الشيخ احمد خالد بقي شامخاً متواضعاً قوياً يدافع عن فلسطين

تابعنا على:   00:03 2018-06-23

عباس الجمعة

رمل الشيخ خالد الصلح قال: 29 سنة مرّت على استشهاد من كان يؤمن "لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية" مع علمه انه مستهدف لكنه لم يتوان للحظة بتغيير مبادئه وثوابته، نعم هذه هي شيم المفتي ثابت على الحق ومناضل من أجله.

واضاف: لقد اتصف بالحكمة والرصانة في معالجة المشكلات المطروحة على الساحة الإسلامية والوطنية سواء في داخل لبنان أو خارجه، فلا يُمكن ان ننسى هذا العالم الشامخ الذي كان له مثل هذا التأثير على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والعلمية على حدا سواء.

لقد آمن المفتي رحمه الله بان لبنان بلد لجميع أبنائه وعمل على ذلك في كل المحافل الخارجية بأخلاقه الحسنة وطيب اثره ما زلنا نذكره في كل الأوقات.

وختم: كل من يستذكر اليوم 16 آيار يستذكر المفتي الشهيد حسن خالد رحمة الله عليه لقد عرفناه كتلاميذ بأزهر لبنان وكعاملين تحت رعايته فكان الأب والأخ والصديق بكل المهام التي عشناها معه في رحاب العلم ودار الفتوى.

حم الله المفتي الشهيد حسن خالد، لقد كان صفحة مشرقة من تاريخ لبنان وهو يدافع عن المسلمين واللبنانيين جميعاً وهو الذي حمل في نفس الوقت القضية الفلسطينية في قلبه وعقله، ويمكن القول ان المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد هو من بقية السلف الصالح الذي تعالى عن صغائر الأمور وبقي شامخاً متواضعاً قوياً يدافع عن بيروت وأهلها وعن لبنان ليبقى سيداً حراً عربياً مستقلاً

كان الشيخ أحمد ياسين المعجزة الماثلة أمام عيوننا، كان الحجة الدامغة أمام تقصيرنا جميعاً، كان أكثرنا صلابة وهو الواهن الضعيف المريض، كان أكثرنا حرية وهو المحاصر في سجون لا حصر لها: الجسد المشلول، والأمراض المزمنة التي لا تغادر صدره، ومعتقلات الاحتلال، والحصار المطبق كالكابوس، والخصوم الذين لم يدركوا مقدار حبه لهم، والمحبين الذين لم يفهموه، والورثة المستعجلين. كان النموذج الذي يختصر نضالنا وعذابنا وآمالنا. كان الشيخ أحمد ياسين صاحب الفضل الأول في تأسيس حركة حماس بعد عشرين عاماً من الاحتلال، كان دائماً مع المشاركة الإيجابية في النظام السياسي الفلسطيني، والحوار الأخوي البناء، والتنسيق مع القوى الفلسطينية وخصوصاً حركة فتح. دعا إلى ذلك كله في رسائله المهربة من السجن عام 1994 عند تأسيس السلطة الوطنية، وطالب بذلك بعد خروجه من السجن، وشارك في اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في غزة ليقول عمليا إن تناقض حركته مع الاحتلال لا غير، وأن اختلاف الاجتهاد مع الأخوة ليس سبباً في الفرقة والتناحر. إن إعلان حماس الأخير بمشاركتها في الانتخابات التشريعية القادمة، وتعاونها مع القيادة الفلسطينية ما هما إلا ثمرة للروح التي أشاعها الشيخ أحمد ياسين، وهو الموقف الذي يريح روحه الطاهرة في جنات الخلد. سنظل نفتقد الشيخ أحمد ياسين كأمة عربية وإسلامية، ونفتقده كشعب وسلطة وطنية وفتح وحماس وفصائل، سيفتقده الأسرى وهو شيخهم، ويفتقده الفقراء وهو حبيبهم، ويفتقده الصادقون وهو رائدهم ولسوف نجده دائماً بيننا بابتسامته الدائمة كلما وحدنا صفوفنا، وتعاونا فيما نتفق عليه، وصبرنا وتحاورنا وعذرنا فيما نختلف فيه، سوف نحس به وبروحه الراضية حينما يندحر الاحتلال عن قطاع غزة، وسوف نسمعه يهتف بنا أن نواصل الصمود والوحدة والتعاون والنضال حتى تتحرر الضفة الغريبة بكاملها ويعود الأقصى الأسير، ويومئذ يفرح المؤمنون.

وتابع قائلاً: والمفتي الشهيد حسن خالد سيبقى قيمة دينية ووطنية وعربية ما شاء الله ولا شك بان المنصفين من المؤرخين سيذكرون بكل فخر واعتزاز هذا المفتي المميز باقواله وافعاله وسلوكه وقوته وتواضعه سيذكرونه بهذه الصفات وغيرها. وقد شاءت لي إرادة الله ان اعمل بجانبه لمدة خمسة عشر عاماً فقد كان لا يخاف في الله لومة لائم ويلتقي مع الملوك والرؤساء والامراء وهو يحمل في قلبه الكبير قضية لبنان وقضية الوحدة الوطنية في لبنان وقضية الوجود الإسلامي في هذا الوطن.

واضاف: لقد استشهد المفتي حسن خالد ولم يترك شيئاً من حطام الدنيا لإسرته عاش كبيراً ومات كبيراً، وندعو الله سبحانه وتعالى ان يحشره مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ولا بدّ من تسليط الضوء على مسيرته واسلوب عمله في دار الفتوى وبقية المؤسسات التي انشأها ورعاها لنتعلم جميعاً من هذه النفس الكبيرة والظاهرة التي مرّت في تاريخ المسلمين واللبنانيين.

ذا وقد عرض المؤلف لبعض اخلاق الشيخ رحمه الله وحميد صفاته، وذكر منها خصالا عظيمة كالصمت والصبر وحرصه على الكلمة وعشقه لها، واصراره على تحقيق الاهداف السامية التي سعى اليها وهو انسان ومسؤول ومواطن، ثم انتقل المؤلف بنا الى الحديث عن المحور الثاني من محاور شخصيته، وهو الشيخ رحمه الله تعالى مسؤولا وفي حديثه هذا اشارة الى جهوده في مجال التعليم وحول تاريخ الوطن الحبيب، وعن مدى حب الشيخ حسن رحمه تعالى للمجلة العربية يقول المؤلف: «كنت احرص على بعث العدد اليه حال مجيئه من المطبعة ليس بصفته مسؤولا فقط، ولكن لاسهم في ادخال السرور الى نفسه وهو الذي يستحق ان يفرد له الانسان فضاءات واسعة وان يشرع امام قلبه بوابات الفر

مهموم بقضايا وطنه، ومشفق على شباب امته، ومعني بسماحة عقيدته التي شابها الكثير من اعدائها ومن بعض ابنائها معا، كان يستشعر رحمه الله ان الكتابة امانة ومسؤولية ورسالة، تحس وانت تقرأ له انه يعيش في ظلال قول ربه «ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد».

كان السيد فضل الله نموذجا نادرا،وقامة عالية من قامات العلم والفكر المستنير،والرأي الحكيم الرشيد،ومحورا للوحدة الإسلامية،وسندا وظهيرا للمقاومة وأهلها؛وقد تجاوز السيد فضل الله،رحمه الله رحمة واسعة،ضيق المذهب إلى سعة الدين والمعتقد،وحدود الحزب أو الإطار أو المجموعة إلى أفق الأمة وكيانها الرحب،وأثبت بمواقفه الشهيرة ألا خير في هذه الأمة ما لم تقفز فوق خلافاتها وأن تنظر إلى التاريخ للتعلم والاعتبار وليس للتناكف والاقتتال.

حل الفارس الذي وضع سيفه على عاتقه، وروحه على كفه، ممتطيا صهوة الحق، وخاض الغمار في مواجهة الظلم والجهل والتعصب.

رحل الفارس الذي حلّق في سماء المعالى حتى حسده من أخلد إلى الأرض، ومتسافل الدرجات يحسد من علا.

رحل يا من كان يسيح في الأرض ويبشر برسالة المحبة والسلام حتى أحبه المسيحي وظنه مسيحيا.

رحل من كان يتمثل سنن الأنبياء، ويسير على نهج جده المصطفى (ص) فأحبه المسلم حتى ظنه نبويا.

رحل من كان يملك صلابة علي (ع) وصبره. وحلم الحسن (ع)، وإقدام الحسين (ع).

رحل الفارس القائد، ولبّى نداء ربه، وعاد إليه راضيا مرضيا.

نعم، لقد آن لهذا الفارس أن يترجل، وآن لهذا المحارب أن يستريح.

ويجب أن نتذكر رقته – في حين تفاخر نظرائه وأنداده بالشدة – حيث دعا إلى السلام والوئام والتعايش مع الآخر .. فقال الشعر وتحدث عن المسرح والغناء في سلاسة ومحبة .

وفي نفس الآوان تصدى بحزم للعربدة والظلم والطغيان سواء الداخلي أو الخارجي المتمثل في الامبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية وكيانها العنصري في فلسطين السليبة التي أحبها ولم ينساها حتى أخر لحظة من عمره المعطى.

رحل عنا السيد فضل الله ولكن سيبقى معنا تراثه الذي سيحيى بيننا ما حيينا.. رحل بعد أن قال كلمته فى جيله .. وختم أمانته التى أملاها عليه ضميره .. ورفع راية العلم والإيمان ..

ولأن التنوع ضرورة لأي مذهب إو طائفة، ولا نريد أن نختزل في صورة نمطية واحدة، فنحن جزء من هذا التنوع. والسيد مياها راكدة، وسوف تعرف قيمته بعد افتقاده، ومنبع الحاجة أن السيد كان جسرا للآخر، ويمثل مظلة للجميع.

وكان السيد وحدويا بحق وفي عمقه كان داعية للوحدة، لا من اجل أن يعترف الآخر بإسلامه، بل كان يؤلمه أن يرى المسلمين متفرقين. كان يحب فلسطين فهو وارث مدرسة إبتداء بالشهيد الأول وشرف الدين وموسى الصدر ومحسن الأمين، وهي مدرسة وحدوية.

قيل عنه أن عاش للناس ومن أجلهم، كان يصلي بهم ويزور ضعفاءهم. أعطاهم فرصة مختلفة عن بقية المراجع، عاش للناس وقترب منهم، كان حقا يعيش معهم، وكانوا جزء من برنامجه اليومي.

السيد كان مجددا، ولا يمكن أن يكون المجدد مجددا إلا إذا كان صاحب قضية ومتصلا بالشأن العام. كان مجاهدا وتعرض للمخاطر ومحاولات الاغتيال، وكان مطلعا على الواقع وعلى فكر الآخر.

أفكار السيد كانت موجودة لدى غيره، ولكنهم لم يكونوا يملكون الجرأة على الافصاح بها. وما حدث للسيد كان قد حدث لمن قبله مثل السيد محسن الأمين.

السيد صنع مظلة حامية للمقاومة والعاملين في الحركة الإسلامية، وأشعر أن هذه المظلة تقلصت بوفاته.

اخر الأخبار