الزيارة المرتقبه للرئيس الامريكى وماذا نتوقع منها
تاريخ النشر : 2017-05-19 04:01

تبدا زيارة الرئيس الامريكى المرتقبه الى الرياض بوصلة المسلمين فى هذا العالم والتى يتوجه المسلمون الى مكتها ومسجدها الحرام خمس مرات فى اليوم . وسيلتقى هناك مع الملك سلمان ثم يلتقى بملوك وامراء الخليج وبعدها بملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية الذين لبوا فى غالبيتهم هذه الدعوة للرئاسة الامريكية بعد سلسلة من الزيارات لهؤلاء الى البيت الابيض الامريكى فى الاشهر الماضيه ومنهم على وجه الخصوص الرئيس الاسرائيلى رئيس الوزراء اولا ثم تتالت زيارات الملوك والرؤساء العرب .ومن بينهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس .

رحب البعض بهذه الزياره وتشكك البعض فى نتائجها وانا احدهم وتشاءم البعض وابدوا مخاوفهم مما ستحمله من نتائج ستنعكس سلبا على امتنا ومستقبلها واسمحوا لى ان اوضح رؤيتى لهذه الزيارة على المستوى الفلسطينى والعربى والاقليمى .

تجىء الزيارة واسرانا فى اليوم الثالث والثلاثين لاضرابهم عن الطعام فى السجون الاسرائيليه ولم يحرك الرئيس الامريكى ساكنا ولا ادارته الامريكيه : ان اوقفوا هذا الاجرام الصهيونى وكفى تعذيبا لهؤلاء الذين يطالبون بابسط حقوقهم الشخصية . وهل يا ترى سيحترم هذا الرئيس ملوك ورؤساء العرب لطلب تحقيق بعض مطالبهم ؟ لا اظن ذلك . وهل سيطالب المجتمعون فى الرياض من الرئيس الامريكى ان ينصف هؤلاء الذين يواجهون الموت ؟ لا اتصور ذلك فلم نسمع فى اى من مقابلاتهم للرئيس الامريكى حديثا عن هؤلاء الابطال . اما الشان الفلسطينى ولا اريد ان اتطرق لاحاديث الزائر الامريكى فى حملته وخطاباته الامريكيه ضد احلامنا فى دولة او بعض حقوقنا لكننى اريد ان اقول اننا سنقابل الرئيس الامريكى ونحن منقسمون متصارعون يزين كل من فصائلنا مظهره للاحلال مكان الاخر من وثيقة حماس التى تجىء وتقدم حركة حماس واستعداداتها للتنازل كما تنازلت على كثير من منطلقاتها لتكون على حضن الرئيس الامريكى تستعد بقبول مقترحاته ومشاريعه . اما السلطة الفلسطينية الشرعيه فقد عرضت استعدادها لمقترحات الرئيس وهى لا تعرف مهية هذه المقترحات سيما ولم يبق ما نتنازل عنه حيث انتشر الاستيطان فى كل زاوية منه وجزؤه الاخر يخضع لهيمنة حمساوية تخطط للبقاء جاثمة على صدور شعبنا هناك تمنعه من الانتصار لاسرانا البواسل وتفض اضرابهم بالقوة والهيمنه . هذا الى جانب التشتت فى خطابنا السياسى لا ندرك اين تتجه بوصلتنا فماذا نتوقع ونحن على هذا الحال ؟ سنطالب بالتخلى عما بقى من الضفة الغربيه وسنطالب بالاعتراف باسرائيل دولة يهوديه وما المانع كما قال ترامب من ذلك . سنطالب بالابقاء على المستوطنات ونكف عن المطالبة بالقدس عاصمة لدولتنا الفلسطينيه . وسبجمع العرب مع الرئيس الامريكى على هذه المطالب وهم الذين يقيم الكثير منهم جسور المحبة والود مع هذا الكيان الحليف فى وجه الخطر الايرانى المزعوم والبعبع الذى تخيفنا منه امريكا واسرائيل .

اما وضعنا العربى فما زال عدد من الحكومات المؤثرة فى امتنا والتى تملك المال والسلاح تقف الى جانب الاخوان ومن فى عباءتهم الذين يتامرون عل شعبنا فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وياوون رؤؤسهم العفنه فى منتجعاتهم فى هذه الدول يدربون ويسلحون ويمولون وينفذون الخطة الامريكية الصهيونية فى تقسيم هذه الامة وما زالت مصر وستبقى بفضل جيشها وشعبها عصية عليهم باذن الله وستبقى موضع الامل فى الحفاظ على الامن القومى العربى . وسيقف حكام الخليج استعدادا لتلبية المطالب الامريكيه فى نقطتين الاولى الموافقة على الخطة الامريكية فى حسم الصراع العربى الصهيونى لغير صالح العرب والشعب الفلسطينى , والثانية الموافقة على الرؤية الامريكيه فى اسلوب التصدى للارهاب ليخدم المخطط الصهيونى فى مناطق حدوديه لمصلحة الامن الاسرائيلى وقد بدا الاعداد لها على الحدود الجنوبية الشرقية والشمالية لسوريا وعلينا ان لا نستبعد العدوان التركى الذى يرعى الارهاب لتحقيق اهدافه التوسعيه . بالاضافة الى الابتزاز الامريكى مقابل الحماية التى يدعيها لامن دول الخليج وقد وصلت الى ما يزيد عن خمسمائة مليار دولار مغطاة بصفقات من الاسلحه حتى لكانك تسلح كل خليجى بمدفع ورشاش وجزء من طائرة فانتوم . طبعا هذا تبرير لتغطية هذه المبالغ التى ستذهب اللى الخزانة الامريكيه ليعلنها ترامب ان دول الخليج تدفع ثمن حمايتها كماقال فى خطابه امام الكونجرس .

وماذا بعد ؟

لا يجب ان نبقى فى صفوف المنتظرين والمتفرجين , شعبنا الفلسطينى مطالب ان تبقى المقاومة الشعبية اهم خياراته بكل ابعادها وعلى راسها مقاطعة منتجات العدو الصهيونى . وتصعيد النضال الشعبى لنمنع المستوطنين من تدنيس ارضنا ومقدساتنا نموت كراما اباه ولا نبقى تحت الذل ,.نقدم لهذا العالم اسطورة شعب وقف فى وجه اعتى الطغاه .

وامتنا العربية مطالبة بكل فصائلها ورموزها ان توحد جهودها فى كل ساحة من ساحاتها من اجل النضال لتغيير هذا الواقع الذى تتفق اطياف الامة كلها انه تهديد لامنها ومستقبلها ولتتداعى هذه الرموز وفق برنامج قومى للتصدى لهذا الوهن ولخطط التامر على امتنا , عندها يدرك العالم ونفرض ارادتنا على كل المعتدين على اوطاننا ومستقبلنا فى العيش الكريم .

هل لنا فى امال تخرج من بين الركام ترى الشهداء والاسرى والمعتقلين فيدفعنا ذلك اللى الوفاء لهم ولارواحهم الطاهره والى معاناتهم فى ظلمات السجون فتصبح الحياة رخيصة من اجل عزة الاوطان وسيبقى النصر حليفا لامتنا مهما اظلم الليل وادلهمت الخطوب .

 عضو المجلس الوطنى الفلسطينى