"حَدائِقُ البَراءَة "

تابعنا على:   10:37 2018-12-15

نبيلة جعافرة

من قالَ أنّ الإعاقةَ إعاقةُ الجسد !!؟؟

وأنّ العجزَ عجزُ الحركةِ والأداء !!؟؟

ما العجزُ إلّا عجزَ القلوبِ حينَ ملأتها القسوة فما أنبتت حُبّاً ولا أثمرت عَطاء...
وما الإعاقةُ إلّا إعاقةَ الأرواحِ والعقول حين أدركها الجهل وترعرعت بها الأنانيّة فما أزهرت إلّا مزيداً من التّخلف والضّعفِ وحبِّ الذات.

كثيرون هم أصحّاء الأبدانِ مريضو النّفوس !!؟؟
من امتلكوا أناقةَ الشّكل والمظهر والهيئة ..وافتقدوا جمال القلوب ونقاءَ الأرواح واتّزان العقول...
وعجزوا عن تذوّق طعمِ الحبِّ واحتساءِ نكهته..فما كان لهم في بساتينِ الرّوحِ مكانةً ولا مُتّسعا...
ولعلّهم يمرّون يوماً بِ..

"حدائقُ البراءةِ "

تلك التي نالت ما عجِزَ عن نيلهِ اولئك المساكين الّذين لم ينعموا بالحبّ ولم يتذوّقوا حلاوته .

تلكَ الحدائقُ الّتي.....
تُُزهرُ بما لا نستطيع شراءه....
تمتلكُ ما لا نستطيع امتلاكه...
تُنبتُ حُبّاً لا يذبُل...
تصنعُ أشهى وجباتِ الحبّ...
وتُنتجِ ألذّ أنواعِ الإرادة...
تتوشّحُ الأمل..
لا تحتملُ زيفَ المشاعر...
يملأها الجمالُ بشتّى ألوانه...
تتميّز بالدفئ والنّقاء ...
لا تحمل في دواخلها قسوةً ولا تعرف حقد....
لا تُخفي سَيّء النّوايا.....
لا تتصنّع الحبّ ولا تتكبّدُ عناء النّفاق...
لا تُتقن ارتداء الأقنعة.....
ولا تعرف إلّا الصّدق...
خُلقت على فطرتها وبقيت على سجيّتها...
ترتفع لديها وتيرة الإحساس بمن حولها...فتدركُ الطّيّبين منهم ....ولا يخفاها من يدّعي الطّيبة...
أنعم اللّه عليها بنعمِِ لا نُدركها...
وهبها ما لم يهبنا....
وأعطاها ما فقدنا....
فامتلئت قلوبها إيماناً ...
وعيونها أملاً...
وسواعدها رقّة...
ووجوهها براءة...
فكانَ لها من البراءة وافر الحظِّ ..بينما لم يتعدّى حظّنا منها مرحلة الطّفولة ....إذ تبخّرت مع أول غليانِِ في مواجهتنا قسوة الحياة....

ما أجملها من حدائق...
حدائقُ....

"ذوي الإحتياجات الخاصّة"


الّذينَ نحتاج منهم أن يمطرونا بوابلِِ من دروس الإنسانية....كي يؤدّبوا ما أفسده الدّهر منّا...وما أفسدناه بمحضِ إرادتنا..بجهلنا وعنجهيّتنا وغرورنا وأنانيّتنا....

ويحتاجون منّا دعماً ومؤازرة ..
يحتاجونَ أملاً يُشرقُ بهِ صباحهم...
سواعدَ تُساندُ سواعدهم الرّقيقة...
قلوباً تحتوي قلوبهم البريئة....
يحتاجونَ وجوهاً تبتسمُ لتخبرهم أنّنا فخورونَ بهم وأنهم ما كانوا عقاباً أو نقمة ... بل هدّيةٌ وهبةٌ ونعمة...
ويحتاجونَ عيوناً لا تذرفُ الدّموعَ لأجلهم...بل تمنحهم الثّقة بأنهم قادرون على البقاء والعطاء...

فلنتقاسم معهم الحياة لانهم يستحقّونَ ما نستحِقُّّ من حقوق ...ويمتلكون أجملَ ممّا نمتلكُ من عواطف وأحاسيس ..بل إنهم أقوى منّا إرادةً وعزماً.... يتوغّلونَ صحراءَ الحياةِ رغم قسوتها فيبدعون ويتميّزونَ ويتألّقون.

كلّ عامِِ وهم دائمو الابتسامة....
بقلوبهم الطّيّبة..وأرواحهم البريئة...

لهم وافر الودّ والحب❤❤

وفائق الاحترام والتّقدير...
لذويهم ومعلّميهم ولكلّ من يروي حدائق قلوبهم وأرواحهم بالحبّ والعطاء والأمل..... لتبقى جميلةً مُزهرةً مُضيئة....وتبقى أسوارها قويّةً مانعةً متينة.

اخر الأخبار