في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ !!

تابعنا على:   17:03 2018-10-16

عبدالحكيم عامر ذياب

وبيع منزل ال جودة الحسيني للمستوطنين، وسرب عقارهم بعد كل هذا الكم من التحذير الوطني ، والحملات والإجراءات التي اتخذت ، بأن بيع العقار يجب أن يكون بموافقة الأجهزة الأمنية ، وغضب المقدسيين للحفاظ على كل شبر من القدس لصالح الفلسطينيين ، لنصبح جميعاً على صور اقتحام المستوطنين للمنزل ، واعلانهم عن شرائه ، دون أن يعلم أحد ، ودون أن يرى أحد ، ماذا حدث ، وكيف حدث كل ذلك ؟
هذه الجريمة التي وقعت بحقنا ، وبحق وطنيتنا ، وأرضنا ، ومقدساتنا ، من حقنا أن يجيبنا أحد كيف حدث ذلك ؟ كيف بيع العقار على أعيننا جميعاً ، كيف طعن ظهرنا ، وكنا نعتقد أن ظهورنا محمية .
إنها القدس وأرضها ، وعقارها ، إنها عاصمتنا ، وأرضنا ، التي دفعنا ثمنها دماً على مدار أكثر من 75 عاماً من الاحتلال ، إنها القدس التي تسلب منا شبراً شبراً ، ونحن ننتظر أن نتصالح !!
هذه القدس الذي أعلنها الرئيس الأمريكي بكل وقاحة عاصمة لاحتلال لم نعترف فيه ، ولن نعترف ما دمنا شعباً يعرف صغيره قبل كبيرة أنه مطرود ظلماً وحقداً وكراهية من أرضه ، وأن حق العودة مقدس لآخر رمق فينا ، ولن تنتهي قضيتنا مع الاحتلال إلا بتحرير كل الأرض ، إنها القدس التي قالوا عنها عاصمة إسرائيل ولم يصرخ فيهم أحد ، ولم يتحرك أحد ، ولم يقاوم إلا شعبا أعزلاً ، تسلح بإرادته ، ومقاومته ، وحقه .
ولن يقبل أن يمر بيع العقار دون محاكمة وطنية لكل المتورطين .
بدأت حكاية العقار عندما نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية كانت قد أعدته لتكشف عن أن فادي السلامين الناشط الفلسطيني الذي يعيش في أوروبا قد تعاون مع محمد دحلان لشراء البيت بهدف حمايته من بيعه للمستوطنين ، لكن أمراً ما حدث لإفساد الأمر وفشل أمر البيع ، وحجزت السلطة على أموال السلامين ، لتتفتح أنظار الطامعين في المنزل ، حتى ظهر المدعو خالد العطاري الذي قالت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، أنه مقرب من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، وقالت على لسانه أنه اشترى العقار لصالح السلامين ، والذي سرعان ما اختفى بعد أن قام بعملية الشراء ، لكن الرواية بانت أنها مضطربة ، وتحتاج منا للكثير من التدقيق ، ونريد إجابات واضحة ، من طلب منه شراء المبنى ؟ ومن يريد تهويد كل مقدساتنا ؟ من يريد سلب أرضنا ، وممتلكاتنا ؟ .
قصة عقار القدس أصبح قضية رأي عام ، بعدها أصبح قضية تهم المسؤولين في الحكومة الفلسطينية لتفتح فيه لجنة تحقيق ، لكن الإعلام الإسرائيلي نشر الوثائق ليقول للعالم أنه اشترى العقار بطريقة رسمية ، وقانونية ، وهو لا يمارس ضغوطاً على أصحاب الأملاك في القدس ، لكن ما يحدث على أرض الواقع هو إجرام بحقهم جميعاً ، هم ممنوعون من الترميم ، والتملك ، وممنوعون من الصحة ، وحق التعليم بحرية ، هم يعانون من ضرائب قاتلة ، ومن تمييز ، ولا يعاملوا معاملة الإنسانية .
لكن القول الفصل الان أننا أمام جريمة حقيقية ، لا يمكن التهاون بها ، ولا التحقيق بملابساتها ، وأمامنا وثائق ، وأوراق ثبوتية ، وأسماء وأرقام ، وعلينا أن نكون أكثر جرأة لمعاقبة كل الخونة الذين تعاونوا على مثل هذه الفعلة ، وعلينا أن نعرف من هو خالد العطاري ، ومن ورائه ، وكيف اشترك بفي الجريمة ، وأصبح عرابها ، وكيف اشترى ، ثم كيف باع ؟؟ .
وعليه أن يساع لمحكمة وطنية أمام كل الناس للثأر من كل من تسول له نفسه أن يبيع تراب القدس لو بكلمة ، وعليه أن يحاسب هو وأمثاله ليكون عبرة ، ولنثأر لدماء كل الشهداء الذين دفعوا دمهم ثمناً للأرض .
علينا أن نعيد حرارة صدورنا ، وأن نعود لنهتف أين الملايين ، والشعب العربي وين ؟ .
علينا أن نقاوم حتى اخر رمق ، وأن لا ندع مجالاً للشك أننا طوعنا ، فلم نطوع ولدينا أشبال يستشهدون على الحدود في غزة ، وفي شوارع الضفة ، وفي مقدسات القدس ، لنعود إلى زمن جميل ، كان فيه الشبل الفلسطيني له هيبته ، ومحمل بقدرته الوطنية على إقناع الجميع أننا أصحاب الحق الذي لم ولن نتنازل عنه في أي حال من الأحوال .
انتفضت غزة ، والضفة ، وفلسطينيو الشتات في كل مكان حين أعلن ترامب القدس عاصمة للاحتلال ، وفينا شهداء ما عرفوا إلا صدق القضية ، وعهد الله ، وبيننا أسرى كانوا مثالاً للمقاومة والوطنية ، ولا زالت قلوبنا تنبض بفلسطين .
نحن شعب طيب الأعراق ، فلسطيني المتنفس وإن هجرنا أو توهنا ، أو حاولوا أن ينسونا التاريخ ، لكنهم لا يعلمون أن كل ذلك يرضعونه أبناءنا من حليب أمهاتهم ، فاللاجئ لاجئ حتى يعود إلى أرضه ولو بعد أكثر من خمسه وسبعون عاماً ، ولنا موعد مع الأرض ، والمقدسات شاء من شاء وأبى من أبى .
وعلينا أن نلتفت لخياراتنا الوطنية ، نلتف حول وحدتنا ، فهي الحل الوحيد لإعادة البوصلة الوطنية ، وإعادة الأمل لقلوب أبناءنا ، وإعادة الثقة لصدورنا أنها قضية فلسطين ، قضية العدل ، وقضية الحق ، وغير ذلك هراء .
يجب متابعة مجريات التحقيق باشراك المقدسيين ، والقوى الوطنية ، بجدية تامة ، دون الاستهتار بها ، ومتابعة مستجداته مع كل الشعب اعتباراً أن هذا حقنا جميعاً لمعرفة كل تفاصيل الحادثة ، ومعرفة كل إجراءات العقوبة بحق المجرمين ، ليعرف كل العالم أننا لا نستهين ببيع أرضنا ، أو التفريط بها ، أو احتلالها ، علنا نتعظ مما يدور حولنا ، ونحن رجال ما استقوت علينا جيوش !! .

اخر الأخبار