حربأ على غزة أم صفقةً مع غزة

تابعنا على:   21:21 2019-03-26

م. هاني أبو عكر

الكل يراقب ويترقب أحداث الحرب على غزة منذ إطلاق صاروخاً فجراً من قطاع غزة وسقط على منزل في شمال تل أبيب له مدمراً، ينتظر ردة فعل من القيادة للمحتل ، وكأن الامور تتدحرج لحرب أم لهدنة، لفهم هذا الواقع سياسياً بمنتهى الموضوعية والنضج علينا أن نفهم عقلية إستراتيجية المحتل والتوجه السائد عنده ، معسكر المعارضة يدعي أن الانتخابات هي التى ستحدد وجهة الديمقراطيين فى إسرائيل الآخذين بالتآكل في السنوات الأخيرة، في حين يدعي اليمين أن الانتخابات هي نقطة فارقة في تحديد مستقبل "أرض إسرائيل" والاستيطان كما يزعم ، لا سيما في اعقاب القرار الأميركي بنشر خطة " صفقة القرن " بعد الانتخابات ، فهل ستطبق فرضأ واقعاً أم إتفاقاً نهائياً .

وعن الهدف الثاني، فهو الحصول على أكبر عدد من المقاعد لكل معسكر بهدف التأثير على الحكومة والحصول على حصة سياسية وقوة تأثيرية وفرض شروط حزبية على حصص وزارية، فتحالف "أزرق أبيض" بقيادة "بيني غانتس" و"يائير لبيد" الذي يسوق نفسه بأنه لا يمكن تشكيل حكومة بديلة عن حكومة بنيامين نتنياهو إلا بحصول قائمته على مقاعد أكثر من الليكود، في حين تدعي الأحزاب في نفس المعسكر والقصد العمل وميرتس أن حصولها على تمثيل كبير في الكنيست سيضمن عدم انجرار قائمة "غانتس" و"لبيد" نحو اليمين وتحويله إلى ليكود بنسخة جديدة محدثة ، أما في معسكر اليمين، فيسوّق الليكود بأنه لا يستطيع تشكيل الحكومة إلا بحصوله على تمثيل برلماني أكبر من قائمة غانتس ولبيد، وبغير ذلك فإن حكم اليمين سيكون في خطر.

 وعليه للإجابة عن سؤال عن الخيارين اللذّان لا ثالث لهما كوجهة سياسية ستحددها الأيام القادمة بل الساعات القادمة ، هل هناك حرباً أم هدنة ، الحرب يحددها أمران الأول إجتماع الكابينت المصغر والأحزاب الإسرائيلية معاً ، فالأول إن ضمن تأجيل الإنتخابات مع الأحزاب والإجماع على حرب على غزة ، فيأخذ هذا القرار بمباغتة يحتل فيها قطاع غزة ويسلمها لقوات دولية تحدد مصيره وتبدأ مشاورات لإنضمامه لمصر أو عودة السلطة والفصل الكامل عن الضفة ، ليتم تجنيس الفلسطينيين فى الضفة ومع مسوغات تحفيز للهجرة إلى دول عربية أو الأردن وإنهاء سيادة السلطة هناك تدريجياً ، لإنهاء القضية الفلسطينية للأبد وإجتزائه فى دويلة غزة ، والحل الأقرب وهو هدنة مع غزة طويلة الأمد بضمانات دولية وتواجد على الحدود وممر مائي لقبرص التركية أو اليونانية وبهذا يفك الحصار بالكامل على أساس دويلة منزوعة السلاح شكلية القواعد إدارية إقليمية كجزء من صفقة القرن الإنفصالية ، ويتم الإستفراد بالضفة لتهويدها وفرض سيناريو غزة عليها حصارا وتهجيرا وبطالة وفقر وتجويعا ومقومات حياة وحصاراً مالياً وسياسياً ، لإنهاء القضية أبدياً .

الأيام القادمة حبلى، فستضع قريبا إما جنيناً غير كامل الحمل أو مشوهاً.......فهل يعقل ذلك يا كلاً من السلطة وحركة حماس ، رغم إعتقادي أن آخر رئيس للسلطة الفلسطينية الرئيس (أبا مازن) محمود عباس واخر رئيس للحكومة (أبا إبراهيم ) د. محمد إشتية .

الحكمة غائبة وكلانا فى معركة فرضت علينا ،بين الوجود إنفصالاً إختزالاً تقزيماً سياسياً وجغرافياً وإقليمياً أو الوحدة مواجهة وصموداً وقراراً وجهوزية.

 الحل يكمن فى وحدة الوطن سياسيا قرارا ، فلا يعقل المساومة سياسيا بلا قوة سلاح دفاعاً ، ولا يعقل قوة سلاح بلا سياسة إتفاقاً ، فهذا يعنى إستجداءً أو إنتحاراً .

اخر الأخبار