التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة المحتلــة (19– 25 يوليو 2018)

تابعنا على:   17:48 2018-07-26

أمد/ واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي (19/7/2018 – 25/7/2018)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، استمرت تلك القوات في استخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة منذ نحو اربعة شهور، حيث سقط الالاف  ما بين قتيل وجريح، فضلا عن اعمال القصف الجوي والمدفعي للأراضي الزراعية، ومواقع تتبع لأفراد المقاومة الفلسطينية ، وسط تشديد الحصار المفروض منذ نحو 12 عاما، وملاحقة الصيادين في عرض البحر. وفي الضفة الغربية وتجلت تلك الانتهاكات أيضاً بالإمعان في الاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المسلحة المميتة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية التي جرى تنظيمها ضمن فعاليات (مسيرة العودة وكسر الحصار) في قطاع غزة، والذي يشهد للأسبوع السابع عشر على التوالي مسيرات سلمية على المنطقة الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع. ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير مدنياً فلسطينياً، فيما قضى مصابان نحبهما متأثرين بجراحهما السابقة.  وأصابت تلك القوات (124) مدنياً آخرين، بينهم (30) طفلاً، و(4) نساء، وصحفية وصحفي، ووصفت إصابة (3) منهم بالخطيرة. وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال طفلاً فلسطينياً، وأصابت (5) مدنيين آخرين، بينهم طفلان.

 ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 20/7/2018 المواطن محمد بدوان، 23 عاما، من سكان حي الزيتون، شرق مدينة غزة، أثناء مشاركته ضمن آلاف المواطنين في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق دوار ملكة، شرق حي الزيتون، شرق مدينة غزة، وذلك إثر إصابته بعيار ناري في الصدر.

 وفي تاريخ 23/7/2018، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، عن وفاة المواطن كرم عرفات، 26 عاما، من سكان عبسان الجديدة، شرق المدينة، متأثرا بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 8/6/2018. كان المواطن المذكور قد أصيب بقنبلة غاز في رأسه خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، قرب مخيم العودة في بلدة خزاعة، ووصفت حالته بالحرجة جدًا، وأدخل إلى قسم العناية الفائقة في المستشفى المذكورة، ومكث فيها إلى أن أعلن عن وفاته.

 وفي تاريخ 24/7/2018 أعلنت المصادر الطبية داخل مستشفى الإندونيسي في جباليا، شمال قطاع غزة، عن وفاة المواطن مجد عقيل، 26 عاماً، من سكان شارع السكة في جباليا، متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال مشاركته في مسيرة العودة، بتاريخ 14/5/2018.

 وفي إطار استخدامها القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين على حدود القطاع، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي (99) مدنياً، بينهم (23) طفلاً، وامرأة وصحفي وصحفية ، ووصفت إصابة (3) منهم بالخطيرة.

 وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية. نفذت  قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير (19) عملية قصف بري بالقذائف المدفعية، شرق قطاع غزة على امتداد الشريط الحدودي مع  إسرائيل.

 وعلى صعيد أعمال القصف الجوي، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي (23) غارة أخرى استهدف خلالها مجموعات من المواطنين الذي تدعي قوات الاحتلال أنهم من مطلقي البالونات الحارقة، ومواقع تدريب تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وأراضٍ خالية، أطلق خلالها (46) صاروخاً، وأسفرت عن إصابة (25) مدنياً، بينهم (7) أطفال، و(3) نساء، فيما قتل سبعة من افراد الضبط الميداني التابعين لتلك الفصائل.

 وأسفرت إحدى الغارات عن نفوق (54) رأس غنم، و(60) حمامة، و(160) دجاجة، وتدمير معدات خاصة بتربية المواشي في مزرعة تعود ملكيتها للمواطن ماجد الشيخ. تقع المزرعة على الخط الشرقي مقابل شارع الحاجة حمدة، شرق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة. كما وألحقت إحدى الغارات أضراراً مادية جزئية في متنزه قرية النخيل الخاص، غرب مخيم البريج في المحافظة الوسطى.

 وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد وتيرة اعتداءاتها ضد صيادي الأسماك الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. وخلال هذا الأسبوع رصد المركز (4) اعتداءات على الصياديين، ثلاثة منها شمال القطاع، والرابعة جنوب القطاع.

 وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 23/7/2018، وفي جريمة جديدة من جرائم استخدام القوة المسلحة المميتة ضد المدنيين الفلسطينيين، الطفل أركان مزهر، 15 عاماً، وأصابت مواطناً آخر في مخيم الدهيشة للاجئين، جنوب مدينة بيت لحم. أصيب الطفل المذكور بعيار ناري اخترق قلبه، ونفذ من ظهره.

 وفضلاً عن المصاب المشار إليه أعلاه، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير (5) مدنيين فلسطينيين، بينهم طفلان.

 * أعمال التوغل والمداهمة:

 خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (64) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (6) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها.  أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (46) مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم طفل وامرأة واحدة، في الضفة الغربية، فيما اعتقل (13) مواطناً آخرون، بينهم طفلان وامرأتان، في مدينة القدس وضواحيها.

وفي قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 19/7/2018 شرق بلدة الشوكة، شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، ونفّذت أعمال تسوية وصيانة للسياج الحدودي، والسياج الشائك اللولبي، قبل أن تعيد انتشارها داخل الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

* إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة:

 فعلى صعيد تجريف المنازل السكنية والمنشآت المدنية الأخرى، ففي تاريخ 19/7/2018، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلتي المواطنين روحي أبو ارميلة، وجهاد شوامرة، على هدم أربع شقق سكنية في حي الأشقرية في بلدة بيت حنينا، شمال مدينة القدس الشرقية المحتلة، ذاتياً، تنفيذاً لقرار المحكمة الإٍسرائيلية العليا القاضي بملكية الأرض للمستوطنين منذ عام 1974. شيدت العائلتان الشقق السكنية عام 2000 على مساحة نصف دونم تقريباً من أرض تبلغ مساحتها حوالي 3 دونمات، كانت قد اشترتها من إحدى العائلات المقدسية، وذلك قبل أن تخوضا صراعا في أروقة المحاكم الإسرائيلية لحماية الأرض والعقارات المبنية عليها. وهدمت العائلتان الشقق الأربعة على نفقتها الخاصة، وبتكلفة تقدر بثلاثين ألف شيكل إسرائيلي (نحو 8200 دولار أميركي)، ونصبت خيمتان في الجوار لتؤوي حوالي ثلاثين فردا، نصفهم تقريبا من الأطفال. 

 تاريخ 25/7/2018، جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي روضة أطفال ومركزًا نسويًا في تجمع “جبل البابا” البدوي، جنوب شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بذريعة البناء دون ترخيص. المركز والروضة عبارة عن بيوت متنقلة مبنية من “الصفيح” تبرع بها الاتحاد الأوربي لأهالي التجمع قبل شهرين، وتبلغ مساحتهما 60م2، ويتعلم في الروضة (28) طفلًا وطفلة، ويبلغ عدد العائلات القاطنة في التجمع (56) عائلة، قوامها (300) نسمة.

  وفي إطار اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي تاريخ 22/7/2018، أمّنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الحماية الكاملة لمئات المستوطنين خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية أن تلك القوات فرضت طوقا عسكريا على أبواب المسجد، وأعاقت حركة دخول المصلين المسلمين. وأفاد شهود العيان أن المستوطنين اعتدوا على المواطنين والتجار والصحفيين في سوق القطانين الملاصق للمسجد الأقصى، وقاموا بتكسير وتحطيم بعض المحال والعبث بمحتوياتها، تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية.

 * الحصار والقيود على حرية الحركة

 واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

  ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي منذ نحو 12 عاماً، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه.  وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، شددت سلطات الاحتلال من حصارها على القطاع، حيث اغلقت معبر كرم ابو سالم التجاري، وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، ومنعت حركة الاستيراد والتصدير، باستثناء المواد الغذائية، فيما قلصت مساحة الصيد من 9 اميال بحرية إلى 3 اميال بحرية، الامر الذي سيؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير.  أدى الحصار الاسرائيلي منذ 12 عاماً إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

 وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

اخر الأخبار