على المستوى القومي والدولي.. انحراف بوصلة الصراع
تاريخ النشر : 2017-11-14 23:47

انحرفت بوصلة الصراع في الشرق الأوسط وفي المنطقه العربية فلم تعد إسرائيل هي العدو الرئيسي للأمة العربية ولم تعد القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لا للأنظمة العربية الرسمية ولا ايضا للشعوب العربية ..الأنظمة العربية حفاظا على وجودها كانظمة حكم استبدادية قمعية أصبحت شغلها الشاغل محاربة قوى المعارضة السياسية أو المسلحة بصرف النظر عن انتمائتها التنظيمية وايدولوجيتها والشعوب العربية أصبح همها المعيشي الاجتماعي يفوق الهم الوطني حيث لم تعد توجد لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها الذي يطحن غالبية أفرادها الفقر والبطالة ..لم تعد تعاني من هموم وطنية هامة ذات شأن فقد حصلت دولها القطرية على استقلال شكلي واكتفت بذلك لإشباع حاجاتها الاستهلاكية بعيدا عن خطط التنمية الوطنية وبذلك بقيت انظمتها السياسية مربوطة بعلاقة التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي العالمي وفي ظل حضارته الاستهلاكية التي قامت على تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ... وهكذا النضال الوطني الفلسطيني لم يعد له الان حاضنة عربية رسمية أو حتى شعبية كما كان في السابق أيام المد القومي التحرري الذي كانت تقوده مصر الناصرية أو في فترة بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وكذلك على المستوى العالمي لم يعد له الان ايضا حاضنة إقليمية أو دولية كما كان لحركات وثورات التحرر الوطني في فيتنام مثلا أو الجزائر وغيرهما من بلدان العالم الثالث التي وقعت تحت السيطرة الاستعمارية ووجدت من دول الاتحاد السوفييتي السابق والصين ودول المعسكر الاشتراكي وعدم الانحياز نصيرا لها على كل المستويات في المحافل الدولية ..انحرفت بوصلة الصراع في المنطقة العربية والشرق الأوسط وايضا في العالم أجمع فقد أصبح الصراع في المنطقة يقوم على أرضية طائفية بين السنة و الشيعة بين السعودية ودول الخليج وإيران بين القوى السياسية الوطنية و القومية واليسارية عموما وبين القوى الارهابية التكفيرية والرجعية وعلى المستوى العالمي اختفت ايضا الحرب الباردة بزوال الاتحاد السوفييتي السابق و بزواله أصبح الصراع بين روسيا السلافية الأرثوذكسية وبين الولايات المتحدة والغرب عموما يقوم على المصالح القومية ( اوكرانيا وسوريا ) وليس على المصالح الطبقية فافول الشيوعية في أواخر القرن الماضي وتفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار حلف وارسو..

اختفى بهذه التحولات الاستراتيجية في النظام الدولي الذي تمخض عن انتهاء الحرب العالمية الثانية. اختفى التناقض الرئيسي بين الشرق الاشتراكي و الغرب الراسمالي وعلى هذه المتغيرات النوعية في الخارطة السياسية العالمية أصبح إلارهاب هو العدو الرئيسي للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع وانتهى بذلك بعبع الشيوعية و هاجس حركات التحرر في دول العالم الثالث الذي كان كل منهما يؤرق النظام الرأسمالي العالمي والا مبريالية وبذلك لا غرابة في أن نرى إسرائيل وهي ظاهرة استعمارية قائمة اصلا على الإرهاب والاغتصاب أن تكون في هذه المرحلة بمناى بعيدة عن مركز الصراع ضد الإرهاب وذلك لأن إلارهاب التي تمارسه بحق الشعب الفلسطيني لا يهدد أمن واستقرار النظام الدولي ولا يعرض المصالح الحيوية الأمريكية والغربية الراسمالية للخطر ...أنه إرهاب عنصري فاشي يستند إلى ميثولوجيا دينية موغلة في التخلف .