مركز التخطيط الفلسطيني إلى أين؟
تاريخ النشر : 2016-10-20 02:34

 مركز التخطيط الفلسطيني هو مركز مختص بالدراسات والبحوث والمعلومات الخاصة بقضية فلسطين وما يمت لها بصلة. تأسس المركز بقرار صادر عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1968، كمركز تابع لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمساعدته وأعضاء اللجنة التنفيذية وغيرهم من القيادات الفلسطينية في مجال التخطيط للسياسات الفلسطينية وفي عمليات اتخاذ القرار.

مارس المركز عمله في بيروت حتى عام 1982، حيث أدى الاجتياح الإسرائيلي إلى تدميره واستشهاد وجرح عدد من العاملين فيه، وأعيد تأسيسه في تونس عام 1985، ثم تم نقله عام 1994 إلى أرض الوطن حيث تمت إعادة تأسيسه في مدينة غزة كمقر رئيسي. وتعاقب على المركز عدة مدراء وهم على التوالي: د. فايز صايغ، د. نبيل شعث، أ. منير شفيق، أ. سلافة حجاوي، أ. مجد مهنا.

ومنذ بدء عمله في الوطن، أصدر المركز إلى جانب المذكرات والتوصيات والمقترحات المرفوعة إلى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، العديد من الدراسات والتقارير وباشر منذ بداية عام 2001 في إصدار مجلة دورية باسم " مجلة مركز التخطيط الفلسطيني " . كما توجد في المركز مكتبة فلسطينية وأرشيف متخصصين واسعين، يلبيان احتياجات العديد من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا وغيرهم من المراجعين، يُعنى المركز بالدراسات الاستراتيجية والأكاديمية واستشراف المستقبل، ويُغطي مجالُ عملِهِ العالمين العربي والإسلامي، ويعطي اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، وبدراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي، وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية.

وقد ساهم مركز التخطيط بشكل قوى في إثراء الحياة السياسية والفكرية على مستوى المجتمع الفلسطيني والعربي، وقدم المركز للقضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني العديد من الدراسات والأبحاث النوعية، التي ساهمت في اتخاذ القرار الفلسطيني الصحيح، أو في دعم المفاوض الفلسطيني خلال المفاوضات، وكان المركز يقوم بإصدار العديد من الدراسات والأبحاث النوعية حول واقع القضية الفلسطينية والنظام العربي والدولي، وينظم المركز العديد من الفعاليات والأنشطة، كالمؤتمرات العلمية وورش العمل والندوات الفكرية والسياسية، التي تتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني والعربي والدولي.

وخلال الفترة التي أعقبت الانقسام الفلسطيني وسيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية، تعرض مركز التخطيط الفلسطيني باعتباره مؤسسة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية للعديد من محاولات السيطرة عليه من قبل أجهزة حركة حماس في غزة، إلا أن قدرة المديرة السابقة الأستاذة مجد الوجيه مهنا وباقي موظفين المركز على تجنيد الرأي العام والفصائل الفلسطينية، قد ساهم في التصدي لهذه المحاولات، وجعلتها تبوء بالفشل، نتيجة لتدخل كل القوى والفصائل الفلسطينية في غزة، بهدف الحفاظ عليه كمؤسسة وطنية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، يجب أن تبقى وتستمر في غزة في ظل هذه الظروف المعقدة.

إلا أن مركز التخطيط الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة تراجع دوره الفكري والبحثي بشكل كبير جدا بسبب سياسة التهميش، فالمركز أصبح غير قادر على طباعة المجلة الخاصة به، أو إصدار أي كتاب جديد، أو القيام بأي فاعلية بسبب سياسة التقليص في الميزانية، التي أصبحت لا تكفي لتلبية القرطاسية اليومية لتسيير عمل المركز.

أن مركز التخطيط كمؤسسة وطنية بحثية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، تعتبر عنوان من العناوين التي يجب الحفاظ عليها واستمرارها في غزة، عبر دعمها بالطاقات البشرية والمالية، وليس تقليصها. لذلك فأن المسؤولية الوطنية تحتم على الجميع العمل على دعم هذه المؤسسة الفكرية والبحثية عبر توفير الميزانيات المطلوبة والطاقات البشرية، من أجل استمرارها في غزة، كمؤسسة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في ظل محاولات سلخ غزة عن الوطن وعن المشروع الوطني.