من وراء محاولة الاغتيال.. وأهدافهم ؟
تاريخ النشر : 2018-03-13 22:05

عمل جبان ... ومدان ... ومستنكر من كافة ابناء شعبنا وقواه السياسية الوطنية والاسلامية ... وكافة مؤسساته المجتمعيه ... باعتباره عملا خسيسا ... خبيثا لا يعبر عن بطولة وشجاعة ... لكنه يعبر عن عمالة وجبن ... وخدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي ... ولكل من لا يتمنى لنا تحقيق المصالحة وتجسيد وحدتنا الوطنية .
انفجار موكب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الدكتور رامي الحمدالله واللواء ماجد فرح رئيس جهاز المخابرات العامة ... وسلامتهم بحمد الله ورعايته وعنايته .... وشجاعة المرافقين لهم برغم اصابة بعضهم وما اسفر عنه الحادث الاجرامي من احداث خراب بثلاثة سيارات كانت في مؤخرة الموكب .
وحتى لا نطلق العنان باطلاق الاتهامات ... وتحميل المسؤوليات ... وتوجيه اصابع الاتهام ... فالمسألة اعقد واشمل ... والقضية اكبر من ان يتهم بها أحد ... او يتم القاء القبض على مشتبه بهم .
نحن نتحدث عن شخصية رئيس حكومة فلسطين الدكتور رامي الحمدالله .. كما نتحدث عن شخصية رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ... نتحدث عن موكب الشرعية الفلسطينية ... والتي تتنقل ما بين محافظات الوطن ... والمفترض ... بل الواجب ... ان يكون التحرك بكل أمن وامان ... وان لا يكون هناك خطرا ... او ثغرة أمنية .... يمكن من خلالها احداث مكروه لا سمح الله ... لشخص رئيس الوزراء وللواء ماجد فرج .
صحيح ان حركة حماس هي سلطة الامر الواقع بقطاع غزة ... والصحيح ايضا انها تمتلك من الاجهزة الامنية . القدرة على متابعة كل صغيرة وكبيرة ... وصحيح ايضا انها تتحمل مسؤولية كل من يدخل القطاع لتأمين أمنه وسلامته .... طالما استمرت بالسيطرة وتحمل المسؤولية بحكم الامر الواقع... وعدم تمكين الحكومة لكافة مهامها ومسؤولياتها .
لكنني وبرغم ما اصابني من دهشة واستغراب واستهجان ورفض لما حدث من محاولة اغتيال رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة ... الا انني لست مع ردات الفعل السريعه ... التي تستبق التحقيقات والبحث والتحري ... ودراسة الابعاد السياسية والامنية من وراء مثل هذا الحادث الكبير والمخزي والمدان باعتباره فعل جبان ... لا يقوم على تنفيذه الا خفافيش الظلام .... من خلال عبوة جانبية ناسفة شديدة الانفجار ومن خلال اطلاق بعض الرصاص على موكب رئيس الوزراء ... وكأن هؤلاء الفاعلون المجهولون بشخوصهم ... لكنهم المعروفون بتوجهاتهم واهدافهم ... وما يرمون بتحقيقه والمحدد بالتالي :- 
اولا :- اثارة البلبلة وفتح صفحة جديدة من اطلاق الاتهامات والتجاذبات لاجل انهاء جهود المصالحة وضرب الوحدة الوطنية وهذا في احلامهم وكوابيسهم .
ثانيا :- محاولة انهاء الدور المصري الراعي والمشرف على تنفيذ بنود المصالحة والمتواجد داخل القطاع ... وهذا لن يكون ابدا .
ثالثا :- زيادة حدة الخلافات والمطالب التي تستوجبها متطلبات المصالحة والخاصة بتمكين الحكومة وبكافة الملفات بما فيها ملف الامن وغيره من الملفات .... باعتبارها حكومة شرعيه يجب ان تمارس كافة صلاحياتها ومهامها .
رابعا :- زعزعة الاستقرار والامن داخل القطاع ... وزيادة حالة الاحباط وفقدان الامال في ظل ظروف قاسية ومصالحة متعثرة واجواء لا تحتمل مثل هذه الافعال الجبانة ... وهذا ما يزيد من قناعتنا ان من يفعل مثل هذه الاعمال هم العملاء والمتربصين بالمصالحة والذين يتمنون عدم انجازها .
خامسا :- خدمة الاحتلال واعوانه وعملاءه ... وكافة المتربصين والمتأملين بعدم تحقيق المصالحة والمستفيدين من استمرار حالة الانقسام الاسود .
سادسا :- اظهار صورة القطاع باعتباره منطقة غير أمنة وتسود فيه جماعات ارهابية ذات علاقة بجماعات ارهابية متواجدة بالمحيط .
سابعا :- زيادة الاعباء والازمات والكوارث ضد الشعب الفلسطيني داخل القطاع ومحاولة عزله بهمومه وكوارثه لمشروعات غير وطنية ... خدمة لاسرائيل والمشروع الامريكي .
ثامنا :- محاولة انهاء مشروع وحدة الوطن ... ووحدة المشروع الوطني ... ومشروع الدولة بالضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية .
تاسعا :- اعادة الحالة الفلسطينية الى نقطة الصفر وعدم تمكين الحكومة وعدم تنفيذ بنود المصالحة ... واستمرار حالة الخلاف الى حد الفلتان الامني .. وما يترتب عليه من ازمات اجتماعيه واخلاقيه وسياسيه .
هذا الفعل المدان من كافة القوى السياسية الوطنية والاسلامية ومن كافة ابناء الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجدهم ينطلق من مبدأ رفض الاغتيال السياسي ... ورفض الاحتكام الى السلاح ... كما رفض المساس بالشرعية الوطنية ومن يمثلها ومن ينفذ قراراتها 
من هنا وبحكم مهنتي كأعلامي وكاتب ومتابع للشأن الفلسطيني والعربي ... لا أرى من الحكمة اطلاق الاتهامات بصورة متسرعة فهناك فرق ما بين الاتهام بمحاولة الاغتيال والتفجير ... وما بين تحميل المسؤولية لسلطة الامر الواقع .
لان حركة حماس لا يمكن ان تقوم بمثل هذا الفعل الجبان والمدان ... باعتبارها حركة مسؤولة ... وشريكة اساسية بانهاء الانقسام .. ولها مصلحة بانهاء الانقسام .... وعدم استمرار تبعاته وكوارثه ... لان استمرار الانقسام سيحملها مسؤوليات اضافية لا تستطيع تحملها في ظل ظروفها الخاصة والعامة .... وسيجعلها امام الشعب الفلسطيني بالقطاع مسؤولة بالدرجة الاولى .... لذا فان حماس واذ تفتح تحقيقا حول الحادث بكل جدية كما قال اللواء توفيق ابو نعيم لمتابعة الفاعلين ... وبحكم ان الدكتور رامي الحمدالله وزيرا للداخلية ... اضافة الى منصبه رئيسا للحكومة له كامل الحق ... باصدار توجيهاته ومتابعة التحقيقات وتشكيل اللجان الفنية والامنية التي توصل الى حقيقة ما حدث دون اطلاق اتهامات لاحد ما قبل التحقيقات والانتهاء منها .
لان ما حدث لا يمكن ان يمر مرور الكرام ... وانه عبارة عن انفجار حتى وان لم يسفر عن قتلى ... بل ان ما حدث يستوجب التحقيق الفعلي .... والاتهام الواضح ... ما بعد تحقيقات كاملة ومسؤولة من قبل اجهزة أمن السلطة ومع من تراه مناسبا من الاجهزة التابعة لحماس .... لان الهدف هو الوصول الى الحقيقة ومخاطبة الرأي العام الفلسطيني .... صاحب الحق في معرفة الحقيقة الكاملة ... حول ما حدث .... ومن يقف وراء محاولة الاغتيال .... وحول حقيقة الاهداف المراد تحقيقها من وراء مثل هذا الفعل الجبان .
كل التهنئة القلبية لمعالي رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله ولسيادة اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة ... ولكافة المرافقين .... على سلامتهم وعودتهم الى مقر عملهم ... وستبقى غزة حضن الشرعية ... وأحد اجنحة الوطن الفلسطيني .. وستكون الابواب على الدوام مفتوحة ومشرعة لكل مسؤول ... ولكل فلسطيني ... لان غزة معروفة للجميع انها حاضنة الشرعية والثورة ... والنضال الوطني .