التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة المحتلــة (16 – 29 أغسطس 2018)

تابعنا على:   19:16 2018-08-30

أمد/ واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي (16/8/2018- 29/8/2018)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، استمرت تلك القوات في استخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة منذ تاريخ 30/3/2018، حيث سقط الآلاف ما بين قتيل وجريح منذ ذلك التاريخ، فضلا عن أعمال القصف المدفعي للأراضي الزراعية، وسط تشديد الحصار المفروض منذ نحو 12 عاما، وملاحقة الصيادين في عرض البحر. وفي الضفة الغربية أمعنت قوات الاحتلال في الاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المسلحة المميتة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية التي جرى تنظيمها ضمن فعاليات (مسيرة العودة وكسر الحصار) في قطاع غزة، والذي يشهد منذ تاريخ 30/3/2018 مسيرات سلمية على المنطقة الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع. ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير (اثنين) من المدنيين الفلسطينيين. وأصابت تلك القوات (241) مدنياً، منهم صيادا أسماك، وبينهم (52) طفلاً، و(6) نساء، و(5) مسعفين، ووصفت إصابة (10) منهم بالخطيرة. وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي (14) مدنيا فلسطينياً، بينهم (4) أطفال، فضلاً عن إصابة متضامنة من الجنسية النرويجية مرتين.

ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 17/8/2018 اثنين من المدنيين الفلسطينيين أثناء مشاركتهما في مسيرات العودة وكسر الحصار، على الحدود الشرقية للقطاع. قُتِلَ الأول، وهو المواطن سعدي أبو معمر، 27 عاماً، شرق بلدة الشوكة، شرق مدينة رفح، بعد إصابته بعيار ناري الرأس. وقُتِلَ الثاني، وهو المواطن كريم أبو فطاير، 28 عامًا، في محيط تلة أم حسنية شرق مخيم البريج في المحافظة الوسطى، بعد إصابته بعيار ناري في الرأس أيضاً.

وفي إطار استخدامها القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين على حدود القطاع، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوعين اللذين يغطيهما هذا التقرير (239) مدنياً، بينهم (52) طفلاً، و(6) نساء، و(5) مسعفين، ووصفت إصابة (10) منهم بالخطيرة.

وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، شرق المحافظة الوسطى النار (4) مرات تجاه الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي المذكور. وفي حين أنه لم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المزارعين الذين كانوا يعملون داخل أراضيهم الزراعية، إلا أنهم أضروا لمغادرة المنطقة خوفا على حياتهم.

وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد وتيرة اعتداءاتها ضد صيادي الأسماك الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. وخلال هذا الأسبوع رصد المركز (4) اعتداءات على الصيادين، (اثنان) منها شمال القطاع، وواحد وسط القطاع، وآخر جنوبه. أسفرت تلك الاعتداءات عن اعتقال (6) صيادين، وإصابة اثنين منهم بجراح، ومصادرة (3) قوارب صيد.

وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير (14) مدنيا فلسطينيا، بينهم (4) أطفال، فضلاً عن إصابة متضامنة من الجنسية النرويجية مرتين خلال مشاركتها في مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية، شمال شرقي مدينة قلقيلية.

* أعمال التوغل والمداهمة:

خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (98) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (10) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها.  أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (68) مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم (13) طفلاً وصحفي واحد في الضفة الغربية، فيما اعتقل (24) مواطنا آخرون، بينهم طفل وامرأة واحدة، في مدينة القدس وضواحيها.

وفي قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 21/8/2018، مسافة تقدر بحوالي 70 متراً، شرق عبسان الكبيرة، شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، ونفذت أعمال تسوية وصيانة للسياج الحدودي، وذلك قبل أن تعيد انتشارها داخل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

إجراءات العقاب الجماعي:

في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد عائلات المواطنين الفلسطينيين الذين تتهمهم بتنفيذ أعمال مقاومة ضدها، و/أو ضد المستوطنين، هدمت تلك القوات منزل عائلة الطفل محمد دار يوسف، 17 عاماً، في قرية كوبر، شمال مدينة رام الله. المنزل مكون من طابق واحد، ومقام على مساحة (100م2)، وتقطنه عائلة قوامها (3) أفراد، بينهم طفلة واحدة. يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت الطفل المذكور بتاريخ 26/7/2018 أثناء تنفيذه عملية طعن داخل مستوطنة “آدم” المقامة على أراضي قرية جبع، شمال شرقي مدينة القدس المحتلة، وأسفرت في حينه عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بجراح، وما تزال تلك القوات تحتجز جثمان الطفل المذكور.

* إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة:

فعلى صعيد جرائم تجريف المنازل السكنية والأعيان المدنية الأخرى، جرّفت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 29/8/2018، محلاً تجارياً في حي عين اللوز، في بلدة سلوان، جنوب البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة. وأفادت عائلة سمرين أن شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة اقتحمت مطبعة المواطن عز الدين سمرين في حي عين اللوزة، وشرعت بهدمها، بحجة بنائها دون ترخيص. وأضافت العائلة أن مساحة المنشأة تبلغ حوالي (70م2)، وهي مستأجرة ويملكها بالأصل المواطن عمر عوني صيام. وأشارت العائلة إلى أن طواقم البلدية كانت قد حضرت قبل نحو شهرين وصوّرت المنشأة التجارية، ثم سلّمت العائلة إخطاراً بالهدم، مؤكدة إلى أن عائلة صيام كانت قد أوقف قرار الهدم عبر محاميها، لكن البلدية جاءت اليوم وهدمت المطبعة.

وعلى صعيد الاستيلاء على ممتلكات المدنيين الفلسطينيين لصالح الجمعيات الاستيطانية، ففي تاريخ 27/8/2018، اقتحمت مجموعة من المستوطنين، وبحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حي الشيخ جراح، شمال مدينة القدس الشرقية المحتلة، واستولوا على قطعة أرض تعود للمواطن عبد الرزاق الشيخ. وأفاد عضو لجنة أهالي حي الشيخ جراح، هاشم بدر، أن قوات من شرطة الاحتلال، اقتحمت برفقة ممثلين عن ما يسمى “القيِّم العام – حارس أملاك الغائبين”، الحي المذكور، وقاموا بالاستيلاء على قطعة أرض تبلغ مساحتها 50 مترا مربعا، وتقع مقابل منزله المتاخم لـ”كبانية أم هارون “. وذكر أن جرافة شرعت بتجريف الأرض، وقلع الأشجار والأشتال المزروعة، علما أنه تم الاستيلاء على الأرض بدون أي إجراء قضائي، حيث يزعم “القيم العام” ملكيته للأرض. وأضاف بدر، بأن المواطن عبد الرزاق الشيخ يملك قطعة الأرض منذ أكثر من ٥٠ عاما.

* جرائم الاستيطان والتجريف واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم:

فعلى صعيد جرائم التجريف، جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 20/8/2018، خيمة سكنية في خربة قواقويس، بالقرب من الشارع رقم (317)، في المنطقة الجنوبية الشرقية من مدينة يطا، جنوب محافظة الخليل، تعود ملكيتها للمواطن يوسف أبو عرام، وذلك بذريعة البناء غير المرخص.

وفي تاريخ 29/8/2018، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (4) بركسات مبنية من الحديد والزينكو، وأرضياتها من الباطون، في بلدة برطعة الشرقية الواقعة داخل جدار الضم (الفاصل)، جنوب غربي مدينة جنين. يستخدم أحدها مسلخا لطيور الحبش، والثلاثة الأخرى لتربية الأغنام والحيوانات والطيور اللاحمة. كما تم اقتلاع (15) عمود كهرباء مغذية للمنطقة  المذكورة.

وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، رصد باحثو المركز في الضفة الغربية خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير (12) اعتداءات نفذها المستوطنون، تركز جزء كبير منها شمال الضفة. وأسفرت تلك الاعتداءات عن إصابة (3) مواطنين، بينهم طفلان، بالحجارة وشظايا الزجاج المتطاير، وإلحاق أضرار مادية في (35) سيارة وآلية أخرى، واقتلاع وتقطيع وتكسير (535) شجرة زيتون مثمرة.

* الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

 ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي منذ نحو 12 عاماً، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه.  وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، شددت سلطات الاحتلال من حصارها على القطاع، حيث اغلقت معبر كرم ابو سالم التجاري، وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، ومنعت حركة الاستيراد والتصدير، باستثناء المواد الغذائية والادوية، فيما قلصت مساحة الصيد من 9 اميال بحرية إلى 3 اميال بحرية، الامر الذي سيؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير.  أدى الحصار الاسرائيلي منذ 12 عاماً إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

 وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

اخر الأخبار