المحقق الصرخي والدولة المارقة وكشف الأسرار
تاريخ النشر : 2018-10-12 10:45

إن تقدم الشعوب في مختلف المجالات يحتاج إلى العلم والمعرفة ، كما أن هذه المعرفة تحتاج للتطوير في ظل المتغيرات والاحتياجات في ميادين المجالات المختلفة ، ولا ريب أن السبيل إلى ذلك بعد إرادة الله-عز وجل- تكون عن طريق البحوث العلمية الجيدة التي تسهم في تطوير المعرفة وبالتالي تحقق الشعوب الرقي والتقدم في مختلف المجالات المعرفية والحقائق التاريخية .
وبالتالي فأن ماحدث سابقًا ومايحدث اليوم من خروقات وتعديات على الحياة الإنسانية نتيجة لمروق عدد من أهل الفكر الضال الذين اعتاشوا على الخرافة والأساطير الكاذبة في تزييف الحقائق والتشويش على عقول الناس متخذين من موجة التطرف والغلو والتكفير أساساً في منهجهم مما دعا أهل الإصلاح إلى التصدي لمثل تلك الأفكار الهدامة وقتلها فكرياً وذلك بالبحث في أصول تلك الأفكار ونشأتها وكان للمحقق الصرخي الحسني الدور البارز في كشف ملابسات دعاة التكفير والاضلال ، فكان لبحث الدولة المارقة الرؤية الحقيقية في تبيان الحقائق التي دعت إلى تفشي الإرهاب حتى يومنا هذا .
ومن هنا يعتمد بحث (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-)على تقديم تفسيرات معقولة ومنطقيّة، وضمان عدم التوصّل إليها عن طريق الصدفة مع مراعاة التسلسُل المُنتظم لخطوات البحث العلمي، والمُقارنة بين الأحداث أو التفسيرات وإدراك العلاقة بينها،حيث بين الدكتور غسان البهادلي المميزات التي اتسم بها بحث الدولة المارقة للسيد الأستاذ المحقق الصرخي عن غيره من البحوث ومن هذه الخصائص المميزة هي هدف البحث وأهميته المرحلية و قوته في الربط بين الحقائق ونتائجها وكذلك الدقة العالية في إعطاء المعلومات بصورة تحليلية واقعية ، وأخيرًاً الموضوعية في تناول الجوانب الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية تمثل النهج الرسالي في التعامل مع كل الأديان والقوميات ،وأيضًا يتبين من خلالها النشاط المنظم وفق معايير الأحداث الخارجية للواقع وارتباطه بسلوك الإنسان ،وكذلك حاول أن يبين الفرق بين الإمامة الإلهية والحكم والسلطة ، فالإمامة الإلهية تجعل من قبل الله -سبحانه وتعالى- بشكل حصري ،وهذه النظرية تهدم أحد أهم مرتكزات دعاة التكفير والفقه التكفيري باعتبار أنهم في نظرياتهم دائمًا مايوكدون على الحكم والسلطة والتسلط شرط ضروري في اختيار الخليفة ووجوب مبايعته وفي ضوء ذلك يصححون كل أعمال الخليفة ومنكرات الخليفة ومن هنا لابد أن نراعي هذه الضرورة الدينية وهي التفريق بين الإمامة الإلهية وبين الحكم والسلطة .