من هاجم "الجماعة" وارتاح لسقوط مرسي .. الريسوني خلفا للقرضاوي في رئاسة "علماء الإخوان المسلمين"!
تاريخ النشر : 2018-11-07 18:39

أمد/ إسطنبول - وكالات: أسفرت انتخابات الاتحاد العالمي لعلماء الإخوان المسلمين، يوم الأربعاء، عن فوز المغربي أحمد الريسوني رئيسا للاتحاد خلفا للدكتور يوسف القرضاوي.
وقبل تولي رئاسة الاتحاد، شغل الريسوني مناصب دعوية مهمة، بينها رئيس رابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب منذ 1994 إلى غاية اندماجها مع حركة "الإصلاح والتجديد" وتشكيل حركة "التوحيد والإصلاح" في أغسطس/آب 1996 (الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب).
وكان أول رئيس لحركة "التوحيد والإصلاح"، في الفترة ما بين 1996 و2003.

وكان الريسوني أحدث مفاجأة عندما عبر عن ارتياحه لسقوط محمد مرسي وهاجم جماعة الإخوان في تصريحات أثارت عاصفة في شهر  نوفمبر / تشرين الثاني 2016.

وخرج أحمد الريسوني، بتصريحات غير مسبوقة من حركة التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها، عندما عبّر عن ارتياحه لإسقاط الرئيس المصري السابق محمد مرسي من منصبه، متحدثًا عن أن حركة الإخوان المسلمين لديها جمود فكري، وعليها أن تتحرّر من تراث حسن البنا
وتابع الريسوني أنه التقى قبل مدة قصيرة من الانتخابات الرئاسية في مصر بمجموعة من قيادات الإخوان المسلمين في المغرب، ونصحهم، رفقة إخوان من حركة التوحيد والإصلاح، بعدم الترّشح للرئاسة: "من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة غلطا، وكذلك الدخول في تحمل مسؤوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم".
وأضاف الريسوني في حوار مطول مع أسبوعية "الأيام" المغربية: "حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسي عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحا يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعي، وهم تعجبوا واستهجنوا هذا الكلام الذي لم يكونوا يرون له مكانا، ولكن الآن يتمنون لو فعلوا ذلك".
وتحدث الريسوني الجماعة عانت منذ 80 سنة من السجن والنفي القتل، وأنه "رغم استحواذ أعضائها على مجلس الشورى، ومجلس الشعب ورئاسة الدولة والحكومة، ورغم تصويت الشعب عليهم، فقد بقوا عاجزين"، ما دام "الجيش والقضاء ضدهم، ورجال الأعمال والأقطاب والإعلاميون والفنانون ضدهم".
ولهذه الأسباب كان مصير الإخوان هو الفشل، يتابع الريسوني، مردفًا: "كان ممكنا أن يصبروا عليهم حتى يفشلوا تلقائيا، لكن أعداءهم لم يصبروا عليهم، خافوا من أن ينجحوا، ولذلك عجلوا بالانقلاب خشية نجاحهم، خافوا أن يتداركوا ويعالجوا نقصهم وعدم خبرتهم، فعجلوا بالإطاحة بهم حتى لا ينجحوا، ولا يراكموا تجربة مقدرة".
كما انتقد الريسوني حركة الإخوان المسلمين: "لديها مشكل فكري، فهي ما زالت تعيش على تراث حسن البنا والمؤسسين الأوائل، وليس عندها تطور فكري، وأنا أقول لهم إن الإمام حسن البنا اعتبروه مثل الإمام ابن حنبل وابن تيمية والكواكبي والأفغاني، الإمام حسن البنا رجل عظيم ومجدد ونابغة، ولكن في زمانه، الآن ينبغي أن ننسى حسن البنا، عندنا الكتاب والسنة، عندنا عقولنا والتجارب من حولنا".
وقال كذلك إن الإخوان المسلمين تعدّ مذهبًا، و"لن يتقدموا ما لم يتخلصوا من هذا الإرث"، وأنه "مما زاد هذا الجمود الفكري، أن الحركة ككثير من الحركات والأحزاب، ومنها اليسارية، لا تتيح حرية داخلية للمفكرين والعلماء"، متابعًا بأن "الشخص إذا أصبح عالما في هذه الجماعة لا بد أن ينصرف لكي يبقى عالما، وإذا كان مفكرا لا بد أن ينصرف لكي يبقى مفكرا" معطيًا المثال بالقرضاوي والغزالي.

وتسبّب الحوار في ضجة واسعة داخل المغرب وخارجه في صفوف جماعة الإخوان.