ملح ومية ( نبيل البطراوي)
تاريخ النشر : 2017-05-19 19:56

مِلحُ ومية

وعزّةً وكرامةً

وروْح أبية

يا وطُنّ بِاللهِ

عليكِ ما تجورُ عليه

وتحدّي وصمود

وبعد الــــــــ6 7

مِن خلف القُضبانِ

يطّلِعُ القِسمُ

لِازم نعود

قالوا بِموْتِ الِكُبّارِ

ويَنسى الِصغارِ

وما يبقى وُصلُ

بيْن صاحِبِ

الدّارِ والدّارِ

مات الِكُبّارِ

وما نسيّ الِصغارِ

وقبّلوا التحدي

وصاروا كُلّهُم ثوّار

وما قلّبوا الزّمن

عنهُم يُعدّي

وصاروا في الزّمانِ

أسُطورةً كُلّ يوْم

بِعزمِهُم وصمودهم

يرسُموا صوَرهُ .

وما خلّوْا حِكايَة

وطنِهُم حِكايَة

مدثوره صارت

على رأّس الأشهاد

بِعُرفِها كُلّ العِباد

بيجوا مِن كُلّ الِبِلادِ

ليَقِفّوا مع شُعبِنا

ضِدّ الأوغاد

قصّةً السّجين

قصّةً شعب

صامِدِ ما بِلينِ

مشّ قُصّةُ كبوْنهُ

ولا كيِّس طحينِ

ولا دمعهُ على

خدِّ طِفلِ

ولا كرت تموينُ

قُصّتِنا قُصّةُ

وطنِ ساكِنِ فينا

وأحّنا فيه ساكِنيْنِ

مهما طال الزّمانُ

عِندنا إيمان

إلوا راجِعيْنِ

وحُبّ الوَطنِ

مع الحليبِ

لأطِفالِنا مُرضِعيْنِ

وبِكِبرِ معهُم

ويْن مكانِ مُسافِرين

قُصّتِنا طالت

والزّمان فيها دار

صار الحليمِ

فينا محتار

كثّروا السّماسِرة

وكُثر فيها التُّجّار

وكُثر القوْلِ

عن الحُقِّ

وكُثر الاِختِصارِ

ورضيّنا بالهُم

والهِمّ ألنا ظهّروا دار

وصارت السمسرة

عِند البعضِ منّا شِعار

لكُنّ الصّبِر قِطار

والزّمن أقدار

والخيِّر عنى ما يندار

إن كان مكتوبُ

مِن رُبّ الأقدار

صبّرت يا شعبيّ

وصبرك طال

والصّبر مِن صبِرِك

أحتارُ

والزّمان خجلان

يُعدّي عنكِ

مِن طوْلِ المِشوارِ

وما يُنقِصُك يا شعبيّ

عِزِّهُ وكرامهُ ولا أحرار

ولا ناس بضحي

ولا ثوّار

معركةُ الأمعاء الخاويَة كما تُرغِّبون في تسمّيَتِها أوْ معركةُ التحدي مِن خِلال رفضِ كُلّ الأفعال الهمجيّة الّتي يقومُ بِها عدوَك لِتقذِفوهُ بِالخِزي والعارِ الّذي يحيى بِهِ عِبر زمانِ اِغتِصابِ وطنِكُم واُرضُكُم ظنّا مِنه أنّه قادِرُ على اِغتِصابِ ذاكِرتِكُم الّتي نمت على حبِّ الوَطنِ والتّضحيَةِ مِن أجل ان تحيّا فِلسطين بِعِزّةِ وكرامةً وان يحيا شُعبُكُم كباقيِ شُعوبِ المعمورةِ , نِعم أنّها معركةُ المِلحِ والماءِ لِكيْ تعطوا لِلحياةِ مذاق وطعم , لقد سبقكُم الكثير مِن أبِناءِ فِلسطينِ فكما تذّكِرون بِأن الشّهيدة البطلة دلاّل المغرِبيِّ أبِنت يافا عادت الى فِلسطينِ لِكيْ تُعلِنُ الجُمهوريّةُ الفِلسطينيّةُ مِن قُلّبِ تلِّ الرّبيعِ , لِكيْ تُعلِنُ نُهايّةُ الكيانِ الاسطوري الخُرافيّ الجاثِم على أرضِّ فِلسطينِ , لقد وضِعت أركان هذِهِ الجُمهوريّةُ بأشلائها الّتي تناثرت وقطراتِ دمِها الّتي روَت أرضِّ فِلسطينِ , هي الارادة الصّلبة الّتي تحدّد الزّمانُ والمكانُ الّذي تكوُّن فيه الحياة الدُّنيا والحياة الاخرة , هي الارادة الصّلبة الّتي تحدّد تاريخُ ومكان المعركةِ , كثيرةً تِلك الأسماء المشاعِل الّتي أنارت تاريخُ عِزّتِنا وكرامتنا والّتي كانت محطّاتُ لِلوُصولِ الى الهدف المرجو مِن كُلّ أبِناءِ شُعبِنا وفاء إدريس داريْنِ أبو عيشة , آيات الأخرس عندليب طقاطقة هِبة سعيدِ هنادي دراغمة نورا جرادات إلهام شلهوب ريم الدسوقي سناء الرّياشيِ عبدِ الهادّيِ قديح زيْنب علي عيسى أبو سالِم هادّيّةٍ وكُثر مِن علّموا البُشريَة فُنون التضحية مِن أجل البقاء , مِن أجل أن تحيّا فِلسطينِ أرِضا وشعّبا بِكرامةِ وكانوا شهداء وشُهود على هذا الصُّمتِ الّذي تعيُّشهُ الإنسانية وهذا الاجازة القصريَة لِضميرِ البشريّةِ , لكِنه تاج العِزّةِ والكِبرياءِ الّذي تمكُّن الكثيرِ مِن أبِناءِ شُعبِنا أن يصنعهُ رغم أنفّ عدوُّنا لقد كان عدنانِ خُضرِ وثائرِ حلاحلة نِبراس أمام بُناةِ الوَطنِ وقّادةً شُعبِنا والمناراتِ والهامّاتِ العاليّةِ لأبناء شُعبِنا حيْثُ تمكُّن صبِرِهُم وصمودهم مِن قهرِ عنجهية المُحتلّ فكان لهُم الاِنتِصار , وتمكّنوا مِن أن يضعوا تاج الوَقارِ والثّباتِ على رُؤوسِ كُلّ أبِناءِ شُعبِنا فحقّا لكُم الفخار وبِكُم الفخار أيُّها الاحرار

نبيل البطراوي