موحدون في وجه الصفقة وكسر الحصار

تابعنا على:   14:22 2018-07-12

تامر عوض الله

شارك آلاف الفلسطينينن في مسيرة العودة في قطاع غزة (6/7)، للجمعة الخامسة عشر للفعاليات المتواصلة منذ 30 آذار/ مارس الماضي، وجاءت المشاركة استجابة لدعوة «الهيئة الوطنية العليا» لمسيرات العودة (الديمقراطية ـــ حماس ـــ الجهاد ــــ الشعبية وقوى وشخصيات وفعاليات وطنية) التي أطلقت عليها «موحدون في وجه الصفقة وكسر الحصار»، للتأكيد على الموقف الفلسطيني في مواجهة ما بات يعرف بـ«صفقة القرن» لتصفية المسألة الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
وبلغت الفعاليات ذروتها عصر الجمعة، حين تجمع ألاف المتظاهرين الفلسطينيين في مخيمات العودة الخمس المنتشرة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48.
في الجهة المقابلة، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي من تواجده على طول الحدود مع القطاع، وأطلق الجنود الإسرائيليون المتواجدين خلف التلال والسواتر الرملية الرصاص الحي والمتفجر وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوفهم.
وقام الشبان الفلسطينيون بإشعال الإطارات المطاطية، وقام آخرون بسحب أجزاء من السلك الشائك الذي أضافه جيش الاحتلال مؤخراً لمنع تسلل الفلسطينيون إلى داخل أراضي الـ48.
إلى ذلك واصل الشبان الفلسطينيون إطلاق عشرات الطائرات الورقية المذيلة بالمواد الحارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، ما تسبب في إحداث حرائق كبيرة التهمت عشرات الدونمات والأحراش الزراعية.
وما زال جيش الاحتلال يحاول إيجاد حل لهذا الأسلوب الجديد الذي ابتكره الشبان الفلسطينيون خلال مسيرة العودة، واستخدم مؤخراً منظومة ليزرية لتتبع الطائرات والبالونات في الجو ومن ثم إسقاطها، لكنه فشل في الحد منها، مثلما فشل في اعتراضها من خلال طائراته المسيرة بالتحكم عن بعد.
ووفق آخر إحصائية نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الخسائر والأضرار الكبيرة التي تسببت بها «الطائرات الورقية» التي يطلقها الفلسطينيون على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع منذ بداية إطلاقها، قد بلعت نحو 678 حريقاً في المساحات الزراعية والغابات تسببت باحتراق ما مجموعه (9160) دونماً منها (6000) دونم محاصيل زراعية وثمار، وتسببت بخسائر مالية قدرت بمئات ملايين الشواقل. وأدت هذه الحرائق إلى تدمير ما يسمى «الغابات الأمنية» التي تعتبر بمثابة القطاع الأمني الطبيعي الذي يفصل بين غزة والمستوطنات المحاذية للقطاع.
وفي نهاية فعاليات الجمعة، أعلن الدكتور اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد المواطن محمد أبو حليمة (22عاماً) وإصابة396 بجراح مختلفة وحالات اختناق بالغاز منهم 277 تم معالجتهم ميدانياً في النقاط الطبية المنتشرة في مخيمات العودة و119 إصابة وصلت للمستشفيات منها 3 سيدات و13 طفلاً.
وأوضح القدرة، أن قوات الاحتلال تعمدت استهدف النقطة الطبية التابعة لوزارة الصحة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية والمسعفين.
ووفق آخر إحصائية حول الحصيلة الإجمالية للهجمات الإسرائيلية على المتظاهرين الفلسطينيين في مسيرة العودة منذ 30آذار/ مارس الماضي، قد ارتفعت إلى 141 شهيداً وما يقارب 16000 إصابة منها 375 إصابتهم خطيرة.
من جهتها دعت «الهيئة الوطنية العليا» لمسيرة العودة للمشاركة في فعاليات الأسبوع السادس عشر تحت عنوان« جمعة الـ100 يوم على المسيرة ودعماً ووفاءً لأهلنا بالخان الأحمر بالقدس». مؤكدة على رفض الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الوطنية والمجتمعية لما يسمى «صفقة القرن» ورفض أي مشروع ينتقص من الحقوق الثابتة على رأسها وحدة الأرض والحق الثابت بالعودة والقدس عاصمة لفلسطين. مشددة على استمرار المسيرة بأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها فك الحصار والعودة.
ورحبت الهيئة بكل الجهود المبذولة لرفع الحصار دون عزل هذه الجهود عن حقوقنا الوطنية، وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. منوهة إلى أن الحقوق الأصلية لا تقايض بأي أثمان أو حقوق سياسية.
من جانبه، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لاسيما استمرار استخدام القوة المفرطة والمميتة في مواجهة التجمعات السلمية، واستهداف المدنيين بالرصاص الحي وإيقاع الضحايا في صفوفهم، دون أن يشكلوا تهديداً أو خطراً على حياة أفراد قوات الاحتلال أو أمنهم وسلامتهم. وشدد المركز على أن استمرار الحصانة للاحتلال والإفلات من العقاب، وتشجيع الدول العظمى أسهم في استمرار وتصاعد انتهاكاته الجسيمة.
وطالب المركز بسرعة تشكيل لجنة التحقيق الدولية عملاً بقرار مجلس حقوق الإنسان في جلسته الطارئة، ومباشرة عملها على وجه السرعة. وطالب المدعي عام المحكمة الجنائية بمباشرة التحقيق في الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي تواصلها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنين العزل.
وأكد المركز على أن استمرار الحصانة يظهر تحلل المجتمع الدولي من التزاماته تجاه ضمان احترام قواعد القانون الدولي، وفي الوقت نفسه يعطي الغطاء لقوات الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة انتهاكاتها دون أن تخشى المحاسبة.
في سياق آخر، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس (5/7)، لعدة بطاريات من منظومة «القبة الحديدية» في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
ووفق الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن نشر هذه المنظومة يأتي في إطار الجاهزية العالية لمواجهة العديد من السيناريوهات المختلفة بما في ذلك منع انتهاك السيادة الإسرائيلية. في إشارة إلى إطلاق المقاومة الفلسطينية لرشقات صاروخية تجاه المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية للقطاع، في محاولة منها لتثبيت وفرض قواعد اشتباك جديدة.

اخر الأخبار