الرئيس الإيراني: لن نصمت حيال السياسة الأمريكية بفرض العقوبات على إيران

تابعنا على:   18:31 2018-09-24

أمد/ طهران: ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن التنفيذ الكامل والصحيح للاتفاق النووي هو رمز إثبات حسن نوايا الأطراف المعنية بالاتفاق خاصة أمريكا.

وتابع روحاني في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست"، أن سياسة أمريكا الخارجية ليست قائمة على الحقائق السائدة في إيران والمنطقة و كذلك العالم ولا تعتمد حتى على مصالح أمريكا بل أن تلقيها معلومات خاطئة عن إيران من الجماعات الإرهابية والكيان الصهيوني أدى إلى استنتاجات خاطئة وغير دقيقة بشأن تطورات ايران مما أصابت الساسة الأمريكان بالوهم إلى درجة يشعرون بأنهم سيتمكنوا من الحصول على تنازلات من إيران عبر توجيه تهديدات ضدها بفرض العقوبات عليها.

وشدد على أن الشعب الإيراني أثبت أن الضغوطات الخارجية زادت من انسجامه كما أن أمريكا وقبل التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى بقيت عاجزة عن فرض آرائها على الشعب الإيراني، وفي النهاية هي التي غيرت مسارها وتوجهت إلى إجراء المفاوضات.

وأردف "أننا أكدنا على أهمية الحفاظ على مصالحنا عبر الاتفاق النووي وفي حال ضمان هذه المصالح سنبقى فيه رغم انسحاب أمريكا منه وإلا سنتوجه إلى انتهاج سلوك آخر وأكدنا أن منطقنا شفاف وقائم على ضرورة انتفاع جميع اعضاء الاتفاق بالفوائد التي ينص عليها".

وأكد على أن التزام الصمت أمام غطرسة أمريكا هذه ولجوئها إلى ممارسة الضغوط على دول العالم لوقف علاقاتها التجارية مع إيران يتعارض والقوانين الدولية بشكل واضح ولا يتماشى مع أي منطق، لذلك لن نبقى متفرجين حيال هذه السياسة.

وأوضح أننا قلما شهدنا مثل هذا التباين الذي نشهده اليوم في مواقف أمريكا وحلفائها الأوروبيين تجاه الاتفاق النووي وهذا يعود إلى موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيال الاتفاق وانتهاجها دبلوماسية نشطة في هذا المجال.

ولفت روحاني في مقال إلى العرض الأمريكي بإجراء مفاوضات مع إيران دون أي شروط مسبقة ووصفه بأنه يفتقر إلى المصداقية، متسائلا: هل نصدق هذا العرض الأمريكي أم تصريحات وزير خارجيتها الذي اشترط فيها إجراء المحادثات مع إيران بتحقيق بعض قضايا، نعتبرها إساءة واضحة للشعب الايراني؟.

وأمضى متسائلا: كيف يمكننا أن نثق بأمريكا بينما هي لا تلتزم بتعهداتها الدولية وانسحبت من اتفاق صادق عليه مجلس الأمن وتحذر باقي الدول المعنية به من مغبة تنفيذ بنود الاتفاق؟

وتساءل: ما هو مبرر أمريكا في فرض قيود على الشعب الإيراني خاصة في مجال حصولها على الأدوية أو حرمانه من شراء الطائرات؟ يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد الثأر من الشعب الإيراني، وأن مزاعمها حول دعم الإيرانيين فارغة تماما.

وأعرب روحاني عن ثقته بأن أمريكا لابد لها أن تغير سلوكها، وأضاف أن محادثاتنا مع شركائنا التجاريين جارية وتبشر بفتح آفاقا مشرقة أمامنا في تعاطينا على الصعيد الدولي وأن رفض غالبية دول العالم لسياسة أمريكا المتفردة بات حقيقية تتضح معالمها يوما بعد يوم.

وبيّن أنه يمكن نواجه بعض المشاكل مع شركائنا الاقتصاديين على المدى القصير إلا أن كلا الجانبين يعملان على معالجة هذه المشاكل.

وأكد على أننا طالما دعونا للحوار واعتماد المنطق، ومن هذا المنطلق شاركنا في المفاوضات النووية وخرجنا منها مرفوعي الرأس، وبناء على ذلك نقول أن التنفيذ الكامل والصحيح للاتفاق النووي هو رمز أثبات حسن نوايا الأطراف المعنية بالاتفاق خاصة أمريكا.

وأعلن خلال المفاوضات النووية إننا إذا شهدنا حسن نوايا من الجانب الآخر سيكون المجال مفتوحاً أمام إجراء محادثات حول باقي القضايا ذات الاهتمام المشترك إلا إنه وللأسف أن سلوك أمريكا الخاطئ في تنفيذ الاتفاق يكشف عن عدم التزامها بتعهداتها الدولية".

وفي ختام مقاله شدد روحاني على أن الشعب الإيراني وعلى مدى 250 عاماً لم يقم بأي اعتداء على اي دولة وقاوم في الوقت نفسه الاعتداءات والتدخلات الاجنبية موكدًا أن: ارساء أسس السلام هو سلاحنا و كما نقف بوجه المعتدين نكون جادين في تحقيق السلام ونرحب بأي مبادرة سلمية وصادقة وحقيقية في هذا المجال.

اخر الأخبار