الأورو متوسطي: الغارات الجوية للتحالف الدولي تستهدف المدنيين بمدينة دير الزور شرق سوريا

تابعنا على:   16:42 2018-11-19

أمد/ جنيف: أدان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، عن استمرار قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في ارتكاب فظائع بحق المدنيين في مدينة دير الزور شرقي سوريا.

وعدّ الأورو متوسطي أن غارات التحالف الدولي أهملت مبدأَ التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ما أدى إلى مقتل 118 مدنياً على الأقل خلال العشرة أيام الأخيرة، نصفهم من الأطفال، إثر القصف العشوائي والغارات التي شنها التحالف على معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي، والذي سيطر على المدنية منذ منتصف العام 2014.

وأكد على أن الحرب واستهداف مقاتلي "داعش" لا يمكن أن يكون مبرراً لاستهداف المدنيين ، منوهاً إلى أن غارات التحالف لا تزال مستمرة في إيقاع عشرات الضحايا من المدنيين من مواطنين سوريين وعراقيين، في قرى وبلدات دير الزور ومحيطها.

وتابع " الغارة الجوية الأكثر دموية بحق المدنيين وقعت قبل يومين وذلك في قرية أبو الحسن القريبة من بلدة هجين في ريف دير الزور، حيث استهدفت الغارة عدداً من المنازل في محيط مسجد القرية، ما أسفر عن مقتل 36 شخصاً، بينهم 17 طفلاً و12 امرأة.

وأقرت قوات التحالف بقيامها بــ 19 غارة في المنطقة السبت، إلا أنها نفت مسؤوليتها عن الغارة التي أدت إلى سقوط مدنيين، مدعية أن التمشيط الذي كانت أجرته للمنطقة أثبت عدم وجود مدنيين فيها.
غير أن شهود عيان أكدوا وقوع الغارة ومقتل المدنيين، فيما ذكر التحالف "رصده تنفيذ إجمالي 10 ضربات إضافية في المنطقة ذاتها لم يكن مصدرها التحالف أو القوات الشريكة".

ودعا المرصد ما سماهم ب "اللاعبين الآخرين" إلى التوقف عن إطلاق نيران بشكل غير منسق عبر نهر الفرات.

وأردف أن غارة مماثلة للتحالف وقعت يوم الأربعاء الماضي واستهدفت بقصف جوي منازل في بلدة السوسة شرق الفرات، ما أسفر عن مقتل 16 مدنياً (12 طفلاً وأربع نساء).

وأكدت المتحدثة باسم المرصد الأورو متوسطي سارة بريتشيت، على أن استهداف المدنيين في دير الزور يمثل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما قاعدة التمييز، التي توجب على القوات المقاتلة التمييز بين المقاتلين والمدنيين، وقاعدة التناسب، التي تفرض على القوات عدم القيام بعملية عسكرية طالما التأثير السلبي على المدنيين سيفوق الميزة العسكرية المتوقعة من العملية، خاصةً أن قوات التحالف تستطيع استهداف مقاتلي داعش بعيدأ عن عائلاتهم أثناء وجودهم في جبهات القتال أو التنسيق.

وبيّنت بريتشيت: "على الرغم من ادعاء قوات التحالف سعيها لتجنيب المدنيين آثار القتال، إلا أن العمليات العسكرية التي تنفذها تبدو عمياء حينما يتصل الأمر بحماية المدنيين".

وأضافت: "هذه الغارات التي استهدفت مدنيين ليست الأولى التي تنفذها قوات التحالف، حيث كانت ارتكبت مجزرتين بشعتين بحق المدنيين في الشهر الماضي، حيث استهدفت مسجدا مكتظاً بالمصلين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في بلدة السوسة بدير الزور في 19 أكتوبر/تشرين الأول، وقبله.

اخر الأخبار