الدولة الممكن الاستغناء عنها
تاريخ النشر : 2018-11-09 14:06

عندما تولى چورچ بوش الابن رئاسة أمريكا فى مطلع القرن الحادى والعشرين بدأ على الفور مستعيناً باليمين الأمريكى المتطرف فى الإعداد لتنصيب نفسه إمبراطوراً للعالم.. فوقعت أحداث 11 سبتمبر سنة 2001، التى دبرتها المخابرات الأمريكية بمعونة جهاز الموساد الإسرائيلى بإتقان كامل ونسبت الجريمة إلى مجموعة من 19 إرهابيا عربياً منهم 15 سعودياً و4 مصريين، وقيل إن الجريمة من عمل تنظيم «القاعدة» التابع لـ«بن لادن» الذى جندته المخابرات الأمريكية فى ثمانينيات القرن العشرين لمحاربة الاتحاد السوفيتى وقتها عندما قام بغزو أفغانستان، وكان «بن لادن» وقتها بطل أبطال المقاومة الإسلامية ضد الإلحاد الشيوعى.. وعندما انتهت الحرب دون القضاء على المقاومة الأفغانية انتهى دور «بن لادن» وحان وقت التخلص منه.

ووضح بوش الابن بعد غزوه لأفغانستان ما عرف فى 20 فبراير سنة 2002، باستراتيجية الأمن الأمريكى للقرن الحادى والعشرين ومضمونها باختصار سيادة أمريكا على العالم وتحذير للصين وروسيا وغيرها بعدم محاولة اللحاق بسباق مسلح مع أمريكا لأن مثل هذه المحاولة ستسحق فى المهد مع الدولة التى تحاولها، وكان التحذير للصين بالذات أنها لن تستطيع المحاولة وأنه من الأفضل لها العمل على رفع مستوى شعبها وتحسين أدائها فى مجال حقوق الإنسان، ثم استمر المخطط الأمريكى فى غزو العالم بالإعداد لغزو العراق الذى وقع فى 19 مارس سنة 2003، بحجة وجود أسلحة دمار شامل فى العراق ثبت أنها أكذوبة كبرى للتمهيد لتنفيذ مخطط تدمير دول الشرق الأوسط، خاصة العربية وتحويلها إلى دويلات متعادية متحاربة على أساس طائفى ودينى وعرقى تقوم إسرائيل وسطها بدور الدولة المتماسكة الوحيدة التى تتولى قمع من يخرج عن طاعة أمريكا باعتبارها شرطى المنطقة الممثل لمصالح الاستعمار الغربى عموماً.

ووسط هذا البحر المتلاطم من المؤامرات خرج صوت عاقل ليس لعدو لأمريكا بل لرجل شغله أخطر المناصب الأمنية والمخابرات فى عهد إدارة الرئيسين الأمريكيين السابقين وهما جيرالد فورد وجورج بوش الأب يحذر أمريكا والغرب من فشل المحاولة الغربية للسيطرة على العالم مقدماً وهو برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومى الأمريكى فى عهد الرئيسين السابقين جيرالد فورد وجورج بوش الأب فى سلسلة مقالات بجريدة «هيرالد تريبيون» بتاريخ 7 أغسطس سنة 2007، وكأنها منشورة اليوم، نسوقها للقارئ فى هذه السلسلة الجديدة، وإلى الحلقة التالية.

عن الوفد المصرية