ذكرى رحيل المناضل إسماعيل خليل شملخ ( أبو خليل)

تابعنا على:   12:33 2019-01-27

اللواء: عرابي كلوب

أمد / غزة: ولد اسماعيل خليل شملخ بمدينة غزة بحي الشيخ عجلين عام 1925م ، التحق بمدرسة الهاشمية في حي الشجاعية ، وكان من التلاميذ المجتهدين النجباء ، ونظراً لبعد المدرسة عن البيت ومتاعب الطريق المؤدية اليها ترك اسماعيل مقاعد الدراسة خصوصا بعد اعتقال اخيه الاكبر منه سناً من قبل قوات الاحتلال البريطاني ، وأخذ في مساعدة والديه في رعي الاغنام وفلاحة الارض والزراعة وصيد الاسماك حيث كان يرافق البحارة وهم يجرون الشباك ويضعونها في القوارب ويدفعون بها الى الماء. انخرط اسماعيل شملخ في الحياة العملية منذ نعومة أظفاره ، حيث رافق والده في ركوب البحر على متن قارب لجلب الملح من بحيرة البردويل في سيناء الى غزة .

ان اهم مدرسة تلقى فيها اسماعيل شملخ تعليمه وتهذيبه هو ديوان عائلة شملخ برواده ، مختلفي المشارب من التياها والنصيرات والترابين والملالحة والحناجرة والغزازوة والجبالية والمهاجرين الى غزة ، حيث كانوا يتحدثون في شتى الامور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والزراعية والمناخية .

لقد القت نكبة عام 1948م بظلالها الثقيلة على الشعب الفلسطيني الذي تم طرده من دياره واملاكه ، فاستقبلهم الناس محاولين تقديم المساعدة لهم ، وحاولت عائلة شملخ ان تبذل قصار جهدها لمساعدة من تقطعت بهم السبل في منطقة الشيخ عجلين او من وصل الى الشاطئ في الرمق الاخير .

خلال العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة عام 1956م عمل الحاج / اسماعيل شملخ واقاربه على توفير المأوى للجنود والضباط المصريين وتأمين الطعام والملابس لهم وتكرر ذلك خلال هزيمة حزيران 1967م اذ استضاف الحاج / اسماعيل شملخ مجموعات من الجنود والضباط المصريين والذين تقطعت بهم السبل .

كان الحاج / اسماعيل شملخ يحرص على انشاء علاقات وطيدة مع شخصيات وطنية ، وشخصيات لديها امكانيات مادية لتساهم في نفقات العمل الخيري لمن تقطعت بهم السبل اثناء الحرب ، وكذلك نفقات العمل العسكري السري ، بعد عام 1967م كان يقوم بتجميع الاسلحة والمتفجرات والذخائر والتي كانت متوفرة في تلك الفترة في قطاع غزة ، وخاصة من مخلفات الجيش المصري في اعقاب حرب حزيران 1967م ، وقام بتشكيل مجموعات عسكرية بقطاع غزة.

قام الحاج / اسماعيل شملخ بتأسيس المجموعة العسكرية (530) والتي تكونت في البداية من خمس افراد ثم انضم اليها افراد جدد ، حيث جسد من خلال انتمائه المبكر لحركة فتح ذلك ، وكان احد رموز قطاع غزة النضالية ، حيث قام ومجموعته بتنفيذ العديد من العمليات الفدائية وكبد العدو خسائر كبيرة .

بتاريخ 17/02/1969م داهم عدد من الجنود الاسرائيليين منزل الحاج / اسماعيل شملخ عند منتصف الليل وقاموا باعتقاله ، حيث مورست عليه ابشع انواع التعذيب واقساها كي يعترف عن العمل الذي يقوم به ، الا انه كان اسطورة بالصمود في اقبية التحقيق ، كما كان اسطورة بالنضال والكفاح المسلح ، ثم هدم بيته في غزة ، وبعد عامين من الاعتقال تم ابعاده قسراً الى الاردن ومنها توجه الى سوريا ولبنان .

في لبنان التحق الحاج / اسماعيل شملخ بالقطاع الغربي ( لجنة غزة) ومارس عمله النضالي والكفاحي من خلال ذلك ، حيث كان من الرجال القلائل الذين حرصوا على ان تفوق افعالهم أقوالهم ، كان متواضعا في طرح قدراته فلا يبالغ في ذلك .

كان عندما يكلف شخص ما او يرسله في مهمة يوطد العلاقة به ويوحي له بالثقة المطلقة ويشرح له طبيعة المهمة ، وكيفية مواجهة الطوارئ والاحتمالات كافة .

كان يحفظ عن ظهر قلب التجارب التي قام بها هو بنفسه وتجارب الاخرين ، ويستخلص العبر من الثغرات في المحاولات السابقة ، خلال اجتياح بيروت من قبل الجيش الاسرائيلي صيف عام 1982م وخروج قوات الثورة ، غادر الحاج / اسماعيل شملخ على البواخر من بيروت متوجهاً الى تونس ، ومارس عمله النضالي هناك بتاريخ 27/01/1986م وعلى اثر حادث مؤسف وقع له في حي الزهراء احد ضواحي العاصمة التونسية ، حيث كان يحاول الحاج اسماعيل شملخ قطع السكة الحديد عند منعطف الشارع الرئيسي واذ بمترو كان مندفعاً بسرعة ، فأطاحت قوة الهواء المنبعثة من المترو بالحاج / اسماعيل شملخ والقت به ارضاً على جانب سكة الحديد ، فأحدثت له اصابة في الراس تم نقله الى المستشفى حيث فارق الحياة .

نقل جثمانه الطاهر من تونس الى القاهرة ، حيث تم الصلاة عليه في مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر ووري الثرى في مقبرة منظمة التحرير الفلسطينية شرق جبل المقطم .

رحم الله المناضل الكبير الحاج / اسماعيل خليل شملخ ( أبو خليل) واسكنه فسيح جناته .

اخر الأخبار