"فتح"..والغضب القادم؟!

تابعنا على:   11:57 2018-10-03

كتب حسن عصفور/ فجأة، وبلا أي تمهيد سياسي، أعلن الناطق الصحفي بإسم حركة فتح، مساء يوم الجمعة، أنه آن أوان الثأر لجريمة مقتل الأطفال السبعة في قطاع غزة، برصاص قوات الاحتلال..ودعا لعدم مرور تلك الجريمة مرور الكرام، وكرر ذات القول في يوم تال..

وتعلن قيادات مركزية من الحركة التي يترأسها محمود عباس، الى أن المجلس المركزي "القادم"، وهو لا يمثل الكل الوطني، تغيب عنه قوى رئيسية كحماس والجهاد والشعبية، سيكون محطة فاصلة لتنفيذ قرارته في "فك الإرتباط" بإسرائيل..

وبلا أي تمهيد سياسي، فالتصريحات الداعية لـ"الثار" لشهداء جمعة إنتفاضة الأقصى، وفك الإرتباط بدولة الكيان، لا تجد لها اي مصداقية، بل لا تتوافق مع تصريحات رئيس الحركة ذاته، ولو إفترضنا أن هناك "موجة غضب" ستحل محل "موجة السكون العام"، فهل حقا يمكن لفتح (م7) أن تقوم بعملية ثأر لشهداء الجمعة، وكيف سيكون ذلك، وقبلها أين سيكون..

لو أن "الثأر الوطني" وفقا لهذا الناطق، هو جزء من منهج الحركة راهنا، فذلك يتطلب تعريفا واضحا، هل يشمل إستخدام السلاح والمقاومة المسلحة ضد جيش المحتلين وأدواته التنفيذية لمشروعه التهودي في الضفة، ام أنها ستكتفي بالمناشدة بـ"التي هي أحسن"، وفق "رؤية عباس الإستراتيجية للسلام" ومبادئ "المقاومة الذكية"..

هل سنرى قيام "قوات الحركة المسلحة" في قطاع غزة بعملية ثأر عبر وجبة صواريخ من طراز "عباس 1"، على البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، كخطوة ردع وثأر لدماء الشهداء..

هل حقا تدرك فتح أن تصريحات "الثأر"، لو بقيت في سياقها اللغوي، ليست سوى إضافة للسخرية التي أنتجها تصريح رئيسها عندما وصف الأجنحة العسكرية للفصائل بأنها "ميليشيات"، مقدما خدمة مجانية لدولة الكيان في تشويه أحد اعمدة الردع الوطني، ولا نعلم هل يعتبر "بقايا جناح فتح العسكري - كتائب شهداء الأقصى"، جزءا من تلك المليشيات أم لها تصنيف مختلف..

ومن المفاجأة اللغوية بالثأر، الى "خدعة فك الإرتباط" بدولة الكيان، التي تروج لها بعض شخصيات فتحاوية لم تنطق يوما كلمة حق وطنية، لكن لنفترض أن الصدق بات إستثناءا لها، فهل يمكن ان تتجرأ فتح ورئيسها حقا بـ"فك كلي لأشكال الإرتباط"، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي بعد 3 سنوات..

وفقا لما تعلنه أوساط تنفيذية مجلس المقاطعة، فالمجلس بات على الأبواب، ولم يبق سوى أيام لعقده ليقرر ما يفترض انه "قرارات تاريخية"، وإعلان الدولة في مرحلة نوعية جديدة، فهل هناك أي مؤشر سياسي يمكن الإستدلال منه على ما يقال في وسائل إعلام سلطة فتح برام الله..

هل حقا يمكن أن تعلن فتح ورئيسها قيام دولة فلسطين، وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012 بديلا لسلطة مؤقتة، إنتهى مفعولها السياسي وفقا للمتفق عليه، منذ سنوات بعيدة، وإنتهى دورها الرسمي منذ إغتيال الخالد أبو عمار، وقانونا منذ قرار سبتمبر 2012..

ما هي المؤشرات السياسية التي تمنح تلك المقولة أي جانب من الصدق، مضافا لها، هل ستجرؤ فتح (م 7) وقياداتها ورئيسها، أن تتوقف عن التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال وكذلك مع المخابرات المركزية الأمريكية، وتتوقف عن مطاردة كل معارض للمحتل ولعباس، وهل ستبدأ "عهد جديد" لتننقل من "التنسيق الشمولي مع العدوين" الى التنسيق الأشمل مع الداخل الوطني"، هل حقا فتح إستعدت لتلك "الخطوة النوعية..

 وقبلها هل قيادات فتح دخلت في رحلة المواجهة لما بعد هذه الخطوة، والتي تحمل فيما تحمل مصادرة كل "الإمتيازات الشخصية" التي لها بفضل إستمرار "التنسيق الأمني"، بما يشمل البطاقات الهامة جدا، والمرافقين المسلحين والسفر عبر ترتيبات خاصة، وما يمكن ان يرافقه بقيام المخابرات الإسرائيلية بنشر كشوفات مالية لكثير من تلك القيادات، وتسجيلات صوتية مصورة حول لقاءات سابقة معها  قالت ما  لا يقال..

هل إستعدت فتح جديا لليوم التالي لقرار فك الإرتباط، بما يمكن ان يكون حصار مكتب عباس ومنزله، ومنعه من الحركة وفتح ملفات نجليه ياسر وطارق في مختلف المجالات..

هل إستعدت فتح لليوم التالي بترتيبات "مواجهة شعبية شاملة"، بما يتطلب تشكيل وحدة مقاومة مع قوى وطنية ترتضي العمل المشترك..

ولن نذهب بعيدا الى الحديث عن فك الإرتباط الإقتصادي والمالي، وسنترك بابا دوارا لهذه المسألة المعقدة بحكم واقع الإرتباط الخاص، مع ان بالإمكان إلحق  أذي فعلي بالمحتلين، عبر هذا الباب أيضا بقليل من الفعل الجاد..

هل جهزت فتح مؤسسات السلطة لتكون مؤسسات دولة بالمعني المعلوم، وما يتطلبه ذلك من فعل مواجهة سيكون..

وقبل كل ذلك هل أعادت فتح موقفها من كل مختلف مع رئيسها سواء داخلها أو خارجها، ووقف كل أشكال الجرم الإنساني ضدهم..

وبمناسبة  الإستعداد لدخول مرحلة "التحدي الكبير"، لماذا تجاهلت فتح إعلاما وناطقين ومجعجعين ذكرى المواجهة الكبرى في أكتوبر عام 2000 وتناست كليا قائدها الرمز الشهيد المؤسس أبو عمار..معقول الذاكرة أصابها "فيروس الحقد العباسي" أيضا!

أسئلة تتطلب التفكير، وربما الرد، قبل أن يقوم البعض بحفلة "ثرثرة كلامية"، سينكشف حالها خلال أيام لا أكثر..

مش غلط إحترام عقل الشعب الفلسطين أيها "المثرثرون"..!

ملاحظة: شخص يحتل رقم 3 في هيكل ترتيبات فتح (م7) بيقول بأنه لا عقوبات على غزة، بل أزمة إقتصادية..طيب يا "أبوالعريف" هاي الأزمة ليه ما طالت الضفة وموازنات قيادة فتح..قف وفكر لو لسه في قدرة!

تنويه خاص: مركز الإحصاء الفلسطيني "حكومي" نشر بيان قال فيه، أن 11 % فقط من سكان قطاع غزة يشربون مياه صالحة للشرب مقابل 95 % في الضفة..شو تعريف العنصرية صحيح!

اخر الأخبار