مركز حقوقي: قوات الاحتلال تستهدف الطواقم الطبية بشكل مباشر وتعرقل عملية إخلاء الجرحى

تابعنا على:   17:26 2018-04-24

أمد/ غزة: قال مركز الميزان لحقوق الإنسان  في بيانا له وصل أمد لعلام نسخة منه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ولا سيما المتظاهرين السلميين المشاركين في المسيرات السلمية بالقرب من حدود الفصل الشرقية لمحافظات القطاع.

وأضاف المركز أن استهداف أفراد الخدمات الطبية، ووسائط النقل الطبي، ومواقع الاستشفاء ومراكز الرعاية الميدانية، شكل طابعاً تميز به سلوك قوات الاحتلال على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.

ونوه  المركز أن قوات الاحتلال تتعمد إيقاع الإصابات في صفوف أفراد الطواقم الطبية من خلال إطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاههم، مما أوقع عشرات الاصابات والخسائر في المعدات وعرقلة عملية اسعاف الجرحى.

واستنكر المركز استهداف أفراد الخدمات الطبية، وطالب المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفاعل لوقف الانتهاكات وضمان احترام دولة الاحتلال لالتزاماتها وتوفير الحماية للمدنيين.

ووفقاً لأعمال الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على طول الحدود الشرقية لمحافظات قطاع غزة، أطلقت النار تجاه أفراد الخدمات الطبية، واستهدفت النقاط الطبية الميدانية، وسيارات الإسعاف منذ بدء تظاهرات مسيرات العودة بتاريخ 30/3/2018م، بالرغم من الشارات الواضحة التي تظهر طبيعة عمل هذه الطواقم، ليرتفع بذلك عدد الجرحى والمصابين من بين أفراد الطواقم الطبية منذ بدء الفعاليات السلمية وحتى صدور البيان إلى (79) مسعفاً، من بينهم (5) استهدفوا بالرصاص الحي، كما تضررت (20) سيارة إسعاف مخصصة لعمليات نقل الجرحى من الميدان بشكل جزئي.

وفي هذا السياق صرَّح المسعف عبد الرزاق ابراهيم اجميعان أبو عاذرة (35 عاماً)، ويعمل مسعفاً متطوعاً في الهلال الأحمر الفلسطيني بإفادة لمركز الميزان جاء فيها "... عند حوالي الساعة 14:30 من مساء يوم الجمعة الموافق 6/4/2018، وأثناء عملي في نقل المصابين شرق مدينة رفح، وبينما كنت أنا وزملائي نسعف عدداً ممن أصيبوا بحالات إغماء جراء استنشاق الغاز بالقرب من شارع (جكر) غرب حدود الفصل، نقلنا بعضهم إلى داخل سيارة الإسعاف، وبعد انتهائي وبمجرد صعودي على متن سيارة الإسعاف شعرت بألم شديد وحرقة في ساقي اليمنى، ووضعت يدي مكان الألم الذي كان خلف ركبتي اليمنى، فشعرت بالدماء تنزف بغزارة، فضغطت بيدي على الجرح وبقوة، وأخبرت زميلي موسى عبيد سائق الإسعاف بأنني أصبت، ولا أستطيع التعامل مع المصابين، وبدوره انطلق بسيارة الإسعاف مسرعاً حتى وصلنا للمستشفى الميداني، ومن هناك حولت إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، حيث أخرج الأطباء شظية من ساقي، وبعدها حوُّلت إلى مستشفى الهلال الأحمر في خانيونس.

كما أفاد المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عماد صلاح طالب البحيصي (34 عاماً) لمركز الميزان بأنه "... عند حوالي الساعة 17:15 مساء يوم الاثنين الموافق 9/4/2018، بينما كنت بداخل سيارة الإسعاف غرب الشارع المعروف باسم (جكر) شرق مخيم البريج وأقوم بمهمة اخلاء الجرحى، فجأة سمعت صوت أعيرة نارية وشعرت بألم شديد في ساقي اليمنى، وعلى الفور أجرى لي زملائي الإسعافات الأولية ونقلوني إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ومن ثم حولت إلى مستشفى القدس بغزة، وأخبرني الأطباء بأني بحاجة إلى عملية جراحية في الأوعية الدموية حيث يوجد قطع في الوريد بالساق الأيمن.

هذا ولم تتوقف معاناة أفراد الطواقم الطبية في قطاع غزة عند هذا الحد، بل تضاعفت التحديات أمامهم لاسيما في ظل شح الإمكانيات، حيث أفادت مصادر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت دخول معدات الحماية، والكمامات الواقية من الغازات إلى قطاع غزة، مما ضاعف من خطورة عملهم وشكل عائقاً جديداً أمام تنفيذ مهامهم الإنسانية في إخلاء الجرحى والمصابين، في ظل كثافة الأعيرة النارية وقنابل الغاز. كما شكّل ضُعف خدمة الاتصالات الأرضية والخلوية بسبب عمليات التشويش المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الحدودية تحديّاً إضافياً يعوّق عمليات التنسيق لإخلاء الجرحى، علاوة على صعوبة تضاريس الأرض ووعورة الطرق.

وأعرب المركز عن استنكاره إزاء تكرار استهداف العاملين في الخدمات الطبية وسيارات الاسعاف، بالرغم من التزامهم بالحيادة الطبية، فإنه يؤكد أن عمليات الاستهداف كانت في وضح النهار ودون وجود عائق يحجب الرؤية، وأن الطواقم الطبية كانت تميزها شاراتها، ما يثبت تعمد قوات الاحتلال إيقاع الخسائر بهم وعرقلة عملهم.

وذكر المركز بأن اتفاقية جنيف الرابعة لعام (1949م) المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب، حرصت على توفير الحماية الخاصة لعمليات إجلاء الجرحى ونقلهم من الميدان، ووفرت الحماية الخاصة للأشخاص المسؤولين عن تقديم الرعاية البدنية والمعنوية لاسيما الأفراد العاملين في الخدمة الطبية، وحظرت التعرض لهما أو استهدافهما، كما أولت عناية واهتماماً خاصين بالأوضاع الصحية عموماً في الأراضي المحتلة، وبأوضاع الجرحى والمصابين والمرضى على وجه الخصوص.

وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة من شأنها وقف استهداف المدنيين بما فيهم أفراد الطواقم الطبية من خلال الضغط على سلطات الاحتلال لاحترام وتنفيذ الالتزامات الناشئة عن القانون الدولي الإنساني، والوفاء بالالتزامات القانونية تجاه ضمان احترام مباديْ وقواعد القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، من خلال تفعيل أدوات المحاسبة وملاحقة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي.

 كما دعا المركز الوكالات والمنظمات ذات العلاقة إلى تقديم أشكال الدعم والإسناد لقطاع الصحة الفلسطيني ليتمكن من تقديم الخدمات الصحية للجرحى والمصابين والمرضى، وضمان وصول الجرحى والمرضى إلى مستشفياتهم.

 

 

اخر الأخبار