السيناريو القديم الجديد

تابعنا على:   15:45 2018-12-12

إياد جودة

ليس بعيدا عنا بالمطلق ما حصل للشهيد ياسر عرفات قبل أعوام ، لقد قرر الاسرائيليون قتله واتهموه بأنه لم يعد شريكا و يدمر عملية السلام . واستمر التحريض ضده لسنوات وبكل وقاحة حتى مهد الاسرائيلي لفكرة قتله وبدء العقل الجمعي العالمي يستوعب تلك الفكرة او حتى جعلوه يتوقعون ذلك الفعل .
ان ما حدث للشهيد ياسر عرفات ليس نهجا غريبا على اولئك الذين قرروا اغتيال عملية السلام منذ بداية انطلاقتها والذين انتبهوا كثيرا الا ان هذا السلام لن يريح الفلسطينيين الا بتجسيد دولتهم عبره . ان فترة ما بعد اغتيال الشهيد ياسر عرفات شهدت كثيرا من الاحداث المؤسفة والتي جسدت بالانقسام الفلسطيني الداخلي الذي كان ولا زال صفحة سوداء في تاريخ شعبنا .
لم تكن اسرائيل تريد ان تنتهي المرحلة الانتقالية من اوسلو بتنفيذ اطارها المتفق عليه ولذلك سعت بكل قوة لضرب عملية السلام وكان شارون مهندس انهاء العملية السلمية والذي كان قد اطلق شرارتها تحت رعاية حكومة باراك في ذلك الحين .
لقد كبل الرئيس محمود عباس الاسرائيليون عبر مواقفه التي اعلنها حول العالم وجاب بها اروقة السياسة العالمية ليعلن في كل المحافل الدولية عن خطته الرافضة للعنف وتمسكه بنهج السلام والاعتماد على الشرعية الدولية والقانون الدولي والحق الفلسطيني فكانت ولا زالت رسالته تسبب الكثير من الارق للإسرائيليين بل وتعمل على بيان كذبهم وضربهم بعرض الحائط لكل المواثيق . ليس غريبا هذا على الاسرائيليين ولكن بالمقابل لقد نجحت سياسة القيادة الفلسطينية في حشد الدعم الدولي والتأييد الدولي للحق الفلسطيني وللرواية الفلسطينية وكان هذا واضحا وجليا في المكاسب السياسية التي استطاع الفلسطينيون حشدها في اروقة الامم المتحدة بأصوات تعبر عن نجاح الدبلوماسية الفلسطينية واختراقها للعقل الجمعي العالمي .
لقد عبرت القيادة الفلسطينية عن حسن ادارتها ونجاع دبلوماسيتها من خلال ما حدث مؤخرا من اسقاط مشروع القرار الامريكي في الامم المتحدة من ناحية وتأييد العالم للمشروع الايرلندي من ناحية أخرى .
لقد بدأت اسرائيل بتغيير سياستها التحريضية باتجاه التحريض والفعل وبدأت تأخذ الحملات ضد الرئيس طابعا مختلفا من حيث تفاعل المستوطنين مع التحريض الحكومي الرسمي حيث بدأ المتطرفين ينشرون صورا للرئيس محرضين على قتله .
ان هذا السلوك الارهابي المدعوم سياسيا من حكومة المتطرفين لا يجب ان يمر علينا مرور الكرام ولا يمكن اعتباره تعبيرا عن رأي او ردة فعل من قبل المتطرفين تجاه انتكاسات حكومتهم السياسية العالمية بقدر ما يجب ان يكون ناقوسا لا بد من التنبه لصوته الذي يذكرنا بما تم مع الشهيد ياسر عرفات .
لقد مرت المؤامرة التي استهدفت الشهيد ياسر عرفات على القادة العرب وكانت في حينه الحكومات العربية مستقرة فكيف هو الحال الان والعرب بهذا الدمار من ناحية و سقوط بعض الدول باتجاه بناء علاقة مع الاسرائيليين من ناحية اخرى . يضاف الى كل هذا انقسام الموقف الفلسطيني السياسي والتدهور الكبير في العلاقات الفلسطينية الداخلية التي تقودنا بكل تأكيد الى انقسام اجتماعي واضح وملموس ورافض للآخر .
آن الاوان لتوحيد موقفنا لحماية شرعيتنا الفلسطينية المتمثلة بشخص الرئيس امام ما يحاك ضده من مؤامرة تستهدفه بشكل واضح .

اخر الأخبار