قصة قطار السيسى!

تابعنا على:   14:23 2018-09-20

مكرم محمد أحمد

ما من جدال فى أن مهمة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أن لبى نداء جماهير ثورة 30 يونيو كانت مهمة مليئة وحافلة بالأحداث والمصاعب والتحديات، سواء فى السنة الانتقالية التى تولى فيها المستشار عدلى منصور رئاسة الدولة بموجب قرارات 3 يوليو 2013 أو على مدى السنوات الأربع التالية التى أعقبت انتخاب السيسى رئيسا للجمهورية بأغلبية شعبية كاسحة كانت أشبه برسالة قبول من الشعب على ركوب قطار جديد نحو المستقبل يتولى قيادته السيسى، مدعوما بتفويض شعبى لتجديد خطوط السير وتحديث كل آليات العمل التى تضمن سيرا آمنا للقطار الجديد.

وبعيدا عن ادعاء المعرفة بالخبايا والأسرار فى كواليس سدة الحكم فإن كل المؤشرات تؤكد أن السيسى عندما ارتضى أن يجدد قطار العمل الوطنى حتى يستطيع قيادته بأكبر قدر من الأمان فإن الرجل لم يعرف الراحة طوال 5 سنوات متصلة، كانت كلها مليئة وحافلة بالمشاورات والاستشارات اللازمة قبل الذهاب إلى ما عشناه من نتائج مهمة على صعيد استعادة الأمن والاستقرار وما عيشناه أيضا من قرارات جريئة لإصلاح وتصحيح المسار الاقتصادى وإعادة بناء مؤسسات الدولة على قواعد صلبة من الكفاءة والنزاهة والشفافية ورفض الفساد.

لم يبتهج السيسى بركوب قطار جديد يضمن له راحة وهدوءا وسفرا آمنا وهو مسترخيا داخل قمرة القيادة وإنما مضت هذه السنوات فى أتون عمل جبار يرتكز إلى تبادل صريح للآراء والأفكار مع أهل الحكمة والخبرة فى جميع المجالات.. وهنا يجوز لى أن أقول: إن الذين تعاملوا مع السيسى مباشرة يعرفون قدرته الفذة على النفاذ إلى دواخل الآخرين ومعرفة اتجاهاتهم وتحديد درجة الثقة بهم من خلال منهج فى التواصل مع الآخرين يخلو من أى تكلف أو تصنع، ويدلف مباشرة إلى عمق المطلوب دون مقدمات بها لف أو دوران!

وأظن أن قصة قطار السيسى لم يحن بعد أوان الحديث الكافى عنها لأن التفاصيل كثيرة والأسرار متعددة.. والسيسى وحده هو المفوض بالحديث عنها فى الوقت الذى يراه مناسبا.. وظنى أن هذا الوقت ليس ببعيد!

خير الكلام:

<< من كان فى نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر!

عن الاهرام

اخر الأخبار