برمجة عقول رؤساء أمريكيا بالوهم والتاريخ المزور
تاريخ النشر : 2017-12-16 12:55

إن قراءة التاريخ المرتبط بصناع القرار والساسة في أمريكيا تحوم حوله تساؤلات كثيره ومتنوعه، ابرزها...كيف يتم إيصال القائد الأول للبيت الأبيض...؟ من يوجه الرأي العام الأمريكي نحو قضايا العالم ..؟ ما سر علاقة رؤساء أمريكا بالشرق الأوسط ( قضية فلسطين بالتحديد)..؟ هل العلاقة ترتبط بالموارد والثروات والنفط...؟ أم بالتحكم في إرادة الشعوب....؟ هل سلوك رؤساء أمريكا يرتبط بقدسية فلسطين وتبني هلاوس اليهود ومعركة هارمجدون والتصور التلمودي المزور لنهاية العالم......؟ وهناك أسئلة كثيره تدفعنا على أن نفعل عقولنا نحو من الذي يحكم أمريكا وخلفياتهم العقائدية ، ولماذا جميعهم بلا استثناء يحرص على الاخلاص بتفاني لليهود واسرائيل.........؟
الوقائع على الارض تبرز لنا مفاهيم وأدلة ترتبط بالسؤال الاخير ، والمحصلة بإيجاز أغلب رؤساء أمريكيا والكثير من الساسة في ادارة البيت الأبيض ممنوعون من رؤية أي شيء لا يراه الإسرائيليون، ويرون بعيون وعقول اليهود وبرمجة عقولهم تتم وفق نصوص دينيه تلموديه مزوره ومن ثم يتم تعزيز مهاراتهم الإجرائية لتنفيذ وتمرير مخططات اللوبي الصهيوني المتطرف، لدرجة أن قوة أمريكيا الإستراتيجية وفي جميع المجالات العسكرية والنووية والأمنية والابتكارات العلمية ( وتكنولوجيا المعلومات النوعية) والاقتصاد وأساليب الدعم النفسي ومخالب علم النفس للتحكم بإرادة الشعوب وكل ما يتوفر لأمريكا هو عباره عن مدد يومي وسنوي لإسرائيل ومخزون استراتيجي وقت الحاجه، بهدف تعزيز بقاؤها متميزة ومتفوقة في هيكلة الشرق الأوسط الجديد، والذي بدأ تشكيله بتدمير العراق لخدمة تفوق اسرائيل ومن ثم التمكين الديني التلمودي المزور للسيطرة الكاملة على الاقليم وفق هلاوس غير واقعيه لتلبية حاجات اليهود وتمكينهم من حلمهم في الوطن القومي اليهودي، ولعل اشاعة الفوضى وتمزيق بنية الدول في الوطن العربي الكبير، هي بمثابة مقدمه للسيطرة على العاصمة الروحية والدينية ومركز معجزة السماء ومنحها سياسيا للحلم اليهودي اليميني، وهذا ما كانت تصبو إليه الأصولية اليهودية وقامت بتأهيل الرأي العام الامريكي والسيطرة على توجيه افكاره، ومؤسسات اليهود لم تدخر جهدا في إعادة وتشغيل وصيانة العقول البشرية في تلك البلاد لخدمة أهدافها وبشتى الوسائل، وتمكنت المنظمة الصهيونية من استغلال هوليوود وتمرير مخططاتها لإشغال عقول وقلوب وعيون الناس هناك وفي العالم واستطاعت ان تنتج فلم سينمائي ضخم حول ( معركة هارمجدون وفق الرواية الصهيونية المسيحية المتطرفة) ومن خلال هذا الفلم تمكنت من وضع المؤيدين لهذا التركيب العجيب من التطرف في حالة ترقب وقلق وتوتر وأعدادهم في ازدياد مستمر املا في عودة المسيح بعد تجميع اليهود في أرض فلسطين وصورت معركة هارمجدون في مشاهد تضليليه ومشوهة لإثارة وتعبئة قلوب وعقول مؤيدي المسيحية اليهودية المتطرفة بالحقد والكراهية على الكل العربي والمسلم ومن يساند الحق الفلسطيني واسقاط تهمة معاداة السامية عليه، ونتيجة لهذا الصنيع يتم تكبيل صناع القرار في امريكيا ومنذ عقود طويلة بالوهم الصهيوني وهناك قائمة من رؤساء أمريكا أثبتت أفعالهم بأنهم متوافقين عقائديا مع اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يبث الارهاب في أنحاء العالم ويتحكم في إدارته، وهؤلاء الرؤساء اتخذوا قرارات تخدم استراتيجية اسرائيل وسياساتها الهجومية ضد الارض والانسان في فلسطين وكل من يتعارض معهم في الشرق الاوسط والعالم، وجميعهم قبل وصولهم للبيت الابيض يتعهدون لليهود واسرائيل بإسناد حلمهم في تزوير التاريخ وسرقة الارض والاستمرار في قتل الانسان. ومن هؤلاء الرئيس ريجان الذي تعهد لمنظمة الايباك اليهودية الصهيونية وأمام حشد من جماهيرها قائلا لهم..... ( أنني أتطلع الى نبوءاتكم القديمة في العهد القديم والى العلامات المنبئة بهارمجدون أجد نفسي أتساءل عما اذا كنا نحن الجيل الذي سيرى ذلك واقعا......، وأتطلع دائما الى الحركة الصهوينية كطموح جوهري لليهود وأنا مؤمن بقيام دولة اسرائيل ليتمكن اليهود من اعادة حكم انفسهم بأنفسهم في وطنهم التاريخي( .وكذلك موقف سلفه الرئيس الأمريكي رودرو ولسون الذي قاد أمريكيا في بدايات القرن الماضي، وتعهد أمام الجماهير على اعادة الأرض المقدسة لشعبها اليهودي، وهذا الرئيس وقع ضحية ثقافة مستشاريه اليهود الذين أوهموه بأن عدد اليهود في العالم مائة مليون نسمه، والحقيقة في ذلك الوقت عددهم لا يتحاوز أحد عشرة مليون يهودي ...وهنا يكمن التساؤل كيف تم برمجة عقل رئيس وتهويل عدد اليهود في العالم....وهذا الرئيس كان يحكم أمريكا قبل وعد بلفور سارق الأرض والتاريخ، وكذلك موقف الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي تعهد بالحرب لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وأعترف بدولة إسرائيل قبل الإعلان الرسمي من اليهود أنفسهم، وتوالت مواقف التوافق والتأييد الظالم والأعمى لليهود ومواقفهم العدوانية من قبل رؤساء أمريكا بشتى توجهاتهم وها هو الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والذي قال لليهود حرفيا ( بأننا نتقاسم واياكم تاريخ التوراة) وفي نفس الوقت كان يتخفى بلباس سفير الديمقراطية والسلام بعد انتهاء صلاحيته كرئيس، وكان يمارس دعوته للسلام بالكذب والانتهازية لصالح الفكر التوراتي المزور القائم على تضليل الرأي العام العالمي نحو الحق التاريخي في فلسطين، وأيضا من بعده الرئيس جورج بوش الأب الذي كان مكبلا عقله وفكره بالتعليمات التلمودية التوراتية المزورة من قبل أستاذه الصهيوني بات روبرتسون الذي عمل قائدا روحيا ويقيم الصلوات للعاملين في ادارة بوش الأب، وهو من شارك بوش في ترحيل يهود الفالاشا من السودان عام ١٩٨٥ واصطحبه للصلاة أمام حائط المبكى ووضع القبعة السوداء على رأسه وكان يوهم بوش الاب بأن ما يقوم به تعليمات من الرب، والرئيس كلينتون الذي كبلوه من شهواته للتحكم به لتنفيذ مخططاتهم وهو نفسه الذي قال بأن ( كاهنه تنبأ له بحكم أمريكيا وأوصاه بدولة اليهود، لأنه ببركتها يفوز وببركتها ينجح في حكمه) وعندما حاول ان يمرر رأيه في عملية السلام متعارضا مع طموح اليهود نحو الحرب والقتل والهروب من استحقاقات السلام تم التلويح له بعلاقته الجنسية مع موظفة البيت الابيض في حينه مونيكا...وعندما انصاع لهم تم تسوية القضية وديا……وأيضا الرئيس جورج بوش الابن الذي قاد الحرب الصليبية على العراق وتدميرها كبداية لتشكيل الشرق الاوسط الجديد وفق المخطط اليهودي اليميني المتطرف وتوافقه مع شارون للتأمر على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحصاره واغتياله، وأيضا خلفه الرئيس أوباما الذي أعطانا كلاما معسولا وامال بالكلام في السلام وقبل ان يغادر موقعه كرئيس قدم لإسرائيل ثمانية وثلاثون مليار دولار من موازنة أمريكيا، رغم ممارسة العنصرية عليه من قبل نتنياهو المتطرف على خلفية لون بشرته وأصوله الإفريقية.....، ومن يتعارض مع أهداف اليهودية الصهيونية ويقف أمامهم عائقا من رؤساء أمريكيا يخرجونه من البيت الأبيض بفضيحة عالمية نموذج الرئيس الأمريكي نيكسون الذي وصف اليهود العاملين بالبيت الأبيض بالخنازير، وفي ضوء موقفه منهم أحيكت ضده فضيحة ووتر جيت والتي عزلته من رئاسة أمريكيا.......، وجاء الآن دور الرئيس ترامب والذي فضله اليهود على هيلاري كلينتون ودعموه بكل ما أوتوا من قوه وأوصلوه للبيت الأبيض مكبلا بتاريخه المليئ بالفساد والمغامرات الجنسية وكبلوه بإحدى عشر مستشار يهودي صهيوني والمكلف بإدارة عملية السلام الوهمية صهره كوشنير يهودي مستوطن وتاجر محترف ، وترامب يتوافق مع أساطيرهم الدينية القديمة وتصوراتهم حول الهيكل المزعوم......، وترامب يعول على اليهود في امريكيا كثيرا لإخراجه من أزماته الداخلية وتلاحقه الكثير من التجاوزات والممارسات الغير شرعية والتي تتعارض مع القانون الأمريكي وتحديدا إبان الانتخابات ، وعزل مستشار الامن القومي بعد الإنتخابات ، علما بأن كل وعوده للشعب الأمريكي بعد أربعة أشهر من فوزه لم ينفذ منها شيئا الا الاعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل والموافقة عل نقل سفارة أمريكا للقدس من تل أبيب وذلك املا للنجاة من الغرق وطمعا بإسناد اليهود له، بإيجاز ترامب لا يتعدى كونه دميه في يد اسرائيل واليمين المتطرف، ومحصلة قراره الأخير ستجعله في مرمى نيران العالم الرسمي والشعبي الواعي بأحقية الفلسطينيين والمسلمين بالقدس وتاريخها المقدس....وهو لا يدرك بأن من يملك القدس هم عباد أولي بأس شديد