لماذا تذكرت حركة حماس اليوم ( وثيقة أبو مازن – بيلين ) ؟!!
تاريخ النشر : 2018-10-12 01:52

فجأة تذكرت حركة حماس اليوم , وجود ما يسمى ( وثيقة عباس – بيلين ) , بعد مرور 23 عاما على تقديمها كمقترح , للتقدم في مفاوضات الحل النهائي في اتفاق أوسلو للسلام , فتعقد حماس ندوة لنوابها في المجلس التشريعي , تدعو إليها بعض معارضي الرئيس أبو مازن من فصائل باتت تسير في ركب حماس في الهجوم على السلطة وحركة فتح والرئيس عباس , وبعض شخصيات تسمي نفسها وطنية مستقلة مثل فايز أبو شمالة, دأبت في الآونة الأخيرة في الهجوم على أبو مازن , وتسمي الندوة ( وثيقة عباس – بيلين وصفقة القرن ) , "فما عدا ما بدا " , لتتذكر حماس اليوم تلك الوثيقة , التي أكل عليها الدهر وشرب , ولم تر النور , وعلى الرغم من أن الاقتراح لم يقبل مطلقا. وكان قد تم وضع الصيغة النهائية لاتفاق بيلين- أبو مازن في أكتوبر 1995وفقا لما ذكره يوسي بيلين، فإن الإجراء كان مجرد إجراء غير رسمي، ولم يلزم إسرائيل، ولم تنشر الوثيقة رسميا, ولم يعتمدها الإسرائيليون أو الفلسطينيون أبدا. ولم يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين من الموافقة على هذا الاقتراح بسبب اغتياله بعد ايام قليلة من نشره. ولم يتقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بعده شمعون بيريز وكذلك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هذا الاقتراح بشكل تام، ونفى أبو مازن التوقيع على الاتفاق، لكنه أكد أنه كان هناك حوار يتعلق بمفاوضات الوضع النهائي ووجود بعض النصوص. إلا أن بعض الأفكار التي طرحت فيه كانت فكرة توفيقية جيدة في حل مسائل معينة في مفاوضات الوضع النهائي التي جرت في وقت لاحق. ورفض الرئيس عباس فيما بعد طرح الاقتراح كوثيقة رسمية ، مما دفع البعض إلى أن يدعوها (اتفاقات بيلين-أبو مازن ) , وبحلول عام 2001، قال مسؤولون فلسطينيون إن الاقتراح ليس له تأثير , وبذلك أصبحت الوثيقة في حكم المنتهية ... فلماذا تعيد حماس إحياءها , ويطالب القيادي الحمساوي محمود الزهار بمحاكمة الرئيس أبو مازن بتهمة الخيانة.
ولكن ألم يتذكر الزهار أن "أبو مازن " صاحب وثيقة ( عباس – بيلين ) , هو نفسه من وقع اتفاق أوسلو للسلام الذي بموجبه تأسست السلطة الفلسطينية , الذي انخرطت فيه حركته حماس , وشكلت حكومتها برئاسة رئيس مكتبها السياسي الحالي اسماعيل هنية , ألا يتذكر الزهار يوم وقف أمام صاحب اتفاق أوسلو , وصاحب وثيقة بيلين , يؤدي اليمين وزيرا للخارجية في سلطة أوسلو برئاسة عباس ,,, فيا سادة عباس هو نفسه هو لم يتغير , وواضح جدا للجميع , أما من تغير ويتلون وكل يوم في حال , هم المجتمعون اليوم في غزة , لبحث وثيقة ( عباس – بيلين ) البالية ؟!!
الحقيقة أن تذكر الوثيقة ( الميتة ) , والدعوة لتدارسها في ندوة تنظمها حركة حماس , وربطها بصفقة القرن , إنما يدخل في باب المناكفة , بعد أن أفشل الرئيس عباس اتفاق التهدئة والهدنة الذي كان على وشك التوقيع بين اسرائيل وحماس , باعتباره جزءا من صفقة القرن , حيث يجري فصل قطاع غزة , وانشاء كيان هزيل تحكمه حماس , واعتباره الدولة الفلسطينية , ضمن الحل النهائي للقضية الفلسطينية , وهو ما يتجدد اليوم من خلال الدعم القطري لحماس بملايين الدولارات , بمشاركة بعض دول الإقليم والأمم المتحدة , بحجة الحل الإنساني في غزة , مقابل وقف المسيرات واطلاق الطائرات الورقية والبلالين الحارقة , باتفاق غير مكتوب هذه المرة , وكل هذا الدعم القطري يتم بموافقة وتنسيق أميركي – اسرائيلي ... فمن الذي يا ترى ينخرط وبدأ في تطبيق ( صفقة القرن ) الرئيس عباس , أم حركة حماس ؟!