الصراع المستقبلي هو صراع المياه
تاريخ النشر : 2017-08-13 11:32

في الآونة الاخيرة لا نسمع إلا هاجس ازمة المياه التي تعاني منها مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ، لتتجاوز تلك المشكلة الوطن العربي بأكمله ، ندرك تمام الحملات الاعلامية التوعوية بشأن ترشيد المياه فهي حملات ليست فقط لملأ الفراغ الدعائي ، فظاهرة شح المياه قديمة جديدة وكثير من القبائل نشبت حروبا فيما بينها بسبب قلة موارد المياه ، وها نحن بالألفية الثالثة نشهد هاجس شح المياه وسوف تكون قطرة المياه اغلى من قطرة بترول ، وستخوض الدول صراعا ليس بسبب الغاز والبترول بل على مصادر المياه.

نقص المياه يهدد 40% من سكان العالم يعني اكثر من 2 مليار شخص يعانون من نقص المياه ، وتعتبر ازمة المياه كالقنبلة الموقوتة اسمها " ازمة المياه تهدد بالانفجار عبر العالم " .

ازمة المياه تأتي من عدة عوامل طبيعية ، بشرية ، سياسية ، استراتيجية ، العامل الطبيعي بسبب الجفاف وعدم سقوط الامطار بانتظام ، والتصحر والتوزيع الغير متوازن ، اما العامل البشري يتمثل بالهدر والتزايد السكاني والاعتبارات الاجتماعية .

العامل السياسي يتمثل بتحكم الاحتلال بمصادر المياه ، فهي تتحكم بمياه نهر الاردن ، نهر الجليل في الجولان المحتل ، نهر اليرموك ، الليطاني والوزاني ، وبحيرة طبرية .

اما العامل الاستراتيجي ، الامن العربي يعاني من عدة تهديدات دولية لها علاقة مباشرة باستراتيجيات اسرائيل في التوسع في الوطن العربي ،ومحاولتها الهيمنة على البحر الاحمر والخليج العربي والبحر المتوسط ، وخنق انظار عربية لها وزنها الاقليمي كالعراق وسوريا والأردن ومصر ، تريد اسرائيل خنق هذه البلاد عن طريق التأثير على دول الجوار الاقليمي المعروف بالضلع الثالث في الصراع العربي الاسرائيلي مثل تركيا وأثيوبيا فالدولتين تتحكمان بمنابع مياه النيل ودجلت والفرات .

ستشهد الدول صراعات قومية حول المياه ، وستصبح المياه من الاولويات الى جانب النفط على المستوى الجيوسياسي ، حيث ان السيطرة على مصادر المياه ستغير موازين القوى الاستراتيجية .

سلاح المياه يحتاج الى ايجاد آليات وحلول لازمة المياه كحفر آبار لتجميع المياه ، وحفر آبار جوفية وصيانتها ، بناء سدود ، صيانة الانابيب والشبكات تحت الارض ، وضع مراقبين لمن يقومون بسرقة المياه ، عدالة في توزيع المياه ، تحديد اسعار التنكات وعدم استغلال ازمة المياه صيفا ، اجبار مشيدي العمارات بحفر بئر اسفل العمارة .

موضوع المياه من المواضيع الهامة والتي تهم صناع القرار الى جانب المزارعين والمستهلكين ، فالمستقبل لن يكون صراعا قائما بين الدول على الغاز والبترول بل على المياه فهي لعبة الدول .