يا كلمة لم تُقل

تابعنا على:   00:32 2019-02-14

أحمد جمال دبدوب

أحسكَ أبعدَ من عُمر الكَون!
أغربَ من دهشةٍ تأتي في زمن لا يتحملها! 
يا ثُقباً كونياً يَخترقني… حاضرٌ في ابداً
هل أهرب منك…أليك؟

_مُفجع أن يتحقق حضوري في لحظة غُربة في كائن غريب.
مُفجـع أن أتحقّق حيث لا يُمكنني أن أتحقّق حيث لا أتحمل . 
حيث لا تبدو أي روعة! 
هل أقدر ! 
أُحسّ أني مَلسوع…

_عندما بكيتَ ، أحسستُ الدمعةَ تُحرق خَدي ، 
تُلهبني سِياطاً من نار، 
عندما قُلت لكَ : ألتقط دمعتكَ وأشربها ، تَلسعني ، 
تّيار كونيّ يَسحقني ، يَصهرني ، 
أتبدّد في مسامِ خدّكَ، أًتشربكَ ، أكون منكَ ، جزءاً منكَ.

_كيفَ ، وأنتَ الدمع؟ ( يا فَرْحَ قَلبي) ، 
كيف يستحيل الكلُّ جزءاً ، 
كيف يتهيّأ هذا التناقض المُريع؟ 
تبدأ كُلاً فكيف تنتهي جٌزءاً ، 
أم أنَكَ تُريد . تُحبّذ ؟
هل تَتَذوق السُهولة ، 
متى … مُنذُ مَتَى ؟!

_معكَ ، 
يُصبح الجميع في واحدٍ الواحد كُلاً ، 
عندما أتشربكَ دمعاً أَعودُ أليكَ كُلاً ، 
الصعبُ معكَ يصبحُ سهلاً ، 
والفضاء الواسعُ الرهيبُ يُصبحُ قَبضَةَ كَفّ ، 
أنتَ تُـطلق المارد من قُمقُمه ، 
تفتح الأفق لهُ وأمامهُ وفيهِ وبهِ ، 
أنتَ 
الفاعل ، المفعول ، 
القاتل ، المقتول ، 
العاشق ، المعشوق … 
وأنا … أنتَ ، 

_أنتَ… وأنا! 
_المُتَوحّد … المُتَجلي…
_وأشهد أن لا (ألاّ) أحداً إلا أنتَ ، 
لا نار ، لا كون ، لا عدم ، لا وجود، 
لا حياة ولا موت! 
_عندما يتمثلني نُوركَ الصافي ، 
مرآة تعكس وجَهكَ النوري ، الناري … 

_ما أعظَمَ ، ما أَلظى نارك ؟
_دفئُـكَ وَهجُكَ ، 
الأخضر والأحمر والأبيض والأسود و كُل الألوان ، 
تُعطى ناري لَظَاها وفٍعلَها ، 
فامنحني وذوب فيّ ، 
أنصهر فيكَ كٌتلاً جليدية 
دُمتُ ما دُمتَ 
_ يا كلمة لم تُقل! 

أحمد جمال دبدوب 

اخر الأخبار