كابوس أكتوبر فى إسرائيل

تابعنا على:   14:32 2018-10-20

محمد أمين المصري

 بمناسبة الحديث الإسرائيلى المستمر عن الحرب ضد الجيران، وأى دولة يبدأون بها: سوريا أم إيران أم لبنان، جاء حديث أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين بالصدفة عن حرب اكتوبر المجيدة وكيف أحكم الجيش المصرى خطته العسكرية مستخدما الخداع الإستراتيجى الذى ساهم بقدر كبير فى تحقيق الانتصار. فالمحلل الإسرائيلى قال ما معناه، إن الجيش الإسرائيلى قد عانى حقا مما سماه بـسيناريو التضليل المصرى وهو ما نسميه نحن الخداع الإستراتيجي، وإن المصريين استخدموا هذا السيناريو قبل حرب اكتوبر، فقد تدربوا طوال شهر قبل عبورهم القناة على البر بالقرب من حدود المياه، ورأيناهم يستخدمون خراطيم على المنحدرات التى بنوها ولم نفهم لماذا؟. ويضيف المحلل العسكرى أنهم رأوا الجنود المصريين يتنقلون فى سيارات برمائية بالقرب من قناة السويس، وينطلقون بها نحو القناة ثم يعودون.. ترتيبات الجيش المصرى لم تنته بعد، فقد قام الجنود المصريون كنوع من عمليات التمويه للإعداد للعبور بمناورة واسعة النطاق فى منطقة القناة، والبقية معروفة كما يعترف هذا المحلل العسكرى الذى يبدو كأنه يعيش الكابوس حتى يومنا هذا.
مناسبة كلامى أن الساسة والحزبيين والصحفيين الإسرائيليين يجيدون الحديث عن الحرب، فهم عن بكرة أبيهم وربما لضعف فيهم يواصلون هذا الحديث ليل نهار لتصدير الوهم والخوف للإسرائيليين بأنهم يعيشون الأهوال والمصائب والأزمات والنكبات، وأن كل من حولهم يريد رميهم فى البحر. فى حين أن إسرائيل هى التى تشن الحرب تلو الأخرى على جيرانها، فلم يسلم منها قطاع غزة طوال الفترة الماضية، فتارة تشن ضربات عسكرية مشددة وتخفت أحيانا، ورأينا حروبها المدمرة على لبنان ومنطقة الجنوب ليمتد الى بيروت، وهم يتحدثون حاليا عن تهديدات تأتيهم من الضفة الغربية وهذا تمهيد لضرب مناطق الضفة البعيدة عن الصراع فى الوقت الراهن. مشكلة الجيش الإسرائيلى أنه لم يدخل فى أتون حرب حقيقية وإنما يكتفى بشن ضربات صاروخية وجوية للخصم، وغالبا ما يختار خصما ضعيفا غير مسلح بعد تجربتهم فى حرب اكتوبر، حيث رأوا كيف تكون الحرب الحقيقية ومن ينتصر بها.
عن الأهرام

اخر الأخبار