أبرز ما تناولته الصحافة الإسرائيلية 16/3/2019

تابعنا على:   12:48 2019-03-16

أمد/ تل أبيب: الجيش هاجم نحو 100 هدف لـ"حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين في اتجاه وسط إسرائيل

تكتب صحيفة "هآرتس" أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن، يوم الجمعة، أن حماس هي التي أطلقت صاروخين، من طراز "فجر"، مساء الخميس، باتجاه منطقة غوش دان، في وسط إسرائيل. جاء ذلك على الرغم من نفي حماس لأي علاقة لها بإطلاق الصاروخين، وإعلانها بأنها ستتخذ الإجراءات ضد مطلقيها. كما نفت بقية الفصائل الفلسطينية في القطاع، ومن بينها الجهاد الإسلامي، أي علاقة لها بإطلاق الصاروخين.

وتضيف الصحيفة أنه في وقت لاحق من يوم الجمعة، ذكرت مصادر أمنية أن الجيش يقدر بأن إطلاق الصواريخ من غزة كان نتيجة خطأ، ولم تكن هناك نية لإطلاقها. ووفقا للمصدر فقد فهم الجيش مصدر الخطأ خلال قيامه بشن الهجمات على القطاع لكنه قرر عدم أخذ هذه المسألة في الاعتبار.

وكشف تحقيق أولي أن صاروخي فجر M-75 أطلقا خلال اجتماع بين مسؤولين سياسيين من حماس والوسيط المصري. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل طلبت من الوفد المصري مغادرة القطاع قبل بدء الهجمات.

وقال بيان الناطق العسكري إن طائرات سلاح الجو قامت ليلة وفجر الجمعة بشن غارات على نحو 100 هدف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة. ويأتي إطلاق الصواريخ في اتجاه غوش دان أول مرة منذ عملية "الجرف الصامد" التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع في صيف 2014.  وأفادت مصاد في غزة ان سلاح الجو الإسرائيلي قصف منشآت عسكرية في عدة مناطق في القطاع وفي ضواحي مدينة غزة. وأشارت إلى أن هذه المواقع تابعة لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وأن أربعة أشخاص أصيبوا جراء القصف.

وكانت صفارات الإنذار دوّت مساء الخميس في تل أبيب ومحيطها. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم تفعيل منظومة "القبة الحديدية" لكنها لم تتمكن من اعتراض الصاروخين. وتم الإعلان أنهما سقطا في منطقتين مفتوحتين من دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة، إلا أن الجيش أعلن يوم الجمعة بأنه تم العثور على بقايا صاروخ في ساحة مدرسة في حولون. وأكد شهود عيان في مدينة تل أبيب أنهم سمعوا دوي انفجارات بعد إطلاق صفارات الإنذار بلحظات.

وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إلى أن إطلاق الصاروخين يأتي بالتزامن مع تحذير حركة الجهاد الإسلامي بأن المساس بالمسجد الأقصى سيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية في إثر إطلاق الصاروخين في مقر وزارة الأمن في تل أبيب. ولم تصدر أي تعليمات خاصة إلى سكان غوش دان، كما لم يطرأ أي تغيير على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي. وقررت بلدية تل أبيب فتح الملاجئ العامة، ودعت بلدية ريشون لتسيون السكان إلى فتح الأماكن المحصنة. وفي ختام المشاورات الأمنية أعلن مصدر رسمي أنه تم اتخاذ قرارات لكنه لم يكشف فحواها. وبعد منتصف الليل بدأت الطائرات الحربية بقصف القطاع.

وذكرت مصادر فلسطينية أن حركة "حماس" قامت بإخلاء جميع مراكزها الأمنية في قطاع غزة بعد إطلاق الصاروخين تحسباً للرد الإسرائيلي.

ووفقا للصحيفة فقد اعترضت القبة الحديدية صاروخين تم إطلاقهما من قطاع غزة، صباح الجمعة، بعد أن تم إطلاق الإنذارات في سديروت ومجلس شاعر هنيغف الإقليمي. ووفقا للجيش فقد سقطت الصواريخ في منطقة القطاع. كما تم تفعيل صافرات الإنذار في الليل، في منطقتي شاعر هنيغف وسدوت هنيغف ومجلس إشكول الإقليمي. وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه قد تم تشخيص عمليتي إطلاق للصواريخ من قطاع غزة وأن القبة الحديدية اعترضت إحداها.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ في اتجاه تل أبيب منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية في صيف 2014، لكن الهجمات الصاروخية الموجهة ضد المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لغزة ما تزال متكررة نسبياً. وكانت المرة الأخيرة التي تم فيها إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه هذه المستوطنات في الأسبوع الفائت عندما قام فلسطينيون في غزة بإطلاق قذيفة هاون نحو منطقة المجلس الإقليمي "إشكول".

كما شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في مستوى العنف في منطقة الحدود مع قطاع غزة، شملت احتجاجات عنيفة ليلية شبه يومية وتجدّد هجمات البالونات المفخخة والحارقة التي تراجعت حدتها في الأشهر الأخيرة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس". ويقوم المشتركون في التظاهرات التي تُعرف باسم "نشاطات الإرباك الليلي" بإطلاق متفجرات عالية الصوت وحرق إطارات سيارات وإلقاء حجارة في اتجاه القوات الإسرائيلية على الطرف الآخر من السياج الأمني، ويرد الجنود الإسرائيليون بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

بينت يهاجم نتنياهو ويصف الرد الإسرائيلي بأنه "مثير للشفقة"

وتكتب "هآرتس" أن وزير التعليم نفتالي بينت، هاجم نتنياهو، يوم الجمعة، على خلفية الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من غزة، وادعى أن الرد كان "مثيرا للشفقة".

وقال بينت: "يجب قول الحقيقة - لا أستطيع أن أتخيل أن بوتين سيشرح للروس بعد إطلاق الصواريخ على موسكو أن العدو فعل ذلك عن طريق الخطأ. نتنياهو يدير تجاه حماس والإرهابيين سياسة أمنية منيت بالفشل الذريع، وهم يضحكون علينا. هذا غير جدي. أطالب رئيس الوزراء بقيادة حملة قوية ضد حماس، وإذا كان لا يعرف كيف يفعل ذلك، فليسلم حقيبة الأمن لشخص آخر". ويذكر ان بينت كان قد طلب الحقيبة لنفسه بعد استقالة وزير الأمن السابق افيغدور ليبرمان.

وتضيف الصحيفة أنه في خطوة غير عادية، أعلنت اللجنة المنظمة لمسيرة العودة عن إلغاء المسيرات والمظاهرات بالقرب من السياج في قطاع غزة يوم الجمعة. ووفقا لها فقد تم اتخاذ القرار في محاولة لمنع المزيد من التصعيد والأذى للمدنيين الفلسطينيين.

غرينبلات: حماس مسؤولة عن المعاناة التي يتعرض لها مواطنو قطاع غزة

وتكتب "هآرتس" أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، نشر سلسلة من التغريدات، حمل فيها حركة حماس المسؤولية عن الأضرار التي تصيب قطاع غزة وسكانه. وكتب أن الواقع في قطاع غزة "فظيعًا ومخيفًا". وتوجه إلى حماس والجهاد الإسلامي كاتبا: "هذا ما تريدونه لشعبكم؟ أنتم سبب هذه المعاناة، أنتم من يختار العنف. أنتم تدمرون الحياة يوما بعد يوم. حان الوقت لاختيار واقع مختلف".

إيران تخترق هاتف غانتس الخليوي

تكتب "يسرائيل هيوم" أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي [الشاباك]، أبلغ رئيس تحالف "أزرق أبيض" المرشح لرئاسة الحكومة بيني غانتس أنه تم اختراق هاتفه الخليوي من طرف أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" (الخميس) أن ضابطين من الجهاز التقيا قبل نحو أسبوعين بغانتس وأخبراه أنه تم اختراق هاتفه ومصادرة محتوياته منذ بداية مسيرته السياسية، وأكدا له أن المعلومات الشخصية والمراسلات الخاصة والمهنية في الهاتف باتت في أيد معادية. كما جرى تحذير غانتس من أن أي تفاصيل حساسة على الهاتف يمكن أن تُستخدم ضده في المستقبل إذا شغل منصبًا كبيرًا في الدولة.

ورفضت مصادر مسؤولة في تحالف "أزرق أبيض" التعقيب على هذا النبأ، وأشارت إلى أن هذا الحادث وقع بعد مرور 4 سنوات على انتهاء ولاية غانتس كرئيس لهيئة الأركان العامة.

ويوم الجمعة، نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن غانتس ابلغ المسؤولين الكبار في حزبه أنه لا يحتفظ بأفلام رومانسية وجنسية على هاتفه، إلا أن مصادر أمنية كشفت للصحيفة أن هاتف غانتس كان يحوي "مواد محرجة".

وفي تصريحات ادلى بها للصحفيين، في كيبوتس نير عام (الجمعة)، قال غانتس ان "قصة هاتفي خيالية تماما. هذه نميمة رخيصة. لن أعقب على ذلك بأي شكل من الأشكال. هذه هي نمنمة صادرة عن جهات سياسية تحاول المس بي".

وقال المرشح الرابع في حزب "ازرق أبيض"، رئيس الأركان السابق جابي أشكنازي، في حديث للقناة 12: "إذا كان رئيس الوزراء قلقا بشأن قضية السيبر، فقد كان ينبغي عليه أن يأمر بإجراء تحقيق لفحص الأمر". ليس صدفة أن هذا حدث الآن. بدلا من الحديث عن الوضع في غزة يتحدثون عن هاتف بيني. كان يجب على وزير الأمن (بنيامين نتنياهو) أن يكون في غزة اليوم، أنا أصدق بيني بأنه لا توجد هناك مواد سيتم ابتزازه بسببها".

ورد حزب الليكود على اتهامات بيني غانتس قائلا إنه لا توجد لنتنياهو والليكود أي علاقة بنشر المعلومات حول احتواء هاتف غانتس على "مواد محرجة".

ورفضت مصادر مقربة من نتنياهو التقارير الضمنية التي تفيد بأن التقرير حول ما يحتويه هاتف غانتس تم تسريبه من مكتب رئيس الوزراء. وردًا على ذلك، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا جاء فيه: "من دون التعامل مع تفاصيل التقرير، لم يقم جهاز الأمن العام باطلاع رئيس الوزراء أو أي شخص نيابة عنه على موضوع بيني غانتس".

إردان: إسرائيل لن تسمح بأي تغيير للوضع القائم في الحرم القدسي الشريف

تكتب "يسرائيل هيوم" أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، أكد أن إسرائيل لن تسمح بأي تغيير للوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.

وأضاف إردان، خلال كلمة له في مراسم تسلم ضابط جديد منصب قائد قسم المرور في الشرطة الإسرائيلية صباح الخميس، أن إسرائيل لن تسمح بإقامة مصلى آخر في الحرم، ولا سيما عند باب الرحمة.

من ناحية أخرى دعت عدة منظمات يهودية متطرفة اليهود إلى دخول الحرم القدسي الشريف، احتجاجاً على سيطرة هيئة الأوقاف الإسلامية على مصلى باب الرحمة. كما دعت هذه المنظمات إلى حظر هيئة الأوقاف، وفتح الحرم أمام اليهود بشكل ثابت في كل ساعات اليوم، والسماح بأداء الصلاة بانتظام في المكان.

دانون: الظروف أصبحت مواتية لبقاء هضبة الجولان تحت السيادة الإسرائيلية

تكتب "يديعوت احرونوت أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون يعتبر أن الظروف أصبحت مواتية لبقاء هضبة الجولان تحت السيادة الإسرائيلية.

وأضاف دانون، في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهل"، يوم الخميس، أن ما جاء في التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في أنحاء العالم (الأربعاء) يثبت أن هناك توجهاً إيجابياً حيال هذه المسألة من طرف الإدارة الأميركية الحالية.

يُذكر أن التقرير المذكور أسقط الإشارة إلى هضبة الجولان كمنطقة محتلة كما ظهرت في تقارير سابقة. كما أن كلمة احتلال لم ترِد في التقرير فيما يتعلق بمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

استطلاع قناة التلفزة الإسرائيلية 12: 64 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم

كتبت صحيفة "هآرتس" أن استطلاع الرأي العام الذي أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية مساء الخميس، يظهر أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن فإن قائمة تحالف "أزرق أبيض" ستحصل على أكبر عدد من المقاعد، لكن في المقابل ستحصل قوائم اليمين التي تدعم ترشيح نتنياهو لرئاسة الحكومة على 64 مقعداً من مجموع مقاعد الكنيست ألـ 120.

كما أظهر الاستطلاع أن نتنياهو حصل على أعلى نسبة في معرض الإجابة عن السؤال بشأن هوية الشخص الأنسب لتولّي منصب رئيس الحكومة، وأعربت أغلبية المشتركين في الاستطلاع عن تأييدها شرعنة بيع المخدرات الخفيفة في إسرائيل.

ووفقاً للاستطلاع تحصل قائمة تحالف "أزرق أبيض" على 31 مقعداً، بينما تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة نتنياهو على 28 مقعداً، وتحلّ قائمة حزب العمل برئاسة آفي غباي في المكان الثالث وتحصل على 10 مقاعد.

ويحصل كل من التحالف بين الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراة، وقائمة تحالف أحزاب اليمين "البيت اليهودي" و"الاتحاد الوطني" و"قوة يهودية" على 7 مقاعد لكل منها، وتحصل قائمة حزب شاس الحريدي برئاسة وزير الداخلية أرييه درعي على 6 مقاعد.

وتحصل كل من قائمة حزب "اليمين الجديد" برئاسة الوزيرين نفتالي بينت وأييلت شاكيد، وقائمة حزب "كلنا" برئاسة وزير المال موشيه كحلون، وقائمة التحالف بين حزبي العربية الموحدة والتجمع الوطني، وقائمة حزب ميرتس برئاسة عضو الكنيست تمار زاندبرغ، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، وقائمة حزب "زهوت" ["هوية"] برئاسة موشيه فيغلين على 4 مقاعد لكل منها.

ولن تتمكن قائمة حزب "جسر" برئاسة عضو الكنيست أورلي ليفي - أبكسيس، المنشقة عن حزب "إسرائيل بيتنا"، من تجاوز نسبة الحسم.

وبموجب الاستطلاع، سيتفوق المعسكر الذي يضم أحزاب اليمين وأحزاب الحريديم [اليهود المتشددين دينياً] على المعسكر الذي يضم أحزاب الوسط- اليسار والأحزاب العربية، بحيث سيحصل المعسكر الأول على 64 مقعداً والمعسكر الثاني على 56 مقعداً.

وقال 40% من المشتركين في الاستطلاع إن بنيامين نتنياهو هو الشخص الأنسب لتولّي منصب رئيس الحكومة، في حين قال 31% منهم إن بني غانتس هو الأنسب.

وشمل الاستطلاع عيّنة مؤلفة من 510 أشخاص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.

كما يظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "يسرائيل هيوم" وقناة i24NEWS، أن المعسكر اليميني يتقدم على معسكر يسار الوسط، رغم أن حزب أزرق ابيض، استعاد هذا الأسبوع بعض المقاعد التي فقدها خلال الأسبوعين الماضيين.

ووفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد "مأجار موحوت"، بإدارة البروفيسور يتسحاق كاتس، تحصل ازرق ابيض على 33 مقعدا، وتحافظ على قوتها كأكبر حزب، بينما يحصل الليكود برئاسة نتنياهو على 26 مقعدا.

وتكتب "يسرائيل هيوم" أنه في المقارنة مع الاستطلاعات السابقة، تكمن الدراما الكبيرة في الاستطلاع الحالي في خريطة التقسيم إلى معسكرات. فمنذ أن تجاوز حزب إسرائيل بيتنا، وحزب هوية وحزب كلنا، نسبة الحسم، قفز معسكر اليمين إلى 66 مقعدًا، مقابل 54 مقعدا، بما في ذلك الأحزاب العربية.

وحسب الصحيفة فإنه في مثل هذا الموقف، يمكن لنتنياهو تشكيل ائتلاف بسهولة ورئاسة الحكومة المقبلة. وبالتالي، سيتمكن رئيس الوزراء من ضم الأحزاب الدينية يهدوت هتوراه (7) وشاس (5)، وتحالف الأحزاب اليمينية (7)، واليمين الجديد (6)، وكلنا (5) وإسرائيل بيتنا (5) وهوية (5). وهكذا فإن استقالة أحد الأحزاب، إسرائيل بيتنا، أو كلنا، أو هوية، لن يؤدي إلى إسقاط الحكومة وستواصل الاعتماد على 61 عضوًا.

وحسب الاستطلاع فإن ميرتس ستحصل على (8) مقاعد، وحزب العمل (7)، والجبهة والعربية للتغيير على (6) مقاعد، بينما لن تجتاز العربية الموحدة والتجمع نسبة الحسم.

وشمل الاستطلاع عيّنة مؤلفة من 605 أشخاص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.1%.

المشبوهان بإحراق مركز الشرطة في الحرم القدسي: أردنا إيذاء الشرطي الذي داس بحذائه على سجاد الصلاة

تكتب "هآرتس" أن الشابين الفلسطينيين (15 عاما) المشتبه قيامهما بإحراق نقطة الشرطة في الحرم القدسي، قالا أثناء التحقيق إنهما فعلا ذلك بعد أن شاهدا ضابط الشرطة يدوس بحذائه على السجاد في مسجد باب الرحمة. وكان ضابط الشرطة قد ظهر في شريط فيديو نشر الأسبوع الماضي، وهو يدوس على السجاد بحذائه رافضا طلبات المصلين بعدم فعل ذلك. ويذكر أنه في شريط فيديو آخر صدر منذ حوالي شهرين، ظهر الضابط نفسه وهو يحمل زجاجة نبيذ داخل الحرم. ومددت محكمة الصلح في القدس، يوم الأربعاء، اعتقال الشابين حتى يوم الأحد.

وتذكر الصحيفة أن الشرطة اعتقلت، يوم الخميس، 15 شابًا فلسطينيًا عند مدخل الحرم، في وقت استؤنفت فيه الزيارات اليهودية. وصباح الخميس، ألقت الشرطة القبض على شابين يهوديين، أحدهما قاصر، للاشتباه في قيامهما بالغناء خلال الجولة التي نظمتها منظمات الهيكل في الحرم، بمشاركة 150 ناشطًا وبحراسة رجال الشرطة. وتصدى المصلون المسلمون لنشطاء الهيكل مرددين "الله أكبر"، لكن لم تحدث أعمال شغب.

وفي الوقت نفسه، تظاهر نشطاء حركة سلام الآن، على مداخل الحرم ضد منظمات الهيكل. وقالت شاكيد موراج، المدير العام للحركة: "إننا نشهد محاولة ساخرة من قبل السياسيين في اليمين لاستخدام الحرم كأداة سياسية وإشعال حرب دينية هنا."

مقالات

في غزة قرروا رفع حجم المقامرة، وإطلاق الصواريخ على غوش دان فاجأ إسرائيل

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" أن إطلاق الصاروخين، من قطاع غزة إلى غوش دان (وسط إسرائيل) يعبر عن تصعيد أمني خطير بين إسرائيل وحركة حماس. في العام الماضي كانت هناك بالفعل عدة جولات من الضربات الحادة بين الجانبين – وتم في أصعب جولة منها، في نوفمبر، إطلاق أكثر من 500 صاروخ على جنوب إسرائيل - لكن الفلسطينيين يعرفون أيضًا أن إسرائيل تتعامل بشكل مختلف مع سقوط صاروخ في وسط البلاد. وتتفاقم الخطورة بسبب حقيقة أن إطلاق النار وقع في خضم حملة انتخابية يتعرض فيها رئيس الوزراء نتنياهو للهجوم من جميع الأطراف، بادعاء أنه غير مصمم بشكل كاف ضد الإرهاب. وقد ردت إسرائيل على إطلاق النار - ومن هنا يمكن أن يكون الطريق إلى التدهور قصيرًا.

كما هو معروف، كان الهجوم مفاجئًا لأجهزة المخابرات الإسرائيلية. لقد أخذت تقييمات الاستخبارات في الاعتبار التصعيد قبل الانتخابات وحتى محاولة الفلسطينيين استفزاز إسرائيل. لكن هنا قرر شخص ما في غزة زيادة مقدار المقامرة بإطلاق النار على وسط البلاد خلال ساعة ذروة للمشاهدة للتلفزيون، كما لو كنا في منتصف الجرف الصامد.

لقد بذلت الأجهزة الأمنية جهودا لمعرفة الجهة التي أطلقت الصواريخ. وكان أول المشتبه بهم هم عناصر حركة الجهاد الإسلامي التي تمتلك، (مثل حركة حماس)، صواريخ ذات مدى كهذا. وتدير المنظمة، منذ وقت طويل، أجندة مستقلة أكثر عدوانية في غزة. وقد ازداد هذا الاتجاه سوءًا منذ تعيين الأمين العام الجديد، زياد نخلة، المقرب جدًا من الإيرانيين. ومع ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش، بعد ساعات، أن حركة حماس هي التي نفذت إطلاق الصواريخ.

من وجهة نظر حماس، تم إضافة اعتبار آخر أمس: فبطريقة غير عادية للغاية، جرت مظاهرة في قطاع غزة بمشاركة مئات المواطنين الذين احتجوا على غلاء المعيشة. وقد فرقت قوات الأمن التابعة لحماس المظاهرة بعنف شديد. مثل هذه المظاهرة هي تحذير مقلق للمنظمة. ولا يمكن أن نستبعد احتمال أن تفضل حماس تحويل النار إلى إسرائيل، كي لا تنهار في ظل الاحتجاج الشعبي على الظروف الاقتصادية المستحيلة. في الماضي أيضًا، كما في الحالات التي أدت إلى الجرف الصامد في صيف عام 2014، قامت قيادة حماس بتفعيل معايير مماثلة.

هذا التصعيد يأتي في أوج جهود التهدئة المتواصلة، التي وافقت إسرائيل على التعاون معها. وكان من الواضح للجميع عدم رغبة حكومة نتنياهو بالحرب على غزة في هذا التوقيت. وبعد الرد الإسرائيلي الصارم، وكما في جولات سابقة، من الجائز الافتراض أن الطرفين يستطيعان البحث عن نقطة مخرج قبل المواجهة الشاملة.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، جدد وفد من كبار مسؤولي المخابرات المصرية رحلاته المكوكية بين إسرائيل وحماس. ووصل المصريون إلى قطاع غزة، على أمل أن يساعد وجودهم في كبح مظاهرات يوم الجمعة، لكنهم غادروا بعد إطلاق النار. كان هدف المصريين شفافًا: خلق مظهر من التقدم في المحادثات غير المباشرة، من أجل كبح خطر اندلاع حريق على الحدود حتى الانتخابات. والآن، يصبح تحقيق هذا الأمر أكثر صعوبة.

لقد تم تنفيذ الجهد المصري من خلال منافسة معادية مع قطر، وبتنسيق معين مع خطوات نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. إن الوعود التي قطعت لقادة حماس كثيرة بعد حبيبات الرمل على ساحل غزة، ومن المتوقع أن تذرو بعضها الرياح. حتى إطلاق النار، كان يبدو أن حماس تفضل التعامل معها بشكل إيجابي. وهذا الأسبوع، تم وقف المظاهرات الليلية على طول السياج وتقلص عدد البالونات المحترقة، ولكن لا شك في أن المنظمة ستواصل مظاهراتها وحوادثها بطريقة تخدم احتياجاتها.

من بين الوسطاء، يمكن لقطر دعم إيماءاتها بالمال. في الأسبوع الماضي، جرى الحديث عن زيادة رسوم الصمت الشهري الذي تتلقاه حماس من 15 مليون دولار إلى 30 مليون دولار على مدار ستة أشهر ابتداء من شهر مايو. ويقوم المبعوث القطري، محمد العمادي، بتسويق مشاريع البناء والبنية التحتية الكبيرة. وتم في غزة، بالفعل، وضع حجر الأساس لتركيب خزان ضخم، تموله قطر، لتخزين حوالي مليون لتر من الوقود (إلى حد ما يقلل من التأثير الفوري للعقوبات الإسرائيلية). كما تعتزم قطر بناء مسجد كبير وإنشاء عمارة مكاتب لتكون مقرًا لوفدها في قطاع غزة. والمنطقة التي خصصتها حماس لهذا المشروع هي ارض المطار الذي كانت تحط فيه مروحية ياسر عرفات في بداية فترة أوسلو - وهذا القرار أثار بالفعل احتجاجًا لدى فتح التي اعتبرته خطوة لشطب التاريخ الفلسطيني.

وتنعكس التطورات في غزة على ما يحصل في ساحات أخرى. ففي القدس، رغم الأحداث العنيفة في منتصف الأسبوع، جرت محاولة لتهدئة الرياح في الحرم. وفقًا للتسوية بين إسرائيل والأردن والأوقاف، سيتم إغلاق مبنى باب الرحمة لفترة طويلة يتم خلالها ترميمه، وبعد ذلك سيتم استخدامه كمكاتب للوقف (ظاهريًا وليس للصلاة). وفي الواقع، من الواضح أن إسرائيل تراجعت هنا وامتنعت عن الرد بقسوة على تحرك فلسطيني أحادي الجانب، حتى على خلفية الانتخابات. حماس لم تتخل بعد عن صب الزيت على النار في هذا الحريق. فقد دعت المنظمة إلى الاحتجاج بعد صلاة الجمعة في الحرم.

وفي السجون، انتهى يوم الخميس، الموعد الأخير الذي وضعته قيادة الأسرى المنيين الفلسطينيين، لإزالة أجهزة تشويش الهواتف الخليوية التي تم تركيبها في بعض أقسام السجون. وفي هذا الصدد يؤكد وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، إنه لم تتم إزالة هذه الأجهزة بداعي أنها تعمل على تعطيل الاتصالات الخليوية من داخل السجون. وبالنتيجة فمن المحتمل أن تتجدد الخطوات التصعيدية للأسرى.

في السلطة الفلسطينية، يصر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على توجه كل شيء أو لا شيء. ويصر أبو مازن على رفض تلقي عائدات الضرائب من إسرائيل، ردا على قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي خفضها بمقدار نصف مليار شيكل (وهو في حد ذاته عقاب على المساعدات الفلسطينية للإرهابيين المسجونين وعائلاتهم). لقد قامت السلطة بتخفيض مرتبات موظفي القطاع العام إلى النصف وقد تخضع لأزمة اقتصادية حادة في غضون شهرين نتيجة لهذه القرارات. وهذا الأسبوع جرت مشاورات مع خبراء الاقتصاد، طرحت خلالها بيانات حول حجم الضرر. وتناقش السلطة الفلسطينية حاليًا حلولًا جزئية للوضع، تقوم على تشجيع الاقتصاد المحلي في الضفة الغربية ومحاولات تقليل الاعتماد على البضائع الإسرائيلية في المجالات التي يوجد فيها بديل فلسطيني. يبدو هذا وكأنه فكر متفائل، يلامس حدود البراءة. فاقتصاد السلطة الفلسطينية يقترب من الهاوية - وإسرائيل هي التي ساعدت على دفعه.

الرقص على حافة الهاوية واضح أيضًا في قطاع غزة، لكن الاحتكاك هناك عسكري، وأصبح منذ مساء الخميس أكثر حدة. "نحن نعيش من الجمعة إلى الجمعة، من مظاهرة إلى أخرى"، يقولون في القيادة الجنوبية. "ويعتمد الكثير على ما أطلقنا عليه ذات مرة اسم العريف الاستراتيجي - بالطريقة التي يمكن أن يتطور بها حادث معين إلى أزمة كبيرة."

هذا الأسبوع، كشف نتنياهو عن نواياه في اجتماع حزب الليكود، والذي دافع فيه عن موافقته على إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة. وقال لأعضاء الكنيست إن النقل المستمر للأموال يخدم غرض منع إقامة دولة فلسطينية لأنه يعزز اتجاه الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. حتى في ذروة الحملة الانتخابية يمكن أحيانا سماع ذرة من الحقيقة.

يتم سحبهم من الفراش في منتصف الليل: الجيش الاسرائيلي يعتقل آلاف الأطفال والصبيان وهذه هي إفاداتهم

تكتب نيطاع أحيطوف، في "هآرتس"، أن ساعات ما بعد الظهر كانت باردة جدا في بلدة بيت أمر. الجو يتناسب مع نهاية شهر شباط. وهذا لا يمنع أطفال عائلة أبو عياش من اللعب خارج البيت. أحدهم يرتدي قناع سبايدرمان، قفز من مكان إلى آخر. فهو رجل العنكبوت. فجأة لاحظ الأطفال مجموعة من الجنود تتقدم نحوهم على الطريق الترابي. ومرة واحدة تغيرت ملامح وجوههم من الفرح إلى الذعر. وسارعوا بالدخول إلى البيت. هذه ليست المرة الأولى التي يردون فيها هكذا، يقول الوالد. هذا يتكرر منذ اعتقال عمر ابن العاشرة من قبل الجنود في بيته.

عمر، هو واحد من مئات الفتيان الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل كل عام (ما بين 800 إلى 1.000). بعضهم تقل أعمارهم عن 15 عاما. يوجد بينهم من لم يحتفلوا ببلوغ سن الثالثة عشرة. خارطة الاعتقالات تظهر صيغة ما: كلما كانت القرية الفلسطينية أقرب إلى المستوطنات تزداد احتمالات اعتقال القاصرين الذين يسكنون فيها. هكذا مثلا، في عزون الواقعة غربي كرنيه شومرون. تقريبا لا يوجد هناك بيت لم يعرف الاعتقال. السكان يقولون ان أكثر من 150 من طلاب المدرسة الثانوية الوحيدة في البلدة اعتقلوا خلال الخمس سنوات الأخيرة.

ولكن عزون هي ليست إلا مثالا، وهي لوحدها لا تفسر كيف أنه في كل لحظة معينة هنالك تقريبا 270 فتى فلسطيني في السجون الإسرائيلية. كما أن سبب الاعتقال الشائع – إلقاء الحجارة – لا يكمل الصورة. محادثات مع العديد من الفتيان، مع المحامين ونشطاء حقوق الإنسان، مثلا من قبل “بتسيلم”، تظهر نمطا للاعتقال، ولكنها تترك أسئلة مفتوحة. مثلا، لماذا يبرر الاحتلال اعتقالهم العنيف ولماذا توجه تهديدات ضد القاصرين.

عدد من الآباء الإسرائيليين الذين هز اعتقال الأطفال الفلسطينيين مشاعرهم، قرروا التجند للنضال من أجلهم. وفي إطار منظمة “آباء ضد اعتقال الأطفال” يعملون على الشبكات الاجتماعية ويعقدون المؤتمرات في أماكن عامة من أجل زيادة الوعي بحجم الظاهرة وبخرق حقوق الأطفال القاصرين الفلسطينيين ومن أجل تشكيل مجموعة ضغط تعمل من أجل وقف هذه الظاهرة”، كما يشرحون. بشكل عام يبدو أنه لا ينقص انتقادات على ما يجري. إلى جانب منظمة “بتسيلم” التي تنشغل كثيرا في الموضوع أيضا خلف البحار يظهرون الغضب. وسبق أن رفعت “اليونيسيف” صوتها بشأن “التعامل التنكيلي، الممنهج والمؤسس”، كما حدد تقرير لقانونيين بريطانيين بان ظروف احتجاز الفتيان الفلسطينيين “يستجيب لتعريف التعذيب”، وفقط قبل خمسة شهور أدان المجلس الأوروبي سياسة اعتقالات القاصرين من قبل إسرائيل وقال: “واجبنا ان نتأكد من أن جهاز القضاء الاسرائيلي لا يتحول إلى أداة انتقام أو قمع لحقوق الإنسان”.

الاعتقال

نصف الشبان الفلسطينيين يعتقلون من بيوتهم. هذا يحدث في منتصف الليل وبعد أن يتم اقتحام البيت من قبل الجنود – هكذا تقول الإفادات. يسلمون العائلة وثيقة تفصل أين سيؤخذ الطفل وبسبب أي تهمة. الوثيقة مكتوبة بالعربية والعبرية ولكن في معظم الحالات يملأ قائد القوة البيانات بالعبرية فقط ويترك خلفه والدين لا يستطيعان قراءة وفهم ماذا يريدون من ابنهم.

المحامية فرح بيادسة يستغرب لماذا يتوجب اعتقال الأطفال بهذه الصورة، وليس استدعاءهم للتحقيق بصورة منظمة (المعطيات تظهر أن 12 في المئة فقط من الأولاد يتلقون استدعاء للتحقيق). “من التجربة، في كل مرة يطلبون من أحد ما الحضور إلى المركز، فإنه يذهب”، تقول بيادسة، الناشط في منظمة الدفاع عن الأطفال - وهي جمعية دولية تعنى باعتقال القاصرين وانتهاك حقوقهم. “الرد بشكل عام هو (أن هذا يتم بهذه الصورة لأسباب امنيه)”. هذا يعني أن الأمر يتعلق بطريقة محسوبة، ولا تستهدف تطبيق حقوق القاصر بل التسبب له بصدمة طوال حياته".

وبالفعل، جاء الرد التالي من المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: “معظم الاعتقالات، للبالغين وكذلك للقاصرين، تتم في الليل وذلك لاعتبارات عملياتية ورغبة في الحفاظ على نسيج حياة سليم وتنفيذ نشاطات محددة بقدر الإمكان”.

وهنالك أيضا من يعتقلون في الخارج (40 في المئة)، غالبا بسبب أحداث رشق الحجارة على الجنود. هكذا حدث لأدهم حسون من سكان عزون. قبل عام، كان حينها عمره 15 عام، وكان في طريقه إلى البيت من البقالة في وسط البلدة. على مسافة ليست بعيدة عنه بدأت مجموعة أطفال برشق حجارة على الجنود وهربت. نظرا لان حسون لم يهرب، تم اعتقاله وأخذه الجنود إلى الجيب العسكري. وعندما تم إدخاله إلى السيارة قام أحد الجنود بضربه. وركض عدد من الأطفال الذين رأوه إلى بيته لإبلاغ والدته. وقامت امه بأخذ شهادة ميلاده وركضت إلى مدخل البلدة لإقناع الجنود بانه مجرد طفل. لقد كان ذلك متأخرا جدا. فالجيب كان قد غادر المكان.

طريقة المعابر

حسب القانون، يجب على الجنود ان يقيدوا الأطفال وأيديهم موجهة إلى الأمام. ولكن في حالات عديدة يتم تقييد الأيدي من الخلف، وأحيانا يمكن لمقاسات جسم الطفل أن تشكل عائقا. كما تحدث لمنظمة "كسر الصمت" جندي من وحدة “عوريف ناحل”: في احدى المرات اعتقلت وحدته طفلا عمره 11 سنة تقريبا. كانت القيود أكبر من أن تقيد يديه الصغيرتين.

 المرحلة التالية هي السفر. يتم نقل القاصرين إلى قاعدة عسكرية أو إلى مركز للشرطة في مستوطنة مجاورة وعيونهم مغطاة بعصبة. العصبة لا تستهدف إخفاء الطريق حيث أن الفتى المعتقل يعرف إلى أين يأخذونه. الهدف مختلف – “عندما تكون الأعين مغطاة خيالك يأخذك إلى أماكن مخيفة جدا”، وصف أحد محامي الفتيان. معظمهم لا يفهمون العبرية، وهكذا فانهم في الجيب يكونون معزولين تماما عن كل ما يحدث حولهم.

في أغلب الحالات الشاب المقيد ومعصوب الأعين يتم أخذه من مكان إلى أخر قبل أن يصل إلى القاعدة العسكرية للتحقيق معه. أحيانا يبقونه في الخارج، في منطقة مفتوحة لفترة ما. وباستثناء عدم الراحة والارتباك، هنالك مشكلة أخرى في عمليات النقل المتكررة. حينئذ تحدث حالات عنف كثيرة وفيها يقوم الجنود بضرب المعتقلين – ولا يتم توثيق ذلك.

عندما يصل الشاب إلى الهدف يجلسونه مقيدا ومغطى الأعين على كرسي أو على الأرض لمدة عدة ساعات وبشكل عام بدون طعام. بيادسة تصف هذه الرحلة برحلة الجحيم الذي لا ينتهي. “هذه عملية لا تنتهي ابدأ. هكذا تشرح بيادسة. “هذا يستمر لسنوات طويلة بعد إطلاق سراحه. هذا يزرع في الطفل الشعور المتواصل بانعدام الأمن الذي يرافقه طوال حياته”.

في حالة فوزي الجنيدي مرت سنتان. كان ابن 16 عام عندما اعتقل بأيدي الجنود أثناء سيره إلى بيت عمته. تم تقييده وتغطية عينيه وأخذه إلى مكان مفتوح. كما يبدو ساحة قاعدة عسكرية قريبة. وهناك أجلسه الجنود على الأرض وفجأة شعر بتيار من الماء يُسكب عليه. أحد الجنود أو عدد منهم سكبوا عليه الماء، كان ذلك في شهر كانون الأول.

الشهادة التي ادلى بها جندي بدرجة رقيب، والذي خدم في الضفة الغربية، لمنظمة كسر الصمت عن حادثة وقعت منذ فترة ليست بعيدة، تجسد هذه المسألة أيضا من الجانب الآخر. “كان ذلك في اليوم الأول من عيد الأنوار في 2017. كان هنالك طفلان رشقا حجارة على شارع 60. عندها القوا القبض عليهما وأخذوهما إلى القاعدة. كانا معصوبي الأعين ومقيدان من الأمام بقيود بلاستيكية. كان يبدو عليهما انهما قاصران ليس أكثر من 16 ولا اقل من 12." وحسب أقواله، عندما اجتمع الجنود لإشعال الشمعة الأولى بقي الأطفال في الخارج. "نحن نصرخ ونضج ونستخدم الطبول لان هذا ما يحدث عادة في وحدتنا". وصف ما حدث. وقدر بأن الأطفال لم يعرفوا العبرية ولكن ربما فهموا الشتائم التي سمعوها. نقول "زانيات" وكلمات مثلها يمكنهم فهمها بالعربية. من أين لهم ان يعرفوا أننا لا نتحدث عنهم؟ بالتأكيد هم يعتقدون أننا بعد لحظة سنطبخهم.

غرفة التحقيق

الكابوس، يقول الأطفال، ليست له فترة زمنية محددة. بعد مرور 3 – 8 ساعات على الاعتقال حيث يكون الطفل قد تعب وجاع وأحيانا يتألم من الضرب أو مذعور من التهديد الذي وجه إليه، أحيانا بدون أن يعرف لماذا هو موجود هناك – يتم إدخاله إلى التحقيق. أحيانا تكون هذه المرة الأولى التي يتم فيها رفع العصبة عن عينيه، وفك قيوده. بشكل عام هذا يبدأ بسؤال عام مثل “لماذا ترشق الحجارة على الجنود؟”. بعد ذلك يصبح التحقيق اشد كثافة، ويتضمن عدد من الأسئلة والتهديدات التي تستهدف توقيعه على اعتراف بالعمل المنسوب إليه. أحيانا يتم وعده بأنه إذا اعترف فسيقدمون له الطعام أخيرا.

حسب الشهادات، يتم توجيه التهديدات مباشرة نحو الطفل (ستبقى في السجن طوال حياتك)، جزء منها موجه لعائلته (سأحضر أمك إلى هنا وأقوم بقتلها أمامك)، أو موجه لمصدر الرزق (إذا لم تعترف سنسحب تصريح عمل والدك في إسرائيل ولن يكون له عمل بسببك والعائلة ستجوع)، أحيانا يستخدم الضغط النفسي (صديقك قال لنا إنك رشقت الحجارة وتم إطلاق سراحه. أنت يمكنك التوقيع هنا وسيتم إطلاق سراحك). “هذه الطريقة تعلم أنه توجد هنا نية لإظهار السيطرة أكثر من تطبيق القانون”، قالت بيادسة، “إذا اعترف الطفل – يوجد ملف. إذا لم يعترف – فهو في كل الأحوال يكون قد دخل إلى دائرة الإجرام وحظي بتخويف جدي”.

السجن

سواء وقع الشاب على إفادة أم لا، الهدف القادم هو السجن. مجدو أو عوفر. خالد محمود كان عمره 15 سنة عندما وصل إلى السجن وطلب منه خلع ملابسه للتفتيش (مثلما في 55 في المئة من الحالات). وطوال عشر دقائق طلب منه الوقوف عاريا مع شاب آخر وكان الوقت شتاء.

شهور الاعتقال (والسجن، لمن يصل إلى ذلك) يقضيها الشباب في قسم الفتيان في السجون الأمنية. ومثل البالغين يرتدون الزي البني ويأتون إلى المحاكمة في المحاكم وهم مكبلي الأرجل، “يمنع على المعتقلين والسجناء الأمنيين استخدام الهواتف، وهكذا الأمر بالنسبة للقاصرين”، أضافت بيادسة، “هم لا يتحدثون مع عائلاتهم طوال شهور ويسمح لهم الزيارة مرة في الشهر من خلف الزجاج”.

الفتيات الفلسطينيات يعتقلن اقل من الشباب، اقل بكثير. ولكن ليس لهن أقسام خاصة ويتم حجزهن في سجن النساء في الشارون مع البالغات.

المحاكمة

في كثير من الحالات تكون النقاشات في المحكمة هي الفرصة الأولى للأهل لرؤية أبنائهم. رؤية ابنهم وهو يرتدي ملابس السجين ومقيد بعد عدة أيام من عدم رؤيته وتحوم فوقه غيمة من عدم اليقين، تثير عادة البكاء. رجال مصلحة السجون الذين يحرسون الفتى لا يسمحون للأهل من الاقتراب ويأمرونهم بالجلوس على المقعد المخصص للزوار.

في احدى جلسات تمديد الاعتقال الأخيرة، جلس على مقعد المعتقلين فتى لم يتوقف عن الابتسام لرؤية امه، فيما انزل سجين آخر عينيه وربما اخفى دموعه. معتقل آخر همس لجدته التي جاءت لرؤيته “لا تقلقي، قولي للجميع إنني بخير”. أما من جاء بعده فقد صمت واصغى فقط لأمه التي همست له “عمري، أنا احبك”. في الوقت الذي يحاول فيه الأطفال وأبناء العائلة تبادل بعض الكلمات والنظرات يجري النقاش (غالبا تمديد الاعتقال) وكأنه عالم موازي.

الصفقة

غالبية ساحقة من محاكمات الأطفال تنتهي بصفقة ادعاء؛ وهي كلمة دارجة في أوساط الأطفال الفلسطينيين. حتى عندما لا يكون هناك بينات تربط الطفل برشق الحجارة، في مرات كثيرة تكون هذه هي الخيار المفضل. إذا لم يوقع، يمكن أن تجري المحاكمة لفترة طويلة والشاب يعتقل حتى نهاية الإجراءات.

"غالبا ما ترتبط الإدانة ببينات الإفادة”، قال المحامي جيرارد هورتون من المنظمة البريطانية – الفلسطينية “مراقبة المحاكم العسكرية”، الذي يحقق في قضايا اعتقال الأطفال الفلسطينيين. “إذا أردت أن يعترف الأطفال، من المهم أن لا يعرفوا حقوقهم، أن يكونوا خائفين، ألا يكون لديهم أي دعم أو تسهيل إلى أن يعترفوا”. حسب أقواله، إذا لم يعترف الطفل يحددون له جلسة والمزيد من الجلسات للمحاكمة. “في مرحلة معينة حتى الطفل العنيد جدا يصاب باليأس. فهو معتقل منذ ثلاثة اشهر وعندها يعرض عليه النائب صفقة يعترف في أطارها وتكون العقوبة ثلاثة اشهر، فهذا يعني أنه يمكنه الذهاب إلى البيت في اليوم نفسه، أو الانتظار للجلسة القادمة التي حددت بعد شهر. فماذا كنت ستختارين؟”.

ذاهبون وعائدون

حسب بيانات “مراقبة المحاكم العسكرية”، فإن 97 في المئة من الأطفال الفلسطينيين الذين يعتقلون من قبل الجيش يعيشون في قرى صغيرة نسبيا، تقع على بعد لا يزيد عن 2 كم عن مستوطنة ما. يوجد لذلك عدة أسباب؛ أحدها هو الاحتكاك المستمر مع المستوطنين والجنود. “ولكن هناك طريقة مهمة أخرى للنظر إلى هذا الرقم، حسب رأي ضابط في الجيش الاسرائيلي الذي تولى مهمة أن “لا يصاب” المستوطنون، قال هورتون، حسب أقواله عندما يتم تلقي تقرير عن رشق الحجارة فإن الافتراض هو أن من رشقوها هم شباب تتراوح أعمارهم بين 12 – 30 سنة، وانهم جاءوا من القرية الفلسطينية القريبة. ماذا يفعل الضابط؟ يستخدم عميل من القرية، وهذا يخبره بأسماء بعض الشباب.

“العملية القادمة لك هي الدخول إلى القرية في الليل واعتقالهم”، قال هورتون، “سواء كانوا هم الذين رشقوا الحجارة أم لا – وهكذا تكون قد أخفت كل القرية. هذه وسيلة ناجعة لإدارة السكان. عندما يعتقلون شباب بصورة منهجية كهذه، من الواضح أنه سيكون هناك أبرياء، أيضًا. الهدف هو أنه يجب القيام بذلك طوال الوقت لأن الفتيان يكبرون ويأتي أبطال جدد، كل جيل يجب أن يتعلم قوة ذراع الجيش”.

خليل زعاقيق اعتقل في جيل 13

"قرابة الساعة الثانية فجرا سمعت الطرق على الباب، استيقظت وشاهدت الكثير من الجنود داخل البيت. طلبوا منا الجلوس على الأريكة في الصالون دون أن نتحرك. ونادى الضابط عدي، أخي الأكبر، وقال له أن يرتدي ملابسه وإنه معتقل. هذه هي المرة الثالثة التي يعتقلونه فيها. أيضا والدي كان معتقل ذات يوم. فجأة قالوا لي إن عليّ أنا أيضا أن البس حذائي واذهب معهم.

“أخرجونا من البيت وهناك كبلوا أيدينا وغطوا عيوننا. هكذا ذهبنا مشيا على الأقدام حتى الموقع العسكري في كرمي تسور، هناك أجلسونا على الأرض وأيدينا مكبلة وعيوننا مغطاة حوالي ثلاث ساعات. في الخامسة صباحا نقلونا إلى عصيون، في الطريق إلى هناك في الجيب قاموا بضربنا وصفعنا. في عصيون أرسلوني كي يفحصني الطبيب. سألني إذا ضربوني. قلت له نعم. لكنه لم يفعل أي شيء، فقط فحص الضغط وقال إنه يمكن التحقيق معي.

“في الثامنة صباحا بدأ التحقيق معي. طلبوا مني أن أخبرهم من هم الأطفال الذين رشقوا الحجارة. قلت إنني لا أعرف. عندها صفعني المحقق واستمر التحقيق أربع ساعات وبعد ذلك نقلوني إلى غرفة مظلمة لمدة عشر دقائق. ثم أعادوني إلى غرفة التحقيق. لكن الآن فقط اخذوا بصماتي ونقلوني إلى غرفة اعتقال لمدة ساعة. بعد ساعة نقلوني أنا وعدي إلى سجن عوفر. لم أوقع على إفادة، لا على نفسي ولا على الآخرين.

“تم اطلاق سراحي بعد 9 أيام لأنني لم أتهم بشيء، وكان على والدي دفع ألف شيكل غرامة. أخي الأصغر، 10 سنوات، يخاف جدا منذ ذلك الحين في كل مرة يطرق فيها الباب، ويتبول على نفسه”.

طارق شتيوي اعتقل في جيل 14

“كان هذا في نهاية الأسبوع، الساعة الثانية ظهرا. في ذلك اليوم كانت حرارتي مرتفعة، عندها أرسلني والدي إلى ابن عمي في المبنى المجاور، لأنه المكان الوحيد في القرية الذي يوجد فيه تكييف. فجأة جاء الجنود. شاهدوني أنظر إليهم من النافذة، فأطلقوا النار على بوابة المبنى. خلعوا الباب وبدأوا بالصعود إلى أعلى. أصبت بالفزع، عندها ركضت من الطابق الثاني إلى الثالث، ولكنهم اعتقلوني أثناء صعودي وأخذوني للخارج. الجنود لم يسمحوا لي بأخذ معي معطفي. رغم أن الطقس كان باردا وكنت مريضا. أخذوني مشيا على الأقدام إلى مستوطنة كدوميم وأنا مكبل ومعصوب العينين. هناك أجلسوني على كرسي وسمعت أبواب ونوافذ تطرق بقوة، اعتقدت أنهم حاولوا تخويفي.

“بعد فترة من الوقت، نقلوني من كدوميم إلى اريئيل وهناك قضيت 5 – 6 ساعات، واتهموني بأنه قبل بضعة أيام قمت برشق الحجارة أنا وصديقي. قلت لهم أنا لم ارشق الحجارة. في المساء نقلوني إلى معتقل حوارة، وقال لي أحد الجنود إنني لن اخرج من هناك أبدًأ. في الصباح نقلوني إلى سجن مجدو. في السجن لم يكن ملابس سجناء على قياسي، عندها أعطوني ملابس لأطفال فلسطينيين كانوا هناك وأبقوها لمن سيأتي بعدهم. كنت الأصغر في السجن. كانت لي ثلاث جلسات في المحكمة، وبعد 12 يوم، في الجلسة الأخيرة، قالوا لي هذا يكفي. على والدك دفع ألف شيكل غرامة وأن يحكم عليّ بثلاث سنوات مع وقف التنفيذ. القاضي سأل ما الذي أنوي فعله بعد إطلاق سراحي. قلت إنني سأعود إلى المدرسة ولن اصعد مرة أخرى إلى الطابق الثالث. منذ اعتقالي، أخي الأصغر ابن السابعة يخاف النوم في غرفة الأطفال وانتقل للنوم مع والدي”.

أدهم حسون اعتقل في عيد ميلاده ألـ 15

“في عيد ميلادي ألـ 15 ذهبت إلى البقالة في وسط القرية لشراء بضعة أشياء للبيت. الساعة السابعة والنصف مساء دخل الجنود إلى القرية وبدأ الأطفال برشق الحجارة. في طريقي إلى البيت وأنا احمل كيس الأغراض. القوا القبض علي، أخذوني إلى مدخل القرية وهناك وضعوني في جيب. أحد الجنود بدأ بضربي. بعد ذلك كبلوني وغطوا وجهي وأخذوني إلى موقع عسكري في كرنيه شومرون. هناك قضيت ساعة، لم أر أي شيء لكنني شعرت بوجود كلب يقوم بشمي. خفت. من هناك أخذوني إلى موقع عسكري آخر وبقيت في الليل. لم يعطوني طعاما أو شرابا.

“في الصباح نقلوني إلى منشأة تحقيق في اريئيل. المحقق قال لي إن الجنود القوا القبض عليّ وأنا ارشق الحجارة. قلت إنني لم ارشق الحجارة، وكنت عائدا من البقالة. عندها استدعى الجنود إلى الغرفة وقالوا “هو يكذب. لقد شاهدناه وهو يرشق الحجارة”، قلت له أنا حقا لم ارشق الحجارة. عندها هددني بأنه سيعتقل أبي وأمي. ذعرت. سألته، ماذا تريد مني؟ قال: أريدك أن توقع على أن أنك رشقت الحجارة على الجنود. عندها وقعت. طوال هذا الوقت لم التق ولم اتحدت مع محامي.

“صفقتي كانت أن اعترف وأن يحكم علي بالسجن لخمسة اشهر. بعد ذلك خفضوها إلى ثلاثة أشهر بسبب سلوكي الجيد وأطلق سراحي بعد ثلاثة شهور ودفع 2000 شيكل غرامة. في السجن حاولت استكمال دراستي التي خسرتها في المدرسة. المعلمون قالوا لي إنهم سيحسبون علامات الفصل الأول كي لا يضر ذلك برص قبولي لدراسة الهندسة في الجامعة”.

مؤمن الطيطي، اعتقل في جيل 13

“الساعة الثالثة فجرا سمعت طرقا على الباب، عندها دخل والدي إلى غرفتي وقال إن الجنود في الصالون وهم يريدون ان نعطيهم الهويات. قال القائد لوالدي بأنهم سيأخذونني للتحقيق في عصيون. خارج البيت كبلوني وغطوا عيني ووضعوني في سيارة عسكرية. ذهبنا إلى بيت ابن عمي الذي اعتقلوه أيضا. ومن هناك سافرنا إلى كرمي تسور وبقينا مكبلين حتى الصباح.

“في الصباح أخذوا فقط ابن عمي إلى التحقيق وأنا تركوني. بعد التحقيق معه أخذونا إلى سجن عوفر. بعد يوم واحد هناك أعادوني إلى عصيون وقالوا انهم سيحققون معي الآن. قبل التحقيق أدخلوني إلى غرفة وهناك قام جندي بصفعي. بعد أن ضربني في احدى الغرف نقلني إلى غرفة التحقيق. المحقق قال إنني مسؤول عن اشعال الإطارات الذي أدى إلى إحراق الحرش المجاور لبيتي. قلت أنا لم افعل ذلك ووقعت على وثيقة أعطاني إياها المحقق. الوثيقة نفسها مكتوبة بالعبرية أيضا، لكن المحقق قام بملئها بالعربية. وأعادوني إلى سجن عوفر.

“جرت لي سبع جلسات في المحكمة. لأنه في الجلسة الأولى قلت بأنني لا انوي الاعتراف. ببساطة لم افهم ما وقعت عليه وأن هذا لم يكن صحيحا. عندها أرسلوني مرة أخرى إلى التحقيق، وثانية لم اعترف. وهكذا ثلاث مرات تحقيق. في النهاية عقد المحامي صفقة مع النائب العام بأنه إذا اعترفت في المحكمة – الأمر الذي فعلته – بعدها ستدفع عائلتي 4 آلاف شيكل ويطلقون سراحي.

“أنا طالب جيد، أحب كرة القدم، اللعب والمشاهدة. ولكني منذ اعتقالي أكاد لا أتجول في الخارج”.

خالد محمود الصليبي اعتقل في جيل 13

“اعتقلت عندما كان عمري 14 سنة، اعتقلوا كل الأولاد في العائلة في تلك الليلة. بعد سنة اعتقلوني مرة أخرى أنا وابن عملي وقالوا إنني أشعلت الإطارات. هذا حدث عندما كنت نائما. أمي أيقظتني، اعتقدت أن الوقت حان للذهاب إلى المدرسة ولكن عندما فتحت عيني شاهدت الجنود فوق سريري وطلبوا مني ارتداء ملابسي وكبلوني وأخرجوني. كنت ارتدي قميصا قصيرا وكان الطقس باردا في تلك الليلة. عندها توسلت أمي بأن يسمحوا لي بارتداء معطف لكنهم لم يوافقوا. في النهاية رمت المعطف عليّ ولكنهم لم يسمحوا لي بإدخال يدي في الأكمام.

“قادوني إلى مستوطنة كرمي تسور بعيون معصبه وشعرت أنهم يقومون بالدوران بي عبثا. عندما مشيت كانت حفرة في الشارع وقاموا بدفعي إلى داخلها فوقعت. من هناك نقلوني إلى عصيون. وهناك وضعوني في غرفة وطوال الوقت دخل جنود وركلوني. شخص ما مر قربي وقال إذا لم اعترف فسأبقى في السجن طوال حياتي.

"في السابعة صباحا قالوا لي ان التحقيق سيبدأ وطلبت الذهاب إلى الحمام. عيوني كانت معصوبة وقام أحد الجنود بوضع كرسي أمامي فوقعت. التحقيق استمر ساعة وقالوا لي إنهم شاهدوني وأنا أشعل الإطارات وهذا يشوش على الطائرات. قلت إنني لم افعل ذلك. التقيت المحامي بعد الظهر فقط، وطلب من الجنود أن يعطونا الطعام. كانت هذه المرة الأولى التي أكلت فيها منذ اعتقالي في الليل. في السابعة مساء نقلوني إلى سجن عوفر. هناك قضيت ستة أشهر.

في هذه الفترة حضرت أكثر من عشر جلسات في المحكمة وكان هناك تحقيق آخر أيضا، لأنهم قالوا لصديقي في التحقيق انه إذا لم يعترف ويقوم بالوشاية عليّ فسيحضرون امه وسيطلقون النار عليها أمامه. عندها اعترف ووشى بي. أنا غير غاضب منه، هذا هو اعتقاله الأول. وقد كان خائفا”.

غير متوقع، غير عاقل

يكتب اليكس فيشمان في يديعوت أحرونوت، أن الساعة العملياتية للحرب المخطط لها ضد القوة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في غزة، بدأت تقرع في وقت متقدم أكثر مما خطط له. لا توجد هنا حالة المفاجأة الاستراتيجية. إذ انه منذ تسلمه لمنصبه يعمل رئيس الأركان آفي كوخافي بشكل أساسي على إعداد الجيش لهذه الحرب. ولكن توجد هنا “مفاجأة وضعية”: لم يتوقع أحد ان ينفذ أي تنظيم عسكري في غزة مثل هذا الاستفزاز الذي يتطلب من إسرائيل رد فعل قاس حتى قبل الانتخابات.

ابتداء من مساء يوم أمس (الخميس) بدأت غرف العمليات في هيئة الأركان وفي قيادة المنطقة الجنوبية تعمل بوتيرة تدل على التقدير بحدوث تدهور شامل. والجيش ينتظر الأوامر. في الساعات الأولى بعد إطلاق النار يحاولون هنا فهم ما الذي حصل: لم يكن إنذار مسبق بإطلاق نار، لم يحدث أي تصعيد استثنائي في الميدان، بل على العكس. ولفهم ما الذي أدى إلى إطلاق النار يوجد هنا معنى حاسم، والا فنحن في حرب.

لقد حسم الأمر المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات. فقد اتهم علنا حماس بإطلاق الصواريخ نحو مدن في إسرائيل. فضلا عن ذلك، قال، نحن ندعم بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها. بكلمات أخرى: يوجد لإسرائيل ضوء اخضر من الولايات المتحدة للهجوم في غزة.

وبالتوازي أعلن وفد المخابرات المصرية الذي وصل إلى غزة أمس (الخميس) كي يجمل بنود التفاهم مع إسرائيل وإدخال الأموال والمشاريع إلى القطاع عن مغادرته. والمعنى هو أن المصريين أيضا يفهمون بان حماس لم تترك لإسرائيل أي مخرج آخر غير الهجوم، وهم لا يعتزمون تعريض حياة رجالهم للخطر.

أما الجهاد الإسلامي – المشبوه الفوري بمحاولة تعطيل كل تسوية مع إسرائيل – فقد سارع إلى النفي بان يكون المسؤول عن إطلاق الصواريخ. من ناحية إسرائيل يوجد لهذا النفي معنى محدود جدًا. ففي إسرائيل يعرفون بان الجهاد، مثل حماس، تملك صواريخ فجر بعيدة المدى، منذ عقد زمني. وسبق أن تم إطلاق مثل هذه الصواريخ في عمود السحاب وفي الجرف الصامد.

نقطة الانطلاق في إسرائيل هي ان إطلاق نار الصواريخ بعيدة المدى من قطاع غزة لا يمكن أن يتم دون تنسيق مع حماس أو على الأقل بمعرفة التنظيم، المنزرع جيدا في المنظمات المختلفة. بعد نحو ساعتين من إطلاق الصواريخ رفعت حماس المسؤولية عن نفسها بواسطة المصريين. ومعقول جدا الافتراض بان إسرائيل تتابع ما يجري في الميدان كي تفهم هل تبذل حماس بالفعل جهودا للبحث عن منفذي إطلاق النار أم أنها تتظاهر فقط.

شيء ما متطرف، شاذ، كان ينبغي أن يحصل في قطاع غزة في الأيام وفي الساعات التي سبقت إطلاق النار كي يدفع حماس لاتخاذ قرارات بكسر القواعد والمخاطرة بحرب أخرى مع إسرائيل. لا يوجد أي سبيل آخر لشرح هذه الخطوة غير المتوقعة وربما أيضا غير العاقلة، لإطلاق النار نحو إسرائيل، إلا إذا كان البرق أو قوة طبيعية عليا أخرى أشعلت هذه الصواريخ مثلما حصل في إطلاق النار نحو بئر السبع قبل بضعة أشهر.

 في اليوم الأخير لم يتواجد في القطاع فقط أعضاء وفد المخابرات المصرية الذي عرض وثيقة تفاهمات وافقت إسرائيل على بعض بنودها، بل كان هناك، أيضًا السفير القطري، محمد العمادي، الذي جلب معه تعهدا بإقامة سفارة قطرية في القطاع، إقامة مسجد مركزي من أكبر المساجد في العالم، وبالطبع وعد بـ 30 مليون دولار لغزة في كل شهر في النصف السنة القريبة القادمة. كما ان سفير الأمم المتحدة، نيكولاي ملدانوف، لم يغادر غزة إلا أول أمس مع تعهد بإقامة حاويات سولار ضخمة تضمن تشغيل محطة توليد الطاقة.

ولكن حماس، وفي لحظة واحدة، ألقت كما يبدو في سلة المهملات، بكل هذه الوعود والآمال بإعادة إعمار غزة والتي عملت عليها في الأشهر الأخيرة، وأطلقت صاروخين بعيدي المدى نحو إسرائيل دون غاية عملياتية. هذا لا يبدو منطقيا.

وعليه، ربما يجب البحث عن تفسير لهذه الخطوة في خلل ما أو في نوبة أصابت زعماء حماس خوفًا على بقاء المنظمة في الحكم. فالحدث الأكثر دراماتيكية الذي وقع في اليوم الذي سبق إطلاق النار في القطاع كان المظاهرات الكبرى للسكان في جباليا على خلفية الوضع الاقتصادي، في ظل تعابير احتجاجية قاسية ضد منظمة حماس. لقد تم قمع المظاهرات بوحشية من قبل أجهزة أمن المنظمة. ووصف مصدر عليم في القطاع ما حصل في جباليا بانه “نموذج لثورة شعبية”.

تنبع قوة حماس في الشارع الغزي من قدرتها على قراءة المزاج في الشارع الفلسطيني بشكل جيد. وقد فهم قادتها بان هذه ليست مظاهرة أخرى بل مسيرة من شأنها ان تبشر بالربيع الفلسطيني في القطاع فقرروا وقف هذا التدهور من خلال الحل الدائم: توجيه الغضب نحو إسرائيل.

ان الكرة في ملعب إسرائيل. في القدس يمكنهم ان يقرروا بان الحديث يدور عن خلل عملياتي في حماس، فيردوا بشكل مدروس وقصير، ويبقوا للشارع الفلسطيني مواصلة موجة الاحتجاجات ضد قادة حماس. أو ان يبقوا الدفتر مفتوحا، فيضربوا حماس في التوقيت الذي يقررونه، بعد الانتخابات، والا يتركوا لها ان تملي الجداول الزمنية.

كما يمكن لإسرائيل ان تنفذ هجمات جوية متواصلة وقاسية تسبب أضرار جسيمة لمنظومة حماس العسكرية، مما سيجر جولة أخرى من القتال في المنطقة، ستؤدي على أي حال إلى تشويش السير السليم للانتخابات وينتهي برزمة مزايا أخرى إلى غزة. وثمة طريق آخر تكمن في خطوة عسكرية شاملة، برية وجوية، يكون هدفها الوحيد كسر قوة حماس العسكرية وإحلال الهدوء في المنطقة لسنوات طويلة، بثمن عملية برية لفترة زمنية معينة أيضًا.

إسرائيل ستصل إلى هذه الطريق. السؤال المطروح الآن على طاولة رئيس الوزراء هو هل يتم الوصول إليها منذ الآن.

المطلوب رد غير متوازن

يكتب يوآف ليمور في يسرائيل هيوم، أنه بعد سنة حرصت فيها إسرائيل وحماس على خوض مواجهة منضبطة دون كسر القواعد، علق الطرفان، أمس (الخميس)، في دوار غير مخطط. الصاروخان اللذان أُطلقا نحو تل أبيب يستوجبان تغييرا جذريا في الوضع سيتضمن على أي حال بضعة أيام من القتال أيضا.

لم يكن واضحا، أمس (الخميس)، من الذي أطلق الصاروخين نحو غوش دان. ومع أن حماس سمحت في الأسابيع الأخيرة بإطلاق معين من الصواريخ إلى اراضي إسرائيل بهدف التلميح إلى أزماتها، إلا أنها حرصت على أن تكون النار موجهة نحو بلدات الغلاف المجاور لحدود القطاع فقط – وحتى هذا بتقنين. ويحدق التهديد المركزي من البالونات المتفجرة ومن المظاهرات على الجدار، فيما تحرص حماس على عدم رفع مستوى الاحتكاك كي لا تجر إسرائيل إلى رد قاس. بل حاول الطرفان في الأيام الأخيرة، التوصل إلى تفاهمات تمنع المواجهة، وفي هذا الإطار سمحت إسرائيل، هذا الأسبوع، بدخول دفعة أخرى من المال القطري إلى القطاع.

من حاول تحدي سياسة حماس المعتدلة نسبيا (وسياسة إسرائيل) هي الجهاد الإسلامي، التي تتخذ في ظل قائدها الجديد زياد نخالة، خطًا أكثر صقورة وأكثر عنفا، شمل، أيضًا حادث القنص الذي نجا فيه قائد سرية من سلاح المظليين، حين أصابت الرصاصة الخوذة التي يعتمرها. ومع ذلك، لا يزالون في الجهاد، أيضًا يعرفون بان النار نحو غوش دان، ليست الدرجة الأولى، بل الأخيرة؛ ليس لان دماء سكان تل أبيب أكثر احمرارا، بل لان مثل هذه النار هي إعلان حرب – لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهلها.

إذا كانت الجهاد هي المسؤولة فعلًا عن إطلاق النار، فمن المحتمل أن يكون من دفعها نحو العمل هي إيران، سيدتها، على خلفية الضربات التي تلقتها مؤخرا من إسرائيل. أمس (الخميس) لم يكن لذلك تأكيد بعد، ولكن من المعقول أن تبذل الاستخبارات جهدا عظيما في محاولة لربط طهران بالحدث، في إطار الصراع متعدد الجبهات الذي تخوضه إسرائيل ضدها.

وحتى الآن، لا تزال إيران تعتبر في هذه اللحظة بمثابة وجع الرأس الصغير لإسرائيل. المشكلة الأساس هي ما العمل مع غزة. منذ بدأت المواجهات على الجدار في القطاع – في 30 آذار من العام الماضي – بذلت إسرائيل كل شيء كي تمتنع عن مواجهة واسعة: من إدخال الأموال والبضائع إلى القطاع، وحتى توسيع تصاريح العمل والصيد. كما أن إسرائيل تجاوزت المس المنهجي بسيادتها في أثناء إطلاق البالونات والطائرات الورقية ونار الصواريخ، انطلاقا من الفهم بان المواجهة عديمة الهدف الواضح، من شأنها أن تجر إسرائيل إلى ورطة غير مرغوب فيها، تجبي ثمنا باهظا دون أن تؤدي إلى تغيير في الشروط الأساسية في غزة.

إطلاق النار نحو تل أبيب سيلزم إسرائيل على الانحراف عن هذه السياسة، وليس فقط بسبب فترة الانتخابات، التي سيصعب على الحكومة فيها أن تبدو واهنة بعد ضبط طويل للنفس تجاه حماس. فالنار نفسها – في ساعة متأخرة من المساء، عبثا ودون أي سبب ظاهر للعيان – لا يمكنها أن تبقى دون رد قاس وغير متوازن؛ إسرائيل لا يمكنها بعد اليوم ان تكتفي بالهجوم على أهداف فارغة. سيكون مطلوبا منها القيام بعملية واسعة، مؤلمة، سيكون لها ثمن، وبالتأكيد لن تبقي الطرف الأخر غير مبال وستلزمه بالرد.

من هنا، فان من شأن هذه المعركة ان تتطور تقريبا في كل طريق واتجاه. صحيح أنه توجد في الميدان الكثير من الكوابح (ليس فقط المصالح الأساسية لإسرائيل وحماس هي التي تستبعد المواجهة، بل وأيضًا جملة الوسطاء – من مصر وحتى قطر ومبعوث الأمم المتحدة)، ولكن من المشكوك فيه انهم سيكونون ناجعين في الساعات القريبة القادمة. من المعقول ان تتصرف إسرائيل بشدة لم تشهد غزة مثلها منذ حملة الجرف الصامد في 2014، وتدخل أيضًا في استعداد متسارع لإمكانية تفاقم الأمور وضرورة القيام بعملية برية.

بالتوازي، ابتداء من يوم أمس (الخميس)، كان الجيش الاسرائيلي مطالبا أيضا بدفاع قوي. في الاستخبارات قدروا بان النار نحو غوش دان ممكنة، ولكن المواجهة مع حماس تستوجب نشاطا أوسع بكثير – من الدفاع عن عدد كبير من البلدات في مواجهة الصواريخ وحتى نشر منظومة دفاعية كثيفة في منطقة الغلاف لمنع محاولات التسلل إلى البلدات والمس بالمدنيين وبالجنود. صحيح ان الجيش الاسرائيلي أكمل نحو نصف العائق الباطني مقابل القطاع، ولكن ليس بوسعه استبعاد إمكانية أن تكون لدى حماس إنفاق تسلل أخرى – من شأنها أن تستخدمها الآن.

هذه كلها معناها واحد: الاستعداد للمعركة. ليس ثمة شخص يعنى بالموضوع الغزي لم يقدر على خلفية التفجر المتواصل في القطاع بان هذا سيحصل، بل وبالمدى الزمني الفوري، ومع ذلك– فان الاندلاع، أمس (الخميس) فاجأ إسرائيل في وضع يتطلب صحوة سريعة تسمح بجباية ثمن من الطرف الآخر. ان الشكل الذي ستعمل فيه إسرائيل في الساعات الأولى، سيقرر أيضًا استمرارية الطريق؛ الأمر الواضح هو ان هذه المرة توجد فرصة لخلق واقع جديد حيال غزة – وستجد إسرائيل صعوبة في تفسير سبب تفويتها.

 

اخر الأخبار