عين على الوطن

تابعنا على:   13:45 2018-09-24

حمادة فراعنة

تنفيذاً لأجندتها الوطنية المبرمجة، نفذت جمعية الحوار الديمقراطي الوطني الأردنية رحلة عمل للعقبة في سياق برنامجها التثقيفي التراكمي المتواصل المعنون « اعرف وطنك أكثر تحبه أكثر «، فقد سبق لها وقادتنا إلى البتراء والأزرق وعجلون ووادي رم والبحر الميت وجرش وها هي تضم العقبة إلى سجلها .
لم تكن رحلة العقبة كسابقاتها مجرد الترويح عن النفس والخروج عن يوميات المتاعب، وهموم الاقتصاد، وتداعياته من غلاء وإفقار وتفاقم البطالة، وعن الحروب البينية العربية وأثارها التدميرية على سوريا واليمن وليبيا والعراق ومن قبلهم الصومال، والشعور بالغثيان لاستمرار الكارثة في فلسطين وتراكم سنوات النكبة التي تجاوزت السبعين عاماً، وحرمان نصف الشعب الفلسطيني من حقه في العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع، وإلى كافة المدن والقرى التي طردوا منها ومازالت مسكونة في ضمائر وعقل ليس فقط لدى الجيل الذي عاش النكبة بل أولادهم وأحفادهم وتطلعاتهم المشروعة ويقظتهم في إستعادة ممتلكات عائلاتهم في فلسطين وعليها كواجب وطني وقومي وحق إنساني مفروض وملزم .
لم تكن رحلة العقبة ترويحية وحسب، بل تعليمية بروح البحث والتحري والتدقيق، ولهذا لم يكن صدفة أن عقل بلتاجي ومحمد صقر مازالا لهما الأفضلية فيما فعلاه وأنجزاه لدى أهل العقبة يذكرون لهما مظاهر متقدمة من العمل والبناء وتواصل حي، واحتكاك مباشر، مع أهلها وفعالياتهم.
ربى القسوس مديرة السياحة لم تفارقنا وأعطتنا من الجهد والتوضيح والمتابعة أكثر مما نحتاج، ووزارة الشباب أعطتنا معسكرها البيتي لثلاثة ليالي، ووزارة السياحة قدمت حافلة « جت « بلا مقابل دعماً لبرنامج اعرف وطنك، مما يُشكل معرفة وحوافز للأحزاب والأندية والجمعيات المماثلة للاستفادة من الخدمات الحكومية إذا تساوقت وتتطابقت برامجها وأهدافها مع برامج الدولة الوطنية وتطلعاتها.
زرنا القوات البحرية واستمعنا لعرض مهامها في حماية حدودنا وامننا، ونادي الزوارق الملكي ورحلة البحر، ومعرض الأحياء البحرية، وجامعة العقبة، والأسواق الشعبية، ونشاطات الشبيبة، وأغاني البحر، وثراء العقبة بالحضور الشعبي من المدن والمحافظات الأردنية وافتراشهم الحدائق والساحل مع ضيق الخدمات وفقدانها، في دلالة على رغبة الأردنيين في التحرر من المتاعب وتجاوز الفقر وحاجتهم للفرح والشاطئ وانحيازهم للحياة، بينما قلعة العقبة مغلقة مع متحفها، وتقصير فادح من دائرة الآثار، وفاضح بعد أن تحول المحيط المجاور لهما إلى مكرهة صحية.
العقبة التي نراهن عليها كي تكون أداة جذب سياحي الأقرب إلى البتراء ووادي رم، والإطلالة الأردنية الوحيدة، ومتنفس فقراء بلدنا على الفرح والبحر والحياة، تحتاج إلى ما هو أرقى وأعذب، وإلى تفانٍ يرتقي إلى مكانة عقل بلتاجي ومحمد صقر وأمثالهما، لا أن يشعر الموظف المعين بدرجة محافظ أو مفوض أنه مُعاقب أو أنه رجل أمن فالأجهزة قادرة وناجحة على تحقيق فعل الأمن ومتطلباته، وبالمناسبة لماذا لا يكون للعقبة رئيس بلدية ومجلس منتخب أسوة بباقي بلديات المملكة.
ولماذا نتوهم أن متطلبات التطوير تتعارض مع حقوق الناس الدستورية والقانونية في الانتخابات، واستمرار عقلية التعيين، فها هو التعيين لم يوفر لأهالي العقبة النظافة والخدمات الضرورية لدى أكثر المناطق والمشاريع الملحة والبرامج الترفيهية حساسية ووطنية وشعبية.
الشكر لرومي الملكاوي ابن الشركة اليابانية الذي قدم لنا شرحاً وافياً عن استثمارات التعدين باعتبارها إحدى شركات الفوسفات الناجحة التي توفر عملاً ودخلاً وعملة صعبة، ولصديق الجمعية فارس الفيومي الذي لم يبخل علينا وأكرمنا وفاء للعقبة وأهلها، ولفندق المنارة - سرايا العقبة كتحفة خدماتية غير عادية.
كنت في دبي، فلماذا هناك خدمات أوروبية متطورة وناس منضبطون؟ هل المال وحده مصدر النظافة والتنظيم والتقدم أم أن الإنسان هناك متقدم وعندنا ليس كذلك؟؟
[email protected]

اخر الأخبار