ما بين التكتيك والخطة الاستراتيجية لعبة

تابعنا على:   12:52 2018-11-14

تمارا حداد

زار العمادي القطري قطاع غزة قُبيل عملية التصعيد الاخيرة من اجل تثبيت اركان التهدئة بين الجانبين حماس واسرائيل، ولكن تثبيت " تهدئة " او " هدوء " يحتاج الى قبول الشعب من قبل الطرفين، وبحاجة الى رضا من قبل الفصائل والاحزاب والمعارضين لنجاحه.
فكان الحل لاخراج الاتفاق بصورة جميلة يرضاها الجميع والحفاظ على ماء وجه الطرفين، هو حادثة خانيونس ودخول قوة خاصة ماجلان الاسرائيلية الى القطاع، ليحدث بعدها اشتباكات واستشهاد مجموعة من عناصر القسام وقتلى من وحدة ماجلان ليتدخل الطيران الحربي ومن ثم تم قصف ابنية لكلا الجانبين وفي النهاية خسر الاثنين اما من النواحي البشرية او المادية والمعنوية، لينتهي الامر الى اتفاق " تهدئة " كخطة استراتيجية تلَون ملامح المستقبل بعد التكتيك التصعيدي، لحماية الاتفاق المسبق لعملية التصعيد بين العمادي وحماس وهو التهدئة والتنسيق المستقبلي والانفاق مقابل الاتفاق.
الاتفاق لم يقبله شعبي الطرفين لذا كان بحاجة لعملية تجميلية، كتنسيق العروس قبيل صعودها منصة الزفاف ليشهدوا المعازيم " كم انتي جميلة ايتها العروس " وما يحدث للعروس حدث للاتفاق تمت العملية التصعيدية الاخيرة لاصباغه بصفة انسانية وطنية مقبولة من الجميع دون ان يكون هناك تأليب من قبل جمهور كلا الجانبين، بالرغم ان المواطنين الاسرائيليين خرجوا ضد اتفاق التهدئة الا انه سيتم توعيتهم ان المستفيد الاكبر من الامر هو امنهم والحفاظ على اتفاق التهدئة السبيل الوحيد لراحتهم واستقرار الامن والامان لهم.
وبعد تمرير الاتفاق سيُمرر الاتفاق الاكبر وهي "صفقة القرن" والانفصال التام بين القطاع وغزة دون ردع وقصف بل موافقة ضمنية من قبل الجميع وهنا تنتهي "القضية الفلسطينية"، ومن ثم الامتيازات المعيشية وهي اقصى الثوابت والحقوق التي سينالها شعب ضحى بنفسه وكل ما يملك من اجل الوطن.

اخر الأخبار