هل ينتصر رئيس الوزراء الحمد الله للشباب في فلسطين؟
تاريخ النشر : 2017-10-14 02:00

عرفتهم عبر حكايات لم تكن ابدا في الف ليلة وليلة ، بل في إرادة حياة كريمة عزيزة جمعتهم ،عرفتهم شباب عاهدوا انفسهم ، عقدوا العزم انهم لن يستكينوا وسيواصلون حتى يتحقق شعارهم " من اجل حقوق الشباب " ، لم تكن مجرد شعارات للترديد والهتاف والشحن المعنوي ، بل أسلوب حياة ، عهدت فيهم صبرا لسنوات عجاف في معترك أمواجه عاتية ، لم ييأسوا فصاغوا رؤيتهم واصروا في حمل ثقيل على كاهلهم في مهمة نضالية مقدسة أن ينتزعوا انسانيتهم ممن يحكم ويجور عليهم ، ربطوا واقعهم بآفاق كان خصومهم يصدونهم بأنهم خارج التاريخ غير انهم تخطوا أفكار الخصوم ليس رجما بالغيب ، ولكن ايمان بأمتهم فجاءت مصالحة الوطن في قاهرة عقول الشباب .

عرفتهم منذ سنوات قليلة عندما خرجوا من طفولتهم الى رحاب شبابهم، في يوم حار من أيام صيف شكلوا مجموعات شبابية نشطت في المطالبة بحقوقهم ساندهم في احلامهم شخصيات وازنة وإعلامية بارزة، بدأوا البحث عن ذاتهم وسط ركام بمؤتمرات عقدوها وورش علمية اداروها ونالوا احترام الجميع فانضموا الى معهد دراسات التنمية ليحققوا مبتغاهم في وطن تحترم فيه الحقوق ويسود فيه العدالة والمساواة بين الذكر والانثى على السواء.

عرفتهم وقد ساق لهم القدر الامل والفرح معا في ظروف مواتية بتوقيع دولة فلسطين على مواثيق الدولي للحقوق السياسية والمدنية ، فشكلوا الفريق الوطني الأهلي من عشرات من المؤسسات والنقابات والجمعيات ومراكز الأبحاث والدراسات والشخصيات الاعتبارية ، لدعم تطبيق بنود العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بعد اقامتهم عدد من الحلقات و الورش والمؤتمرات التي خلصوا فيها الى تأسيس هذا الفريق لمتابعة مدى استجابة المؤسسات الرسمية لحقوق الشباب الواجبة ومدى مواءمة القوانين التي تم إقرارها من الحكومة بعد التوقيع لهذه الحقوق وهل التزمت بالمعايير الدولية لتكشف بوضوح الفجوات وكيفية معالجتها من خلال مؤشرات الرقابة المرتبطة بها .

هل عرفتهم يا سيادة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله فقد شكلت بقرار وزاري اللجنة الوطنية لمواءمة التشريعات للمعاهدات والاتفاقيات التي وقعت عليها فلسطين من الوزارات المختلفة واتحاد المحامين والهيئة المستقلة لحقوق الانسان منذ اشهر قليلة ولم نرى لهذه اللجنة فعلا او نسمع لها صوتا أم انها مجرد رفاهية أننا وقعنا بدون أن ننشط ونحقق للشباب والشعب مبتغاهم في نيل حقوقهم بما يحفظ كرامتهم في التمتع بكل الحقوق لأنه لزاما على الحكومة في ظل المصالحة والتمكين لها يصبح لا حجة لها او مبرر او المماطلة او الادعاء بما يخالف سعيكم الحثيث نحو تحقيقها .

الآن هل عرفتهم يا سيادة رئيس الوزراء، فهم لن يكلوا وسيبقون لجيلهم صادقين ولأمتهم مخلصين ، ولشعبهم محبين ، ويسألونك بكل الحب والتقدير هل عرفتهم وهل عرفت ماذا يريدون ؟ اللجنة الوطنية لمواءمة التشريعات يجب أن تبدأ مسيرتها وألا تتباطأ وألا تستكين ويقولون نحن الشباب رفعة الامة ومجدها نستحق ان تعرفنا وتحقق مطالبنا مع فائق الحب والتقدير.

رسالة الى الدكتور / رامي الحمد الله رئيس الوزراء

* رئيس الهيئة الاستشارية في مركز رؤية للدراسات والأبحاث