وفي دعهما للقضية الفلسطينية ، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ،وكذلك دعمها المتواصل والمستمر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ، وتكاملها مع الجهود الفلسطينية والمصرية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وإنهاء الإنقسام الفلسطيني الأسود.
ــ سوريا تغيّر قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني :
بات أشد ما يخيف العدو الصهيوني ، نتيجة الانتصارات السورية المجيدة والنوعية في مواجهة بقايا وفلول عصابات الإرهاب والإجرام والتكفيير العميلة ، وإفشال الجيش السوري العربي البطل والقيادة السورية ومعها كافة المدافعين عن عروبة ووحدة وتماسك وصمود سوريا الشقيقة ، دولةً ، ونظاماً ، وجغرافيا ، وشعب ، وحضارة ، ما تسعى إليه القيادة السورية الباسلة لقواعد المواجهة والإشتباك مع العدو الصهيوني ، ومن الواضح أنَّ حجم التهديدات والمخاطر الخارجية التي يواجهها العدو الصهيوني ، هي في تزايد يوماً بعد يوم ، وفي سياق تغيير قواعد الإشتباك السورية مع العدو الصهيوني ، كشفت قناة ( كان) العبرية ، يوم السبت 15/12/2018 أنَّ مصادر قيادية سورية، قالت لصحيفة ( الرأي) الكويتية، إنَّ : ( دمشق غيَّرَت قواعد الاشتباك مع "إسرائيل"، حيث تترقب أي ضربة إسرائيلية ضد أهداف عسكرية محددة، لترد بضربة مماثلة ، وهذا يعني أنَّ ضرب مطار في سوريا ستقابله ضربة ضد مطار في "إسرائيل"، وهكذا) ، وأوضحت القناة العبرية ، أنَّ : ( هذا القرار السوري يعود إلى موقفٍ اتخذته روسيا في سوريا عقب إسقاط طائرتها في 18/9/2018، حيث أبلغت موسكو الأطراف المعنية بأنها لن تتدخل في الصراع القائم بين "إسرائيل" وما يوصف بمحور المقاومة، وأنَّها لن تقف حجر عثرة أمام طائرات إسرائيلية عند قصفها لمراكز عسكرية سورية أوإيرانية أو قوافل أسلحة لـ"حزب الله" من سوريا إلى لبنان داخل الأراضي السورية) ، وأوضحت قناة ( كان) الصهيونية ، ما كشفته صحيفة (الرأي) بأنَّ : ( روسيا أبلغت "إسرائيل" بتواجد ضباط روس في كل قاعدة عسكرية سورية أوإيرانية، وأنَّ أي ضربة ضد أي هدف سوري أو إيراني سيستهدف القوات الروسية التي لن تسمح بسقوط جنودها وضباطها على يد "إسرائيل" ، وأعطت روسيا الضوء الأخضر لسوريا لضرب "إسرائيل" في أي وقتٍ تشن فيه الطائرات الإسرائيلية غارات ضد أهداف عسكرية سورية) ، وأكدت المصادر السورية لصحيفة (الرأي ) الكويتية ، أنَّ : ( سوريا تمتلك أحدث الصواريخ الدقيقة التي تستطيع إصابة أي هدف داخل "إسرائيل"، وأنَّ القوات المسلحة السورية تسلمت صواريخ لم تكشف عنها بعد، وهي بعيدة ومتوسطة وتعمل على نظام "غلوناس" / النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمي GPS).
رابعاً :إضطرابات وإرتباكات ومخاوف صهيونية متنوعة :
أوضح يوسي ميلمان ، محلل الشؤون الأمنية في صحيفة (معاريف) ، يوم الجمعة 14/12/2018 ، أنَّ : (الاستخبارات الإسرائيلية حذرة جداً من جهود التجسس الصينية، إذ أنَّ للصين حضور واسع في "إسرائيل"، وعلى ضوء ذلك امتنعت أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية عن شراء منتجات هواوي، وحتى منع دخول هذه الأجهزة إلى منشآت حساسة، وخاصة منشآت سرية ) ، وأضاف ميلمان أنَّه : ( يوجد في جهاز "الشاباك" وباقي أجهزة الاستخبارات والأمن تخوف كبير من التوغل الصيني إلى "إسرائيل"، من خلال الشركات، وتمنع وزارة الجيش شركات صينية في الدخول إلى مناقصات الوزارة ، ومنعت وزارة المالية الإسرائيلية شركات صينية من شراء شركتي التأمين "هفينيكس" و"كْلال" ).
وفي جانبٍ آخر ، كشف موقع ( مكان ) العبري ، مساء يوم الجمعة 14/12/2018 ، أنَّ : ( الولايات المتحدة فرضت عقوبات على رئيس هيئة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي ، الجنرال المتقاعد "يسرائيل زيف" ، لقيامه ببيع أسلحة لطرفي النزاع في جنوب السودان ، وكذلك فرضت عقوبات على مسؤول ورجل أعمال من جنوب السودان بسبب دورهما في الحرب الأهلية التي أوقعت حتى الآن حوالي أربعمائة ألف قتيل ) .
وزعمت صحيفة ( يسرائيل هيوم) العبرية، صباح يوم الجمعة 14/12/2018 ، أنَّ : ( رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، زار دولة الإمارات العربية المتحدة مرتين خلال شهرتشرين ثاني /نوفمبر الماضي ) ، ونقلت الصحيفة العبرية، عن صحيفة (الأخبار) اللبنانية، أنَّ : ( آيزنكوت زار الامارات مرتين خلال الشهر الماضي، لإجراء مباحثات أمنية مع ولي العهد الإماراتي ، واجتمع آيزنكوت مع ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، في قصره بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، وصادق آيزنكوت على بيع أسلحة إسرائيلية للإمارات، ووافق على زيارة شخصيات أمنية وعسكرية أمارتيه لإسرائيل) ، وزعمتت الصحيفة الصهيونية، أنَّ : (هناك العديد من دول الخليج العربية، معنية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مثل البحرين والإمارات وعُمان والكويت).
وفي سياق بذل الجهود الصهيونية ، من أجل التصدي لتنامي ظاهرة المقاطعة العالمية للكيان الصهيوني عموماً ، ولمستوطناته ومنتجاتها وجامعاتها خصوصا ، قالت ( القناة العبرية الثانية) ، يوم الجمعة 21/12/2018 ، أنَّ : (وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية ، وبمبادرة من وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد أردان ، ستستثمر أكثر من 3 مليون شيقل ، من أجل تأسيس شبكة قضائية دولية لمكافحة الجهات الداعية لمقاطعة "إسرائيل" ) ، وأضافت القناة الصهيونية ، : ( ستشرع الوزارة أيضاً بتمويل المنظمات القاضية والقانونية في جميع أنحاء العالم التي تعمل ضد المنظمات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك منظمة BDS ، حيث كانت الحكومة قد كلفت الوزارة بتشكيل منظمة لمكافحة مقاطعة "إسرائيل" عالمياً ) .
ـــ الخاتمة :
طالما إستمر الإنقسام الفلسطيني اللعين ، سيبقى هناك خلل في المشهد والداء الفلسطيني الداخلي والخارجي ، وفي نفس الوقت سيبقى الاحتلال الصهيوني في بحبوحة من الوقت ، لكي ينفذ المزيد من سياساته ومخططاته الإجرامية العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني المرابط فوق ثرى فلسطين التاريخية ، مع إستمرار العدو الصهيوني في مصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس المحتلة ، وتشييد المزيد من المستوطنات ، وتوسعة المستوطنات القائمة، والتعجيل باستكمال عملية تهويدالقدس المحتلة ومحيطها من بلدات وقرى ومخيمات وأراضٍ وجبال وتلال ، وكذلك إستمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ، وأسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة ، وأسفل العديد من ضواحي وأحياء القدس الشرقية ، مع إستمرار وتزايد عمليات الإقتحام اليومية من قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك ، تمهيداً لتحقيق المخطط الصهيوني الأكثر خطورةً من نشأة الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ووطننا وحقنا في الحياة والحرية ، وهومخطط التقسم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك ، كخطوة صهيونية تهودية أساسية نحو إستكمال السيطرة والتهويد الكامل للمسجدالأقصى المبارك ، وهدمه ، وتشييد مكانه الهيكل المزعوم ..
ولأجل ذلك بات يتوجب على جميع الفلسطينيين ، شعباً وقيادةً وفصائل وشخصيات إعتبارية وهيئات ومؤسسات مجتمع مدني ، الضغط بكافة الوسائل من أجل إنهاء الإنقسام الأسود البغيض ، والتجاوب مع كافة الجهود المصرية من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية الشاملة ، والمصالحة وتوحيد الخطاب الإعلامي والسياسي الفلسطيني ، سوف يكون لها اكبر ألأثر في إغلاق الأبواب أمام كافة جهود ومخططات العدو الصهيوني ، للتطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية ، وبنفس الوقت ستتعزز حملات المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني ، وسوف تنجح المصالحة الفلسطينية في إخراج الكل الفلسطيني من حالة الإستنزاف الداخلي ، والردح والجدل والصراخ والعويل الإعلامي والسياسي ، وستساهم المصالحة في إزالة الإلتباس الخطير الذي تعاني منه الذهنية العربية والإسلامية والشعوب المتعاطفة مع القضية الفلسطينية ، من حالة عدم الفهم نتيجة للإنقسام اللعين وتبعاته ، لما يحدث في الساحة الفلسطينية ، وستوفر المصالحة الوقت والمال والجهد المخصص للصراع الداخلي الفلسطيني ، وتحويل دفته نحو العدو الصهيوني / العدو المركزي للفلسطينيين والعرب والمسلمين .....
والحقيقة أنَّه لدينا الكثير مما يتوجب علينا فعله من أجل فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة ، ومن أجل ترميم البيت الفلسطيني الداخلي ، وإزالة الآثار المأساوية التي أنتجها الانقسام اللعين ، ومن ثم صياغة الخطط والبرامج لاستنزاف العدو الصهيوني ، وصناعة المزيد من الأزمات الداخلية والخارجية له ، والعمل مواجهة غول ووحش الإستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية المحتلة ، وفك الحصار الصهيوني عن قطاع غزة ، والنهوض بكافة إحتياجات ومطالب شعبنا ، يتوجب علينا أن نفكر كيف نتوحد في مواجهة مخططات وجرائم ووحشية واستكبار وعلووإفساد عدونا الصهيوني ، لكي نحافظ على قضيتنا حية متوهجة في الضمير والوعي الإنساني والعربي والإسلامي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البريد الإليكتروني [email protected]