ابو الأديب .. أيقونة العمل النضالي الفلسطيني المستمرة

تابعنا على:   17:14 2018-04-24

عبدالحميد قرمان

ما زلت أتذكر ذلك اليوم في نهاية شتاء العام 2006 ، عندما قابلت القامة الوطنية وأيقونة العمل الدبلوماسي البرلماني الفلسطيني ، الاب الكبير " ابو الأديب – سليم الزعنون" ، عندما احتضني وساعدني لاكمال دراستي الجامعية ، فسمح لي بالعمل في المجلس الوطني الفلسطيني ، هذه المؤسسة البرلمانية الفلسطينية الكبيرة باسمها ، والعريقة بتاريخها ، فهي ليست أحدى مؤسسات منظمة التحرير فقط والتي تُعنى برسم سياسات واستراتيجيات المنظمة ، بل هي قائدة العمل الدبلوماسي البرلماني الفلسطيني ، ولها مكانة متقدمة في الكثير من المحافل البرلمانية الدولية والاقليمية والعربية .

وهذا الامر .. جاء نتيجة عمل دؤوب قاده ويقوده وسيقوده "ابو الأديب" ، فهذا ليس مقال للمدح او التملق للرجل ، بقدر نقل الحقيقة الى الجيل الشاب الذي انتمي له ، وبان هنالك رجالا قادوا القضية الفلسطينية من خيمة لاجئ الى أكبر وأهم المؤسسات الدولية ، وحموا القضية من صعاب ومخاطر شتى ، واستطاعوا بفضل وسائل كثيرة لتثبيت الحق الفلسطيني بارضه ووطنه رغم بطش الاحتلال وقمعه وامكانياته الكبيرة ، ولولا هؤلاء الرجال والذين على رأسهم ابو الأديب ، لكانت فلسطين وقضيتها اندثرت منذ زمن .

وهنا عليّ ان أمر على وسيلة نضالية لها اهمية كبيرة في العمل النضالي الفلسطيني ، وهي الدبلوماسية البرلمانية الفلسطينية ، والتي قادها المجلس الوطني بفضل حكمة و قدرة "ابو الأديب" على العطاء وبذل النفيس والرخيص من أجل تثبيت حقوق شعبنا الفلسطيني في دولته وعودته وحقوقه الانسانية ، في الكثير من المحافل والاتحادات البرلمانية الدولية والاقليمية .

ولا بد لي هنا .. وللتاريخ المستمر في كتاب نضالنا الفلسطيني ، ان اذكر أمرين هامين ، وليسا على سبيل الحصر ، الأول : ان للاخ " ابو الأديب" من الفضل .. من خلال مساهماته واتصالاته في اعادة العلاقات مع دولة الكويت الشقيقة ،والتي كان نتيجتها ، ازالة الخلاف بيننا ، لنرى اسد البرلمان الكويتي ، ورئيس مجلس الامة الكويتي ، الاخ مرزوق الغانم يطرد المندوب الاسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي ، وهو ماكان له مآثره وحسناته في الدبلوماسية البرلمانية العربية والفلسطينية ، واعاد بريق وأهمية العمل البرلماني على الساحة الفلسطينية .

والأمر الثاني : استطاع " ابو الأديب" تحييد المجلس الوطني عن الانقسام الداخلي الذي تشهده الساحة السياسة الفلسطينية ، وهو ما يشهد له الخصوم قبل الاصدقاء ، فلم ينجر المجلس للمهاترات الفصائلية او مراهقات البعض السياسية ، بل حمى الشرعية في كثير من المفاصل الهامة في قضيتنا الفلسطينية من خلال القانون والنظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وبقي ثابتا بان المجلس هو بيت الكل الفلسطيني ، وابوابه مشرعة لجميع ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا ، فلا كبير على الشعب الفلسطيني ومؤسساته ، ولا مصلحة فوق مصلحة الشعب الفلسطيني .

ابي .. " ابو الأديب " .. ونحن في عشية انعقاد المجلس الوطني في الوطن ، شكرا لك على الكثير من الامور التي لم استطع ذكرها ، ولكن يعلمها الله ، وكأبن لك .. أقول سر بنا مع اخوانك ورئيسنا الى فلسطين المستقلة .. فما زال الطريق طويلا والمعارك مستمرة على اكثر من صعيد ، فنحن بحاجة الى حكمتك.

سر لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني باقامة دولته ..

سر .. ونحن خلفك..

وكن لنا كما كنت وستبقى أيقونة العمل النضالي الفلسطيني ..

يا ابا الدبلوماسية البرلمانية الفلسطينية ..

اخر الأخبار