ذات حُلْمٍ تحت شفقٍ أزرق
تاريخ النشر : 2018-01-13 14:39

جاءني النُّعاسُ ذات ليلةٍ، بينما كُنْتُ أقرأ روايةً جديدة جذبتني حبكتُها الغامضة، فغفوتُ على مخدّتي المُفضّلة لي، ورحتُ أغطّ في نوْمٍ عميق، لكنّني رأيتُ ذاتي أسيرُ في صحراءٍ جليدية، وكنتُ أرتجفُ من البرْد، ومن بعيدٍ تحت الشّفقِ الأزرق رأيتُ امرأة تبلّل جسدَها بالثلج، وكأنها كانتْ تطهّر جسدَها، لكنّني رحتُ أخطو صوبها، وعندما رأتني لمْ تخجل هي البتّة، ولم تستر جسدَها، فخجلتُ حينها من النّظرِ صوبها، وأدرتُ وجهي، لأنّ المشهدَ كان شفّافا.. فكل شيء بدا جنونياً حتى لوْن الشّفق الأزرق عكسَ جسداً خيالياً.. لم أرَ جسداً بهذا الجمَالِ من قبل.. كلّ شيءٍ مُتقن حتى أصابع رجليْها بدتْ مختلفة عن أيّة امرأة، شعرُها راح يتطايرُ على ظهرِها العاري.. لمْ أفهم بأيّة لُغةٍ كانتْ تحدّثني، رغمَ أنّها كانتْ تفهمُ لُغتي، وكانتْ تردّ عليّ بصوتٍ ناعم ومدوٍّ لمْ أطرب من صوتِ امرأةٍ من قبل مثل تلك التي كانتْ تبلّل جسدَها بالثّلج، فرأتني أرتجفُ فراحت تدنو منّي، لكنني بقيتُ خجِلاً منها، رغمَ أنها عانقتني، وبدلاً من أن أرتجفَ من جسدِها المبلول شعرتُ لحظتها بدفءٍ مجنونٍ في مشهدٍ سورياليّ تحت شفقٍ لوْنه أزرق، حتى الثّلج كانَ لوْنه أزرق، وما هي إلا لحظاتٍ حتى صحوتُ من حلْمِي.. ففي ذاك الحُلْم رأيتُ امرأةً لمْ تريد منّي أيّ شيء سوى العناق الغريب، فقلتُ في ذاتي: يا لأحلامِي التي دائما تأخذني إلى عالمِ النّساء المُختلفاتِ بصخبِهن ودفئهن وجمَالهن...