آفات الدكتاتورية تدك البنى
تاريخ النشر : 2017-05-19 19:58

يبدو أن هناك بعض الدكتاتوريات

 كانت قد فرضت سطوتها على إرادة الفعل الفتحاوي و الفلسطيني،فتجذرت وأصبحت آفات تعصف بآفاق كل ما هو مدني ،وكل ما هو جماعي ،كل ما هو تقدمي ،وكل ما هو موضوعي ،كل ما هو إصلاحي ،لا بل كل ما يشتم منه رائحة الحكم الصالح ،وكل ما له علاقة بالمسئولية الاجتماعية ، وكل ما له علاقة بالنزاهة والقداسة والمواطنة ،فأحالت الإنسان إلى كرة تضربها مخالب النزوة فتطبطب ما بين الفطرة والضمير ،ما بين الجبلية وأحلام التغيير ،فهل لنا من صحوة لنفحص ونشخص ما عصف بخارطة الإدراك فينا ، أليس فينا من رسول أو نذير ،إن كان للنقد والسوق ما يأسر فينا كل الآمال فيعمينا حب المال ،فلا نحفظ منه ذوقا ولا خلقا وحتى المال ذاته لا ننال ،فمن منا لم تأسره تلك الدكتاتورية فتهوي به لدونية مفلوتة العقال ، فيجد في طريقه بمعكوس السير من يلهث لأجل الجاه خلف حكام كانو قد أعماهم طول الأجل وميسور الحال فجمعو من زبانية العصر ما جمعو تحت الإبط وحاشية وبطانة لا يسلم من وسواسها الشيطاني سوى من صفق حتى السكر وحتى الإدمان فلم يعد يفيق لديه أي عقل ليرى ما حوله من أحوال نعم إنها دكتاتورية الجاه التي مزقت آمال طيب العيش بين قلة أثراها امتياز الكسب ،وبين غالبية قهرها الفقر فهوى بها إلى أدنى ما يمكن أن يقال ،ومن هذا وذاك ومن قصر وسطوة ومن حشد وتحشيد ومابين مسح لأدمغة وإماطة لثام وما بين الطيبة وأحلام اللئام ،ومابين رابطة الدم وحصار الصحبة والكلام وما بين حنين القرابة وصحبة الجيران ترانا نصطف ونسير أسرابا خلف من يريدنا له سجدا على قبلته وهواه دون إيمان  أما إن خطت في قلب أحد منا ذرة من دين وإيمان فقد حلت براءة منه ومن فعله ، وأصبح غريبا عن بني الإنسان وجاز نعته بكفر وزندقة وإلحاد ،وكل ذلك باسم الإيمان، فهو الآخر محتكر لحزب له ديكتاورية تعصف بنا كآفة من آفات العصر تلفح نيرانها وجوهنا حين تهب رياحها علينا من شرفات بعض المنابر التي ينخعون عليها بعض الأئمة الذين يزجرون بنا كل حس للعقل أو للروح أو للخلاف أو الاختلاف أو التقدم أو التنعم أو التظلم أو التندم أو الاعتراض أو الفهم أو التفهيم أو التعلم أو التعليم أو الإصلاح أو الاقتراح أو الإتلاف أو الالتفاف ،كل ذلك إلا في جلباب أبي الشيخ القائد المعلم الرائد الملهم الواحد الأحد الفرد الصمد خليفة الله للأرض والعرض للإستقامة وللندامة للترشح وللتمسح ،فكل من وطأت الثرى قدماه أنى له شأنا ولا كيونة إلا بالتمسح بعطر النبوة من جلباب أبي الشيخ الجليل طيب الله ثراه إن كان قد واراه الثرى أو إن كان حيا يصرخ فينا ويعلو عليه بزهوه،أليست هذه بدكتاتورية الدين ،ألم تسلبنا من كل لين ،ألم تخالف قول نبينا عليه السلام :"ما وجد اللطف في شئ إلا وقد زانه وما أنتزع منه إلا وقد شانه " صدقت يارسول الله وخاب كل من خالفك وتجبر على أمتك باسم دينك ، فلا دين لمن حاد عن أخلاق المرسلين ، او تجبر بسطوة ليقهر بها من لم يدور في فلك تزمته أو تحزبه أو تحيزه ،وفي ذات السياق فلا تفوتنا سطوة أخرى لآفة قاهرة تمارس دكتاتوريتها ألا وهي الجغرافيا ،حيث ينحاز البشر لجغرافيا وبيئة عاشوا بها فتراهم ينحازون لها ويخدمون سكانها قبل غيرهم ويصفقون لأصنامها ولربانها ولخلانها وكل من لف لفيفهم بها ، فيأسرهم بلاء الفئوية ولا يرون الغث من السمين ، ولا الكفاءة والمهارة والإيمان من رداءة الخبرة أو عدم اليقين فلا ترى المناسب فيما يناسب ،ولا يستقيم اختيار على دواعي عدل أو معايير إنتقاء أو انتساب إلى حين ،تلك آفة عافانا وعافاكم منها الله ،فلا نصر لنا إلا إذا تجردنا من هوانا وسرنا معا وسويا نحو هدف مبين ،وحسبنا بنصر مبين .

ودمتم أوفياء لفلسطين