إلهان عمر و"إسرائيل"

تابعنا على:   16:16 2019-01-22

صادق ناشر

لا تنسى وسائل الإعلام الأمريكية كل من ينتقد «إسرائيل» حتى لو مضى على هذا النقد سنوات طوال، وتكشف الطريقة التي تدير بها هذه الوسائل حروبها مع منتقدي الدولة العبرية زيف الحرية والقيم التي تنادي بها الولايات المتحدة ليل نهار، وأكبر دليل على ذلك ما قامت بنبشه هذه الوسائل مؤخراً في مواقف عبرت عنها منذ مدة ليست بالقصيرة، عضوة الكونجرس إلهان عمر، الأمريكية المسلمة من أصل صومالي، التي انتزعت مقعدها في حرب شرسة مع منافسيها خلال انتخابات العام الماضي.
لقد أعادت هذه الوسائل خلال الأيام القليلة الماضية، التذكير بتغريدة نشرتها إلهان عمر على صفحتها في «تويتر» إبان العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة في نوفمبر 2012، عندما قالت فيها «إن «إسرائيل» قامت بتنويم العالم مغناطيسياً، فليوقظ الله الناس وليساعدهم على رؤية ممارسات «إسرائيل» الشريرة».
هذه التغريدة تسببت بحملة شرسة على النائبة الديمقراطية الشابة، تداخلت فيها العوامل السياسية بالعنصرية، التي ترى في إلهان عمر مهاجرة إفريقية حصلت على مكانة لا تستحقها، وفق تغريدة لناشطة أمريكية، التي تشير إلى أنه عوضاً عن إدانتها على هذه التصريحات كافأتها قيادة ديمقراطية، في إشارة إلى سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب، بمنصب في لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس.
تظهر الطريقة التي تتعاطى فيها بعض وسائل الإعلام الأمريكية مع الخصوم عنصرية فجة ووقحة، فمن يتعرض ل«إسرائيل»بسهام النقد، يتم تجريده من الولاء لأمريكا، لكنه في الحقيقة هو الولاء ل«إسرائيل» أولاً.
ينشط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بشكل كبير جداً، حيث تجري عملية رصد لكافة الناشطين في مجال الحريات وحقوق الإنسان، الذين يعلنون عن مواقف معادية ل«إسرائيل»، وتتم محاربتهم بكافة الوسائل، وينطلق اللوبي اليهودي بمواقفه هذه من التأييد الكبير الذي تحظى به«إسرائيل»من قبل الولايات المتحدة والبيت الأبيض، حيث لا تهاجم فقط الشخصيات المعادية للسياسة «الإسرائيلية»، بل والدول كذلك، فالإدارة الأمريكية لا تريد أن تلحق بالعلاقات الجيدة بينها وحليفتها الرئيسية في المنطقة أي سوء، وهي تعمل بكل ما تملك من نفوذ لمنع المساس بالدولة العبرية وقياداتها ورموزها.
لقد دافعت إلهان عمر عن موقفها في وجه وسائل الإعلام العنصرية في أمريكا، عندما أشارت إلى أنها تحدثت بوضوح عن الطريقة التي تدير بها «إسرائيل» حروبها وخصوماتها في المنطقة، فهذه الحروب تحظى بدعم أمريكي كامل، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وتحشد الولايات المتحدة كل إمكانياتها لمنع المؤسسات والمنظمات الدولية من إدانة «إسرائيل»، من خلال استخدامها حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي وبقية المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وأكثر من ذلك منحتها حقاً لا تستحقه، عندما أقرت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس نهاية عام 2017، ناسفة بذلك كل الادعاءات عن حقوق الإنسان وقيم الحرية والمساواة.

عن الخليج

اخر الأخبار