ثورة الجياع وقبضة الاستبداد

تابعنا على:   18:06 2019-03-18

علا ء مطر

12 عامًا وقطاع غزة يرزح تحت حصار خانق وانقسام مشتِّت وخيانة الأقربين المكلفين بالحماية وفرض القانون، يد حماس الباطشة التي من المفترض أن تكون الحامية الحانية، إحدى مفارقات القضية، وأكثرها مدعاة للاستغراب..!

فاض الكيل وطفح أمام الممارسات التي تُرتكب بحق القطاع الهزيل، وها هي حماس تستكثر على المواطنين الخروجَ للمطالبة بحياة كريمة، ناسية أو متناسية - إن شئتَ - أن الطفل قبل الشيخ والصغير قبل الكبير تحملوا ما لم يقدر عليه بشر طوال السنين العجاف التي تسيَّدت فيها حماس بقوة الأمر الواقع.

اليوم نشاهد القمع والاعتقال والتخوين والشيطنة والتنكيل والضرب والتكسير لكل من يقول بدنا نعيش على أيدي الأجهزة الأمنية وآخرين ملثمين معروفة انتماءاتهم، مفرغين طاقات حقدهم الأسود على:

- مَن تحملوا عبء الحصار الذي فرضته إسرائيل منذ تسلمهم سدة الحكم في غزة، واستمروا في صمودهم إيمانًا منهم بأن حماس جزء من النسيج الاجتماعي الذي لا يمكن التخلي عنه.

- من ذاقوا الويلات في العدوان الإسرائيلي عام 2008، وكانوا ولا يزالون بصدورهم العارية يمثلون خط الدفاع الأول عن المقاومة التي شكلت غرفة عمليات مشتركة في حين لم تحرك الأخيرة ساكنًا دفاعًا عنهم.

- من قُصفوا وضُربوا في العدوان الإسرائيلي عام 2012، الذين يدفعون أثمان المقاومة ويتحملونها عن الجميع، راضين بنصيبهم وقدرهم.

- وقد قُصفوا مرة أخرى، هم الذين لم يستفيقوا من دمار العدوانين السابقين.. حتى جاء عدوان 2014، فوجد عمالقة صامدين على العهد وعلى المبدأ بأن المقاومة حاميتنا ونحن نحميها.

- من حُمّلوا أعباء أزمات لا تُعد ولا تحصى ليس أولها الكهرباء وليس آخرها غاز الطهي وبينهما عوائق السولار والضرائب والجباية والظلم وانقطاع الرواتب والقهر... وهلمّ جرا.

لا تطلب غزة اليوم سوى حياة كريمة في مستنقع التعذيب والإقصاء والتهميش، تقف واجمة أمام من يتحججون بأن الحراك مسيَّس، وأن أجندة خارجية تحركهم، وأنهم ضد المقاومة التي لم نسمع صوتها تدافع عن المواطنين الذين يُعذبون في سجون حماس، وما أكثرها وأكثرهم!

اليوم المقاومة والفصائل الإسلامية إن لم تكن ضد المتظاهرين فهي على الحياد، إنما الوقت لا يسعف الحياد، سحقًا للرماديين، وسحقا لكل من نسي تضحيات شعبه وقمعه وسحقا لسلاح يُرفع لقمع الشعب وسحقًا لتنظيمات تعدَّدت فغيب القضية وأضاعت شعبًا لم يطلب إلا الستر من الله، وحسن معاملة الأخ لأخيه!

اخر الأخبار